مصر: عمال اليومية .. عذاب من أجل لقمة العيش
25/10/2014 | 4:35 ص 0 comments
القاهرة - الراية- منة الله مصطفى: "طول عمرنا عايشين في تغريبة.. ما لنا مهرب ولا المساجين في تخشيبة".. هكذا وصف الشاعر المصري الراحل "نجيب سرور" عمال اليومية وهو يرثي حالهم
القاهرة - الراية- منة الله مصطفى:
"طول عمرنا عايشين في تغريبة.. ما لنا مهرب ولا المساجين في تخشيبة".. هكذا وصف الشاعر المصري الراحل "نجيب سرور" عمال اليومية وهو يرثي حالهم منذ أكثر من نصف قرن من الزمان، ولم يكن يعلم أن البؤس نديمهم الوفي الذي لن يتخلي عنهم أبدًا.
في مصر ينتشر عمال التراحيل - الذين باتت أوضاعهم أكثر مرارة بعد أن هجروا قراهم - في الساعات الأولى من الصباح لينتشروا في الشوارع والميادين يحلمون بمن يستعين بهم في بعض الأعمال من أجل العثور على قوت يومهم، ولكن قلما يتحقق الحلم ويأتي الشخص الذي ينتظرون فيعودون في آخر النهار حاملين خيبة الأمل فوق أكتافهم.
"يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم" .. دعاء يبدأون به يومهم في مطلع الفجر ثم يتوجهون لساحات العمل انتظارًا لمن يأتي إليهم ليمنحهم يومية يعودون بها لإطعام أفواه جائعة تنتظرهم ليعودوا إليهم بعد رحلة من الألم والعذاب.
الراية التقت بهم وعاشت معهم المأساة حيث يجلسون متراصين في انتظار مقاول الأنفار الذي يأتي أحيانًا.. وقد لا يأتي أبدًا.
ويتركز وجودهم في عدة أماكن داخل نطاق القاهرة الكبرى أهمها "دوران شبرا" و"ميدان رمسيس" و"الإسعاف" و"السيدة زينب" و"السيدة عائشة" و"ميدان الجيزة" وأحياء "أرض اللواء" و"بولاق الدكرور" ونفق "نصر الدين" وفي مناطق وسط القاهرة والأحياء التاريخية لاستغلال أعمال المقاولات الصغيرة التي تتم في هذه الأحياء، كما يتواجدون في شارع "عباس العقاد" وأحياء "مدينة نصر" لقربها من سوق المقاولات بأحياء القاهرة الجديدة والتجمعات السكنية
ويقول "سيد أبو النصر"53 سنة، فاعل يومية من الفيوم، إنه يعمل بورشة لحام أكسجين وأصيب بأمراض صدرية والتهابات مزمنة بشبكية العين نتيجة طبيعة العمل الذي يقوم به ورغم ذلك يقوم صاحب العمل بتأخيرهم ساعات إضافية بدون أجر ومن يعترض على ذلك يطرده كأننا نعمل خدامين.
وأضاف: إنه يحتاج الى عملية في شبكات العين بتكلفة 20 ألف جنيه ونظرًا لكون تلك الفئة "عمال الأرزقية" لم يندرجون تحت مظلة التأمين الصحي يعانون من المرض مع السعي للحصول على لقمة العيش.
أين مظلة التأمينات ؟
أما "إسلام قطب" 35 سنة، فله حكاية أخرى حيث تعرض لبتر في أحد أصابعه اليسرى نتيجة حمله لأحد ألواح الزجاج أثناء نقل محتويات شقة، ونظرًا لأن هذا العمل بدون تأمينات اجتماعية لا يستطيع الحصول على إعانة أو مساعدة.
وأوضح أن أهل الخير قاموا بجمع تبرعات مالية من الأهالي لإجراء عملية البتر، مطالبًا الحكومة بإدراج عمال "اليومية" تحت مظلة التأمين الاجتماعي الحكومي والتأمين الصحي.
الغربة مرة
"العمل في الغربة مر خاصة عندما يكون لدينا أطفال وأسر نتركها لفترات طويلة بحثًا عن الرزق ولقمة العيش." بهذه الكلمات بدأ "محمد عبد الكريم" كلامه مشيرًا إلى أنه جاء من بني سويف بحثًا عن فرصة عمل لإطعام 4 من الأطفال بعد أن انعدمت فرص العمل في مدينته. والتي كانت لا تتجاوز اليومية بها30 جنيهًا. أما اليومية في القاهرة فتصل إلى50 جنيهًا يوميًا. فلا يعمل إلا يومًا أو يومين على الأكثر في الأسبوع.
ويطالب "عبد الكريم" بدعم عمال اليومية ببدل بطالة وتأمين صحي عاجل، وتوفير سكن لهم لأنهم يريدون العودة الى بلادهم والعيش مع أسرهم وأطفالهم.
حكاية عم سيد
أما سيد عبد الشافي فيقول حصلت على دبلوم زراعة، ولم أستطع أن أعمل به فتوجهت الى العمالة اليومية بهدف توفير لقمة العيش. وتزوجت وأنجبت 3 من الأطفال منهم طفل معاق كان يحصل على معاش58 جنيهًا شهريًا دعمًا له ومساعدة في علاجه من الشؤون الاجتماعية. وتوقف منذ عدة أشهر ولا أدري السبب.
ويضيف: أصبحت عاجزًا تمامًا عن علاج نجلي المصاب بضمور في المخ الذي يحتاج إلى دواء شهري تتجاوز قيمته الـ60 جنيهًا فضلًا عن أنني أصبحت غير قادر أيضًا على الإنفاق على الأشعات والتحاليل الطبية التي تطلب مني من وقت لآخر بسبب تقلص فرص العمل من ناحية. وتوقف دعم الشؤون الاجتماعية من ناحية أخرى. ولم أستطع أن أنفق على تعليم أطفالي في المدارس نظرًا لعدم مقدرتي على الإنفاق لعدم وجود فرص عمل. كما أننا 4 أخوة نعيش في بني سويف في منزل واحد كل واحد يسكن بغرفة مع أسرته.
أما متولي درويش فهو عامل جاء من المحلة للعمل في المعمار بمنطقة التجمع الخامس ويروي حكايته قائلًا : " عندما انعدمت فرص العمل في المحلة توجهت الى القاهرة حتى لا أتحول الى سارق. وللأسف الشديد أنتظر طوال الأسبوع ولم أعمل إلا يومًا أو يومين على الأكثر حيث أنام في مداخل العمارات تحت الإنشاء أو في الشارع أعيش متجولًا من مكان الى مكان ومن منزل الى منزل أبلغ من العمر50 عامًا. ولم أستطع أن أتزوج أو أجد مكانًا أسكن به.
ويستكمل حديثه قائلًا : نعاني أشد المعاناة من إهمال الدولة وانعدام الرعاية لفئة العمال في مجال المعمار ونحتاج إلى من ينظر إلينا بعين العدل والرحمة لأننا مصريون لنا كامل حقوق باقي أفراد الشعب نريد حقنا في الإسكان والرعاية الصحية نريد بدل بطالة يعيننا على أعباء الحياة وغلاء الأسعار التي تتزايد كل يوم بسرعة كبيرة.
هارب من الحبس
جاء جمال عبد الوهاب من مراكز الصعيد ليعمل بائعًا للشاي في مكان ما بأحد ضواحي القاهرة هربًا من السجن ذلك لأنه كان قد حصل على قرض قدره7 آلاف جنيه من بنك القاهرة لعمل محل دجاج هو وزوجته. ولكنه فشل وترك عمله الأصلي كسائق- ليهرب إلى القاهرة خوفًا من السجن بسبب خسارته.
جمال له ثلاثة من الأبناء الأول حاصل على ليسانس حقوق. ولا يعمل والثاني يعمل سائقًا بالأجرة على سيارة ميكروباص والثالثة طالبة في المرحلة الابتدائية جاء إلى القاهرة ليعمل وليدبر المبلغ ولكن الظروف لم تسعفه بسبب أن العمال لا يجدون فرص عمل ولا يستطيع أن يعمل أو يوفر أي مبالغ مادية.
ثورة الجياع
الدكتور عماد صيام الباحث في علم الاجتماع السياسي قال إن العمالة اليومية خاصة من يطلق عليهم "الفواعلية" هم وقود ثورة الجياع القادمة في مصر وسيكونون في مقدمتها مستخدمين سواعدهم في الاحتجاج وتفريغ مخزون الغضب لديهم.
وأضاف: أن العمالة اليومية أغلبهم من غير المتعلمين وتغيب لديهم ثقافة الاحتجاج السلمي وتأكيدهم على عدم مشاركتهم في أي مظاهرة للاحتجاج ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية بسبب عدم اقتناعهم بهذا الأسلوب الاحتجاجي من ناحية ومن ناحية أخرى لانتظارهم فرصة عمل قد تأتي في حالة غيابهم عن الرصيف ومشاركتهم في المظاهرات.
وأكد أن هؤلاء العمال سيكونون في مقدمة أي ثورة عندما تغلق أبواب الرزق أمامهم بالكامل ولا يجدون ما ينفقون منه على أنفسهم وأسرهم التي تركوها في المحافظات المختلفة خاصة أنهم من أفقر الفقراء ولا توجد جهة منظمة تدافع عن مصالحهم وعندما يكون الاقتصاد في حالة أزمة شديدة لن ينتظروا من يطالبهم بالثورة.
أما المستشار علاء عوض المتحدث الرسمي باسم وزارة القوي العاملة فيقول: إن العمالة غير المنتظمة ظلت مهمشة فترة طويلة دون رعاية من الدولة مشيرًا إلى أن القوى العاملة حصرت هذه العمالة في القاهرة وبعض المحافظات حيث بلغت 6 ملايين عامل حتى الآن.
وأشار إلى أن الوزارة أنشأت وحدات لرعاية العمالة غير المنتظمة في كل محافظة لتقديم رعاية صحية لهم وللحصول على حقوقهم من أصحاب الأعمال. كما تم تشكيل لجنة لتعديل قانون العمل بالنسبة لهؤلاء والأمل أن تسهم هذه التعديلات في حل مشكلات العمال "الأرزقية".
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
“مبرووووك” يابخت اللي هيلحق يقدم بسرعة .. الوظائف الحكومية فتحت .. قرار مفاجئ من الحكومة بفتح باب التوظيف بالقطاع العام - بوابة نيوز مصر
تسعى الحكومة لمساعدة المواطنين من خلال خلق فرص عمل للشباب تتناسب مع قدراتهم، بما دفع وزارة القوى العاملة توفير مجموعات الوظائف الحكومية في مختلف المجالات،
سجل وخد 1000 جنيه .. الاستعلام عن منحة العمالة غير منتظمة 2024 عبر وزارة القوى العاملة - البديل
أعلنت الجهات المختصة عن موعد الاستعلام عن منحة العمالة غير منتظمة 2024، وذلك بعد تصريح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال الاحتفالية السابقة لعيد
مين قدك هتاخد قبض ثابت .. رابط التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024 والشروط المطلوبة - ميد ايجيبت
قامت وزارة القوى العاملة عن إعلان القبول فى منحة العمالة الغير منتظمة لجميع المتقدمين وذلك من خلال البيانات والمعلومات المخصصة للتسجيل، وسوف يبدأ صرف المنحة
بالرقم القومي .. رابط التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024 عبر وزارة القوى العاملة والشروط المطلوبة - البديل
كثير من المواطنين يتساءلون عن كيفية التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024، إذ إنه قد تم تحديد هذا الموعد الخاص بصرف تلك المنحة بصورة استثنائية تبعا
برقم بطاقتك فقط لينك الاستعلام عن منحة العمالة الغير منتظمة بالرقم القومي 2024 استعلم عبر موقع وزارة القوى العاملة - البديل
لينك الاستعلام عن منحة العمالة الغير منتظمة بالرقم القومي من وزارة القوى العاملة، إن هذه منحة العمالة غير المنتظمة هي وسيلة من وسائل الدعم المتنوعة التي تقدم
هُنا لينك التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 1000 جنيه من الموبايل عبر موقع وزارة القوى العاملة manpower.gov.eg - البديل
التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 1000 جنيه، في إطار ما تقدمه الدولة المصرية من مبادرات تحت شعار حياة كريمة والتي تتضمن مبادرة التسجيل في منحة العمالة
الحق الفرصة واحصل علي 1000 جنية.. رابط التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024 عبر وزارة القوى العاملة - البديل
يزداد التساؤل حول التسجيل في منحة العمالة الغير منتظمة 2024 حيث تقدم الحكومة المصرية هذه المنحة إلى جميع الأفراد الذين يعانون من عدم العمل في إحدى جهات العمل
مصر: عمال اليومية .. عذاب من أجل لقمة العيش وزارة القوى العاملة القاهرة - الراية- منة الله مصطفى: "طول عمرنا عايشين في تغريبة.. ما لنا مهرب ولا المساجين في تخشيبة".. هكذا وصف الشاعر المصري الراحل "نجيب سرور" عمال اليومية وهو يرثي حالهم
التعليقات علي مصر: عمال اليومية .. عذاب من أجل لقمة العيش