مصطفى يوسف اللداوي طريق الإسلام
24/08/2014 | 7:06 ص 0 comments

غزة في عيون الفلسطينيين. كتبها مصطفى يوسف اللداوي
غزة في عيون الفلسطينيين مصطفى يوسف اللداوي



حلمنا صار غزة، ننام على أخبارها، ونصحو على أنبائها، فلا خبر قبلها، ولا نبأ بعدها، ولا حدث يسبقها، ولا شيء عنها يشغلنا، ولا ما يتقدم عليها،نتابع أحداثها، ونتقصى أخبارها، ونسأل عما يجري فيها، وما يقع عليها، ونحاول معرفة ما يخطط لها، وما يريدون لها، وكيف يخططون للنيل منها أو السيطرة عليها،نقضي الساعات الطوال أمام المحطات الفضائية، نتنقل من محطةٍ إلى أخرى لنكون معها ومع أهلها، ولو خبراً وصورة، أو بياناً وتوضيحاً، أو تعقيباً وتصريحاً،نتابع المحللين والمعلقين، ونشاهد البرامج الحوارية، ونقرأ التعليقات الصحفية، ونقف عند مساهمات أهل غزة، ونقرأ مدوناتهم، ونحفظ مشاركاتهم، ونقدر للمدونين جهدهم، وللمساهمين دورهم، ونشكر المصورين على مغامراتهم، ونشيد بجهود الإعلاميين واجتهاداتهم، ونرى أنهم جزءٌ من المعركة، جنودٌ مقاتلون، ومقاومون استشهاديون، يقومون بالواجب، ويؤدون الدور المنوط بهم، رغم خطورته وصعوبته،أصبحنا نتابع مع المواطنين الغزيين حركتهم، ونعرف تنقلاتهم، ومكان إيوائهم، ونحدد معهم مكان سقوط الصواريخ، ونعاين آثارها، ونرصد نتائجها، ونحدد حجم الخسائر المترتبة عليها،باتت جغرافيا غزة الصغيرة معلومة لدينا، ومحفوظة عند صغارنا وكبارنا، فأطرافها رفح وبيت حانون، وتخومها جباليا وبيت لاهيا، والشجاعية والقرارة وعبسان، وقلبها الصبرة والزيتون والدرج والرمال، ووسطها النصيرات والبريج ودير البلح والمغازي، ويشقها شارع صلاح الدين والشرقي والطريق البحري،غزة أعادتنا إلى فلسطين[ ] وبلداتها، عندما أطلقت المقاومة صواريخها العربية لأول مرةٍ على العفولة والخضيرة شمالاً، وعلى تل الربيع ومطار اللد، وعسقلان والفالوجا، وأسدود والرملة، وبئر السبع وصحراء النقب،بتنا نشارك المفاوضين أوراقهم، ندرسها معهم، ونبدي رأينا فيها، ونحدد عيوبها ومساوئها، ونذكر مزاياها ومحاسنها، ونشيد ببعضها ونحذر منها أحياناً، نخاف من المنزلقات، ونخشى من المنعطفات، ونحذر من كل الاتفاقيات، وندرك أنها ملغومة، وأن العدو يكمن كالشيطان في كل تفاصيلها،صغارنا قبل الكبار، يعرفون الكثير عن غزة، يحبونها بل يعشقونها، ويتطلعون أن يكونوا جنداً فيها، مقاتلين على أرضها، ومدافعين عن شرفها، فباتوا يقلدون المقاومة، ويحملون البندقية، ويصممون الصواريخ، ويسمونها بأسمائها التي حفظوها، حتى غدت نماذجها زينة، وأنواعها مفخرةً وشرفاً، مفردات المقاومة طغت بين أهلنا، وسادت بين أطفالنا ورجالنا، حتى النساء[ ] بتن يدركنها ويعرفنها، ويحسن الحديث فيها وعنها، ويفضلنها عن أحاديث الزينة والمكياج، والموضة والأزياء، الصواريخ وأنواعها، وأشكالها وأسماؤها، ومصادرها ومصانعها، والمضادات وفاعليتها، ومختلف أنواع السلاح وآثارها، باتت كلها حديث العامة، وزينة المجالس، ومتعة السمر، وسلوى السهر، من علم بها فهو عالم، ومن جهلها فهو جاهل، ومن حفظ تفاصيلها فهو الخبير،أصبحنا نعرف كل حواري غزة وأزقتها، ونحفظ شوارعها وبلداتها، وعائلاتها وأسرها، فما من مكانٍ إلا وأصابه القصف ولحق به الدمار، وحل فيه من العدوان خرابٌ، يدل عليه ويشير إليه،وما من عائلةٍ إلا أصيبت وابتليت، ونالها من العدوان نصيبٌ، شهادةً أو إصابة، ونسفاً للبيوت أو دماراً لبعضها، ومنهم من أُبتلي في بيته وأولاده، وفي ماله وعياله،باتت كل برامجنا مرتبطة بغزة، ومعلقة بما يجري فيها، ومؤجلة حتى تضع الحرب أوزارها، وينتهي العدوان عليها، ويعود أهلها إلى بيوتهم وإن كانت مدمرة، ويخرج جرحاهم من المستشفيات وإن كانوا ما زالوا مرضى ويعانون، وجراحهم غائرة ويتألمون، كل المشاريع معطلة، وكل الأنشطة معلقة، فلا دراسة ولا عمل، ولا زواج ولا فرح، ولا سفر ولا انتقال، ولا شئ مما قد يشغل البال، ويهم النفس[ ] ، ويبعدنا عن غزة وأهلها،لم يعد لكثيرٍ من متع الحياة معنى أو قيمة، فقد فقدت المتع طعمها، فلا لذة لطعامٍ أو شراب، ولا متعة في حياةٍ أو عمل، ولا احساس بالفرح أو السعادة[ ] ، إلا أن تبرأ غزة وتشفى، وتستعيد أنفاسها وتحيا، وتدحر من أرضها وسمائها عدوها، وتتخلص منه وممن تبعه وعاونه، وممن سانده وأيده،أيا غزة الإباء والشمم، والكرامة والسؤدد والعزة وعالي الهمم،أيا رأساً مرفوعاً وقامةً منتصبة، وإرادةً عاليةً شامخة،أيا سواعد قويةً، ويداً فتيةً، وإرادةً عصيةً، ومقاومةً عليةً،يا حلم الأحرار، وقبلة الثوار، وملتقى الصادقين الأطهار،أيا بلد الأبطال، ومسقط رأس الشهداء[ ] الأبرار،يا نوراً يتلألأ، ونجماً في كبد السماء يسطع،إن الصبح موعدك وإيانا مع النصر، أليس الصبح بقريب،
التصنيف: قضايا إسلامية معاصرة تاريخ النشر: اليوم (24/8/2014)زيارة الموضوع الاصليمصطفى يوسف اللداوي طريق الإسلام
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.

مصطفى يوسف اللداوي طريق الإسلام اخبار غزة غزة في عيون الفلسطينيين. كتبها مصطفى يوسف اللداوي
التعليقات علي مصطفى يوسف اللداوي طريق الإسلام