الموضوعات تأتيك من 15435 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: اراء حرة > مقالات رأي

الضباع و"شلة القرود"

30/07/2014 | 8:54 ص 0 comments
الضباع و"شلة القرود"

في الوقت الذي تلهو فيه القرود وتمضي وقتها لعبا وتسلية غير عابئة بما يدور حولها لا يشغلها الا الهرج والمرج، تعاني المخلوقات الضعيفة من هجوم الضباع معدومي الضمير. فمن المعروف ان الضباع من اكثر الحيوانات خسة ونذالة -وان كانت تلك الاوصاف لا تنطبق علي الحيوانات- فهي تأكل فريستها حتي وهي حية بلا شفقة ولا رحمة. ذلك المشهد الحيواني ليس بغريب علي اذا ظل في عالم الحيوان ولكن خروجه الي دنيا البشر ذلك هو العجب بعينه.

احمد عتريس


الضباع و"شلة القرود"


في الوقت الذي تلهو فيه القرود وتمضي وقتها لعبا وتسلية غير عابئة بما يدور حولها لا يشغلها الا الهرج والمرج، تعاني المخلوقات الضعيفة من هجوم الضباع معدومي الضمير. فمن المعروف ان الضباع من اكثر الحيوانات خسة ونذالة فهي تأكل فريستها حتي وهي حية بلا شفقة ولا رحمة.

ذلك المشهد الحيواني لا يستغرب حدوثه في عالم الحيوان ولكن خروجه الي دنيا البشر ذلك هو العجب بعينه.


فسوف يشهد التاريخ انه في الوقت الذي كان يقتل فيه رجال ونساء واطفال غزه بابشع طرق الموت علي ايدي صناع الخسة والنذالة من اليهود كان أهل الفن والطرب منشغلون بما هو أهم واغلي، وان كنت تتسائل عن ما هو اغلي من تلك الدماء التي تسال فلتعلم انه الفن بالطبع، وما ادراك انت بالفن واصوله، انه ابداع ورسالة، تجديد واصالة.


ففي نفس الشهر الذي سقط  فيه ما يقرب من 1100 قتيل وجرح ما يزيد عن 6000 مصاب في غزه -ناهيك عن سوريا والعراق- وصلت ميزانية "الشلة اياها" الي ما يقارب المليار جنيه حيث  تقاضي زعيمهم 30 مليون جنيه في صاحب السعادة يليه تامر حسني بحوالي 20 مليون ثم يسرا ويحي الفخراني ب 15 مليون جنيه تقريبا.


ذلك الفن قد خرج عن المألوف وغير كل ما هو معروف حتي انه بات يسقينا السم دون حتي ان يكبد نفسه عناء دسه في العسل، يغير القيم وينسف القواعد، يدمر المجتمع بدم بارد.

فصار اولئك كالقرود يعبثون ويلعبون وكل ما يشغلهم المكاسب والاضواء ولا تتحرك ضمائرهم مهما صار ومهما حدث حتي وان كان الامر جلل وفيه دماء اطفال تسال في نهار رمضان، لعل ما يشغلهم اهم، لعله يتعلق بماذا سيهدمون من قيم المجتمع ويدمرون من ثوابته.


لم اعد اري في ذلك العبث ما يطلق عليه فنا ولا ابداعا، لا اجد الا مجونا وفجرا يهدم الاخلاق والقيم والدين ويؤسس لمجتمع التحرش والاغتصاب والسرقة والقتل والخمر والميسر والنصب والاحتيال. وها هم الشباب والاطفال يخرجون من دور السينما لكي يطبقون كل ما شاهدوه من عنف ومخدرات وتحرش واغتصاب.


"شلة القرود" تلك لم تكتف بكل ما لها من سوءات بل اصبحت تفكر ليل نهار كيف تلهي الناس عن كل ما هو صواب، مستغلة في ذلك كل ما هو متاح من متع وشهوات لا يحدها حد ولا يوقفها سد. فبعد المخدرات والزنا ذهبوا الي التحرش والاغتصاب ثم توغلوا الي زنا المحارم واوحي لهم شيطانهم باستغلال الاطفال ليكونوا جزءا من خطتهم التدميرية الجهنمية فالاطفال بلا شك هم شباب الغد ورجال المستقبل. فقد فرأينا افلاما يكون فيها المغتصب طفلا والعشيق امردا. وعندما تواجه احدهم يكون الرد سريعا ودون تفكير "الفن رسالة نحن نظهر عيوب المجتمع وامراضه".

والسؤال هنا ما هي الفائدة من اظهار عيوب المجتمع وامراضه اذا كانت معلومة وواضحة وان كنت لا تقدم لها علاجا. ان العلاج الحقيقي ليس في اظهار المرض وانما في مقاومة اسبابه والقضاء علي مقوماته. انما اظهاره في تلك الحالة هو بمثابة هدف خبيث يصيب بقية المجتمع بالعدوي.



لكن لكي اكون محايدا فالعيب ليس عليهم وحدهم، العيب جله علي من ترك لهم "الحبل علي الغارب" فالدولة بكل مؤسساتها غائبة عن ذلك المشهد العبثي طوعا او كرها تاركة "للشلة الجهنمية" وضع قواعد اللعبة وتغييرها وقتما وكيفما شاءت،

حيث تضع الدولة الف اعتبار للعبارات التي ترددها الشلة مثل "لا نسمح بقيود علي حرية التعبير والابداع" وتغفل عن حماية المجتمع وقيمه وتقاليده وتتناسي ان من واجبها ان تضع حدودا وقيودا علي كل قول وفعل للحفاظ علي هوية المجتمع وقيمه،ومواجهة اي ثلة تسول لها نفسها هدم قيم المجتمع.


ان القضية الان اكبر من مجرد عمل فني، القضية الان اننا كشعب نواجه مجموعة من المخربين المأجورين الذين لا هم لهم الا ملىء ادمغتنا بالترهات والاكاذيب، وحتي لو كان بعض اولئك يفعلون ذلك عن غير قصد، فقد اكتفوا بكونهم مجرد ادوات في ايدي من يحركهم ويمولهم الا ان الجهل والغباء لم يكن ابدا عذرا ولا مبررا لمثل تلك الجرائم.


لذا فانه بات من الواجب علي الجميع حكومة وشعبا ان تضع حدا لكل من يعبث بقيم المجتمع واخلاقه فالحكومة تشرع وتسن القوانين وتضع القيود والشعب يلتزم ويراقب ويكون له دور في رفض الفن المشوه البذىء ونبذ اي فئة او "شلة" تدئب علي تشويه القيم والتقاليد والدين.


وموضوع الرقابة ليس بدعة ولا حصرا علينا فاكثر الدول تقدما تفرض اشكالا متباينة من الرقابة علي الاعمال الفنية، ففي الولايات المتحدة تعمل "جمعية الفيلم الأمريكي" منذ عام 1968 على نظام للتصنيف تخضع له الأفلام المقرر عرضها، وتضع الجمعية تقييمها وفقا للعديد من المعايير المتفق عليها مثل العنف والجنس والمخدرات والألفاظ النابية.وفي إنجلترا يقوم "المجلس البريطاني لتصنيف الأفلام" بمهمة تصنيف الأفلام.

فان لم يكن ثمة سبيل للحجب التام فأضعف الايمان ان يتم منع الاطفال ومن هم دون السن من دخول بعض الافلام ومنع عرضها خارج دور السينما.





الضباع و"شلة القرود" مقالات رأي في الوقت الذي تلهو فيه القرود وتمضي وقتها لعبا وتسلية غير عابئة بما يدور حولها لا يشغلها الا الهرج والمرج، تعاني المخلوقات الضعيفة من هجوم الضباع معدومي الضمير. فمن المعروف ان الضباع من اكثر الحيوانات خسة ونذالة -وان كانت تلك الاوصاف لا تنطبق علي الحيوانا



اشترك ليصلك كل جديد عن مقالات رأي

خيارات

الضباع و"شلة القرود"
المصدر قولي

حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي الضباع و"شلة القرود"

Zainab El-Senosy 09/08/2014 | 8:00 م

موضوع هام جدا وفقك الله ووجزاك الله خيرا بكل حرف تكلمت عما يدور بداخلنا والاهم سمعة البلد فى الخارج فى هذا الشأن فى الحضيض والواجب على كل فرد فى المجتمع ان يرفض كل بزئ واما من يسعد بالفساد ويصفق له فسوف ينكوى بناره نسأل الله العفو والعافيه نرجوا منك مواضيع اخرى تعبر عما يدور بخاطرنا وفقك الله وقال رسول صل الله عليه وسلم من لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم اللهم نسألك علما نافعا وعملا متقبلا.

ايمن حجاج 03/08/2014 | 11:05 ص

مقال رائع و تناول فريد ... بالتوفيق.

عاصم 30/07/2014 | 9:43 ص

إننا نرى النصر من بين القذائف والصواريخ، والله رغم القتل والدمار لم نفقد الأمل، والله ما يئسنا رغم مشقة المعركة، سننتصر بإذن الله.

Ahmed Hassan 30/07/2014 | 9:33 ص

مقال ممتاز بالتوفيق.

هاني 30/07/2014 | 9:02 ص

ماشي في فن بيهدم زي ما بتقول لكن انت مش للدرجة.

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars