الموضوعات تأتيك من 15525 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

جريدة الدستور : القطيعة مع الماضي

08/12/2014 | 3:13 م 0 comments

 عبدالله السناوي
لا قداسة لثورة أيا كانت إنجازاتها وتضحياتها، فالقداسة ضد التاريخ من حيث إنها عمل إنسانى وضد الديمقراطية من حيث الحق فى نقدها.
غير أن الاستباحة قضية أخرى تفضى إلى الانقلاب على الثورة وإهدار أهدافها وتقويض الديمقراطية نفسها.
ما بين القداسة المستحيلة والاستباحة الماثلة هناك حرب حقيقية على المستقبل. كان كل شىء مقصودا فى الحملة على «يناير» بلغة منفلتة تسخر من تضحياتها وتنتهك أية قيمة سياسية وأخلاقية فى البلد.
لا احترام للدستور والقانون ولا مساءلة من جهة تحقيق أو وقفة من سلطة.
وبدأت الأسئلة تطارد النظام الجديد عن حقيقته، ولم يكن هناك شىء خافٍ فى اللعبة كلها.
فالذين يقفون وراء الحملة ينتسبون إلى «رأسمالية مبارك» ولهم ثأر مع «يناير».
يتصورون أن الوقت قد حان لتصفية الحسابات وغسل سمعة نظام أسقطه شعبه توطئة لعقد قران جديد بين السلطة والثروة.
بصراحة كاملة فإن الحملة على «يناير» لا تدخل من باب الديمقراطية بقدر ما تدخل من باب الفساد.
بنفس درجة الصراحة فإنها استهدفت أن يكون الحاضر ظلا للماضى و»السيسي» امتدادا لـ»مبارك».
وهذا أكثر ما ضايق الرئيس فيما هو معلن وغير معلن من حوارات ومشاورات بعد الحكم بتبرئة ورجاله فيما يطلق عليها «محاكمة القرن».
ترددت فى القاعات الرئاسية جمل كاشفة أهمها أنه بحاجة أن يقول من هو وأين يقف، وهذا اعتراف متأخر لكنه ضرورى بالأثر الفادح لغياب لغة السياسة ووسائلها، وأوضحها أنه لا يمكن أن يكون منتميا لنظام يزدريه ويرى أنه «كان يستحق أن يسقط قبل عشرين عاما»، وهذا تأكيد لازم يستدعى سياسات تعلن القطيعة مع الماضى.
كان متحفظا فى البداية على فكرة إصدار بيان سياسى عن رئاسة الجمهورية يؤكد التزاماته الرئيسية بشرعية «يناير» و»يونيو» وأنه لا عودة للوراء خشية أن يؤول توقيته على أنه تعليق على أحكام القضاء، غير أنه فى اليوم التالى أصدر بيانا يمكن وصفه بـ»الحد الأدنى الضروري»، لا هو استجاب كاملا لصيحات الغضب فى محيط ميدان التحرير ولا هو تجاهلها وغض البصر عن رسائلها كأنها لم تصل إليه.
اقترب بحذر من الملف المشتعل ولم يكن ذلك كافيا للإجابة على التساؤلات الكبرى عن طبيعة النظام الذى يترأسه، وهو نظام تأسس على شرعية ثورتين.
فى قضايا الشرعية يصعب على أى نظام ألا يحسم أمره وإلا فإن العواقب وخيمة.
هو نفسه أشار إلى هذا المعنى.
يدرك أن طلب العودة إلى الماضى بسياساته ووجوهه مشروع اضطراب سياسى لا تحتمله مصر يحطم أية شرعية ويزكى كل عنف.
كانت المعلومات التى توافرت أمامه فى أعقاب الأحكام مباشرة أن موجات الغضب امتدت إلى قطاعات واسعة من الرأى العام ضحت بفداحة لأربع سنوات كاملة بحثا عن أمل جديد فى حياة أفضل فإذا بها ترى ما ثارت عليه يطل عليها من جديد.
تبدت النذر أمامه فى تقارير ومعلومات بعضها توقع أن تتمدد التظاهرات الغاضبة وأن تختلط الأوراق وتستفيد جماعة الإخوان المسلمين من أية تصدعات فى الوضع الداخلى ووصل القلق إلى مؤسسات القوة خشية أن تجد نفسها فى صدام قد تضطر فيه إلى مالا تريد.
وترددت على نطاق واسع عبارة: «لا نريد صداما لكننا لن نسمح بأية خروقات من أية جهة كانت».
غير أنه تبدت أمامه فى الوقت نفسه تقديرات أخرى حاولت أن تهون من المدى الذى يمكن أن تصل إليه التظاهرات الغاضبة التى «قد لا تمتد لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة».
لم يكن مقتنعا بصحة التقديرات الأخيرة، فالقضية لا تلخصها مظاهرة هنا أو هناك بقدر ما تشير إلى فجوات ثقة تتسع مع الشباب الغاضب، و»الشباب فكرة» على ما استمع فى بعض مشاوراته قبل أن يبدأ حواراته مع قطاعات من الأجيال الجديدة من المتوقع بحسب معلومات أولية أن تعقبها حوارات أخرى على المستوى الثنائى مع عدد من الرموز السياسية المصرية البارزة.
النزوع إلى الحوار تطور إيجابى لكنه محدود.
إيجابى بمعنى أن يقترب بقدر ما هو ممكن من النبض العام فى الشارع واعتماد الوسائل السياسية فى جسر أية هوة أو فجوة، وهو ما يحتاجه الرئيس.
ومحدود بمعنى أن الحوار وحده لا يؤسس لأوضاع جديدة دون أن ترافقه سياسات مختلفة.
هذه هى المعضلة الكبرى أمام نظام لم يعلن عن نفسه حتى الآن. في غياب رؤية تعلن القطيعة مع الماضى يفلت زمام الدولة وتتصارع الأجهزة الأمنية دون أن تكون هناك سقوف أو حدود.
تداخلت فى الحملة على «يناير» حركة بعض مصالح المال وانفلاتات بعض سلطات الأمن. وهذا وضع لا يمكن قبوله فى أية دولة محترمة.
بحسب معلومات لا تخفى حقائقها على الرئيس فإن أطرافا أمنية حرضت عليه بشأن قانون يجرم «الإساء إلى الثورة»، ولهذا حسابه.
ليست هناك مشكلة فى الاعتراض على فكرة القانون، وفى بعض الاعتراضات أسباب وجيهة تتخوف من استخدامه فى التضييق على الحقوق والحريات غير أن ليس من حق التحالف شبه المعلن بين أطراف فى أجهزة الأمن وأطراف أخرى تنتسب إلى مراكز المال الحديث عن حريات عامة قد تهدر بينما القوانين والأخلاقيات يدوسونها بالأقدام.
المثير فى مشروع القانون أنه يواجه اعتراضا من طرفين متناقضين، أحدهما لا يريده حتى ينفسح الوقت أمامه لما يتوهمه من عودة الماضى لسابق عهده، وثانيهما يخشى من آثاره وفى ذاكرته قوانين أخرى كـ»حماية القيم من العيب» فى عهد «أنور السادات» و»حماية الثورة» فى سنة «محمد مرسي». من حيث المبدأ العام فالثورات لا تحصنها القوانين وحدها.
وقد يستخدم القانون فعلا لغير أهدافه المعلنة.
هناك الآن خياران لا ثالث لهما.
الأول، أن تتكفل السياسات بردم أية فجوات مع الأجيال الجديدة وإعلان الحرب على الفساد وملاحقة أية انتهاكات فاضحة عبر شاشات الفضائيات وفق القوانين الحالية. هنا لا حاجة لقانون يجرم أية إساءة لثورتى «يناير» و»يونيو».
والثانى، أن يصدر القانون بشروط أساسية يستدعى غيابها اعتباره عدوانا على الدستور.
لا تحصين لسياسات أو إجراءات أو رجال باسم الثورة ولا حجب لأية انتقادات أيا كانت حدتها، فهذه حقوق ثابتة يضمنها الدستور.
المعنى أن تنضبط صياغة القانون على النص الدستورى وأن يقتصر تجريم الإساءة للثورتين من كونهما فعلا شعبيا وتاريخيا لا أكثر ولا أقل.
بمعنى آخر تجريم «الشتم» لا «النقد».
أما الحرب على الفساد فقضيتها تستدعى حسما فى الملف لا على هوامشه.
باليقين فهو الملف الأصعب فى القطيعة مع الماضي.
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
09/08/2015 | 11:07 م

محامي العادلي يترافع عن متهم بـ التخابر - المصريون

حضر لأول مرة المحامى محمد الجندى دفاع حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق فى نظام

محامي  العادلي  يترافع عن متهم بـ التخابر  - المصريون
26/02/2015 | 4:38 ص

: الدفاع في النطرون يقدم أسطوانة ويطلب مشاهدتها.. والقاضي يرفض

قدم المحامي محمد المصري، دفاع كل من أحمد أبو مشهور ورجب عبد الرحمن وعماد شمس محمد، خلال مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، أسطوانة مدمجة، وطالب هيئة المحكمة بمشاهدتها إذا ...

: الدفاع في  النطرون  يقدم أسطوانة ويطلب مشاهدتها.. والقاضي يرفض
26/02/2015 | 4:38 ص

: الدفاع بـ النطرون يدفع ببطلان إجراءات المحاكمة

دفع المحامي محمد المصري، دفاع كل من أحمد أبو مشهور، ورجب عبد الرحمن، وعماد شمس محمد، خلال مرافعته أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة، ببطلان إجراءات المحاكمة لعدم علانية الجلسات. ...

: الدفاع بـ النطرون  يدفع ببطلان إجراءات المحاكمة
12/02/2015 | 2:43 ص

الوفد - 11 فبراير.. إسدال الستار على 30 عامًا من حكم مبارك

"بسم الله الرحمن الرحيم.. أيها المواطنون، فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمر بها البلاد قرر الرئيس محمد حسنى مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد، والله الموفق والمستعان"، كانت جمل قصيرة ومقتضبة، أذاعها اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري آنذاك، ليعلن من خلالها تخلى الرئيس مبارك عن منصبه عقب مرور 18 يومًا من اندلاع ثورة 25 يناير؛ ليسدل الستار على مبارك الذي دام طوال ثلاثين عامًا.

الوفد - 11 فبراير.. إسدال الستار على 30 عامًا من حكم مبارك
21/01/2015 | 11:38 م

3 مذكرات تطالب بإعادة محاكمة «مبارك».. وأدلة جديدة مع النائب العام - السياسة, مصر - البديل

تقدم منذ يومين، التيار الديمقراطي بثلاث مذكرات، للنائب العام، ضد الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، تطالبه بفتح التحقيق مرة أخرى في محاكمة القرن وقضية قتل المتظاهرين وموقعة الجمل، وسط تساؤلات عن مصير تلك الدعاوي أمام النائب العام، ومدى إمكانية التحقيق فيها مرة أخرى، وهل استندت المذكرات على دلائل جديدة، وهل من حق النيابة العامة حبس الرئيس …

3 مذكرات تطالب بإعادة محاكمة «مبارك».. وأدلة جديدة مع النائب العام - السياسة, مصر - البديل
31/12/2014 | 7:19 م

فيديو.. أيمن نور: سراب الأمل الرومانسي لـ نجاح الثورة انتهى -

قال الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، إن الحكم بتبرئة الرئيس المخلوع، حسني مبارك، في "محاكمة القرن" يمثل لحظة فارقة بين زمنين هما "الثورة والثورة المضادة".

فيديو.. أيمن نور: سراب الأمل الرومانسي لـ  نجاح الثورة  انتهى -
31/12/2014 | 7:19 م

أحمد موسى في «2014»: حاور السيسي ومحلب.. وانفرد بأول مداخلة لـ«مبارك».. ورقص على «بشرة خير».. وواصل كشفه لـ«الإخوان» الموجز

في أشهر قليلة قضاها الإعلامي أحمد موسي على شاشة «صدى البلد»، نجح موسي في وضع برنامجه الجديد «على مسئوليتي»، على قمة برامج التوك شو التي تعرض على الفضائيات المصرية، ليحقق في 2014 سلسلة من الانف

أحمد موسى في «2014»: حاور السيسي ومحلب.. وانفرد بأول مداخلة لـ«مبارك».. ورقص على «بشرة خير».. وواصل كشفه لـ«الإخوان»   الموجز


جريدة الدستور : القطيعة مع الماضي محاكمة القرن



اشترك ليصلك كل جديد عن محاكمة القرن

خيارات

المصدر http://www.addustour.com/17423/%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D9%8A%D8%B9%D8%A9+%D9%85%D8%B9+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A.html Addustour

زيارة الموضوع الاصلي
جريدة الدستور : القطيعة مع الماضي
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي جريدة الدستور : القطيعة مع الماضي

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars