البشر.. أسرى إمبراطورية «جوجل»
06/01/2019 | 3:00 ص 0 comments
جريدة الخليج - ثقافة
الشارقة: محمدو لحبيب
«جوجل» يتحكم فينا، هل هذا أمر سيئ؟ ربما تكون الإجابة المباشرة عند الملايين من الناس، أنه قطعاً ليس بالأمر السيئ، ذلك أن «جوجل» تتيح لنا، وبسرعة وبسهولة، مليارات المعلومات عن أي شيء نطلبه، وعدداً هائلاً من تطبيقات الآندرويد التي نستعملها بكل سلاسة على هواتفنا النقالة، إضافة لتوفيرها خدمات تحديد الأمكنة في المدن المزدحمة المتشابكة الطرق، وخدمات المناخ، والأخبار المتعلقة بالسياسة، والاقتصاد، وغير ذلك، وطبعاً لن ينسى من يجيب، الإشارة إلى خدمات الكتب الإلكترونية التي باتت «جوجل» وتطبيقاتها توفرها بشكل متقن وذكي بمعيار ذكاء أحدث الآلات الرقمية.
كل هذه الخدمات تخفي الجانب الآخر الذي لا يعرفه، أو يتجاهله الكثيرون، والذي يحطم الشعار الذي ابتدأت به «جوجل» عملها وهو «لا تكن شريراً». لقد أصبح ملف «جوجل» في السنوات الأخيرة محاطاً بعشرات علامات الاستفهام، وصار بوسعنا أن نتساءل من جديد: هل استغلتنا شركة «جوجل»، ووظفت كل بياناتنا الشخصية لتبني مجدها؟ وتتقدم في ترتيب الشركات لتتفوق على شركات عملاقة توظف أرقاماً جبارة في مجال البترول، والكوكاكولا وغيرهما؟ هل يمكن القول إن ««جوجل» استطاعت أن تحول البيانات إلى نفط العصر الحالي، وغازه؟
«ملف جوجل» كتاب من تأليف الألمانيان تورستن فريكه، وأولريش نوفاك، وترجمة عدنان عباس، يبسط للقارئ حقيقة الشركة العملاقة «جوجل»، وكيف استطاعت أن تبني إمبراطوريتها من البيانات، وكيف تحولت إلى كائن شرير من وجهة نظر الكتاب، يتحكم في كل شيء، من الشخصي الخاص إلى الثقافي العام، إلى الاقتصادي، والسياسي، وغيره.
ومن أبرز ما يؤكد عليه الكتاب هو أن كل تلك الخدمات آنفة الذكر التي تقوم بها «جوجل» لمصلحة مستخدميها ليست مجانية قطعاً، بل هي جزء من طريقتها في السيطرة على كل شيء، حتى على حياتنا الخاصة، فنحن من يدفع الثمن ل«جوجل» كي تستمر في الازدهار، والتطور، وتحقيق أرباح سوقية هائلة في كل عام.
إننا، كما يقرر الكاتبان، ننكشف أمام جهاز عملاق يأخذنا كمادة أولية، نحن بياناته، وهذا الانكشاف يظهر لنا بشكل مخادع، فنتصور أنه يحقق لنا كل الراحة، وسهولة الحياة، في حين أنه هو من يستفيد مما ننجزه من عمليات بحث وتطبيقات رقمية في كل لحظة، ولعل ذلك ما دفع الكاتبان لتخصيص فصل تحت عنوان «البيانات.. بترول العصر الحديث»، يقولان فيه: «منذ أمد ليس بالقصير لم تعد «جوجل» مجرد محرك بحث فقط، لقد تحولت في الوقت الراهن إلى شركة عملاقة تضم بين جناحيها مئات الشركات، التي تتعاون فيما بينها، ويحمي بعضها بعضاً من المخاطر الآتية من المنافسين، إنها إمبراطورية أسهمنا نحن جميعاً في تأسيسها، حين زودناها طواعية بالكثير من البيانات»، ويلفت الكتاب الانتباه إلى أن «جوجل» استطاعت أن تجمع بسهولة بعض البيانات التي تندرج عادة تحت بند خصوصياتنا التي لا نسمح للآخرين بالاطلاع عليها، وهي تستخدمها وفق سياساتها العامة، ولمصلحتها هي أولاً وأخيراً: «لم تجمع «جوجل» هذه البيانات اعتباطاً، بل من أجل توظيفها في نشاطات تجارية عملاقة».
ويؤكد الكاتبان أن «جوجل» باتت قادرة الآن على فعل ماهو أكثر من مجرد استغلال البيانات الشخصية لأغراض صناعة وترويج الإعلانات، أو تحقيق منجزات تجارية، فهي أصبحت قادرة على «إزاحة الآخرين من حلبة المنافسة، وإملاء إرادتها، وفرض تصوراتها على قطاعات اقتصادية بالكامل، والتأثير في الإرادة، واتخاذ القرارات السياسية في الانتخابات العامة، مثلاً وليس حصراً».
وفي فصل آخر من الكتاب تحت عنوان «الشركة تنمو وتنمو وتنمو»، يؤكد الكاتبان أن الشركة صارت خارج السيطرة، وأصبح محرك بحثها الشهير يخترق الخصوصية، ويسيء استخدام البيانات الشخصية، ويتلاعب بالخدمة المطلوبة منه، ويلتف حولها، ليحصل من المستخدم على أكبر قدر ممكن من المعلومات.
وتضمّن الكتاب كذلك تحليلاً عميقاً يهدف إلى توضيح كيف تتيح «جوجل» الفرصة لبناء صورة لنا تتضمن كل أسرارنا، وأسئلتنا، وأمنياتنا، ورغباتنا، صورة لحياتنا الخاصة، والعامة، من خلال عدة طلبات بحث منفصلة نقوم نحن بها عبر محركات بحثها.
ولأجل تبيان ذلك قام الكاتبان بالدخول إلى ملفات محفوظة في هذه الشركة الأمريكية العملاقة سابقاً، ثم قاما بتحليلها وكانت النتائج مذهلة، ومرعبة، في آن واحد.
الكتاب غني بالمعلومات التي تجعل أي قارئ يندهش من حجم تحكم هذه الشركة في حياتنا، وكيف يمكن أن تكون مآلات المستقبل بالنسبة إلينا، وكيف أننا بطريقة ما، صرنا أسرى لها، فحين نطرح السؤال: ما الذي يحدث إذا كشفت هذه الشركة ذات يوم معلومات دقيقة عن تفاصيل حياتنا الشخصية؟ سندرك إلى أي حد يمثل هذا الكتاب إشارة حمراء تجعلنا على الأقل نكف عن الاندفاع في التعامل بأريحية وثقة بهذه الشركة، ونحرص على ألا نعطيها تحت أي ذريعة، مزيداً من البيانات عنا، خصوصا التي تمس كينونتنا الشخصية، وعائلاتنا.
ومختصر القول في ما أنجزه هذين الكاتبين، أنهما حاولا فهم المخاطرة التي يقوم بها كل فرد، وكل مجتمع، وماذا يمكن أن نتوقع بعد عقود من الاعتماد على «جوجل»، وتسليم كل بياناتنا إليها.
الكتاب صدر في طبعته الألمانية سنة 2015، وقد كانت أول لغة يترجم إليها هي اللغة العربية، وهو من منشورات سلسلة عالم المعرفة الكويتية، ويقع في 288 صفحة.
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
جوجل ما تزال تدفع مليارات الدولارات إلى آبل البوابة العربية للأخبار التقنية
جوجل | تفحص الجهات التنظيمية في المملكة المتحدة صفقة طويلة الأمد بين جوجل وآبل حول محرك البحث الافتراضي في متصفح (سفاري) Safari المحمول المملوك للشركة المصنعة
جوجل تحسم مصير هاتفها الذكي Pixel 3a.. ترقبوا 4a
قائمة متجر جوجل الرسمية بدأت في إظهار حالة سلسلة Pixel 3a على أنها غير متاحة، وسط تفاؤل بإصدار هاتف (Pixel 4a) المنتظر
جوجل تعقد مؤتمرها Hey Google لأجهزة المنازل الذكية 8 يوليو الجارى -
أعلنت شركة جوجل عن استضافة حدث افتراضى لمطورى أجهزة المنازل الذكية فى الثامن من يوليو بدلاً من مؤتمر Google I / O الذى تم إلغاؤه
جوجل تحذف 100 إضافة خبيثة بمتجر كروم لجمع بيانات المستخدمين الحساسة -
يجب على مستخدمى الإنترنت توخى الحذر أثناء تثبيت ملحقات Google Chrome ، حيث أزالت الشركة أكثر من 100 رابط ضار بعد اكتشاف أنها تجمع بيانات مستخدم "حساسة".
جوجل تعلن عن Camp Google 2020 لمساعدة الأطفال على تعلم المهارات الرقمية -
أعلنت شركة جوجل عن مبادرة "Camp Google 2020" للأطفال وأولياء أمورهم للمشاركة فى تجارب التعلم معًا، حيث يقدم البرنامج مجموعة من الأنشطة التى تجمع بين المشاريع الواقعية
كيفية حفظ مستند جوجل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك خطوة بخطوة
كيفية حفظ مستند جوجل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك خطوة بخطوة 'كيفية حفظ مستند جوجل على جهاز الكمبيوتر الخاص بك خطوة بخطوة'
طريقة تثبيت متجر جوجل بلاي على هاتف هواوي Huawei P40 Pro
طرق يمكن من خلالها تثبيت متجر جوجل بلاي على Huawei P40 Pro لكن قبل أن تبدأ بعملية التثبيت يجب عليك القيام بعمل نسخة احتياطية لهاتفك
البشر.. أسرى إمبراطورية «جوجل» اخبار جوجل جريدة الخليج - ثقافة
التعليقات علي البشر.. أسرى إمبراطورية «جوجل»