الموضوعات تأتيك من 15525 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: حوادث > حوادث مصر

حوادث أقدم سجين فى مصر: كدّاب لو قلت مش ندمان

11/12/2018 | 1:00 م 0 comments

فى حلقة أمس من حوارى مع أقدم سجين فى مصر.. روى الرجل بهدوء وبذاكرة من حديد تفاصيل ولحظات مُرّة عاشها فى قرابة 11 سجناً.. على مدار نحو 46 عاماً قضاها

الأخبار المتعلقة بالفيديو| أقدم سجين فى مصر: قضيت 46 سنة فى الزنازين ودخلت أكتر من 11 سجن.. والعقوبة كانت تأبيدتين فى جريمتين قتل وشروع فى قتل

بالفيديو| أقدم سجين فى مصر: قضيت 46 سنة فى الزنازين ودخلت أكتر من 11 سجن.. والعقوبة كانت تأبيدتين فى جريمتين قتل وشروع فى قتل

أقدم سجين في مصر يحكي تفاصيل 45 سنة قضاها في غياهب السجن

أقدم سجين في مصر يحكي تفاصيل 45 سنة قضاها في غياهب السجن

أقدم سجين يعلق على أداء «الخطيب»: «الحنية ما تنفعش في إدارة الأهلي»

أقدم سجين يعلق على أداء «الخطيب»: «الحنية ما تنفعش في إدارة الأهلي»

أقدم سجين في مصر عن معاش ألف جنيه: quotمايجبوش بطاطس وطماطم.. عايز 6000quot

أقدم سجين في مصر عن معاش ألف جنيه: "مايجبوش بطاطس وطماطم.. عايز 6000"

فى حلقة أمس من حوارى مع أقدم سجين فى مصر.. روى الرجل بهدوء وبذاكرة من حديد تفاصيل ولحظات مُرّة عاشها فى قرابة 11 سجناً.. على مدار نحو 46 عاماً قضاها فى غرف السجون المغلقة.. حكى لى «كمال ثابت».. عن العقوبة.. وهى المؤبد عن شروعه فى قتل شخص من قاتلى والده.. ثم السجن 15 عاماً عقوبة لقتله 2 من أقاربه (الأول عايره، والثانى قتل عمه).. والمؤبد الأخير وصفه كمال بـ«أحلى تأبيدة».. وكان عقوبة لجريمة قتل.. ارتكبها كمال بحق من قتل والده.. انتظره على باب مسجد سجن طرة.. وطعنه 12 طعنة وقطع رقبته من الخلف خوفاً من عودته للحياة.

كمال ثابت يواصل روايته لـ«الوطن» حكايات «التار والدم والحب» (2-2)

وتحدث «كمال» أيضاً عن تعامل الضباط معه وكيف كان غالبيتهم «رجالة».. بل إن أحدهم وكان برتبة لواء.. خلع بالطو كان يرتديه ليواجه برودة وقسوة شهر يناير وغطى «كمال» به.. غطاه عندما رآه يرتعش من الضرب والخوف والبرد عقب وضعه فى غرفة بمفرده.. غرفة تأديب عقب قتله للشخص الذى قتل والده وأخذه بالثأر.. يذكر كمال أن هذا الرجل اسمه «حميدو» وكان لواءً وكان إنساناً، وقال له: «أنت أخدت بتار أبوك.. وإحنا لينا حق عندك بالقانون».. وتوقف الرجل فى حلقة أمس عند مسألة «ترحيله أو نقله إلى سجن أبوزعبل» كنوع من العقاب لأنه ارتكب جريمة قتل فى طرة.. وكيف فكر أن يرسل خطاباً إلى والدته.. وهى الحب الأول والأخير فى حياة «كمال».. هذا العشق القديم وهذا الحب الفريد الذى جمع «كمال» بأمه.. ولِمَ لا.. وهو ابنها الوحيد.. الذى خطفها منه «التار والدم والسجن» وهو دون العشرين.. وظلت هى تتنقل بين سجن وآخر.. وبين غالبية محافظات مصر جميعاً لتلتقى «وليدها».. ظلت هكذا حتى وصل عمرها إلى الثمانين.. وكانت «ملتزمة» مرة أو اثنتين فى الشهر.. تأتى من أقصى الصعيد إلى أبعد السجون عن بلادها.. (وادى النطرون) لتطمئن على «قلبها».

واليوم يواصل «كمال» حديثه عن السجن وعن ثورة يناير ولماذا لم يتمكن من الهرب مع آلاف هربوا من السجون فى مصر.. وكيف أتت له فرصة هروب فى وقت سابق أيام ما كان مسجوناً فى قنا.. ولكنه وعقب وصوله إلى السور تذكر جدعنة الضابط ورجولته وقال لنفسه: «كمال ما يخون راجل.. ومحسن ابوالوفا راجل.. والله ما أهرب».. ويتحدث اليوم عن «منصور» وهو بلدياته من أخميم ويصفه «كمال» بـ«أبووش فقرى».. أى ينقل الأخبار السيئة فقط.. فهو من نقل له خبر وفاة «شحات» ابن عمه.. ونقل له فيما بعد خبر وفاة الأم.. وهو الأمر الذى جعل «كمال» يوجه رسالة حادة لـ«منصور».. بلاش تيجى تزورنى تانى يا منصور.. بلاش وأنت عارف ليه.. ربما كان يقصد عدم قدرته على تلقى صدمات جديدة.. وربما فهمها «منصور» أنها رسالة تهديد واضحة وصريحة له من «كمال».

سنوات «الحب»

وصلت لسجن «أبوزعبل» وبعت «جواب» لأمى مع عسكرى.. وبعد أسبوعين بالضبط لقيتها قدامى.. جاية من مسافة حوالى 700 كيلو ومعاها فلوس وأكل.. والحقيقة أن أكتر واحد تعب معايا هو أمى.. يعنى والله دى لفّت ورايا كل سجون مصر.. جت ورايا سجن بنى سويف وسجن سوهاج والمنيا وأسيوط والوادى الجديد ووادى النطرون وطرة وأبوزعبل.. مفيش مرة غابت.. وكل مرة تفرّحنى.. تعرف دى كانت توطى «تبوس يدى» وأنا الراجل اللى قتلت 3 وحاولت أقتل 2 تانى.. أبكى زى الطفل.. أقول لها: «يا امه ليه تبوسى يدى.. أنا اللى أوطى أبوس إيدك ورجلك.. أنا اللى تعبتك وخليتك رايحة جاية ورايا فى كل حتة..».. تقول لى: «يطوّل لى فى عمرك يا ولدى.. أنت لا فرحت بدنيتك.. ولا اتجوزت ولا فيه مَرَة تدفدف عليك وتراعيك واتخطفت بدرى.. أنا اللى آجى لك يا عمرى.. مش أنت ولدى الوحيد.. وانت راجلى بعد أبوك ما مات.. أنت ضهرى وسندى وهأفضل آجى لك لحد ما الأجل ييجى».. كانت قعداتنا مش كتير.. كان «يفرقها» أمر السجان.. بكلمة مشهورة «الزيارة انتهت».. كان يصعب عليّا أمى أنها تقوم بسرعة وتلم حاجتها.. وتمشى.. كنت بافرح ساعة ولا اتنين.. بس قلبى واكلنى عليها.. إزاى دى هتسافر كل المسافة دى.. وأحياناً كنت باطمّن لما يكون حد من ولاد أختى معاها وده حصل متأخر.. كانت هى عجّزت وكبرت وبرضه بتيجى.. بنفس الحماس وبنفس الزيارة.

كنت فى «طرة» أثناء ثورة يناير... والسجن ده ما اتفتحش.. ومرة واحدة حاولت أهرب من سجن قنا.. وأنا على السور افتكرت جدعنة المقدم محسن أبوالوفا وقلت ما ينفعش أخونه.. ده راجل وأنا راجل.. ورجعت ونفسى أقابله.. ولما مأمور المنيا نادى عليّا من أسبوعين وقال لى يا «كمال» فيه خبر حلو عشانك انت هتطلع.. قلت لنفسى «ده ملعوب جديد لأنى أكتر من مرة يقولوا هاطلع وما طلعتش»

والوضع استمر كده.. لحد سنة 2006.. أمى أصلاً مواليد سنة 23 وممكن تكون بعد كده بس هم كتبوها فى البطاقة أنها مواليد 1923.. المهم آخر زيارة ليها كانت فى أبريل 2006.. وبعد كده الزيارة طوّلت.. وامى ماظهرتش.. قلت ممكن يكون فيه ظروف.. ممكن يكون الأمر عادى.. فى الوقت ده كان بييجى يزورنى واحد وشه فقرى - يعنى نحس - قريبى أو بلدياتى.. اسمه منصور.. وكان منصور بيجيب أخبار كده وحشة.. كان حد مسلّطه عليّا.. وكان بيفرح وهو ينقل لى الأخبار دى.. معرفش كيف كان البنى آدم ده.. المهم جه مرة وقال لى يا «كمال».. أمك مش هتزورك تانى.. أمك ماتت.. كنت هاموت.. ماكنتش مصدق.. قلت الواد منصور اتجن ولّا بيلعب بيّا.. هزّيته.. قال لى والله ماتت فى شهر 6.. تعبت شوية.. وجت لها جلطة.. استحملت كتير.. يومها الدنيا اسودّت فى وشى.. وكنت عايز أخبط راسى فى الحيطان عشان أخلص.. افتكرت أن منصور ده هو اللى قال لى إن ابن عمى «شحات» مات.. قالها ببرود.. وشحات ده كان راجل بمعنى الكلمة.. أبوه سابه عمره 40 يوم.. ابوه عمى» «نور» اللى اتقتل قدام عينى وأنا أخدت تاره.. فـ«شحات» كان شايل لى ده.. وكان بييجى لى باستمرار كل شهر.. كان واد حلو كده.. ولما وصل سنه 25 سنة مات فجأة.. معرفش إيه اللى أصابه.. ماصدقتش.. وقلت للمأمور: «عايز أعمل تليفون للبلد.. عندى حالة وفاة».. طلبت وردت مرات عمى وقالت لى «شد حيلك يا كمال.. شحات مات».. كان تفكيرى يعود إلى 25 سنة مضت.. ويقود إلى أن من مات.. يبقى اتقتل.. وسألتها: «مين قتله».. قالت لى: «يا ولدى.. موت طبيعى.. محدش قتله.. ومفيش دم دلوقتى.. الناس اتغيرت والبلد اتغيرت.. أنت اللى لسة عايش فى توب قديم».. قفلت السكة وبكيت.. وعملت عزاء فى سجن طرة حوالى 10 أيام متواصلين.. ويومها جبت شيخ من أسيوط.. كان صوته حلو.. ويقرا والناس تسمع ومبسوطة وكأننا فعلاً فى بلدنا والناس بتعزينى.. بموت شحات زمان.. وبعده موت أمى اتكسرت وجالى ضغط وسكر.

مشنقة فى الزنزانة

الدنيا ضلّمت فى وشى بعد ما جالى خبر وفاة أمى.. قفلت عليّا باب الزنزانة.. أفتكر يومها كنت وحدى فى تأديب أو انفرادى.. المهم ربطت هدوم على هيئة حبل.. وربطته فى شباك الزنزانة كويس.. وجبت «جردل».. وحطيت فوق الجردل مخدتين.. ولفيت الحبل حول رقبتى.. وطلعت فوق الجردل والمخدتين.. خلاص أنا عايز إيه تانى من الدنيا.. أبويا اتقتل وخدت تاره.. وعمى اتقتل وخدت تاره.. وجدى مات.. وأمى ماتت.. وكل اللى أعرفهم ماتوا.. حتى الأمل (الواد شحات) اللى كنت بعامله زى ولدى مات.. المهم فجأة كده لقيت الباب بيخبّط.. ولقيت عسكرى سهران بيقول يا عم كمال.. عايز عودين كبريت.. وبص لقى المشنقة.. وقال لى ليه يا عم كمال.. استهدى بالله.. أنت راجل كبير وصبرت كتير.. استحمل شوية.. ونادى على مسجون كان غالى عليّا.. وقال له شوف «كمال» هيموّت نفسه.. المسجون ده زعق فيّا جامد.. وقال لى فيه إيه.. كل اللى نعرفهم ماتوا.. واللى عايش منهم هيموت.. أمنا ماتت.. وأبونا مات.. انشف يا «كمال».. بلاش التفكير ده آدينا مصبّرين بعض.. لحد ما السنين بتاعتنا تعدّى ونطلع من هنا.. استغفرت ربنا.. وماكنتش باصلى.. كنت كل ما أصلى وأركع أنسى.. وأسأل نفسى أنا ركعت مرة ولا اتنين ولا تلاتة.. وبطّلت.. لكن وعدت ربنا إنى هاصلى من أول ما خرجت.. وهاروح الجامع.. وبالنسبة للقتل أنا اتعاقبت فى الدنيا.. وأطلب من ربنا السماح فى الآخرة وهو غفور رحيم.. وهو أكتر واحد حاسس بعباده وشافنى وأنا مرمى فى السجن حوالى 46 سنة كاملين.. وأنا عشمان فى كرم ربنا وحنّيته.

أمى هى حبى الوحيد.. ولسه ما قابلتش سيدات حتى الآن.. وعملت مشنقة فى السجن لما عرفت أن أمى ماتت.. و«عودين كبريت» أنقذونى من الانتحار.. وسجين قال لى «انشف يا كمال كلنا هنموت»

محسن بيه أبوالوفا

سألت «كمال» عن فترة يناير.. وكيف فتحت أبواب السجون الحصينة.. ولماذا لم يهرب مثل آلاف غيره هربوا.. واندمج بعضهم وتاه وسط الزحام.. وضبطت الشرطة الغالبية عقب استعادة عافيتها وأعادتهم للسجون.. رد الرجل بعفوية.. وتفتكر أنا لقيت فرصة أهرب وما هربتش.. إحنا وقت الثورة دى كان حظنا وحش شويتين.. كل اللى كان فى وادى النطرون طلع.. واللى فى المرج.. وفى القطا وأبوزعبل والفيوم.. وناس منهم اتقتلت وفيه ناس فتحوا لهم.. عرفت أن ناس من برّة مصر.. جت سجن وادى النطرون ده تحديداً وفتحته.. بس إحنا كنا هنا فى طرة.. وطرة شديد.. وأسواره عالية ووسط مساكن.. وجنب الشرطة والجيش مش فى «الصحراء».. وماكنش حد يقدر يدخل ولا يطلع ولا يهد طوبة واحدة من السجن ده.. آه لو جت لى الفرصة إنى أهرب أيام الثورة كنت هربت.. وقتها كنت داخل على 40 سنة جوه السجن.. ومين اللى تيجى له الفرصة ويقعد بعد 40 يوم مش 40 سنة.. ده أنت «مذلول» جوه السجن.. تعرف لما كنا نطلع فسحة فى السجن اللى بيسموه ترويض.. كنت قبل الميعاد بتاع صفارة السجان أدخل على الزنزانة.. كرامتى ماتسمحش أن السجان يقول لى: «يالا يا كمال على زنزانتك أو عنبرك».. بالنسبة لى كان ده عيب.. كنا وسط الهوا والطل بنبص حوالينا فى العمارات ندوّر على وش بنى آدم مش لابس أزرق زى المساجين اللى حوالينا.. وكنا بنفرح.. ولما كنا بنسمع الصفارة.. كان وزنى يخس النص من الزعل.. هاترمى تانى وسط 4 حيطان.. تخيل ده بيحصل على مدار 46 سنة كاملين.. نرجع للهروب.. أنا فى مرة وأنا فى سجن قنا العمومى.. جات لى فرصة أهرب برّة السجن.. وفعلاً كانت الزنزانة بتاعتى قريبة من السور.. وأيامها كانوا بيعملوا تشطيبات أو بيبنوا أسوار جديدة أو بيعلّوا فى الأسوار.. وكان فيه خشب عريض.. خشب السقالات اللى بيستخدموه «مشايات» ساعة البناء.. المهم جبت خشبتين ووصلتهم من شباك الزنزانة عندى على سور السجن.. واتحركت.. كنا بالليل.. يادوب 5 متر بالضبط وكنت على السور.. وفى اللحظة دى مفيش حد شايفنى ولا برج مراقبة ولا ضباط ولا عساكر.. بس افتكرت ضابط دكر اسمه محسن أبوالوفا.. كان برتبة مقدم شرطة ساعتها وماسك مباحث سجن قنا.. وقلت لنفسى: «فيه ايه يا كمال.. هتهرب.. وتخون محسن بيه.. ده الراجل وسط المساجين كلها بينادى عليك من دون الناس.. ويحط يده على كتفك ويسألك.. فيه حاجة نقصاك يا كمال.. حد مزعّلك.. معاك سجاير ولا تاخد».. افتكرت ده كله وقلت مش أنا اللى أخون راجل جدع زى محسن.. ومش أنا اللى أحرجه مع القيادات.. ورجعت تانى على الزنزانة.. وشلت الخشب ورميته.. ومحسن ده من دشنا فى قنا.. وأظن لسة فى الخدمة وأنا نفسى أشوفه.. أصل أنا دمى حامى وما بحبش الخيانة.. وأحب أتعامل مع الرجالة ومحسن أبوالوفا راجل جدع.

هتخرج يا كمال.. مبروووك

مرات كتير أتعلق بأمل الإفراج.. مرة تتوه الأوراق.. ومرة يقبل الإفراج الصحى ويضيع القرار بسبب «دربكة» الأحداث فى 2011.. أختى صفية كانت هى السند بعد أمى.. وبعتت استغاثات كتير وجوابات كتير لمسئولين فى السجون.. أفتكر الله يمسيه بالخير لواء عاطف شريف.. وعدنى أنه هيمشينى لأن أوراقى سليمة.. بس جات الثورة وهو مشى.. وبعده أفتكر عاطف نجيب.. وحصل نفس الكلام.. إحنا فى السجن كنا ضيوف.. ليك واجبات وعليك حقوق.. وتخالف هتزعل وتتبهدل.. المهم كنت شبه فقدت الأمل فى قصة الخروج.. أنا لسة المفروض أخرج بعد 20 سنة.. بس يا ترى أنا أصلاً هاعيش 20 سنة تانى.. من أسبوعين بالضبط لقيت العسكرى جاى وبيقول لى: «تعالى يا عم كمال البيه المأمور عايزك.. قلت يا ساتر يا رب.. حد مات ولا فيه نقل جديد.. ولا فيه مصيبة أنا عملتها وأنا ناسى».. المهم مأمور سجن المنيا ده والله من فرحتى ولخبطة الأيام معايا نسيت اسمه.. بس هو من الفيوم.. ده أنا حافظ أسماء ييجى 20 مأمور و20 رئيس مباحث اتعاملت معاهم.. المهم وصلت له المكتب وقال لى: «مبروووك يا كمال.. أنت هتخرج.. اسمك جه فى العفو الرئاسى..».. ملقتش رد.. سكت وقلت لنفسى: «ده ملعوب جديد ولا إيه.. نفس القصة ونفس الجملة سمعتهم قبل كده».. الراجل لقانى ساكت.. قال.. مالك.. بصيت فى وشوش الضباط حواليه لقيتهم بيضحكوا وفرحانين.. اطمّنت شوية.. وقلت لنفسى واضح أن الكلام صح.. قلت له يا أفندم الحمد لله وألف شكر.. قال لى طب روح اتغدى فى المطعم وكل اللى أنت عايزه.. ورحت فعلاً لقيت أكل مختلف وزيادة عن كل مرة.. بس ماقدرتش آكل خالص.. وخليت 3 مساجين ياكلوا الأكل وقلت للعسكرى يبلّغ المأمور إنى كلت والدنيا تمام.. ويومها شربت شاى وسيجارة.. وقلت معقول الكلام صح.. هاطلع وأشوف الناس تانى.. وأشوف البشر.. وألحق أعيش لى يومين.. قلت كمان «جدعة يا صفية».. صفية أختى اللى بعتت للرئيس عبدالفتاح السيسى.. وواضح أن الشكوى المرة دى جابت نتيجة.. وأنا أمنية حياتى دلوقتى أقابل الراجل ده.. وأقول له شكراً.. بس هيرضى يقابل مسجون؟

أنا عايز أعمّر بيت أبويا «الخربان».. ونفسى فى عيّل ولا اتنين يشيلوا اسمى بعد ما أموت

أيام «المر والندم»

قبل أن أنهى حوارى مع «كمال».. سألته كيف تقيّم تلك السنين التى ضاعت.. هل لو عاد بك الزمن كان الطريق سيتغير.. قال الرجل: «أنا فى الـ46 سنة ما شفت يوم حلو.. مفيش غير يوم ما أخدت تار أبويا وأنا جوه سجن طرة.. كل الأيام بعد كده مُرّة.. وكلها ندمان عليها.. ندمت إنى ما تعلمت زى عمى راجى وده مهندس.. ندمت إنى كنت وحيد وده مش بإيدى.. ندمت إن عيلتى اتحطت فى الظروف دى.. وعم أبويا اتقتل.. وأبويا اتقتل وعمى اتقتل.. والكرامة والعار يخلوك فى وش المدفع.. يخلوك تغير صوابك.. وتمشى فى طريق غلط ومعووج.. كدّاب لو قلت لك إن عمرى كله ما ضاعش جوه السجن.. أنا داخل على 67 سنة.. وخلاص معدش باقى كتير فى العمر.. عايز أعيش فى هدوء.. عايز أستقر شوية.. تخيل نهر النيل ده أنا ما لمسته من سنة 70.. آه كنت باشوفه وأنا راكب عربية باتنقل من سجن لسجن.. كنت بأشوفه من خلف شباك سلك صغير.. كنت بأفرح لما أشوف وشوش بشر ماشية فى الشارع وأقول يا بختهم.. محتاج هدوء فى سنواتى اللى جاية.. محتاج أعيش بعيد عن الصراع والدم.. عايز أبنى «طوبة» جديدة فى بيت أبويا.. بيت أبويا اللى «خرب» واتهجر واتهد من سنة 72.. مهدود.. عايز أعمّر البيت من جديد.. ويرجع ينوّر زى ما كان.. وكل الناس تقول ده بيت كمال.. «كمال» ولد ثابت عبدالمجيد عبدالسيد ناصر.. «كمال» اللى جده دياب.. مؤسس الديابات فى أخميم.. «كمال» اللى عاش 46 سنة فى السجن.. «كمال» اللى غالبية أهله ماتوا وهو فى السجن.. «كمال» اللى اتجوز وعمره 67 سنة.. نفسى يكون عندى واد صغير ولا اتنين يشيلوا اسمى.. وعايز أختار واحدة أبوها دمه حامى عشان تعرف تربى العيال لما أموت.. طبيعى إنى أموت.

اقرأ أيضًا:

بالفيديو أقدم سجين فى مصر: قضيت 46 سنة فى الزنازين ودخلت أكتر من 11 سجن.. والعقوبة كانت تأبيدتين فى جريمتين قتل وشروع فى قتل

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
13/04/2024 | 12:08 م

ارتفاع أعداد مصابي حريق المنيا لـ 50 مصابًا المصري اليوم - حوادث

بوابة أخبار اليوم الإلكترونية

ارتفاع أعداد مصابي حريق المنيا لـ 50 مصابًا  المصري اليوم - حوادث
13/04/2024 | 12:08 م

اليوم السابع - حوادث - النائب أيمن محسب: الاقتصاد وبناء الإنسان على رأس أولويات الولاية الجديدة

#اليوم السابع - #حوادث - أكد الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار ...

اليوم السابع -  حوادث - النائب أيمن محسب: الاقتصاد وبناء الإنسان على رأس أولويات الولاية الجديدة
13/04/2024 | 12:08 م

ذكرى مولد جابر قميحة صاحب ديوان لله والحق وفلسطين 

بوابة أخبار اليوم الإلكترونية

ذكرى مولد جابر قميحة صاحب ديوان لله والحق وفلسطين 
13/04/2024 | 12:08 م

خبر مصر أخر الأخبار / غرق طفل وإصابة 3 سيدات ورجل فى حوادث متفرقة بأسوان

لقى طفل مصرعه غرقا أثناء السباحة فى الترعة الكبيرة بمدينة كوم أمبو بأسوان، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة، وعلى الجانب الآخر أصيب 4 أشخاص بينهم سيدات فى مشاجرة بأبو الريش. تلقى مدير أمن :.7.202441298598289849859888787986899849899888288188838888898487981878985879849889888383988

خبر مصر   أخر الأخبار / غرق طفل وإصابة 3 سيدات ورجل فى حوادث متفرقة بأسوان
13/04/2024 | 12:08 م

مصرع وإصابة 14 شخصا فى سقوط سيارة ميكروباص داخل ترعة بالدقهلية الهيئة الوطنية للإعلام

لقى شاب مصرعه وأصيب ثلاثة عشر آخرين فى حادث سقوط سيارة ميكروباص داخل مياه ترعة على طريق بلقاس الستامونى

مصرع وإصابة 14 شخصا فى سقوط سيارة ميكروباص داخل ترعة بالدقهلية   الهيئة الوطنية للإعلام
11/04/2024 | 11:57 ص

السيلفى شعار زائرى ممشى أهل مصر فى أول أيام عيد الفطر (صور)

وخلال الاجتماع، شدد المحافظ على رؤساء الأحياء والمراكز بمراجعة الأماكن التي تُمثِّل خطورة داهمة سواء بالسقوط أو الاشتعال، ومنع تراكم

السيلفى  شعار زائرى ممشى أهل مصر فى أول أيام عيد الفطر (صور)
11/04/2024 | 11:57 ص

قبل بيعها بالأسواق.. ضبط 89 طن ملح فاسد في دسوق الشورى

واصلت أجهزة وزارة الداخلية جهودها لمكافحة الجريمة بشتى صورها لا سيما الجرائم التموينية.وأكدت معلومات وتحريات

قبل بيعها بالأسواق.. ضبط 89 طن ملح فاسد في دسوق   الشورى


حوادث أقدم سجين فى مصر: كدّاب لو قلت مش ندمان حوادث مصر فى حلقة أمس من حوارى مع أقدم سجين فى مصر.. روى الرجل بهدوء وبذاكرة من حديد تفاصيل ولحظات مُرّة عاشها فى قرابة 11 سجناً.. على مدار نحو 46 عاماً قضاها



اشترك ليصلك كل جديد عن حوادث مصر

خيارات

المصدر https://www.elwatannews.com/news/details/3857703 الوطن
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي حوادث أقدم سجين فى مصر: كدّاب لو قلت مش ندمان

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars