يوميات مصرى صاحى من النجمة
31/05/2014 | 6:00 ص 0 comments

انتهى المولد وذهبت لوثة الفرح ولحظات الترقب وتوقع المفاجآت، وعاد ناس مصر إلى بيوتهم وأعمالهم وهمومهم. وفى لحظة ما كان الهم العام هو الهم الخاص، حتى أتى المخاض برئيس جديد للبلد. أخيراً أنا مواطن فى دولة لها رئيس منتخب بشهادة الصناديق النظيفة، رئيس حقيقى دون «مرشد» يوجهه، ولا «تنظيم دولى» يحدد مهامّه، رئيس مرجعيته ومرشده «شعب صاحى» وقوانين تحدد مهامه وطموح «يكحل» خطواته.
انتهى المولد وذهبت لوثة الفرح ولحظات الترقب وتوقع المفاجآت، وعاد ناس مصر إلى بيوتهم وأعمالهم وهمومهم. وفى لحظة ما كان الهم العام هو الهم الخاص، حتى أتى المخاض برئيس جديد للبلد. أخيراً أنا مواطن فى دولة لها رئيس منتخب بشهادة الصناديق النظيفة، رئيس حقيقى دون «مرشد» يوجهه، ولا «تنظيم دولى» يحدد مهامّه، رئيس مرجعيته ومرشده «شعب صاحى» وقوانين تحدد مهامه وطموح «يكحل» خطواته.
■ أديت واجبى لمصر كمواطن يعيش على أرضها ويحلف بسماها ويلتحف ويشرب من نيلها، وعلم أولاده فى مدارسها ويأكل من قمحها ويلبس من قطنها. إنه «فرض» يحكمه انتمائى للأرض والتراب بل واجب معجون بطمى النيل وتراث الأجداد. ما أعذب كلمة الانتماء وأنا أكتب حروفها الثمانية التى غابت فى زمن هابط عشناه. يوم مزقوا العلم وأنكروا اسم مصر. كلمة انتماء وشم مرسوم على أرواح المصريين المصريين.
■ أعلم تماماً أن المهمة أمام الرئيس ثقيلة ثقيلة، وأعلم أن «أعداء الحياة» لن يتركونا على الربابة نغنى وسيفسدون هناءنا ويسرقون فرحتنا ويغتصبون لحظة انتصارنا. المهم ألا أنام ذلك النوم العميق الذى كان: أنام مفتوح العينين بعيون مالها جفون. وأى نوم عميق وهناك فى آخر الشارع متآمر خسيس فى الظلام؟
■ الحبر الأحمر الذى غمست فيه أصبعى بعدما علمت على المرشح الذى امتثلت أصابعى لإشارة من عقلى لاختياره.. كان اختياراً «للأقوى». أنا أحتاج إلى استعادة هيبة دولة ترهلت فى زمن معلوم حتى كادت تشيخ بل فقدت صباها ونضارتها واهترأت. كنت أشعر مثل جارى وجار جارى بعذاب مكتوم، كنت كغيرى نرفع الأكف نحو السماء واستجابت السماء، وبسيناريو إلهى حدث الزلزال.
■ قيمة «حضورنا» نحن المصريين أمام الصناديق هى «أيقونة» وطنية نزلنا تحت لنصعد فوق.
■ رفضت مصريتى إضراب فئة لا أظن أنها معدومة بل أعتقد أنها شبعانة، والاحتجاج بالنسبة لها ترف، والأغرب أن سبب الاحتجاج هو ترقيات بنكية، والأكثر غرابة أنه كان صباح 26 مايو أى صباح صياغة مستقبل لمصر(!) ولست ضد التظاهر كقيمة ديمقراطية ولكن ضد توقيت الإضراب و.. وسجلت فى يومياتى «بعض الناس يفكرون بجهازهم الهضمى».
■ ضربتنا الفوضى فى مقتل جعلتنا نشعر أنها ــ أى الفوضى ــ هى النموذج والنمط الأمثل. حولتنا الفوضى إلى كائنات فوضوية نعادى النظام ونخاصم المتحضر ونتعالى على القانون. عشنا التدنى بكل صوره حتى فقدنا وافتقدنا القدوة. أولادنا قلدونا فى مرمطة الأخلاقيات فانعدمت الأبوة ولم يعد للبلد كبير تحترم كلمته. أشعر بفرحة لوجود كبير للبلد له طريقته:
1- ينصح بخطاب هادئ. 2- يدعو للصواب بحسم. 3- لديه مساحة لإعمال العقل 4- ينذر. 5- يوجه ضربته فى حالة عدم الاستجابة. كبير البلد ــ ابن الجمالية ــ يعرف المصريين جيداً. لا خبث ولا مباغتة، إنما علاقة جادة بخطوات تسبق الحسم أقرب إلى علاقة «عشم وجدعنة». علينا أن نفهم أن الصوت المنخفض ليس ضعفاً.
■ كبير البلد يريد أن يسابق الزمن، وفلسفته فى عبارة واحدة «استثمار الوقت» وما أبلغها من عبارة بعد عمليات «هدر» أوقات ما لها حساب. إن هدر قيمة الوقت من أكبر المصائب. قيمة الوقت هى سر تقدم شعوب أو بلوغها الأمانى، وإغفال قيمة الوقت سبب مباشر لتأخر شعوب واحتضارها. الرجل يريد منا أن «نصحى من النجمة» والأجمل أنه يراهن علينا. هذا الرجل هو «مسحراتى وطن» جاء فى موعده وقرر أن يعطى لمصر ميلاداً جديداً يريدنا معه كتفاً بكتف، نعوض ما فاتنا.
■ هل نخذله؟...... أبداً.
■ هو رجل دولة يعرف «الحلم والمتاح» و«المشروع والمراحل» تربى على «تقييم كل مرحلة. لا يتكلم بقفلات لهجة يوسف وهبى التى تستدر التصفيق. ولا يملك بساط الريح، يحب الشعب ويا ويل الحاكم الذى يكره شعبه، إنه دون أن يشعر يبادله المشاعر نفسها.
■ أنا كمواطن أستعجل الأمان والاستقرار، والمصريون «يستعجلون» المردود، والعقل الواعى يدرك أن الصبر موصل جيد للمردود، وأن تراكمات السنين لن ننسفها فى لحظات.
■ هل يعجل الرئيس بقرارات تعم بالفائدة و«يرش» على المواطنين؟
هنا دور «إعلام مخلص» يقول للناس: الرجل يريد العمل «على ميه بيضة» كما يقول الحس الشعبى. الرجل يريد منا أن نفهم الحقائق لنستعد لغد أفضل والأرزاق المغلقة. الرجل فى الوقت الذى يبنى عينه على أمن البلد وحدود البلد ولا توجد فواتير يسددها لأحد ولا عنده «جماعة» يرعاها. الرجل يفهم ويتفهم أن المصرى «مستعجل» على الفائدة، فمنذ 25 يناير والرزق شح. الرجل يريد كل الناس معه دون «انقسام» نخر كالسوس فى جسد مصر حتى كاد ينهكها. الرجل يريد تحديث أمن مصر ليؤدى دوره الكبير. الرجل يقول للمصريين: أنتم تصوغون «البرنامج» ومعاً ننفذه يريد أن يكون المصرى «شريكاً» فاعلاً لخريطة مستقبل.
■ هل من المعقول خروج مظاهرات فئوية تعطل «خطة رجل يحلم» باستثمار الوقت؟ وعندما راجعت مذكرات أكتبها على بعض الهوامش أدركت أن كبير البلد ــ الآن ــ يعرف القوى الوطنية ويراهن عليها ويعرف المتلونين الذين لا أمان لهم ويضعهم تحت المجهر ويعرف «الخونة» وإن ارتدوا معاطف الشرفاء ويكشفهم كلما أطلوا برؤوسهم، ويعرف «العملاء» ولا يخفى اسم واحد منهم، فهو يرصدهم ولن تكون حدود مصر فى زمنه «سداح مداح» يدخل من يشاء فى أى وقت يشاء. إنه ــ بخلفيته المهنية ــ يرى أكثر منا ويجب ألا ندخل فى مزايدة مع رجل «فاهم أسرار الأنفاق التى تهرب السلاح والأزمة التى تجيش البلطجية». دور المصريين ما عاد صغيراً. بعد قليل سيأتى برلمان يتصف بالوعى وتسقط القبلية والخواطر وفريضة الأقارب فيه. بعد قليل سيراقب البرلمان الحكومة وجهازها التنفيذى بعيون مفتوحة. بعد قليل لن نعيش فراغاً تتمرغ فيه قيمة الوقت. بعد قليل سنمشى كثيراً فى سكة السلامة.
■ العالم يراقبنا ــ رغم نذالته ــ «على حد وصف الصين» فهذا رئيس «يريدنا معه من النجمة» لنبدأ معه عملاً شاقاً فلا يفر الوقت من بين أيدينا ولا تتسرب المسؤولية من ورائنا، إنه الرئيس الذى منحناه أصواتنا دون رشوة بالذهاب إلى الجنة أو النار. رئيس لا يلوح بنهضة شفوية ورئيس حكومته الذى لم يجد فى نساء مصر البطلات غير اتساخ الأثداء سبب أمراض أطفالهن (!!) سجلت عبارة «سمعنا وشفنا العجب» وسجلته فى موقع آخر «كان يعنى الفشل يتلخص فى عدم النجاح حتى رأيت حكماً لم ينجح ولكنه ارتمى فى السقوط يعانقه ولا أظن أنه جلب فتفوتة خير لمصر».
■ أنا واحد من مواطنى مصر أنتظر «فريق الرئيس الرئاسى» ولا أتمنى كتيبة مستشارين صوريين. أنتظر حكومة تتحمل الصحيان من النجمة وتعمل وتخطئ وتصحح أخطاءها. أنتظر بفارغ الصبر تنفيذ نظرية «سيف المعز وذهبه» فلا يستوى الذين يعملون والذين لا يعملون. أنتظر من الإعلام الجاد ألا نصدر له الصداع بسبب فذلكة أو حوارات بالتلاسن يخصم من رصيد إعلامنا. أنتظر «اختيار» الأشخاص الذين يتحملون المسؤوليات ولن تتفق كل الناس على اسم إلا فيما ندر. لكن المؤهل الأول فى الاختيار هو «حب البلد»، أنا لا أطلب الكشف على النيات، ولكن فى مصر كفاءات ترفض النيون للإعلان عما تملكه من طاقات.
■ سيناء ــ رغم السيطرة ــ سيظل جرحاً منغصاً لرئيس مصر. سد النهضة لن يكون متسامحاً. الإرهاب الدولى عدو طويل الأمد رضينا أم أبينا. الرئيس الجديد لمصر لن يمارس رياضة طواحين الهواء، إنه يعرف موقع مصر القوية على خريطة العالم.
■ ويعرف مصر ــ بحكم خلفيته ــ وكأنها سجادة «عقدة.. عقدة» وليس فى حاجة إلى «نخبة» تقوم بدور التنظير له. ذهب عصر النخب المتفذلكة المجعلصة وجاء عصر «المواطن العادى ابن طوابير 26 و27 مايو».
■ يقينى أن الحكم فن، وأن تسوس المصريين بعد يناير لم يعد ترفاً ولا مهمة سهلة كخلع الضرس بدون ألم. إنها أصعب المهام على الإطلاق، إذ كيف تسوس «90 مليون زعيم»؟!!
■ تساءلت نهار مد التصويت ليوم ثالث: «متى نعارض الرئيس؟» فالمعارضة كما تقول كتب السياسة «جزء من النظام».
1- لابد من المعارضة حين يعد الرئيس ولا يفى بوعوده.
2- لابد من المعارضة حين يسكت عن فساد كشفته الأجهزة.
3- لابد من المعارضة حين يسير عكس اتجاه الدستور.
4- لابد من المعارضة حين ترتدى الديمقراطية ثياب ديكتاتور يسبقه طابور المداحين والكورس.
5- لابد من المعارضة حين يهتز ميزان العدالة الاجتماعية، أمل المصريين.
6- لابد من المعارضة حين لا تتساوى أنصاف الفئويات.
■ الشعب فى دفتر الأيام وتجارب السنين، هو «المعلم» و«الحل».
زيارة الموضوع الاصلييوميات مصرى صاحى من النجمة
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
أوروبا تدعم مصر بـ4 مليارات يورو.. فرصة اقتصادية أم دعم ...
أعلنت المفوضية الأوروبية عن دعم مالي لمصر بقيمة 4 مليارات يورو، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كان هذا الدعم فرصة اقتصادية حقيقية لمصر، أم أنه يأتي مشروطا...

استمرار الخلافات ام الوصول لحل!!..سد النهضة وما يحمله من تطورات وتأثيرات علي الدول المجاورة له!! - بوابة الزهراء الإخبارية
يعد سد النهضة الإثيوبي واحدا من أكبر المشاريع المائية في القارة الإفريقية، وهو مشروع طموح تسعى إثيوبيا من خلاله إلى تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير الطاقة

بعيدا عن الولايات المتحدة... في تفسير أسباب انضمام مصر إلى تجمع البريكس
تواجه مصر بيئة إقليمية ودولية بالغة الصعوبة، تضغط على أمنها القومي وتهدد مصالحها الوطنية وتدفعها إلى العمل المستمر لتوسيع مساحات فعل سياستها الخارجية. فالحروب والصراعات المشتعلة في الشرق الأوسط، وما يرتبها من عنف الممارسات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية كما في لبنان وسوريا وكذلك من جهة الممارسات الإيرانية التي لم تتوقف عن توظيف الميليشيات القريبة […]

اجتماع مصري سوداني لتعزيز التعاون المائي ومواجهة تحديات سد النهضة
انعقد في العاصمة المصرية القاهرة اليوم الاثنين، اجتماع تشاوري ضم وزراء الخارجية والري من مصر والسودان، بمشاركة عدد من الخبراء الفنيين من الجانبين.

سد النهضة وأزماته المتصاعدة!!.. هل هناك حل يرضي جميع الأطراف أم أن الخلاف مستمر؟!! - بوابة الزهراء الإخبارية
يعد سد النهضة الإثيوبي أحد أكثر المشروعات المائية إثارة للجدل في القارة الإفريقية، نظرا لتأثيراته الكبيرة على دولتي المصب، مصر والسودان منذ بدء العمل عليه في

أستاذ موارد مائية يوضح تأثير اكتمال ملء سد النهضة على الأمن المائي في مصر
قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية بكلية الدراسات الإفريقية، أن إثيوبيا انتهت من إتمام الملء الخامس والأخير لسد النهضة وبالسعة الكاملة

مساعد وزير الخارجية لشئون السودان: مفاوضات سد النهضة مجمدة لكن التحركات السياسية مستمرة - بوابة الشروق
السفير ياسر سرور: غياب الإرادة السياسية الإثيوبية بشأن التوصل لاتفاق ملزم سبب توقف المفاوضات
يوميات مصرى صاحى من النجمة سد النهضة انتهى المولد وذهبت لوثة الفرح ولحظات الترقب وتوقع المفاجآت، وعاد ناس مصر إلى بيوتهم وأعمالهم وهمومهم. وفى لحظة ما كان الهم العام هو الهم الخاص، حتى أتى المخاض برئيس جديد للبلد. أخيراً أنا مواطن فى دولة لها رئيس منتخب بشهادة الصناديق النظيفة، رئيس حقيقى دو
التعليقات علي يوميات مصرى صاحى من النجمة