«وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ»
30/05/2014 | 5:31 م 0 comments

(1)
يصور الإنسان لنفسه أن من حقه دوام التمتع بالخير المطلق دون أن تصيبه بعض المنغصات، والأغرب من ذلك أنه نادرا ما يشكر نعمة الله عليه، فهو عديم أو شحيح الشكر، كما أنه نافد الصبر، وتلك «دناءة سلوكية» يصِم الإنسان بها نفسه. وها هو القرآن الكريم ينعى على الإنسان هذا السقوط الشنيع المتمثل فى عدم شكره وانعدام صبره. فمهما تكاثرت عليه أفضال الله ونعمه، فهو غافل يعتبر أن استمرار الخير والصحة والعافية حقوق مكتسبة لا تفارقه.
(2)
فهاتان آيتان من القرآن الكريم تشتركان، مقدماتهما واحدة والخاتمة مختلفة، فالمقدمة المشتركة (وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجَانِبِهِ..) 51 ــ فصلت و83 ــ الإسراء، فالإنسان دائما معرض (منصرف مولى ظهره) عن شكر ربه لأنه غافل عن الخالق الرزاق الحافظ، فهو لا يذكر ربه ولا يؤدى واجب الشكر له ودائما ما تشغله النعمة وينسى الله الذى أنعم عليه، ويعتاد الإنسان على دوام الصحة والعافية، واستمرار الفضل الإلهى يحوطه حتى يعتبر أن النعمة حق مطلق لا ينبغى لها أن تفارقه، ويتمادى فى نسيانه حتى إذا مسه النقص فى المال أو الصحة إلخ فإذا به على حافة اليأس متصورا انقلاب الميزان أو متشككا فى العدل الإلهى، هكذا تعبر آية الإسراء (...وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسا) !!
(3)
والآية الأخرى ترسم صورة الإنسان «المتوتر فاقد التوازن»، فهو يعايش النعم شهورا وسنوات ولا يشكر، ولا يرى منه تقدير للمنعم، ورغم أنه بقى سنوات غافلا عن الشكر الفعلى أو القولى فها هو سريع الشكوى دائم الدعاء والإلحاح، (...وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاء عَرِيضٍ)، دعاء يمتد طولا وعرضا، مع نفسه ومع الناس. فهذا اعتراف منه بالقصور والغفلة، فالإنعام الدائم المتجدد لا يشكر، أما الشر الطارىء فهو معلن مرفوع مشفوع بالدعاء. أليس أولى بك أيها الإنسان أن تجدد شكرك لربك؟! ألم يكن أولى بك ترويض نفسك على ذكر ربك ونعمه عليك؟! (..وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ..) وأن تتذكر وتذكر فضله المتجدد عليك فى الصحة والمال والأهل والأصحاب (..إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرا)
(4)
وتأتى آية ثالثة 12ــ يونس تبين اتساع عرض دعاء الإنسان عند البلاء، فترى المبتلى كثير الدعاء فى كل أحواله (وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدا أَوْ قَآئِما..) هكذا يدعو اثناء الاضطجاع وأثناء القعود والجلوس، وقياما ووقوفا، فى جميع يقظته يدعو ملحا...
أليس عجيبا أن يتواصل الدعاء ساعة البلاء وينقطع الدعاء (ذكرا شكرا) ساعة الرخاء؟ّ
وتصف الآية ذلك المتغافل (...فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ..) ما هذا التعالى والتغافل والتناسى؟
(5)
ويستسلم الإنسان الغافل للشيطان ولنفسه الأمارة بالسوء، فيسقط هاويا فى «ظلام الكفر»، فيتحول اليأس إلى قنوط (شدة اليأس وتشابك خيوطه) فيعجز القانط عن رؤية نور الصبر وضوء الرضا.. فينزلق من القنوط إلى الكفر، هكذا يحذرنا القرآن فى ثلاث آيات :-
(..وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَؤُوسا ) فها هو يائس
(..وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ ) ثم يتحول قانطا
(..ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ ) فيتردى كافرا
(6)
ثم تجيء آية أخرى تختصر وصف المتغافل (وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ) نعم إنه غافل يحب دوام الصحة والعافية، ولا يستعملهما فى طاعة الله ولا فى نفع الناس.
نعم إنه غافل يحب كثرة المال وامتداده وتنوعه، ويشح به على أصحاب الحق المعلوم وعلى ذوى القربى وعلى ميادين الإعمار والإنتاج والإثمار.
نعم إنه غافل يحب دوام السلطة والسلطان واتساع نطاقهما ولا يتحرى العدل مع من حوله، كما يعشق طاعة من تحته وينسى حقوق من فوقه، بل ينسى من هو فوق الخلق أجمعين.
هل تتحقق إنسانية الإنسان رغم غفلته وتغافله عن حقوق ربه وذكره؟!
فماذا يبقى من إنسانية الإنسان إذا استمر غافلا عن شكر ربه متمردا على الابتلاء؟!
زيارة الموضوع الاصلي«وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ»
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
نقش 9دی در تثبیت موقعیت ام القرایی جمهوری اسلامی ایران
نهم دی ثابت کرد که ایران اسلامی بهترین الگو برای کشور های محور مقاومت است و لیاقت رهبری جهان اسلام را بیش از گذشته دارد.

الراهب القرية التي ثارت ضد ظلم علي بك الكبير أبرز رموزها الليثي ناصف قائد ومؤسس الحرس الجمهوري
قرية ' الراهب ' احدى قرى مركز شبين الكوم – محافظة المنوفية والتى تبعد عنها بضع كيلو مترات ؛ فهى قرية ذات رائحة تفوح منها رائحة البرتقال باعتبارها اكبر القرى على مستوى الجمهورية زراعة للبرتقال . ولعل ...

صبٌوالله قطب التمنية المَهمُول والإنسان المُغَيب عن الحضارة - أقــــلام حرة
تقع أطلال قرية صبوالله الكبيرة على بعد ثلاث ثلاثين كلم من مدينة بوكي وواحد وعشرون كلم من مقاطعة بابابي، وهذه الأخيرة هي التي تتبع لها المقاطعة إداريا في حين تتبع (...)

اللواء بهجت سليمان للأردنيين طابخ السم آكله - أخبار الشرق الأوسط
سوريا (آسيا): في لقاء مع الاخبارية السورية قال السفير السوري السابق في الاردن الدكتور بهجت سليمان...

ناصر وعامر الرجل الأول وظله «الحلقة الأولى» - سياسة
لا يمكن فهم طبيعة العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصديقه، وزير الدفاع الأسبق، عبد الحكيم عامر...

جريدة البشاير مقتل عامل على يد 5 أشخاص ببلقاس دقهلية
وصل بلاغ من مستشفى بلقاس المركز التابعة لمحافظة الدقهلية إلى قسم شرطة بلقاس، يفيد بوصول المدعو محمد السيد أبو زيد عبدالحليم – 19 سنة – عامل ومقيم ببندرر بلقاس جثة هامدة نتيجة إصابته بجروح قطعية متفرقة وإشتباه قطع بأوردة وشرايين الركبة اليمنى. وبالإنتقال وسؤال والد المتوفى السيد أبوزيد عبدالحليم – 50 سنة – عامل ومقيم بذات العنوان إتهم كل من المدعو حمادة السيد مصطفى – 25 سنة – تباع ، والمدعو السعيد الشربينى عبدالحليم – 26 سنة – سائق ويقيمان ببندر بلقاس، والمدعو عبدالباسط جمال السيد طه – 16 سنة – سائق توك توك ، والمدعو عيد السيد طه – 52 سنة – عامل ، والمدعوة مسعدة قطب الرجال – 38 سنة – ربة منزل ويقيمون بناحية المعصرة التابعة لدائرة المركز. وقد أشار بالتعدى على نجله المتوفى بالضرب بالأيدى وآلة حادة سكين بحوزة الثانى وإحداث إصابته التى أودت بحياته، لقيامه بسرقة توك توك ملك المتهم الثانى. وتمكن ضباط وحدة مباحث المركز من ضبط المتهمين وبمواجهتهم إعترفوا بإرتكاب الواقعه لذات السبب وبإرشاد المتهم الثانى تم ضبط الآداة المستخدمة فى الواقعة. وقد تم التحفظ على المضبوطات على ذمة تصرفات النيابة العامة، و تحرر عن ذلك المحضر رقم 20236 جنح مركز شرطة بلقاس لسنة 2014م، وأُخطرت النيابة العامة بالواقعة، وكلفت إدارة البحث الجنائى بإستكمال الف

«وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ» جمال قطب
التعليقات علي «وَ إِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ»