الموضوعات تأتيك من 15525 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: شئون دولية > اخبار غزة

حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني - العرب اليوم

17/08/2014 | 10:49 م 0 comments
حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني - العرب اليوم

منذ 1948، دأب الغرب على اعتبار نزاعات العرب مع إسرائيل حروبا بين دولة ديمقراطية صغيرة معترف بها دوليا تدافع عن نفسها لتعيش بسلام من جهة، ودول عربية شمولية تملك جيوشا ن

آراء ومواقف الاثنين، 18/8/2014 حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني شارك منعم زيدان صويص 0 0 0

منذ 1948، دأب الغرب على اعتبار نزاعات العرب مع إسرائيل حروبا بين دولة ديمقراطية صغيرة معترف بها دوليا تدافع عن نفسها لتعيش بسلام من جهة، ودول عربية شمولية تملك جيوشا نظامية تهدف إلى تدميرها والقضاء على شعبها من جهة أخرى، ولم يحاول الإعلام العربي أن يغير هذه الفكرة.

قبيل حرب 1967 كان التهديد لوجود إسرائيل ككيان واضحا لكل دول الغرب الحامية لها، وبدل أن يُظهر العرب شيئا من الحكمة ويعلنوا أن هدفهم ليس قتل اليهود وانما الرد على الحشود الإسرائيلية ضد سورية والحصول على الحقوق الفلسطينية، نشطت ماكنة الإعلام المصري ممثلة بإذاعة صوت العرب واذاعة القاهرة والصحف المؤمّمة في حملاتها معطية الانطباع أن القضاء على إسرائيل، بالمعنى الحرفي لهذا التعبير، بات قاب قوسين أو أدنى. وكانت "صوت العرب من القاهرة" من أقوى الإذاعات في العالم، تُسمَع من الخليج العربي إلى المحيط الأطلسي على أي جهاز راديو وعلى الموجة المتوسطة وبوضوح تام، وكان مديرها، المعلق أحمد سعيد، يُعيد ويكرر تهديداته لليهود بأنه حان الوقت للقضاء عليهم برميهم في البحر، مكررا عبارة: "تجوّع يا سمك". وسرعان ما تبين أن هذه التهديدات لم تكن مبنية على القوة أو التخطيط السليم أو على استعداد حقيقي للقتال.

واستغلت إسرائيل هذه التهديدات الفجة، ونشرها إعلامُها والإعلام المؤيد لها في جميع انحاء العالم وكان لها أثر كبير في اصطفاف العالم الغربي القوي مع إسرائيل، ولم يكن باستطاعة معظم الأنظمة العربية أن تعادي الغرب لسبب أو لآخر، فمصالحها مرتبطة بمصالحه. ومع التهديد "اللفظي" المستمر لإسرائيل استمر الغرب في تأييده لها والعمل على تفوقها عسكريا على الدول العربية مجتمعة، مع أن الغالبية العظمى من الدول العربية لم تطلق في حياتها طلقة واحدة على إسرائيل.

واستمر خوف الغرب على إسرائيل من التهديد العربي، والإيراني بعد ثورة الخميني، الذي بقي تهديدا لفظيا على أية حال، حتى بدأت الانتفاضات في البلاد العربية، خاصة في مصر وسورية، أي بدايات 2011، وعندها توقف تدريجيا. غير أن العالم لاحظ أن إسرائيل استمرت في الشكوى من التهديد حتى بعد دخول حزب الله في الحرب السورية وانضمامه إلى قوات بشار الأسد، وحتى بعد أن ذاب الجليد بين الولايات المتحدة وايران وتوصل الجانبان إلى شبه تفاهم حول برنامج إيران النووي. فمنذ أن بدأت الفوضي "المعاصرة" في العالم العربي، توقفت الرغبة، ناهيك عن المقدرة، العربية في شن الحروب على إسرائيل لأن جيران إسرائيل العرب انشغلوا في تقتيل بعضهم بعضا وتركوا إسرائيل جانبا.

ولأول مرة شعر مؤيدو إسرائيل أن الخوف عليها غير مبرر، فالعدو الوحيد الذي يقف في وجهها هو الشعب الفلسطيني الأعزل الذي حتما لا يستطيع أن يتغلب عليها عسكريا، ولذلك فإن ادعاءات إسرائيل بأنها مهددة لم تعد تنطلي على أحد، فمصر وسورية لن تقوم لهما قائمة على الأقل لعقدين مقبلين. مصر جلست لتلتقط الأنفاس بعد الهزة التي استمرت ثلاث سنوات وهجمات المتطرفين الإسلاميين، لا بل إن حكومة السيسي ظهرت أنها محايدة تماما. حتى حسن نصرالله وايران إلتزما الصمت، فحسن نصرالله لم يشتبك مع إسرائل دعما لأهل غزة ليخفف الضغط عليهم بالرغم من أن قادة حماس عبّروا عن رغبتهم في أن يفتح حزب الله جبهة أخرى، ولم يُطلق صاروخا إيرانيا واحدا على إسرائيل من قبيل رفع العتب، ولم نسمع حتى تهديداتهم المعروفة لإسرائيل. دول الخليج، لم تحرك ساكنا، باستثنا قطر، التي تاجرت بقضية فلسطين سنين طوال ودعمت، ولا تزال، الإسلام السياسي لتضمن عدم الاستقرار في العالم العربي أطول فترة ممكنة، خدمة لأغراض تعرفها هي أكثر من غيرها. وانشغل الأردن في إرسال المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، وهو الشيء الوحيد الذي يقدر عليه في هذه الظروف. ولم يعتب أحد على ليبيا أو دول المغرب العربي، وكأنها غير موجودة. أما المظاهرات والاحتجاجات ضد إسرائيل فكانت قليلة انتقلت إلى عواصم الغرب الذي طالما تعاطف مع إسرائيل.

حرب غزة دعمت الشعور في العالم بأن إسرائيل غير مهددة، لأن ما من دولة في العالم العربي تستطيع تهديدها في المستقبل المنظور، وتبين أنها تكذب لتتملص من أي إتفاق سلام مع الفلسطينيين، واكتشف العالم أن هناك شعبا فلسطينيا منزوع السلاح محاصرا في غزة وأن إسرائيل تخاف من هذا الشعب الأعزل ومن صواريخه البسيطة التي صنعها بايديه والتي لا يمكن أن تهدد إسرائيل إلا نفسانيا. وتذكر العالم أن شعب غزة جزء من الشعب الفلسطيني الذي طرد من أرضه وأن جزءا من شعب غزة هم لاجئون طردوا عندما أعلنت إسرائيل دولة عام 1948. لقد رأى العالم أن إسرائيل تحاول إبادة الشعب الفلسطيني بعد أن سلبته أرضه، وتحقق أن الإدعاء بأن "العرب" يريدون تدمير إسرائيل ورمي اليهود في البحر لا أساس له. لقد حوّلت حرب غزة الأخيرة القضية الفلسطينية لقضية نضال شعبي بامتياز ضد آخر إحتلال عنصري في العالم وستكون علامة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني. ربما تكون اسرائيل دمرت غزة وقتلت الألوف من ابنائها ولكنها في الوقت نفسه دمرت جزءا كبيرا من عطف العالم عليها وتاييده لها. استطلاعات الراي حتى في الولايات المتحدة تظهر فتورا واضحا في تأييد العالم الغربي لإسرايل، وكثيرون أصبحوا يدمغونها بالعنصرية ويشبهونها بجنوب افريقيا في عهد الأبارتايد.

الشعب الفلسطيني، وليست الأنظمة العربية، هو الذي يقود نضاله الآن، وما يحتاجه هو الوحدة بغض النظر عن تياراته واتجاهاته المختلفة، وقد زادت الحرب على غزة من متانة هذه الوحدة، وأعتقد أن إنتفاضة جديدة في الضفة الغربية سيكون لها تأثير هائل في إسرائيل ومستقبل القضية الفلسطينية.

إسرائيل لا تحتمل أية هزيمة في مواجهة الشعب الفلسطيني، وهذا يفسر العنف والقسوة التي استخدمتها ضد أهل غزة. والطريقة الوحيدة لاستمرارها في الحياة على المدى البعيد هو أن تتوصل إلى حل مع الشعب الفلسطيني ينتج عنه دولة فلسطينية مستقلة، أو أن يعيش سكانها مع الفلسطينيين في دولة واحدة، وهو حتما خيار لا يناسبها.

اقرأ أيضاً: نشوة المساهمة في الانجاز«اصمتوا» واتركوا غزة تقرر مصيرهاخلهم (يكيفوا) !! ما رأيك؟ إلغاء الرد

الاسم :

نص التعليق:

أعلمني بمتابعة التعليقات بواسطة البريد الإلكتروني.

أعلمني بالمواضيع الجديدة بواسطة البريد الإلكتروني.

IPhone APP RSS يوتيوب منعم زيدان صويص عرض جميع مقالات الكاتب آخر الأخبار نشوة المساهمة في الانجاز 22:10 «اصمتوا» واتركوا غزة تقرر مصيرها 22:09 خلهم (يكيفوا) !! 22:08 شبهات الإسلام الأمريكي 22:07 تأملات في عطر الكلمات 22:06 الأكثر مشاهدة القبض على قاتلي الاعلامي مازن دياب posted on 13:32 الأردن مع السعودية في مرمى «داعش» posted on 0:40 صور .. دبي تمنع زعيم عبدة الشيطان الدخول إلى أراضيها posted on 16:03 مقتل الإعلامي مازن دياب ..والأجهزة الأمنية تحقق posted on 17:44 "داعش" يبيع 700 إيزيدية في مزاد علني بالموصل posted on 9:30 الأكثر تعليقا محمد عساف: لن أغني حتى انتهاء العدوان posted on 1:25 اليوم اضراب المعلمين posted on 1:21 استثناء حــديثي الـزواج والموالـيد الجـدد من «دعـم المحـروقات» للدفعة الثانية posted on 0:15 لجان توظيف كويتية تصل الاردن قريبا للتعاقد مع معلمين وممرضين posted on 12:07 الأردن مع السعودية في مرمى «داعش» posted on 0:40 ذات علاقة نشوة المساهمة في الانجاز «اصمتوا» واتركوا غزة تقرر مصيرها خلهم (يكيفوا) !! العرب اليوم على الفيسبوك
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
08/04/2024 | 10:27 م

الأردن ينفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة مصراوى

الأردن ينفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة | مصراوى

الأردن ينفذ 7 إنزالات جوية بمشاركة دولية على شمال قطاع غزة   مصراوى
08/04/2024 | 10:27 م

مصدر رفيع المستوى: دخول 401 شاحنة أغذية وأدوية ووقود إلى غزة اليوم -

أفاد مصدر مصري رفيع المستوى لقناة القاهرة الإخبارية بدخول 401 شاحنة مساعدات إنسانية، تشمل أغذية وأدوية ووقود إلى قطاع غزه اليوم.

مصدر رفيع المستوى: دخول 401 شاحنة أغذية وأدوية ووقود إلى غزة اليوم -
08/04/2024 | 10:27 م

لحظة بلحظة.. تطورات حرب غزة سكاي نيوز عربية

تعرضت إسرائيل صباح السبت لهجوم صاروخي وعمليات تسلل من قطاع غزة، وتوعدت بالرد على حركة حماس التي تبنت الهجمات.

لحظة بلحظة.. تطورات حرب غزة   سكاي نيوز عربية
30/03/2024 | 5:13 م

بعد استهداف اليونيفيل.. لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن التلفزيون العربي

أفاد مراسل "العربي" بأن المساعدات الإنسانية التي تدخل شمال قطاع غزة هي شحيحة وعاجزة عن كسر حدة المجاعة الحالية.

بعد استهداف اليونيفيل.. لبنان يعتزم تقديم شكوى لمجلس الأمن   التلفزيون العربي
30/03/2024 | 5:13 م

مصر وفرنسا: وقف النار في غزة ضرورة

وسط وضع مأساوي كارثي في القطاع المحاصر منذ 7 أشهر، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، على حتمية وقف إطلاق النار ووضع حد للكارثة الإنسانية في غزة.وقف نار

مصر وفرنسا: وقف النار في غزة ضرورة
30/03/2024 | 5:13 م

وزارة الصحة في غزة: عدد القتلى يتجاوز 32700 - CNN Arabic

أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة، السبت، بأن 82 شخصا قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية في قطاع غزة.

وزارة الصحة في غزة: عدد القتلى يتجاوز 32700 - CNN Arabic
30/03/2024 | 5:13 م

ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 32705 منذ 7 أكتوبر سكاي نيوز عربية

قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم السبت، إن 32705 فلسطينيين قُتلوا في الهجوم الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023.

ارتفاع حصيلة القتلى في غزة إلى 32705 منذ 7 أكتوبر   سكاي نيوز عربية


حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني - العرب اليوم اخبار غزة منذ 1948، دأب الغرب على اعتبار نزاعات العرب مع إسرائيل حروبا بين دولة ديمقراطية صغيرة معترف بها دوليا تدافع عن نفسها لتعيش بسلام من جهة، ودول عربية شمولية تملك جيوشا ن



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار غزة

خيارات

حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني - العرب اليوم
المصدر http://alarabalyawm.net/?p=388161 العرب اليوم :العرب اليوم
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي حرب غزة علامة فارقة في النضال الفلسطيني - العرب اليوم

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars