حكايات من المونديال (10) الأسود الثلاثة تزأر مرة واحدة والتاريخ يتساءل حتى اليوم هل جاملها التحكيم؟
30/05/2014 | 5:05 م 0 comments
•• بدون منافسة، وبدون مناقشة، فازت إنجلترا بشرف تنظيم كأس العالم الثامنة، فموقعها الجغرافى الممتاز، والمسافات قريبة بين مدنها، والاستادات متعددة، وعندها خبرة مائة سنة فى كرة القدم، وسير ستانلى راوس الإنجليزى هو رئيس الاتحاد الدولى. وقد اشتركت 54 دولة فى التصفيات، بينما قاطعتها افريقيا احتجاجا على قرار الفيفا بتخصيص مقعد واحد للدول الأفروآسيوية ومع ذلك كانت دورة ناجحة، فقد وصلت للنهائيات كل الفرق التى سبق لها الفوز بكأس العالم وهى: أوروجواى، إيطاليا، ألمانيا الغربية، البرازيل، ووصلت فرق أخرى لأول مرة، وهى: البرتغال، وكوريا الشمالية، والفريقان كانا مفاجأة البطولة
استعدت انجلترا جيدا وصممت على الفوز، ففى فبراير 1963 تولى آلف رامزى منصب المدير الفنى خلفا لوينتر بوتوم الذى شغل المنصب منذ عام 1946، وصرح رامزى بأن انجلترا ستفوز ببطولة كأس العالم 1966.
والواقع أن المملكة كلها كانت تسعى لتحقيق هذا الحلم، لدرجة أن بعض النقاد طرح فكرة أن تلعب بريطانيا بفريق قومى واحد، يضم خيرة اللاعبين فى انجلترا، اسكتلندا، ايرلندا، ويلز، ولم ينجح العرض لأن معناه أن بريطانيا سيكون لها صوت واحد فى الفيفا بدلا من أربعة.
ولكن ذلك يعطينا صورة واضحة عن الشعور القومى فى بريطانيا، وكيف تطرح كل الأفكار من أجل الفوز بكأس جول ريميه.. وفى إطار الاستعداد الفنى فقد أمضى آلف رامزى 41 شهرا فى إعداد الفريق وصقله، وهذا لم يسبق، ولم يتكرر فيما بعد لمنتخب إنجلترا.
•• وكانت مباريات هذه الدورة استمرارا لمسلسل الدفاع خير وسيلة للنجاح فى كأس العالم، والذى بدأ فى 1962 وقد زعمت كل من انجلترا والبرازيل أنها اخترعت طريقة 4/3/3 التى سادت هذه الدورة، وكان لها شقيقات ومشتقات مثل 1/3/3/3 بظهير قشاش، أو كاتناتشيو 1/4/2/3 وأحيانا 1/4/3/2، ومع أن كل هذه الطرق يمكن أن تكون هجومية إلى أقصى الحدود إذا توافرت لها العناصر ذات الكفاءة القادرة على التطبيق، فإن الأسلوب الدفاعى هو الذى ساد، ومنذ البداية فكانت مباراة الافتتاح مخيبة للآمال، وانتهت بتعادل انجلترا وأوروجواى سلبيا وتعادلت فرنسا والمكسيك 1/1، وفازت أوروجواى على فرنسا 2/1 وإنجلترا على المكسيك 2/صفر، وعلى فرنسا 2/صفر، يعنى 9 أهداف فى 6 مباريات.
•• فى عام 1901 فاز الإنجليز على الألمان فى أول لقاء بينهما (12/صفر) ولم يلتق البلدان بعد ذلك سوى عام 1966 فى مباراة حاسمة، وهى نهائى كأس العالم. أمام 100ألف مشاهد باستاد ويمبلى جرت المباراة. كل فى مكانه والنظام رائع. والتشجيع يدوى، وهناك 20 ألف ألمانى يهتفون لـ(أوفى زيلر). وتنطلق المباراة، ويتبادل الفريقان الهجمات، ولا دفاع، وإنما هجوم من الطرفين، وتطبيق جيد لطريقة (4/3/3)، وتتقدم ألمانيا بهدف لـ(هاللر) ثم تتقدم إنجلترا (2/1) بهدفين لـ(هيرست) و(بيترز)، وتبقى دقيقة واحدة على المباراة، ويشن الألمان هجمة يأس ويحرز (فيبر) هدف التعادل، ويلعب الفريقان وقتا إيضافيا، ويتلقى (هيرست) تمريرة من (بول) ويسدد بقوة ليحول الحارس الألمانى (تلكوفسكى) الكرة فترتطم بالعارضة وترتد للملعب. ويتردد الحكم السويسرى (دينست)، ويجرى نحو مساعده الروسى، الذى يشير إلى أن اللعبة هدف صحيح. وتتقدم انجلترا (3/2) ثم (4/2) وتحصل على الكأس.
•• بغض النظر مجاملة بعض الحكام للفريق الإنجليزى والذى لعب مبارياته على استاد ويمبلى، وكانت تلك سابقة ليس لها مثيل، فإن البطولة لم تشهد فريقا أفضل من انجلترا ليفوز بدلا منها بالكأس لكن الإنجليز غير مبدعين مثل اللاتين، فهم لا يرتجلون، وإنما يحفظون، فظهير الجنب يمرر إلى ساعد الهجوم الأيسر، ومنه إلى الجناح الأيمن، ويكررون نفس اللعب طوال المباراة، وفى كل مباراة، فيتوقع المنافسون كل شىء سيفعله الإنجليز.
ورغم ذلك، فقد فازوا بالكأس، واستحقوها لأنهم حاولوا، وتعبوا من أجلها ومازلت أذكر الحوار الذى دار بينى وبين بوبى مور نجم انجلترا فى يناير 1978 وكان الحوار عن الكرة الإنجليزية، وماضيها ومستقبلها، وعندما سألت كابتن إنجلترا عن اللحظة المثيرة التى لا ينساها أبدا، أجاب: يوم فوزنا بكأس العالم 1966، فقد قطعنا شوطا طويلا فى الاستعداد، وكان الجمهور يشجعنا بحماس، وحينما وقفنا على منصة الشرف لتسليم كأس جول ريميه كنا فى غاية السعادة والفخر، ولا يساوى هذه اللحظة أى شىء آخر
زيارة الموضوع الاصليحكايات من المونديال (10) الأسود الثلاثة تزأر مرة واحدة والتاريخ يتساءل حتى اليوم هل جاملها التحكيم؟
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
حكايات من المونديال (10) الأسود الثلاثة تزأر مرة واحدة والتاريخ يتساءل حتى اليوم هل جاملها التحكيم؟ حسن المستكاوي
التعليقات علي حكايات من المونديال (10) الأسود الثلاثة تزأر مرة واحدة والتاريخ يتساءل حتى اليوم هل جاملها التحكيم؟