الموضوعات تأتيك من 15431 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

نقص العمالة.. الوجع المزمن في قلب «الطموح الاقتصادي» (تقرير) |

31/07/2014 | 2:40 م 0 comments
نقص العمالة.. الوجع المزمن في قلب «الطموح الاقتصادي» (تقرير) |

فى أحد لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رجال الأعمال والمستثمرين، طالبهم بتوفير فرص عمل للشباب، لكن كانت المفاجأة أن المستثمرين طالبوه بتوفير شباب لفرص العمل.

في أحد لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رجال الأعمال والمستثمرين، طالبهم بتوفير فرص عمل للشباب، لكن كانت المفاجأة أن المستثمرين طالبوه بتوفير شباب لفرص العمل.

روى أحد رجال الأعمال البارزين رد المستثمرين على الرئيس عندما «رجوه» أن يوفر هو لهم العمالة المطلوبة لمصانعهم والتوسعات المتوقعة. الرئيس، كما يقول هذا المستثمر، فوجئ بالرد، حيث كان متوقعا أن يكون هناك «تلكؤ» لتحقيق رغبته، وعندما طلب التوضيح استطرد كل واحد من الحاضرين في شرح تجربته الصعبة في توفير العمال المطلوبين لتشغيل مصنعه، خاصة مع الشباب أو العمالة الجديدة، حتى إن أحد الحاضرين، ويمتلك جمعية خيرية، حكى للرئيس أنه يتلقى يوميًا اتصالات من أهالى وأمهات شباب فقراء تدعوه لتوفير فرص عمل لأبنائهم الذين لم يكملوا حتى تعليمهم، فيرسلهم للمصنع، فيعملوا فيه أسبوعين على أقصى تقدير ثم ينقطعوا، وعندما يتصل بالأم يسأل عن غيابه، تقول: «أصله بيتعب قوى وبتصحوه بدري» وكأنه من المفترض منا أن ندللـه ونعطيه أموالًا آخر الشهر، على حد تعبيره.

محمد السويدى، رئيس اتحاد الصناعات، أكد لـ«المصري اليوم» أن أصحاب المصانع يعيشون في ما وصفه بـ«مجاعة عمالية»، سواء في نقص الأعداد المتقدمة للعمل في المصانع أو في مستوى المهارات المتوفرة، وأن عجز العمالة وصل إلى مرحلة خطيرة باتت تهدد مستقبل النمو الصناعى وزيادة الاستثمارات، بل إن الوضع يزداد سوءًا مع انخفاض وتدنى جودة العمالة الموجود في السوق حاليًا أو العمالة الحديثة.

السويدى أكد أن «هناك معاناة حقيقية داخل المصانع لتوفير العمالة المطلوبة حتى إن الكثيرين منهم اضطر لإلغاء الورديات الليلية لعدم كفاية العدد.

ووفقًا للتقرير الأخير الصادر عن مجلس التدريب الصناعى والذى أطلق مبادرة العام الماضى تحت مسمى التدريب من أجل التشغيل بالتعاون مع الوحدات الإنتاجية، سواء العاملة في الصناعة أو السياحة أو الجهات الخدمية والتجارية، فإن المجلس استطاع من خلال شركات القطاع الخاص إتاحة ما يقرب من ١٤٨ ألفاً و٥٤٣ فرصة عمل بالتعاون مع 886 شركة خلال العام الماضى ولم يتقدم لها سوى ٦١ ألفاً و٢٢٢ شاباً فقط، وانخفض العدد إلى 48 ألفًا للشباب الذين تقدموا للاختبارات والتدريب، في حين أنه عندما أعلنت مصلحة الضرائب المصرية عن توفير 19 ألف وظيفة تقدم لها 300 ألف شاب.

قد يكون أحد التحليلات التي قدمها رجال الأعمال للسيسى في اللقاء خير تفسير للتباين الرقمى الواضح في الإقبال على القطاع الخاص والحكومى، فرجال الأعمال قالوا للرئيس: «الناس كلها عايزة تشتغل في الحكومة تمضى الصبح وتقعد على المكاتب متعملش حاجة و(تسلك) أمورها وتقبض آخر الشهر».

عدد من رجال الأعمال أكدوا أن هناك وظائف للحكومة حاليًا «بيندفع فيها خلو رجل» وقد يصل إلى أكثر من 100 ألف، خاصة في الجمارك «لأنهم عارفين إنه هيستردهم بطرق غير مشروعة طبعًا خلال شهور فقط».

الحكومة من جانبها بذلت مجهودا في التأكيد على دعمها لبرامج التدريب، ولكننا لم نجد مسؤولا يحاول حل المشكلة من جذورها، ولم تتخذ أي خطوات فعلية في توحيد منظومة التدريب ورفع كفاءتها، حيث أشار تقرير المجلس الوطنى للتنافسية حول الاستثمار في البشر وعلاقته بقدرة مصر التنافسية، إلى عدم ملاءمة مستوى مهارات خريجين من التعليم الفنى والتدريب المهنى لاحتياجات سوق العمل، وتضمنت المؤشرات القدرة على الأداء على خط الإنتاج وعدم وجود الحافز لرفع مستوى المهارات وأكدت الاستطلاعات التي تمت مع الطلاب الخريجين من التعليم الفنى أنهم يشعرون بخيبة أمل بسبب عدم استعدادهم الكافى للعمل عن طريق مناهج لا صلة لها بالعمل الحقيقى وقدرتهم المحدودة على اكتساب المهارات المفيدة في المدارس التي تعتمد على أسلوب الحفظ والتلقين.

واعتمدت الحكومة نظام التدريب المهنى بديلاً عن تدنى مستويات التعليم الفنى وأكدت التقرير أن نظام التدريب المهنى لا يعانى نقص الموارد المالية، ولكن من التعقيد وتفكيك إطاره المؤسسى وغياب التنسيق بين أجهزته المختلفة، فلا توجد جهة موحدة مسؤولة حتى الآن عن التدريب في مصر، ونتج عن ذلك تراجع إنتاجية العامل.

ونجد أن مؤسسات النخبة الاقتصادية والبنوك الأجنبية والشركات الكبرى اعتمدت على مؤسسات ومكاتب بدأت تظهر حديثا خلال السنوات الأخيرة وهى مكاتب Headhunters أو صائدى العقول، توفر لهم العاملين في الإدارات العليا وربما المتوسطة، ولكن لم نجد أحدا من تلك المؤسسات أو أي جهة أخرى يعمل على توفير العمالة العادية الماهرة والمناسبة، سواء للداخل أو الخارج.

ويقول حمدى عبدالعزيز، رئيس غرفة الصناعات الهندسية: «لا توجد في مصر حتى الآن جهة يمكن الاعتماد عليها لتوفير العمالة المطلوبة، والأمر لم يعد يتعلق حاليًا بالإنتاجية لأن نقص العمالة الشديد دفعنا لقبول أي فرد مهما كانت إنتاجيته».

وأكد عبدالعزيز أن رجال الأعمال بذلوا كل الجهود الممكنة لتوفير العمالة وأن متوسط الأجر لا يقل عن 1000 جنيه خلال الـ3 شهور الأولى للتدريب ترتفع إلى 1200 جنيه بعد التثبيت، إلى جانب المزايا الأخرى، مثل التـأمينات الصحية والاجتماعية والمكافآت والعلاوات وخلافه، وفى بعض الأحيان تأمين مواصلات وبدل وجبات، وأيضًا بدل سكن للمغتربين، مشددًا على أن الأجر ليس سببا في عزوف الشباب عن العمل لأن «صاحب المصنع لو عنده عامل كويس سيحرص على إرضائه بأى شكل وزيادة راتبه حتى لا يذهب لمصنع منافس».

وعن إنتاجية العامل، قال عبدالعزيز، إنها متدنية جدًا في مصر وإنه بحسب اعتقاده في مصنعه فإن العامل قد يعطى إنتاجا يزيد على 30% عما يقدمه حاليًا في نفس عدد ساعات العمل، وربط أزمة الإنتاجية في مصر بتدنى الأخلاق، قائلًا: «العامل عندما ينهى المطلوب يقف يستنى أمر تانى عشان يشتغل، ولازم نوقف عليه مراقبين، وعملنا نظم للابتكار وحوافز للأعلى إنتاجية وتدريبات لرفع الكفاءة ولكن العامل بيكسل، لو اشتغل قطعتين أو 3 إضافية، بيخبيهم لبكرة عشان يوفر مجهود».

ومع نقص العمالة انتشرت ظواهر جديدة لم يكن يشهدها المجتمع الصناعى، فانتشرت بورصات للعمالة الماهرة في المناطق الصناعية المختلفة، وأصبح لبعض الحرف التي تشهدا نقصًا ملحوظًا في الكفاءة والمهارة ثمنًا أعلى كثيرًا كمحاولة لاستقطاب ذلك العامل من مصنعه لآخر منافس، مثل فنى البترونات وفنى التطريز في صناعة الملابس الذي وصل راتبه لأكثر من 4 آلاف جنيه، وانتشرت ظاهرة اختطاف العمالة بين المصانع وتسببت في مشاكل كثيرة والأخطر من ذلك أن تعالت الأصوات مرة أخرى بمطالب استيراد العمالة الاجنبية من الخارج والتى كانت قد بدأت أواخر عام 2010 وسكتت تلك الأصوات نهائيا بعد ثورة يناير مع حالة الركود التي شهدها القطاع إلا أنه مع بوادر النظام الجديد والحديث عن حجم استثمارات محلية وأجنبية ضخمة بدأت هذه النغمة تعود من جديد وسط توقعات أن ترتفع مع تحقيق قدر أكبر من الاستقرار وعودة النشاط الاقتصادى.

ويقول محمد عبدالسلام، عضو غرفة الملابس الجاهزة، أحد أصحاب المصانع، إن البطالة التي تعلن عنها الحكومة مجرد بطالة «مستندية» فقط باحتساب الأفراد غير المؤمن عليهم وكل الشباب يعمل في المهن الحرة، وأضاف، كان في السابق المصنع يشترط سابق خبرة ولكننا الآن نقبل بـ«أى حد» بل نقوم بتعليمه وتدريبه، ومع ذلك «مفيش حد».

وبرّأ عبدالسلام أصحاب المصانع من عزوف الشباب عن العمل في القطاعات الإنتاجية، قائلا «الشاب يقارن بين دخله من المصنع والمجهود المبذول وبين العمل كسايس في الشارع أو سائق توك توك أو بائع جائل، فهم يحققون أرباحا سريعة ولا يبذل نفس الجهد في المصنع، ولكنه لا يحتسب المزايا الأخرى من التأمينات الصحية والاجتماعية».

وعن المطالبة باستقدام العمالة الأجنبية، قال محمد عبدالسلام: «حتى لو راتبها أعلى من العامل المصرى فإن إنتاجيتها تغطى فارق الراتب»، مشيرًا إلى أن ميزة انخفاض أجر العمالة المصرية لم تعد موجودة أو مجدية حاليًا في جذب الاستثمارات بسبب انخفاض إنتاجيتها، مستدركا: «فى قطاع الملابس الجاهزة إنتاجية العامل الصينى 3 أضعاف المصرى، والتركى 2.5 مرة عن المصرى، وإذا ما قارنا الراتب فإنه ضعف العامل المصرى، قائلا: «ليس الحل في زيادة راتب العامل المصرى للمستويات العالمية لأن الأزمة الكبيرة في ثقافة الإنتاج والتى تمثل أزمة حقيقية في المجتمع المصري».

محمود الشربينى، رئيس مجلس التدريب الصناعى والمسؤول عن مبادرة التدريب من أجل التشغيل والتى تعتمد على توفير دورات تدريبية للشباب المتقدمين للعمل في المصانع وأيضا فرص تشغيل لهم بعد انتهاء فترة التدريب، أكد أن هناك إقبالا محدودا من الشباب، خاصة في القاهرة الكبرى والمحافظات الكبرى، على العمل في القطاع الخاص وأن معظم الطلبات التي تأتى تكون من محافظات الصعيد أو الأشد فقرًا، لافتًا إلى أن أكبر نسبة من التشغيل تأتى حاليًا من المنيا وقنا، بل إن عددًا من أصحاب المصانع يطلبون عمالة من المنيا بالاسم ويوفرون لهم الإقامة في القاهرة لأن العامل على قدر من الأخلاق وقدرة على التحمل ولا يسبب مشاكل مثل عمال القاهرة.

وأضاف أن المجلس يسعى من خلال المنتديات ومنظمات الأعمال ووزارة الشباب والرياضة إلى إقامة منتديات لتغيير وجهة نظر الشباب نحو العمل في القطاع الخاص، ولكن الأمر يتطلب مجهودًا كبيرًا لتغيير الفكر الراسخ للمجتمع الذي ما زال ينظر نظرة أقل تقديرًا للعامل المنتج في مصنع عن «بهوات المكاتب».

كل ما يتعلق بالاستثمار والاقتصاد والأسعار

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
20/08/2015 | 6:36 م

فوضى واشتباكات بالأيدى فى تنسيق الدبلومات الفنية

شهدت معامل التنسيق الإلكترونى بالجامعات فوضى وازدحاماً واشتباكات بالأيدى، أمس، من جانب طلاب الدبلومات الفنية نظام ٣ و٥ سنوات، وطلاب الشهادات المعادلة لتسجيل رغباتهم للالتحاق بالجامعات والمعاهد، على أولوية التسجيل، ما تسبب فى استدعاء أفراد الأمن الإدارى

فوضى واشتباكات بالأيدى فى تنسيق الدبلومات الفنية
19/08/2015 | 6:23 م

التعليم العالى : 58 ألف طالب أجروا تحويلات تقليل الاغتراب حتى الآن

أعلن سيد عطا، المشرف على التنسيق بوزارة التعليم العالى، أن 58 ألف طالب وطالبة من المرشحين للكليات بالمرحلتين الأولى والثانية أجروا تحويلات تقليل الاغتراب.

التعليم العالى : 58 ألف طالب أجروا تحويلات تقليل الاغتراب حتى الآن
19/08/2015 | 6:23 م

تزاحم طلاب الدبلومات على معامل تنسيق جامعة القاهرة لتسجيل الرغبات

تشهد معامل التنسيق بجامعة القاهرة، حالة من الزحام الشديد من قبل طلاب الدبلومات الفنية الراغبين فى تسجيل رغباتهم على الموقع الإلكترونى للتنسيق.

تزاحم طلاب الدبلومات على معامل تنسيق جامعة القاهرة لتسجيل الرغبات
19/08/2015 | 12:14 م

المصدر تنشرقواعد تنسيق قبول طلاب المرحلة الثانية بالجامعات الخاصة والأهلية - المصدر

عقد مجلس الجامعات الخاصة والأهلية اجتماعاً صباح اليوم الثلاثاء برئاسة الدكتور السيد أحمد عبد الخالق وزير التعليم العالي، وذلك...

المصدر  تنشرقواعد تنسيق قبول طلاب المرحلة الثانية بالجامعات الخاصة والأهلية - المصدر
18/08/2015 | 11:51 م

البلد: مشادة بين طلاب الدبلومات الفنية والموظفين بمعامل التنسيق بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة

شهدت معامل التنسيق اليوم، الثلاثاء، بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة، إقبالا كثيفا من طلاب الدبلومات الفنية، أدى إلى حدوث فوضى بالمكان.

البلد: مشادة بين طلاب الدبلومات الفنية والموظفين بمعامل التنسيق بمعهد الإحصاء بجامعة القاهرة
18/08/2015 | 5:20 م

مكتب التنسيق: 45 ألف طالب وطالبة أجروا تحويلات «تقليل الاغتراب» الموجز

قال سيد عطا، المشرف على التنسيق، إن 45 ألف طالب وطالبة من المرشحين للكليات بالمرحلتين الأولى والثانية أجروا تحويلات تقليل الاغتراب منذ الخميس الماضي وحتى الآن.وأضاف «عطا» في تصريحات صحفية أن عدد طلاب

مكتب التنسيق: 45 ألف طالب وطالبة أجروا تحويلات «تقليل الاغتراب»   الموجز
18/08/2015 | 5:20 م

بدء اجتماع مجلس الجامعات الخاصة لمناقشة مشكلات التنسيق

بدأ منذ قليل، اجتماع مجلس الجامعات الخاصة التابع للمجلس الأعلى للجامعات، برئاسة الدكتور السيد أحمد عبد الخالق، وزير التعليم العالى بمقر الوزارة.

بدء اجتماع مجلس الجامعات الخاصة لمناقشة مشكلات التنسيق


نقص العمالة.. الوجع المزمن في قلب «الطموح الاقتصادي» (تقرير) | تنسيق الكليات فى أحد لقاءات الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رجال الأعمال والمستثمرين، طالبهم بتوفير فرص عمل للشباب، لكن كانت المفاجأة أن المستثمرين طالبوه بتوفير شباب لفرص العمل.



اشترك ليصلك كل جديد عن تنسيق الكليات

خيارات

نقص العمالة.. الوجع المزمن في قلب «الطموح الاقتصادي» (تقرير) |
المصدر http://www.almasryalyoum.com/news/details/491781 المصري اليوم
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي نقص العمالة.. الوجع المزمن في قلب «الطموح الاقتصادي» (تقرير) |

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars