الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن - عبده فايد -

12/10/2014 | 11:54 ص 0 comments
من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن - عبده فايد -

دقائق بعد بدء أول جلسة عُقدت في محكمة برلين في صباح يوم 23 ابريل 1934 و صدر الحكم بالاعدام علي ايريش ميلكه عضو المنظمة الشيوعية الألمانية المتطرفة، الراية الحمراء Rote Fahne بعد 3 سنوات من قيامه بالاشتراك مع زميليه ايريش تسيمر، وماكس ماترن باغتيال اثنين من ضباط الشرطة، فرانتس لينك و باول انلاوف أمام أعين المارة في ميدان بولوف بلاتس في وسط برلين في التاسع من أغسطس عام1931.

الحكم لم يُنفذ لأن ايريش تمكن من الهرب بعد أقل من شهرين علي ارتكاب جريمته الي الاتحاد السوفيتي. وكان الرجل المناسب الذي وجد فيه ستالين ضالته، ليس فقط لأنه شيوعي حتي النخاع، لأنهما كانا أيضًا يتقاسمان كل المبادئ الدموية بضرورة القتل ثم القتل للحفاظ علي المبادئ الشيوعية.
صدر أمر مباشر من ستالين بالحاقه بمدرسة لينين في موسكو، ليتلقى علومه العسكرية والسياسية في الفترة بين عامي 1932-1936.

أنهي فترة التأهيل، ومن ثم عُهد إليه بأولي مهماته القذرة بالمشاركة في الحرب الأهلية الاسبانية و إنشاء كتيبة استخباراتية، هدفها جمع المعلومات، وارسال أسلحة للمؤيدين، وتصفية الخصوم. وبعدها السفر بهوية مزورة لفرنسا لجمع المعلومات عن القوات النازية التي احتلتها سنة 1940.

ايريش كان مخلصًا مُطيعًا للأوامر،مُضحيًا بنفسه في سبيل خدمة الأيديولوجية الشيوعية. وكانت مسألة وقت قبل أن يتلقي مكافأته الكبري.. بعد 4 سنوات من سقوط نظام هتلر، واحتلال ألمانيا، قُسمت ألمانيا شطرين.وأُعلنت جمهورية ألمانيا الشرقية دولة مستقلة، دانت فيها السيطرة بالكامل للسوفييت.

عاد ايريش لوطنه لأول مرة بعد خمس عشر سنة من الهروب من حبل المشنقة.لم يكن يحتاج تلك المرة لهوية مزورة أو لإخفاء مسماه الوظيفي.كل الأفعال اللأخلاقية كانت مُرخصة،وكل من يقوموا بها موضع ترحيب من سلطات الاحتلال.

عُين في منصب مفتش مباحث ومن ثم مستشارًا أول في وزارة أمن الدولة سنة 1951.ولم يمض الكثير من الوقت قبل أن يمر ايريش بأولي اختبارات الولاء والكفاءة. كان ذلك في يوم الـ 17 من يونيو 1953 حين خرج عشرات من عمال البناء في برلين الشرقية في مظاهرة حاشدة للمطالبة بتحسين الأجور وتخفيض عدد ساعات العمل. وسرعان ما تحولت المظاهرة لأكبر انتفاضة في تاريخ ألمانيا الشرقية.مليون شخص خرجوا في كل الولايات الخمسة رافعين شعار اسقاط النظام الشيوعي.. اسُتخدم البطش لأقصي درجة ممكنة.

الدبابات السوفيتية حاصرت المباني التي احتلها المتظاهرون.أطلقت الشرطة نيرانها بدون تمييز، وشنت وزارة أمن الدولة حملة واسعة من الاعتقالات في جميع الولايات الألمانية الشرقية.انتهي اليوم الدامي بتدمير 600 مبنى وقتل ما بين 50 إلي 100 شخص، والقبض علي قرابة ألفي معارض، حقق ايريش ميلكه شخصيًا مع أبرز رموزهم وقدمهم لمحاكمات صورية، انتهت بإعدام العشرات في غضون أيام.

وأُلقي بالباقي في غياهب المعتقلات، كثير منهم ما زال حتي يومنا هذا مجهول المصير، قتلوا من تعذيب أمن الدولة لكن لم يُعثر علي رفاتهم قط.. خبرة ايريش في فض الانتفاضات ظهرت مرة أخري خارج ألمانيا الشرقية في انتفاضة المجر سنة 1956 ضد النظام الشيوعي ونجح بنفس الأساليب في تعليم المجريين كيفية القضاء علي الحركة الشعبية مهما كلف الأمر.

إنجاز جديد أُضيف لسجلاته السابقة، وعُين علي إثره وزيرًا لجهاز أمن الدولة من قبل رئيس الدولة فالتر أولبريشت في العام 1957.. وصول شخص كايريش ميلكه بكل تاريخه الدموي لمنصب الوزارة، شخص كان تلميذًا لستالين أقسي ديكتاتور عرفته البشرية، رسم بوضوح الخطوط المظلمة للمستقبل البائس لمواطني ألمانيا الشرقية.

الوزير الجديد حدد هدفه بوضوح. رصد كل حركة، نفس، كلمة، ايماءة من أي مواطن، معارض أو مؤيد للنظام، قتل وتصفية الخصوم، واغتيال كل معارض هرب لألمانيا الغربية. كل شئ مُباح وأخلاقي في سبيل عدم تكرار انتفاضة 1953.. خلق شبكة تجسس مهولة. بدأها بتركيب أجهزة تصنت علي كل أجهزة الاتصالات، وأنشأ إدارة بطاقة 2000 موظف هدفها تحليل المكالمات.

جند كثير من رجالات الكنيسة ليس فقط للوعظ بما يخدم مصالح النظام، وإنما أيضًا لتقديم معلومات مفصلة عن مرتادي الكنائس. لم يكن مُستغربًا أن يُقبض علي أحدهم ويكون الدليل الوحيد شريط مُسجل بصوته قدمه أب الاعتراف في الكنيسة لصالح جهاز أمن الدولة.

رجال الدين والموظفون الحكوميين وأساتذة الجامعة لم يكونوا بمفردهم مصدر المعلومات الوحيد الذي نجح ميلكه ورجاله في استقطابه.. الأطفال الُقصر لم يسلموا.

وقع ايريش بخط يده علي أمر رقم 11 لعام 1961 لتجنيد طلبة المدارس الموهوبين تحت سن الخامسة عشر.أنشأ مدرسة في مدينة بوتسدام تُدعي Juristische Hochschule Potsdam.التحق بها 5000 من خيرة طلبة المدارس، تدربوا علي كيفية التجسس علي مدرسيهم، وزملائهم، وزرع الميكروفونات في الفصول، والمقاهي التي يرتادوها رفقة أصحابهم.

أحضر لهم خبراء في علم النفس لغسل أدمغتهم وتلقينهم رسائل النظام بأن الجاسوسية شرف في سبيل خدمة الوطن حتي وإن طالت القريب والصديق. أغلب الطلبة قبلت الإنضمام بدافع الخوف من ضياع المستقبل، وقلة كانت معتقدة في صحة ما يقوله جهاز أمن الدولة. وكلاهما بحكم التعود كان يمضي ما تبقي له من عمر جاسوسًا مُخلصًا للنظام.

أهداف ايريش لم تقتصر فقط علي التجسس والتجنيد،.غسل مخ الشعب وتشويه الذاكرة التاريخية كانا علي قائمة أولوياته.أصدر أوامره في منتصف الستينات بانضمام كل طلبة المدارس والجامعات والموظفين للحزب الحاكم SED.وجعل الانضمام له شرط للترقي الوظيفي.

الحزب كان الدولة، والدولة كانت الحزب، لافصل ولا مجال للهروب، وان تم فالتكلفة ستكون باهظة علي حياتك الوظيفية ولن تسلم من رقابة مستمرة ومضايقات أينما رحلت. مئات المسيرات والمعسكرات والندوات كان يتم تنظيمها سنويًا في جميع ربوع ألمانيا لطلبة المدارس والجامعات لتمجيد النظام وخلق كوادر.مئات الاغاني التي تربط حب الوطن بالحزب وطاعة الأوامر تم تقريرها علي أسماعهم في كل فصل وكل بداية حصة..وأشهرها أغنية Die Partei hat immer Recht..''الحزب دائمًا عنده حق''.. لكن الأسوأ كان خيانة المثقفين لقضايا الحرية.

أعظم أديبات ألمانيا في القرن الـ 20 كريستا فولف لم تدخر جهدًا في مقال أو كتاب أو رواية لإبراز محاسن النظام الشمولي. والأكثر مأساوية أنها بررت قتل عشرات الألمان في الفترة بين عامي 1961- 1983 بالرصاص الحي أثناء محاولتهم الهرب لألمانيا الغربية، ووصفت القتل بأنه عمل وطني لمنع انهيار الدولة، والمقتولين خونة، ومن يقلد فعلهم يستحق نفس المصير.

لم تحرك قصص القتلي فيها ساكنًا، ولم تؤثر علي صلابة موقفها صورة فريدا شولتسه ذات السبعين ربيعًا وهي تحاول القفز من نافذة شرفتها في شارع بيرناور، ليتلقفها جنود ألمانيا الغربية، لأنها لم تتقبل فكرة العيش بعيدًا عن أولادها في الشطر الآخر.. فقط انحازت للنظام وبررت كل ما ارُتكب من كوارث.. حتي كرة القدم لم تسلم من ايريش ميلكه الذي عاد من الاتحاد السوفيتي مهووسًا بإنشاء ناد في ألمانيا يحمل اسم دينامو،علي غرار نظرائه في روسيا،حيث أندية الشرطة تحمل اسم دينامو،وأندية الجيش تحمل اسم فوفاتس.

حقق حلمه وأنشأ لأول مرة في تاريخ كرة القدم فريق تابع لوزارة أمن الدولة ينافس في الدوري العام، وأسماه دينامو برلين. كان ينتقي أكثر اللاعبين مهارة. لم يكن مسموحًا لهم بالانتقال لفريق آخر مدي الحياة. كان لزامًا عليهم الفوز في كل مبارة والخسارة عقابها سجن.

مبدأ الخصم من المرتبات لم يكن واردًا كعقاب لأنهم بالأساس موظفين مقابل وجبة وتيشيرت وحذاء وإقامة. مرحلة أخري بائسة من إدمان السيطرة.. جهاز أمن الدولة في ألمانيا الشرقية سيطر علي كل شئ، المثقفين، الطلبة، العمال، رجال الدين، أساتذة الجامعات، كرة القدم، الحدود، الجغرافيا، التاريخ ، الفكرة قبل أن تترجم كلمة، الكلمة قبل أن تُنطق، و الحركة قبل أن تُنفذ، والنَفس إن فكر في الخروج من الصدر بتنهيدة بائسة عن سوء الأوضاع.

كل شئ طيلة أربعين عامًا، بحصيلة بلغت الاف القتلي، والمختفين قسرًا، وقرابة 330 ألف معتقل بدون توجيه تهم. استطاع ايريش ميلكه السيطرة علي كل هؤلاء، لكن جاءته الضربة القاضية من حيث لا يحتسب.. في التاسع من أكتوبر 1989 خرج 70 ألف مواطن ألماني للاحتشاد في شوارع مدينة لايبزج لم يكن هدفهم الاحتفال بالعيد الوطني لألمانيا الشرقية والذي تصادف مرور يومين علي ذكراه الأربعين.الهدف كان مغايرًا.إسقاط النظام كاملًا بأي تكلفة كانت.

بدأت نشرات الأخبار تُحذر من القتل، نبهت المصانع والمدارس والمستشفيات طواقمها من عواقب الانضمام. والنتيجة صمود المتظاهرين في ميدان كارل ماركس وساحة كنيسة القديس نيكولاي، وانضمام عشرات الالاف في ميادين اخري في كافة مناطق ألمانيا الشرقية.

بعد أن كون الجميع قناعة نهائية أن الموت برصاصة جندي أفضل من إستكمال الحياة في ظل مناخ القمع الذي أرساه النظام.. ايريش ميلكه وقف علي غير المعتاد مكتوف الأيدي، إنها المرة الأولي التي لا يستطيع فيها قمع انتفاضة.المرة الأولي التي ينجح فيها شباب ظن لوهلة أنه نجح في ترويضهم وقتل بذور التمرد في صدورهم في زعزعة نظام حكمه.

الأمر لم يستمر كثيرًا قبل أن يُجهز الشباب علي آخر النقاط الحصينة في امبراطوريته، ويحطموا بعد شهر من ثورتهم السلمية أبشع جدار فصل في القرن الـ 20، سور برلين، وتبدأ احتفالاتهم بمقابلة أشقائهم بعد فراق اجباري لمدة 28 عام.

سقوط معبر بورنهولمر يوم 9 نوفمبر كان سطر النهاية في قصة الانفصال، لكنه كان السطر ما قبل الأخير في حياة ايريش المهنية.. السطر الأخير كُتب بحبر من الذهب يوم 16 يناير 1990 بعد أن توجه مئات الاف الألمان لتكسير كل معتقلات وزارة أمن الدولة في مدن هاله، براندنبورج، كوتبوس، برلين.

الغنيمة الكبري كانت بكل تأكيد اقتحام المبني المركزي لوزارة أمن الدولة في برلين ليشتنبرج. وهناك تكشفت الكارثة.نفق تحت الأرض بطول 10 كيلو متر، يحتوي علي 111 خزنة، كل خزنة فيها 100 ألف ورقة. 47 كيلو من الأفلام، و 600 كيلو من شرائط تسجيل ملايين المكالمات هي حصيلة 40 عام من التجسس.

توحدت ألمانيا في الثالث مع أكتوبر عام 1990 عقب نجاح مفاوضات 4+2. وبدأ العمل الأضخم لمعرفة كل ما تحويه الوثائق. مُهمة كانت عسيرة في ظل قيام رجال أمن الدولة بإتلاف كثير من الوثائق. صدر في أوائل سنة 1991 قانونًا باسم وثائق شتازي Stasi Unterlagen -شتازي هو اختصار اسم أمن الدولة Staatssicherheit- وبموجب القانون تم تشكيل هيئة حملت نفس الاسم Stasi Unterlagen Behörde مكونة من مائتي موظف، مهمتهم الوحيدة في الحياة تجميع قصاصات الورق ولصقها وإعادة تشكيلها، وتسليم الملفات للأهالي، وإبلاغهم بمن كان يتجسس عليهم.

أمن الدولة جند 250 ألف ألماني للتجسس، وضم قوة عمل من 100 ألف مخبر، و12 ألف موظف وطبيعي أن تضم الدائرة الضيقة لأي شخص جاسوسًا.. زوجة، زوج، ابن، تلميذ، أستاذ أو رجل دين.. وفي 29 أكتوبر 1992 صدر قانون باسم Rehabilitierungsgesetz أو قانون إعادة التأهيل يهدف لتسليم الوثائق لضحايا التجسس ومكاشفتهم، وتأهيل المساجين السياسين.

وأطفال مدرسة بوتسدام الـ 8000 الذين تم اكتشافهم سنة 1990 وتم ايداعهم مدرسة خاصة، يتلقوا فيها تدريب نفسي مكثف ومعاكس لما اعتادوا سماعه، يعلموا من خلاله انهم كانوا ضحايا ابتزاز لنظام أمني لا يتورع في استخدام الأطفال، وأن كل ما تلقوه من تعليم استخباراتي خطأ، وجب تصويبه.

قبل أقل من أسبوع ، وفي صباح الثالث أكتوبر، التقي شخصان من ألمانيا الشرقية سابقًا علي الإفطار، ذهبا بعده سويًا لبوابة براندنبورج للاحتفال بالذكري الـ 24 لاعادة توحيد ألمانيا. ثم وقفا دقيقة صمت أمام نُصب هوهنشونهاوزن الذي يخلد ذكري ضحايا شتازي في برلين، قبل أن يختتما اليوم بزيارة قصيرة لمنزل رقم 1، في شارع نورمانن شتراسه، حيث المقر الرئيسي السابق لوزارة أمن الدولة شتازي، والذي تحول لمتحف يّذكر البشر بمساوئ الشمولية وتسلط جهاز الأمن باسم حماية الوطن.

شخصان تعرضا للاضطهاد من جهاز شتازي.. أولهما سيدة ستينية حاملة للدكتوراة في مجال الفيزياء، كانت تحلم بعد إنهاء دراستها الثانوية في أن تزاول مهنها المحببة كمُعلمة. ولكن مُنعت من مزاولة مهنة التدريس بحجة أن والدها رجل دين. أنهت دراستها الجامعية في الفيزياء عوضًا عن التربية، وذهبت في العام 1978 لحضور مقابلة تعيينها في منصبها الجديد كبروفيسورة في جامعة الميناو الفنية، ولكنها فوجئت برجال أمن الدولة يعرضوا عليها العمل جاسوسة في مقابل نيل المنصب.

رفضت بعد أيام من العرض بحجة انها لاتستطيع الاحتفاظ بالسر في وظيفة تتطلب أعلي درجات الكتمان.اعتقدت أنها نجت وسيتم تعيينها.لم يحدث، وضاع حلمها الثاني كما ضاع الأول، وعملت في مكان أقل بمرتب أقل عشرات الأضعاف، كباحثة في معمل الكيمياء الفيزيائية في برلين ZIPC.

وثانيهما عجوز في الـ 72 اختبر الظلم لأول مرة في حياته وهو في سن العاشرة عندما تعرض والده للاعتقال علي يد جهاز أمن الدولة. ذاق مرارة العجز بعد أن رأي والده لأول مرة بعد خمس سنوات قضاها في غياهب معتقلات سيبريا وقد تعرض لكل صنوف الألم الجسدي والنفسي، واستحال جسدًا عاجزًا بروح ميتة في عز شبابه. وعندما أراد دراسة الصحافة، مُنع لماضي والده. فدرس اللاهوت المسيحي وأصبح قسًا في احد كنائس برلين.. أزعج النظام، لم يستمر طويلًا، عاد لموطنه روستوك، وهو أكثر تصميمًا علي إزاحة نظام نكل به وبوالده.

استغل علومه الدينية في تكوين مجموعات شبابية، يلقنها مبادئه الرافضة للشيوعية. آملًا أن يأتي يوم بازاحة النظام.تأخر اليوم 30 عامًا. وعندما أتي كان في القلب منه. حشد للمظاهرات التي أسقطت جدار برلين، ومن بعدها تولي بنفسه ولمدة 9 سنوات رئاسة هيئة التحقيق في جرائم شتازي.. التقيا ولم تعد الدكتورة في مجال الفيزياء، دكتورة..ولم يعد القس المناضل، قسًا.

دكتورة الفيزياء صارت أهم شخصية في أوروبا قاطبة، وتولت أهم منصب في ألمانيا منصب المستشارية من 2005 الي يومنا هذا..والقس المناضل مُصلح جهاز أمن الدولة أصبح رئيس ألمانيا، منصب شرفي بدون الكثير من الاختصاصات ولكنه يبقي تتويج لحياة كاملة من النضال ضد الاستبداد.. المستشارة أنجيلا ميركل التقت الرئيس يؤاخيم جاوك وتذكرا مشوار كفاحهما الطويل في ألمانيا الشرقية، تعرضهما للظلم والبطش، وضياع الأحلام علي يد شتازي.

لكن ذكري الألم المُتجدد لم تأخذ من وقت الاحتفال الكثير..

ولم لا؟ وقد سقط شتازي وتحول الجهاز الأمني الألماني لواحد من الأكثر احترافية علي مستوي العالم، حيث شكوى المواطنين لاتتجاوز ضوء الكشافات العالي الذي يضرب في نوافذ مساكنهم أثناء تنفيذ عمليات قبض بعد منتصف الليل.

لم لا؟ ومبني الجهاز الباطش قد أصبح متحفًا للعبرة والقصص،بينما ضحاياه مُمجدين في نصب تذكاري في قلب العاصمة.

لم لا؟ و الطاغية ايريش ميلكه الذي حكم أمن الدولة بالحديد والنار 30 سنة مُتصلة. أمضي 4 أعوام في السجن، ليخرج بعدها مُكبًلا علي سرير في حبس انفرادي في دار للعجزة، ومنه فاضت روحه في إبريل 2000، بينما وصلت ميركل للمستشارية وجاوك للرئاسة، وتحت قيادتهما شعب كامل انتقل من جحيم أمن الدولة الي واحة الديمقراطية ورغد العيش.

ذكري الوحدة الألمانية ليست فقط فرصة للتذكير بكوارث الاستبداد باسم حماية الوطن، وبجرائم جهاز أمن الدولة شتازي، وكفاح الألمان ضده، وبتجربة فريدة من نوعها بإعادة هيكلة الشرطة الألمانية، والتحول المذهل لأهل ألمانيا الشرقية من الشيوعية الي الديمقراطية، والنجاح الباهر لأشقائهم في ألمانيا الغربية في إعادة تأهيلهم ودمجهم وتخليصهم من كل ميراث الاستبداد.

هي أيضًا فرصة للتذكير بقاعدة راسخة.. الظلم عمره قصير مهما طال أجله..ومهما استتبت أركانه..ومهما اعتقد الظالمون أنها النهاية..سنة الله في كونه.

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
12/12/2017 | 5:50 م

بروسيا دورتموند يواجه ماينز فى أول اختبار للمدرب الجديد ستوجر

تقام اليوم 4 مباريات فى إطار منافسات الأسبوع السادس عشر من عمر مسابقة الدورى الألمانى الممتاز لكرة القدم

بروسيا دورتموند يواجه ماينز فى أول اختبار للمدرب الجديد  ستوجر
12/12/2017 | 5:50 م

توقيت مباراة بوروسيا دورتموند وماينز والقناة الناقلة والمعلق – يلا سبورت

يستضيف فريق ماينز 05 , مساء اليوم الثلاثاء , نظيره فريق بوروسيا دورتموند , في إطار مباريات الجولة ال...

توقيت مباراة بوروسيا دورتموند وماينز والقناة الناقلة والمعلق – يلا سبورت
24/11/2017 | 12:00 ص

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هانوفر96 في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هانوفر96 في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هانوفر96 في الدوري الالماني
17/11/2017 | 3:00 ص

الانضباط يبعد أوباميانغ عن دورتموند أخبار سكاي نيوز عربية

استبعد بروسيا دورتموند الألماني، مهاجمه بيير ايمريك أوباميانغ من مواجهة شتوتغارت، الجمعة، في البونديسليغا "لأسباب انضباطية".

الانضباط  يبعد أوباميانغ عن دورتموند   أخبار سكاي نيوز عربية
17/11/2017 | 3:00 ص

بروسيا دورتموند يستبعد أوبامايانغ لأسباب تأديبية - BBC Arabic

ليست هذه المرة الأولى التي تتخذ فيها الإدارة هذا الإجراء ضد اللاعب حيث أوقفته الموسم الماضي لسفره دون علم النادي

بروسيا دورتموند يستبعد أوبامايانغ لأسباب تأديبية - BBC Arabic
04/11/2017 | 12:00 ص

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هامبورج في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هامبورج في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر شتوتجارت هامبورج في الدوري الالماني
04/11/2017 | 12:00 ص

مشاهدة بث مباشر هانوفر96 لايبزيج في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر هانوفر96 لايبزيج في الدوري الالماني

مشاهدة بث مباشر هانوفر96 لايبزيج في الدوري الالماني


من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن - عبده فايد - الدوري الالماني



اشترك ليصلك كل جديد عن الدوري الالماني

خيارات

من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن - عبده فايد -
المصدر http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=12102014&id=5bb0f5ba-ae95-4108-be7d-8ebb00100e66 بوابة الشروق
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي من برلين إلى القاهرة .. رسالة عمرها ربع قرن - عبده فايد -

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars