الممثل محمد الشوبي: ليس للحزب الحاكم في المغرب مشروع ثقافي أو فني
27/08/2014 | 7:04 ص 0 comments
الرباط ـ «القدس العربي»:محمد الشوبي ممثل وفاعل جمعوي مغربي، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، اشتغل في العديد من الأعمال الدرامية والتاريخية المغربية والعربية، فضلا عن مشاركته في أعمال أجنبية. اشتهر الشوبي المعروف بأفكاره اليسارية والحداثية والتقدمية، من خلال العديد من المسرحيات التي جمعته برموز المسرح المغربي.
الممثل محمد الشوبي: ليس للحزب الحاكم في المغرب مشروع ثقافي أو فنيطالب بتدخل العاهل المغربي لحماية حقوق المبدعين
توفيق أبو آية
August 26, 2014
الرباط ـ «القدس العربي»:محمد الشوبي ممثل وفاعل جمعوي مغربي، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، اشتغل في العديد من الأعمال الدرامية والتاريخية المغربية والعربية، فضلا عن مشاركته في أعمال أجنبية. اشتهر الشوبي المعروف بأفكاره اليسارية والحداثية والتقدمية، من خلال العديد من المسرحيات التي جمعته برموز المسرح المغربي.ولا يتردد الشوبي، من خلال الجمعيات والهيئات المهنية والحقوقية المنتمي إليها، في الإعلان عن مواقفه كلما تعلق الأمر بمنظومة الحريات والحقوق الكونية.في حواره مع «القدس العربي»، يبرز الممثل المغربي محمد الشوبي بعضا من تصوراته ورؤيته لواقع ومستقبل الفن والإبداع في المغرب.ـ باعتبارك ممثلا ومثقفا وعضوا في جمعيات مهتمة بالقطاع السمعي البصري المغربية، كيف تقيم مردودية الإنتاجات التلفزيونية الرمضانية؟* لقد تبين لنا كمتخصصين في مجال الدراما في المغرب أنه وبعد كل هذه السنوات، أن الإنتاج الرمضاني هو مجرد ورطة لكل الفنانين وذر الرماد في العيون بالنسبة للإنتاج الفني، وأن الأعمال التلفزيونية التي لاقت نجاحا مبهرا هي المسلسلات الدرامية التي تتوفر على الحبكة الدرامية الرصينة والحكي المحبوك، فالمغاربة جمهور ذكي لا يجب الضحك عليه بما يسمى «سيتكومات» و»كابسولات» تعتبر ترفيهية، وهي في الحقيقة تضبيعية وتحقيرية للمغاربة لهجة وشخصية وسلوكا.
التطفل قتل الدراما المغربية
- إذن، في نظرك، ما هي الإكراهات الحقيقية التي تواجه الإنتاج الدرامي المغربي وتحول دون تطوره؟* الإكراه الأول الذي يواجه الإنتاج الدرامي هو التطفل والترامي والمحسوبية الإدارية ، فالتطفل قتل كل الجوانب المضيئة في الدراما الوطنية فلا الكاتب كاتبا، ولا «الكوتش» كوتش، ولا المخرج مخرجا، ما أصبحت معه ثلة قليلة تعمل بجد ومسؤولية ذائبة في هذا القهر الدرامي. والترامي على الإنتاج وضع المبدعين الحقيقيين في أزمات مع الإبداع ومع أنفسهم، فالضرورة تفرض على المبدع العمل، لكن الشروط الحالية إما تمنعه فيبقى عاطلا، وإما يقبل فيسقط في الإسفاف والرداءة، وكل هذا تجمعه المحسوبية الإدارية التي اعتقد وزير الاتصال أنه سيقضي عليها، في حين كرسها بدفاتر التحملات التي زادت الطين بلة.كيف يمكن بنظرك حماية حقوق المبدع والممثل على وجه الخصوص داخل منظومة الإنتاج؟* الممثل والمبدع المغربي يمكن حمايته من هذه الفوضى الانتاجية بإرادة ملكية تضفي على حرف ومهن الإبداع صورة الهيئة المهنية. لقد جربنا كل السبل منذ أن وجه الراحل الحسن الثاني الرسالة الشهيرة التي تحتوي على واحد بالمائة من ميزانية الجماعات المحلية (المجالس البلدية والريفية)، والى التوجيه الدستوري بخصوص الثقافة في عهد الملك محمد السادس، فالدولة منفصمة في تكوينها القانوني، هناك دستور يقول شيئا، وهناك واقع الدولة والحكومة خصوصا، يفعل شيئا آخر، ومن هنا نناشد الملك بحماية المبدعين كما قلت بخلق هيئة مهنية تضم الجميع وتقطع الطريق على المتطفلين والمترامين.
غياب استراتيجية ثقافية
- أعدت الحكومة المغربية الحالية دفاتر تحملات جديدة (نصوص التزامات) للقنوات العمومية أريد بها تكريس الحكامة وتعزيز التنافس، ما هو تقييمك لهذه الإجراءات؟ * الحكومة لحد اليوم تراوغ بمجموعة مما تسميه «إصلاحات»، لأنها لو كانت لها النية في الإصلاح الجذري لوضعت استراتيجية ثقافية تورط كل القطاعات الحكومية التي لها دخل في هذا الشأن، فأين نحن من السياحة الثقافية؟ باستثناء ملتقى أصيلة ومهرجان مراكش الذي يتصدى له الجناح الدعوي للحزب الأغلبي، وأين نحن من الصناعة والتوزيع التجاري للمصنوعات الفنية من كتاب وأفلام ومسرحيات وغيرها؟ وأين نحن من البنيات التحتية من قاعات ومسارح كبرى في كل المدن المغربية دون استثناء ومن نقل ولوجيستيك حرفي لكل مثقفينا وفنانينا؟ وأين نحن من البنيات الأساسية في التربية والتعليم والتكوين في المجالات الفنية؟ نحن نعيش فقرا مدقعا في كل ماهو استراتيجي بنيوي، من التكوين البشري إلى إقناع الجماهير. لقد كسرت سياسة ادريس البصري (وزير داخلية راحل) كل القناطر التي كانت تقرب المثقف والفنان من الجمهور، وخلقت فنانين متسولين «همايزية» (سماسرة) وأغرقت السوق بهم ، وقهرت كل الفنانين الحقيقيين.ـ وهل هناك تخوفات من المشروع الثقافي والإعلامي لحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة في المغرب؟ وكيف تقيم تفاعل المثقف المغربي معه؟* «العدالة والتنمية» لا مشروعَ ثقافيا لها، فكل خطاباته تصب نحو مفاهيم التخليق من الناحية السلوكية للفنان والمثقف، لكن العمل على مشروع ثقافي كبير، فهذا ليس ديدنهم، فهم يخلقون الضجة على فيلم، ويتركون السينما، بل يذهبون إلى ما يمكنه أن يجرم الفنان ويحاربه شعبيا وينبذه ويعزل في خانة المنحرف. هذا ما أتقنه حزب العدالة والتنمية منذ دخوله غمار الانتخابات، وقبل أن يتحول من حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، إلى أن صار يحمل التسمية الأخيرة. فأجنحة هذا الحزب ليست واضحة في موقفها من الفن عموما.
إقالة متسرعة
أعلنت الحكومة عن تغيير مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين الصايل المعروف بمواقفه المناصرة لقيم الحداثة والتنوير، ما هو موقفك من هذا الإجراء؟* كان قرارا متسرعا، ويمكن أن يندرج فيما أسلفته، كون ليس هناك مشروع ثقافي فني إبداعي لهذا الحزب، لأنه لو كان له ذلك لما سرع بإقالة أستاذ كبير وشيخ جليل للحداثة ورجل دولة مثقف كبير، يملك صنعة القرار الاستراتيجي فيما هو فني، وذلك بسرعة خيالية دون أن يكون بين أو نصب عينيه رجل أو امرأة في حجم نور الدين الصايل ، فمهما كان المرشح، فإنه سيكون ضحية اختياره من طرف حكومة متسرعة، وسيعاني كثيرا قبل أن يستقر على كرسي مجال استراتيجي وحيوي كهذا المجال السينمائي - في نظرك ما الذي يبرر عزوف المثقف المغربي عن الفعل الإبداعي الدرامي والسينمائي المغربي؟* كل هذه العوامل التي ذكرتها سابقاً تؤدي بنا إلى شيء واحد، إما القبول بوضع رديء والتطبيع مع الرداءة، إما العزوف التام، وكثير من المثقفين والمبدعين حاولوا العودة، ولكن نقول «لقد غادر الشعراء كل متردم» وأعتذر لعنترة على هذا التحوير .- بناء على هذه المؤشرات، كيف ترسم مستقبل الإعلام والسينما المغربية في السنوات القادمة؟* المستقبل هو في تحمل الدولة مسؤوليتها تجاه الثقافة والمثقف عموما، واعتبارها ركنا حضاريا بدونه يعم الجهل والرأي الواحد والتخلف والذوق الفاسد، وذلك بتفعيل الدستور وخلق الهيئات والمؤسسات ووضع استراتيجية عامة لمجال الإبداع تتدخل فيه جميع القطاعات الحكومية والمؤسسات الغير حكومية ، والقطاع الخاص، وإن الله لا يجازي عن النيات بقدر ما يجزي عن الاجتهاد ، فمن اجتهد وأصاب، له أجران، ومن لم يصب له أجر ، لكن المهم هو الاجتهاد، فلن نقبل أن يأتي أحدهم يوما ويقول لنا كانت نياتنا حسنة، وهو لم يجتهد.
توفيق أبو آية
Share on Facebook
Print This Post
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
ستاندرد اند بورز تعدل النظرة المستقبلية للمغرب إلى إيجابية سكاي نيوز عربية
عدلت وكالة "ستاندرد آند بورز" النظرة المستقبلية للمغرب إلى إيجابية، وذلك على خلفية تحسن مسار الإصلاح الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، بجانب إصلاح الميزانية.
السلطات الفرنسية تجرد مغربيا مدانا بالإرهاب من جنسيته الفرنسية وترحله إلى المغرب
قامت السلطات الفرنسية بترحيل المغربي رشيد أيت الحاج الذي تمت إدانته في العام 2007 بالإرهاب وجُرّد من الجنسية الفرنسية، إلى المغرب، وفق ما أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان على منصة إكس. فيما اعتبرت…
موعد أذان مغرب السبت 20 رمضان 2024.. ودعاء النبي عند الإفطار مصراوى
موعد أذان مغرب السبت 20 رمضان 2024 ودعاء النبي عند الإفطار | مصراوى
أحلام البنات 2 يحقق أرقاما قياسية في المغرب
حقق مسلسل أحلام البنات نتائج متقدمة مع بدء الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، حيث تصدر مسلسل أحلام بنات الموسم الثاني نتائج الإحصاءات في المغرب منافسا
إيطاليا تعول على الشراكة مع المغرب للدفع بخطة ماتي في أفريقيا
نائب وزير الشؤون الخارجية الإيطالي: المغرب يتمتع بمستوى كبير من التنمية ويمتلك الإمكانيات اللازمة للاضطلاع بدور القاطرة والنموذج للدول الأخرى.
موعد أذان المغرب في السعودية اليوم السبت 16-3-2024 - أخبار العالم -
في اليوم السادس من أيام شهر رمضان المعظم، يعد موعد أذان المغرب في السعودية اليوم السبت 16-3-2024، من أبرز ما يبحث عنه البعض، من أجل تنظيم مواعيده.
موعد آذان المغرب اليوم السبت 6 رمضان 2024 في القاهرة.. ومدة الصيام
يستعرض الدستور للقراء موعد آذان المغرب اليوم السبت 6 رمضان 2024 في القاهرة.. وعدد ساعات الاصيام هذا اليوم وفقا للإمساكية
الممثل محمد الشوبي: ليس للحزب الحاكم في المغرب مشروع ثقافي أو فني اخبار المغرب الرباط ـ «القدس العربي»:محمد الشوبي ممثل وفاعل جمعوي مغربي، خريج المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، اشتغل في العديد من الأعمال الدرامية والتاريخية المغربية والعربية، فضلا عن مشاركته في أعمال أجنبية. اشتهر الشوبي المعروف بأفكاره اليسارية والحداثي
التعليقات علي الممثل محمد الشوبي: ليس للحزب الحاكم في المغرب مشروع ثقافي أو فني