ارتفاع الأسعار .. بين الجشع وضعف الشراء

شهدت الأسواق والمحلات التجارية ارتفاعاً ملحوظاً في الأسعار خلال الفترة الحالية في وقت توقع فيه المواطنون حدوث انخفاضاً في الأسعار عقب تحسن سعر صرف الجنيه السوداني بالنسبة للعملات الحرة . مما يؤشر الى ان هنالك اسبابا غير معروفة قادت الى هذا الارتفاع فى الاسعار . ـ المركز السوداني للخدمات الصحفية ـ وعلى اثر هذا الموقف قام بجولة فى الاسواق استطلع من خلالها عدد من التجار حول اسباب الغلاء وارتفاع الاسعار خاصة بعد ان شكل هذا الامر هاجسا للمواطنين ، خاصة الفئات الضعيفة ، وذهب البعض منهم الى ان هنالك جشعا يمارس فى الاسواق من قبل التجار ... وخرجنا من جولتنا بالحصيلة التالية : لا أثر لانخفاض الدولار على الاسعار فى البدء التقينا عباس عبد الرحمن رئيس الغرفة القومية للصناعات الغذائية باتحاد الغرف الصناعية وسألناه عن اسباب الغلاء ؟ فاجاب موضحا بأن انخفاض الدولار لم يحدث أي أثر في أسعار المواد الغذائية، وقال أن البضائع الآن تباع بالسعر القديم باعتبار أنها في أيدي التجار بالتكلفة القديمة خاصة المتسوردة، مشيراً أن الانخفاض لم يعطى عافية للأسعار، لكنه توقع أن تشهد الفترة القادمة انخفاضاً وتراجعاً فى الأسعار خاصة وأن عدد من التجار لجأوا إلى استيراد السلع والتصنيع بالتكلفة الجديدة. وطالب عباس الدولة بتوفير العملات الصعبة لضمان استقرار وتراجع أسعار السلع في وقت شدد فيه على ضرورة وضع إستراتيجية محكمة وحاسمة للاستيراد لمحاربة فوضى الأسواق والتلاعب الذي تشهده عدد من المحلات التجارية بحجة التحريرالاقتصادي، مؤكداً وفرة السلع بمختلف أنواعها ومبيناً أن السوق يشهد استقراراً كبيراً في توفرجميع السلع خاصة الاستهلاكية.

انخفاض فى اسعار الذهب ورغم ارتفاع الاسعار الا ان اسعار الذهب شهدت تراجعا حيث كشف مجدي علي أحمد (صاحب محلات الشارقة للمجهودات) بالسوق العربي عن انخفاض فى أسعار الذهب بنسبة 30%، موضحاً أن أسباب نزول الأسعار ترجع إلى انخفاض البورصة العالمية وانخفاض سعر الدولار متوقعاً أن يواصل الذهب الانخفاض خلال الفترة القادمة، ومبيناً أن الذهب الكويتي يحتل أعلى مرتبة في الأسعار بينما الذهب المحلي عيار (21) يسجل أقل الأسعار في البيع والشراء، مشيراً إلى أن الأسعار تتراوح ما بين (260) جنيه للجرام إلى (355) جنيه. إقبال ضعيف من المواطنين على الشراء من جانبه كشف أنس الطيب صاحب ـ محلات الزئبق للملبوسات الجاهزة ـ بالسوق العربى عن زيادة فى أسعار الملبوسات الشتوية بنسبة طفيفة وصلت إلى 10% مقارنة بالعام الماضي ، وعزا ذلك لانخفاض سعر الدولار مؤخرا فى مواجهة العملة المحلية ، لكنه شكا من ركود حركة البيع وضعف إقبال المواطنين، مشيراً إلى أن الملبوسات الأخرى لم تحظ بأي انخفاض في الأسعار خلال هذه الفترة نسبة لتراكم كميات كبيرة من المعروضات خلال فترة طويلة خاصة أنها تم استيرادها بقيمة الدولار المرتفعة الأمر الذي جعل السوق لا يتأثر بالانخفاض الذي حدث مؤخراً في سعر صرف الدولار، مضيفاً بأنه لا يتوقع أي انخفاض في الأسعار خلال الفترة القادمة خاصة وأن التجار يتعاملون بسياسة العرض والطلب وكل يحرص على تفادي الخسارة والتعويض والربح. وقال أن المواطن العادي لا يتحدث عن الدولار والجنيه لذلك أن التجار لا يمليون إلى تخفيض الأسعار حتى لو أنه استورد بالقيمة الجديدة. وأضاف بان عدد من تجار العملة اوضحوا أن انخفاض الدولار خلق فجوة كبيرة في تحويلات المغتربين الأمر الذي دعاهم إلى انتهاج طرق بديلة لتحويل أموالهم خاصة شراء الأجهزة الالكترونية من الدولة التى يقيمون بها وإرسالها إلى السودان لبيعها بالجنيه السوداني حفاظاً على أموالهم وتجنبا الخسارة متوقعين ارتفاع نسبة التحاويل وعودتها لما كانت علية خاصة عقب ارتفاع سعر صرف الدولار اذا ما حدثت. وقد اتفق عدد من تجار العملة على أن انخفاض الدولار احدث أزمة كبيرة في حركة العملة بجانب ركود الحركة الشرائية وحركة البيع. الجمعية السودانية لحماية المستهلك عزت فوضى الأسعار إلى غياب هيبة الحكومة من الأسواق في وقت شدد فيه ياسر ميرغني على ضرورة تفعيل الدور الرقابي على الأسواق والمحلات التجارية لضبط فوضى الأسعار ومحاربة جشع التجار ، مضيفا ان التحرير الاقتصادى لا يعني الفوضى وانتهاك حقوق المواطن، وقال أن انخفاض الدولار لم يسمع به المواطن لذلك لابد للجهات المختصة المبادرة بوضع ضوابط حاسمة للحفاظ على حقوق المواطن.