من مصر والسودان .. إلى حلايب وشلاتين
21/10/2014 | 5:14 ص 0 comments
رأيت وجها آخر للأديب السوداني الطيب صالح رحمة الله عليه في واشنطون؛ في جلسات شعرية في مركز الحوار العربي، وفي منزل المفكر اليمني إبراهيم بن علي الوزير، رأيت الطيب صالح راوية مجيدا، وبصورة رائعة لشعر أبي الطيب المتنبي، فكنا نقضي ساعات نسمع اشعار أبي الطيب المتنبي من اختيارات الطيب صالح رحمة الله عليه، تذكرت الطيب صالح عند زيارة الرئيس البشير لمصر، وتذكرت معه قول الحكمة السياسية الخالدة للمتنبي حين قال:
رأيت وجها آخر للأديب السوداني الطيب صالح رحمة الله عليه في واشنطون؛ في جلسات شعرية في مركز الحوار العربي، وفي منزل المفكر اليمني إبراهيم بن علي الوزير، رأيت الطيب صالح راوية مجيدا، وبصورة رائعة لشعر أبي الطيب المتنبي، فكنا نقضي ساعات نسمع اشعار أبي الطيب المتنبي من اختيارات الطيب صالح رحمة الله عليه، تذكرت الطيب صالح عند زيارة الرئيس البشير لمصر، وتذكرت معه قول الحكمة السياسية الخالدة للمتنبي حين قال:
عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ … وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ
وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها…وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ
تذكرت التاريخ الحديث والقديم، واسترجعت ألقاب الملك فاروق في اجتماع القمة العربية في ٢٨و ٢٩ مايو ١٩٤٦، في زهراء أنشاص، حين كان ملك مصر وصاحب بلاد النوبة والسودان وكردفان ودار فور، وتذكرت أن أبناء محمد علي هم من صنع السودان على صورته التي ضيعها حزب الترابي، وصاحبه نائب الرئيس علي عثمان محمد طه، حين تنازل عن الجنوب بسذاجة دولية بارعة.
في يوم ظهور نتيجة الانتخابات الرئاسية في عام ٢٠١٢ بين الرئيس الأسبق مرسي، والفريق شفيق، وقبل إعلانها بأقل من ساعة؛ سمعت المرحوم اللواء عمر سليمان في أبوظبي يتكلم في مجلس الشيخ نهيان مبارك آل نهيان عن انفصال الجنوب عن السودان، فقال: كان اتفاقنا مع حكومة السودان على عدم تضمين اية وثيقة، أو أية مفاوضات ما يشير إلى القبول بالاستفتاء على انفصال الجنوب، لان ذلك يعني تحقق الانفصال فعلا، وفي مفاوضات كينيا ذهب على عثمان محمد طه دون أن يخبرنا، وعرفت من رجالنا هناك أنه وافق على تضمين مبدأ الاستفتاء على الانفصال، وأخذت الطائرة وذهبت إلى كينيا وقابلته، وعرفت أن الخبر صحيح.. وأخبرني بأن هذا قرارهم حينها قلت له: اتصرف مصر لا علاقة لها بالموضوع بعد اليوم. انتهى كلام اللواء عمر سليمان.
مصر صنعت السودان وسلمته لأهله حينما اختاروا الانفصال عن مصر، وظل حلم الوحدة يراود الشعبين، والحكومات المتعاقبة، إلى أن جاء حسن الترابي ليفجر كل عقده النفسية في العلاقة بين مصر والسودان، ولأول مرة يصل الخلاف بين الحكومتين إلى المستوى الشعبي، فقام الترابي ومعه البشير آنذاك بمصادرة جامعة القاهرة - فرع الخرطوم، ومصادرة المعاهد الأزهرية، ومصادرة ممتلكات الري المصري التي كانت توجد في كل بقاع أرض السودان، وزاد على ذلك أنه بدأ ينفث سمومه في الثقافة السودانية، وهو القيادي الإسلامي، والمثقف الذي لا يشق له غبار، وأستاذ القانون والدراسات الإسلامية الذي لا يبارى في قدراته على الاجتهاد، والتجديد، استخدم الترابي كل ما أنعم الله عليه من قدرات ومواهب في تعميق الانفصال بين مصر والسودان، وذلك من خلال رسالة ثابته يكررها في كل مكان، وهي أن الاحتلال المصري للسودان كان النموذج الاستعماري الوحيد الذي تقوم فيه دولة اسلامية باستعمار دولة إسلامية أخرى، كان هذا هو جوهر البرنامج السياسي للترابي، ونجح إلى حد بعيد في تكوين جيل لا يشعر بروابط الود تجاه مصر، بل ويعاديها، ولنا رجعة أخرى لتحليل لماذا فعل الترابي مع مصر ما فعل؟
الحقيقة التاريخية أن مصر والسودان قطعة إنسانية واحدة ممتدة، متدرجة، تنداح فيها التجربة البشرية جنوبا، كأنها عقد أو مسبحة، انظر إلى وجوه البشر، وأزيائهم، ولهجاتهم، وعاداتهم، تجد أن هناك حالة واحدة متدرجة أو متصاعدة، كلما ذهبت في مصر جنوبا تدرجت الألوان للسمرة، وتغيرت اللهجة قليلا الى لهجة اهل وسط السودان، بحيث تشعر بأنك تصعد سلما، ولا تنتقل من شعب إلى شعب، حفظ الله أهل النوبة الرابطة الواصلة بين جنوب مصر وشمال السودان، وكذلك قبائل العبابدة والبشارية، اجتماع بشري عبقري يجعل الحدود لا معنى لها، ولا قيمة إنسانية، ثم تأتيك الجغرافيا، والتاريخ فتصبح الصورة لا تحتاج إلى مزيد تفسير، وطن واحد، وشعب واحد، وامتداد إنساني عجيب في تدرجه، وتماهيه، لا تكاد تجده في اى مكان في العالم.
ورغم ذلك كانت الإرادات السياسية عكس حركة التاريخ، وسار الأمر بنفس منطق المتنبي، كلما صغرت قيمة الحاكم، ضعفت عزيمته، وتضاءل وضعه، كبرت الصغائر في عينه وعظمت، فمن مصر والسودان الدولة الواحدة، إلى الاتحاد بين الدولتين، ثم إلى التكامل بينهما، ثم الاكتفاء بالحريات الأربع، وأخيرا إلى حلايب وشلاتين..انتقال ضخم من الاهتمام بوحدة الدولتين.. إلى الصراع على قريتين؟! ما أتعس هذا الحال وأقساه على النفس!
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
مصر تشارك في مؤتمر باريس الدولي حول دعم السودان مصراوى
مصر تشارك في مؤتمر باريس الدولي حول دعم السودان | مصراوى
مؤتمر باريس حول السودان ـ تعهد بتقديم مساعدات بملياري يورو – DW – 2024/4/15
في مؤتمر باريس حول السودان، ناشدت ألمانيا المجتمع الدولي تقديم دعم عاجل للسودان في ضوء الوضع الإنساني الكارثي بسبب الحرب. وتعهّد المجتمعون تقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو لدعم المدنيين في هذا البلد الأفريقي.
مقتل 25 مدنياً في دارفور في اشتباكات بين الجيش والدعم السريع سكاي نيوز عربية
أفادت منظمة حقوقية سودانية بأنّ 25 مدنياً قُتلوا في اشتباكات مسلّحة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي لجأ إليها الكثير من النازحين بعدما ظلّت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.
الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراكز لإيواء النازحين - بوابة الشروق
الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراكز لإيواء النازحين
حرب استنزاف.. واشنطن تأمل استئناف مفاوضات السودان بعد رمضان التلفزيون العربي
اعتبر المبعوث الأميركي أن "حرب الاستنزاف" في السودان "لا تمثل كارثة للمدنيين فحسب، بل يمكنها بسهولة أن تثير انقسامات أكثر وتصبح حربًا إقليمية".
أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة
تعهدت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، بتقديم مساعدات إنسانية جديدة بنحو 47 مليون دولار للاستجابة لحالات الطوارئ في السودان ودول مجاورة.
السودان الآن- كيف يواجه السودانيون خطر المجاعة في شهر رمضان؟ – DW – 2024/3/27
انتصف شهر رمضان وسط تحذيرات الأمم المتحدة من شبح المجاعة في السودان. فكيف هي أحوال السودانيين في أول رمضان يعيشونه وسط الحرب؟ وكيف توفر المبادرات المجتمعية الطعام للمحتاجين؟ وما أهم العوائق التي تواجهها في ذلك؟
من مصر والسودان .. إلى حلايب وشلاتين اخبار السودان رأيت وجها آخر للأديب السوداني الطيب صالح رحمة الله عليه في واشنطون؛ في جلسات شعرية في مركز الحوار العربي، وفي منزل المفكر اليمني إبراهيم بن علي الوزير، رأيت الطيب صالح راوية مجيدا، وبصورة رائعة لشعر أبي الطيب المتنبي، فكنا نقضي ساعات نسمع اشعار أبي الطيب
التعليقات علي من مصر والسودان .. إلى حلايب وشلاتين