الموضوعات تأتيك من 15761 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

مصطفى النجار :: :: نسخة الموبايل

10/10/2014 | 5:47 م 0 comments
 مصطفى النجار

        ::  :: نسخة الموبايل

مصطفى النجار مصطفى النجار السعودية وبناء نظام إقليمى جديد الجمعة 10 أكتوبر 2014 - 8:30 ص

لا يمكن إنكار أن مركز اتخاذ القرار العربى صار يمر أولا من المملكة السعودية ثم يتحول إلى مواقف وسياسات تنتهجها بقية الدول العربية خاصة عقب اندلاع ثورات الربيع العربى، حيث لم تعد السعودية تعتبر نفسها مسئولة عن منطقة الخليج فحسب بل عن المنطقة العربية بشكل عام. وتجسدت المواجهة فى خطرين أساسيين يمثلان للسعودية التحدى الذى يجب استيعابه والتعامل معه بكل الاستراتيجيات الممكنة، الخطر الأول هو الخطر الإيرانى بمساحات النفوذ الشيعية ومناطق المواجهة السنية ــ الشيعية المباشرة مثل اليمن والبحرين والعراق، والخطر الثانى هو الإسلام السياسى وعلى رأسه تتربع جماعة الإخوان التى كان إقصاؤها عن الحكم فى مصر مبعث اطمئنان للإدارة السعودية التى لم تتفاءل ولم تتحمس للثورات العربية وتعاملت معها بمنتهى القلق والتحفز. وزادت حالة الاستهجان تجاهها عقب وصول الإخوان لسدة الحكم فى مصر وتمدد نفوذهم فى بلدان عربية أخرى.

المملكة السعودية تتعامل مع النموذج الإخوانى مثل تعاملها مع الخطر الإيرانى، بل أحيانا ترى أن خطر المشروع الإخوانى يجب مواجهته قبل الخطر الشيعى الإيرانى. ولعل صمت النظام السعودى الغريب عن سقوط صنعاء فى يد الحوثيين بهذه السهولة دلالة جازمة على رغبة المملكة فى إضعاف وإنهاء النفوذ الاخوانى باليمن المتمثل فى آل الاحمر بامتدادتهم داخل الجيش اليمنى ومؤسسات الدولة. وإذا قارنت بين التدخل السعودى السابق فى البحرين لتمكين النظام السنى ومساندته ستدرك الفارق بين المشهدين.

•••

يرى البعض أن النظام السعودى يلعب بالنار فى إدارة الملفات العربية المختلفة وأهمها الملف السورى والعراقى الذى أفرز ظاهرة ( داعش ) التى صارت خطرا حقيقيا يتهدد الجميع وعلى امتداده المشهد الليبى لكن الحقيقة أنه لا يمكن تحميل المملكة السعودية وحدها مسئولية المشهد الراهن فى سوريا والعراق وليبيا فقد كانت هناك أطراف إقليمية أخرى مثل تركيا وقطر والامارات يلعبون أدوارا غاية فى الخطورة فى نفس الملفات بالتوازى مع الدور الدولى لأمريكا وحلفائها الغربيين الذين يدل تعاملهم الحالى والماضى مع نظام بشار الأسد ونظام المالكى بالعراق كمثال للعبث بالمنطقة وتأجيج الصراع والإبقاء عليه بلا حسم ثم الظهور مرة أخرى فى مشهد المخلص الذى سيتقدم لإنقاذ المنطقة من الارهاب بعد أن تتحمل الأنظمة العربية الفاتورة.

ثلاث سنوات ونظام بشار يقتل عشرات الآلاف من السوريين أمام مرأى أمريكا وبصر العالم لكنهم لم يتحركوا إلا الآن، ليس لإسقاط نظام بشار ووقف المجازر ضد شعبه بل ضد داعش فقط أحد أخطر المجموعات التكفيرية التى تقتل فى الجميع باسم الدين. زلزال داعش حفز أمريكا على بناء حشد وتحالف دولى تحركاته حتى الآن غير مفهومة وموقفه مما يحدث فى مدينة عين العرب ( كوبانى ) السورية الكردية الواقعة على الحدود التركية، وتحركه البطيء لإيقاف الغزو الداعشى يثير كثيرا من علامات الاستفهام حول الرغبة فى توريط تركيا فى حرب برية لا تريد أنقرة خوضها قبل أن تضمن أن نتائج الحرب التى ستشارك فيها حيث تريد إسقاط بشار وضمان مساحات نفوذها فى سوريا الجديدة.

كل هذا ينعكس على الموقف السعودى الذى يحاول الآن إعادة بناء النظام العربى المتآكل منذ غزو الكويت. المشكلة أن النظام السعودى يعتقد أنه يمكنه بناء النظام الإقليمى الجديد بنفس المرتكزات السابقة التى أدت لانهيار هذا النظام واندلاع موجات ثورية فى عدد من أهم بلدانه، خمسة مرتكزات واهية يجب الإشارة إليها لأنها ستكون كافية لسقوط أى نظام إقليمى عربى جديد، أولا: توهم أن موجات المد الثورى قد انحسرت للأبد بعد تعثر ثورات الربيع العربى وإجهاض بعضها، ثانيا: المبالغة فى قمع وحصار وشيطنة مشروع الإسلام السياسى المعتدل نسبيا والذى سيكون بديله مشاريع أكثر راديكالية وعنفا واستعدادا للتكفير وممارسة القتل، ثالثا: الاعتماد فقط على فزاعة الخطر الشيعى والإرهاب وأحاديث المؤامرات الخارجية دون تنمية الانتماء الداخلى لدى الشعوب وترسيخ ثقتها فى أنظمتها الحاكمة، رابعا: عدم إدراك المتغير الجيلى الشبابى الذى يضرب المنطقة العربية بعنف ويدق أبواب التغيير، خامسا: التعامل مع داعش كمجرد تنظيم ينتهى بالقضاء عليه عسكريا وليس فكر يتمدد وينتشر ويكتسب مزيدا من المؤيدين.

•••

إذا كان النظام السعودى يريد إنقاذ العرب وبناء نظام عربى جديد متماسك فأولى الخطوات أن يدرك أن التماسك الداخلى وإصلاح البيت من الداخل هو الأولوية القصوى التى تقوم عليها كل الأسس التالية. لذلك فدعم الديمقراطية وتطوير نظم الحكم بالمنطقة لم يعد خيارا يمكن تفاديه أو تأجيله، بل إن دعم أنظمة استبدادية يعجل بموجة جديدة من الانفجار الإقليمى لن يمكن السيطرة عليها واستيعابها مثل موجات الربيع العربى السابق، أما الخطوة الثانية فتجديد الخطاب الدينى ليغلق الباب أمام موجات تكفيرية قادمة أشد عنفا وخطرا عبر تفكيك هذا الخطاب الذى يعتمد فى أغلب حيثياته على موروثات متشددة منغلقة تسىء فهم الدين، والخطوة الثالثة احترام عقلية جيل الشباب العربى الذى لن يدخل بيت الطاعة لأى سلطة سياسية أو دينية أو روحية.

هل تنجح السعودية فيما فشل فيه غيرها؟ هل نرى خطوات غير تقليدية وجريئة تمهد لبناء نظام عربى قوى؟ هل نعيد إنتاج الماضى ونحصد نفس علقمه ومرارته؟ الأيام كاشفة.

العودة الى مصطفى النجار »
زيارة الموضوع الاصلي
مصطفى النجار :: :: نسخة الموبايل
  • المصدر http://www.shorouknews.com/mobile/columns/view.aspx?cdate=10102014&id=bee90f32-5f2e-48d9-8b63-09ea4fa72399 بوابة الشروق
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
14/08/2024 | 12:05 م

اتحاد الغرف السعودية يعلق على تمديد تحمل الدولة المقابل المالي للعمالة الوافدة - معلومات مباشر

الرياض – مباشر: علق اتحاد الغرف السعودية على قرار مجلس الوزراء بتمديد مدة تحمل الدولة المقابل المالي على العمالة الوافدة عن المنشآت الصناعية المرخص لها بموجب ترخيص صناعي. وقال اتحاد الغرف السعودية، اليوم الأربعاء، نيابة عن القطاع الصناعي واللجنة …

اتحاد الغرف السعودية يعلق على تمديد تحمل الدولة المقابل المالي للعمالة الوافدة - معلومات مباشر
14/08/2024 | 12:05 م

وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان أوضاع غزة

ناقش الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، مع نظيره البريطاني ديفيد لامي، المستجدات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الأوضاع بقطاع غزة.

وزيرا خارجية السعودية وبريطانيا يناقشان أوضاع غزة
14/08/2024 | 12:05 م

السعودية تتصدر سوق الاكتتابات بالشرق الأوسط في الربع الثاني بقيمة 1.6 مليار دولار - Economy Plus

تصدر السوق المالية السعودية، سوق الاكتتابات العامة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بعدد 11 اكتتابا، في الربع الثاني من العام الجاري، بلغت قيمته الإجمالية 1.6 مليار دولار، بحسب تقرير صادر عن شركة إرنست آند يونغ.ضضصثضصسششء

السعودية تتصدر سوق الاكتتابات بالشرق الأوسط في الربع الثاني بقيمة 1.6 مليار دولار - Economy Plus
14/08/2024 | 12:05 م

شديد الحرارة.. تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بشأن طقس الساعات القادمة

توقع المركز الوطني للأرصاد السعودية، أن الفرصة ماتزال مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة تؤدي إلى جريان السيول مصحوبة بزخات من البرد ورياح نشطة مثيرة للأتربة..

شديد الحرارة.. تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بشأن طقس الساعات القادمة
14/08/2024 | 12:05 م

إيهاب جلال يحتفل بعيد ميلاده الـ57 في السعودية بعد ضمان بقاء الإسماعيلى -

يحتفل إيهاب جلال، المدير الفني للنادى الإسماعيلى اليوم الأربعاء، بعيد ميلاده الـ"57" فهو من مواليد 14 أغسطس 1967 بمحافظة الدقهلية.

إيهاب جلال يحتفل بعيد ميلاده الـ57 في السعودية بعد ضمان بقاء الإسماعيلى -
14/08/2024 | 12:05 م

وزير الصناعة: 8 آلاف منشأة تستفيد من تحمل السعودية المقابل المالي على العمالة الوافدة

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية في السعودية، بندر بن إبراهيم الخريف، إن قرار تمديد مدة تحمّل الدولة المقابل المالي المقرر على العمالة الوافدة عن المنشآت

وزير الصناعة: 8 آلاف منشأة تستفيد من تحمل السعودية المقابل المالي على العمالة الوافدة
07/08/2024 | 9:05 ص

عيار 21 الآن بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة بعد الارتفاع الجديد

انخفضت أسعار الذهب وعيار 21 في المملكة العربية السعودية، اليوم الأربعاء، 6 أغسطس 2024، تزامنًا مع تراجع سعر المعدن الأصفر عالميًا، خلال آخر...

عيار 21 الآن بالمصنعية.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الأربعاء بالصاغة بعد الارتفاع الجديد


مصطفى النجار :: :: نسخة الموبايل اخبار السعودية



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار السعودية

خيارات

 مصطفى النجار

        ::  :: نسخة الموبايل
المصدر http://www.shorouknews.com/mobile/columns/view.aspx?cdate=10102014&id=bee90f32-5f2e-48d9-8b63-09ea4fa72399 بوابة الشروق

زيارة الموضوع الاصلي
مصطفى النجار :: :: نسخة الموبايل
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي مصطفى النجار :: :: نسخة الموبايل

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars