Safir Newspaper
03/09/2014 | 3:08 ص 0 comments

As-Safir Arabic Political Daily
بين «لجنة التدقيق» العسكرية.. والصراع على الموازنة.. والاستيطان حرب غزة تفجّر الخلافات داخل حكومة إسرائيل


اختلط الحابل بالنابل في إسرائيل في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة داخلياً وخارجياً وعلى الصعد السياسية والاقتصادية. فمحاولة كسب اليمين المتطرف عبر محاولة توسيع مستوطنات غوش عتسيون فجرت خلافاً شديداً داخل الكابينت دفعت وزير المالية يائير لبيد، للقول إن قرار إعلان أربعة آلاف دونم أراضي دولة كان «عملية اختطاف». وكان القرار قد قاد إلى ردود فعل دولية غاضبة طالبت بإلغائه. كما أن الحرب على غزة وتكلفتها تخلق خلافات واسعة اقتصادية حول سبل تغطيتها بين الداعين لفرض المزيد من الضرائب والمعارضين لذلك. وبين هذه وتلك هناك الاحتدام في الخلاف السياسي سواء داخل إسرائيل أم بين إسرائيل والعالم حول ما ينبغي فعله الآن، خصوصا مع بدء لجنة التحقيق الدولية في جرائم الحرب عملها. وكانت صحف إسرائيلية عدة قد كشفت النقاب عن بدء لجان تدقيق عسكرية وسياسية عديدة عملها لبحث إخفاقات الحرب ومحاولة استخلاص العبر. وقد تشكلت لجنة فحص تحوي عشرة أعضاء كنيست من لجنة الخارجية والأمن برئاسة عضو الكنيست الليكودي المقرب من نتنياهو، زئيف ألكين. وقد أثارت هذه اللجنة امتعاض الكثيرين لأنها ليست من النوع الذي قد يشير إلى أخطاء جدية في المستوى السياسي. ومع ذلك، فإن العديد من أعضاء الكنيست باتوا يطرحون أسئلة كثيرة عن الإخفاق الاستراتيجي المتمثل في انجرار إسرائيل إلى هذه الحرب وعجز الاستخبارات عن قراءة نوايا حماس وانتهاء الحرب باتفاق مختلَف عليه. وقد طلبت أمس زعيمة «ميرتس» زهافا غالئون من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن ينشر على الملأ مبادئ وبنود وقف إطلاق النار الذي أبرمته إسرائيل مع حماس بوساطة مصرية. وقالت إن هذا وقف نار لمدى طويل، يؤثر «محتواه ومبادئه ليس فقط في جودة حياة سكان الجنوب، وإنما قد يؤثر في قضايا الموت والحياة، سواء على سكان إسرائيل أم على جنود الجيش الإسرائيلي». وشددت غالئون على أن من واجب نتنياهو أن يقدم تقريرا لمواطني إسرائيل حول هذا الشأن، ومن حق الجمهور أن يجري نقاشا عاما حول أبعاده وعواقبه. وانتقدت غالئون بشدة اكتفاء الحكومة الإسرائيلية بلجنة الفحص التي تشكلت في لجنة الخارجية والأمن للبحث في إخفاقات الحرب معتبرة ذلك مجرد «كاريكاتير تحقيق» وليس تحقيقا. وقالت إنه لا يصح أن يحقق رجال السياسة مع أنفسهم وان هناك حاجة لهيئة مستقلة وغير سياسية لإنجاز التحقيق وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. وكان عضو الكنيست نيتسان هوروفيتش من «ميرتس»، وهو أيضا عضو لجنة الخارجية والأمن، قد قال إن «نتنياهو يختبئ خلف زئيف ألكين، وان فضيحة التحقيق في لجنة الخارجية والأمن لم تمر. هذه نكتة محزنة وليست تحقيقاً. اللجنة سياسية تماماً وتعمل خلف أبواب مغلقة، من دون رقابة عامة، وبعض فروعها لا يحتوي على تمثيل مناسب للمعارضة. والهدف هو إخفاء الأخطاء». كما انتقد اللجنة عضو الكنيست نحمان شاي الذي اعتبر هذا «ليس فحصا. إنهم أصحابه. وهم يلتقون عندما يروق لهم». وأمس، نشر رئيس الأركان الجنرال بني غانتس أمر يوم لخص فيه حرب «الجرف الصامد» بقوله إنه «بعد خمسين يوم عمل وقتال، أوقفنا النار، ونحن نواصل مهمة الدفاع في الجنوب وباقي الجبهات. لم نفاجأ، وقد استعددنا جيدا». وأضاف انه «حينما فرضت المعركة علينا وصلناها جاهزين ومستعدين. وأظهرت القوات الجوية والبرية والبحرية مرونة في استخدام القوة وعملت بشدة هائلة، مزودة بأحدث التكنولوجيا وأدقها، ومطعمة باستخبارات نوعية، وبشبكات تواصل ناجعة ومدعومة بمنظومة لوجستية مساندة». وأشار إلى «الضربة المؤلمة» التي تلقتها «منظمات الإرهاب» وإلى خسارتها قادة وأسلحة وذخائر ونجاح الجيش في تحييد الأنفاق. وقال يعلون في مؤتمر اقتصادي أمس، إن التكلفة العسكرية البحتة للحرب زادت عن تسعة مليارات شيكل، وإن قسماً كبيراً من التكلفة يعود إلى الاستخبارات والتكنولوجيا الحديثة. وقال: «في مداولات الميزانية، فإن ما سمعته في الحكومة وفي الكابينت، إنه لم يعد هناك خطر من الجيوش حولنا. وهذا صحيح. السوريون منشغلون بحرب داخلية، ولا حديث عن الجيش العراقي. وهذا صحيح. ولكن الحاجة لمواجهة منظمات الإرهاب مثل حماس في غزة وحزب الله في لبنان واللتين تملكان مقدرات دول منحتها إيران لهما. لدى حزب الله حوالي 100 ألف قذيفة، وعندما يضطر الجيش للتعامل مع خطر كهذا، فإن هذا التعامل قد يكون مكلفا. لقد هاجمنا أكثر من 6 آلاف هدف في الجرف الصامد، ومن أجل مهاجمة هذه الأهداف هناك حاجة لاستخبارات دقيقة. والاستخبارات تكلف أموالا. ولدى شعبة الاستخبارات حاليا ضعف الميزانية التي كانت لها قبل 16 سنة وحتى لو ضاعفتها ثلاث مرات فنحن لا نبذر قرشا. الأمر لا يتعلق بجيش منفرد، إنه يتعلق بـ30 منظمة ننشغل بها. من نهاجم؟ وكيف ندافع مع تكنولوجيا؟». ولكن وزير الدفاع موشي يعلون ذهب في استنتاجاته من الحرب بعيدا إلى السياسة في الضفة الغربية حيث اعرب عن رفضه أي عملية سياسية مع الفلسطينيين تقود إلى الخروج من الضفة الغربية. وقال إن أي انسحاب في الضفة سيقود إلى تواجد الصواريخ فيها وإطلاقها على مطار اللد. وشدد على أنه في كل مرة انسحب فيها الجيش الإسرائيلي من أية أراض حلت مكانه «عناصر الإرهاب». وقدم سيطرة حماس على قطاع غزة بعد تنفيذ خطة الفصل مثالا، وأيضا كما حدث في الضفة إلى أن «أعادت إسرائيل فرض النظام بثمن باهظ». عموما، دعا يعلون إلى التفكير في حلول من «خارج اللعبة» قبل أن تفكر في أي انسحابات من الضفة أو استغلال «مصالح استراتيجية جديدة مع الدول العربية المعتدلة». ولم يكن في كلام يعلون السياسي هذا أي جديد خصوصا أنه من المدرسة التي تؤمن بأن لا حل للصراع مع العرب وأن كل ما يمكن فعله هو إدارة نزاع. لكن الجديد في الكلام هو حديثه عن تحول الدفاع عن إسرائيل إلى فعل «باهظ التكلفة»، حيث صارت الحاجة ماسة لجمع «معلومات استخبارية عن تنظيمات صغيرة عديدة وليس عن دولة واحدة». وبحسب «هآرتس»، فإن كلام يعلون العلني هو ترجمة جمة لصراع نشب في الكابينت بينه وبين وزيرة العدل تسيبي ليفني حول مبادرة سياسية إسرائيلية لإحباط المسعى الدولي لحل الصراع. وقال يعلون إنه لا حاجة للإسراع نحو خطوة سياسية، مبديا تحفظه من إجراء أية مفاوضات مع السلطة قبل تفكيك حكومة الوفاق الفلسطينية. من جهتها، قالت ليفني إن «الاكتفاء بانتهاء الحرب كما يحدث الآن وعدم فعل شيء أمر خاطئ. وإذا كان هذا ما تظن وجوب فعله، فمن فضلك عليك أن تذهب إلى كل قاطن في مستوطنات غلاف غزة لتقول له إن ما كان هو ما سيكون وإن عليه الاستعداد لجولة القتال المقبلة». وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع يعبر عن الخلافات العميقة بين مكونات الائتلاف في الشأن الفلسطيني حيث تقف ليفني ووزير المالية يائير لبيد في جهة، والباقي في جهة أخرى. وقال أحد الوزراء إن ما يهدد الحكومة ليس إقرار الميزانية وإنما السياسة التي يجب اتباعها تجاه العملية السلمية. وذكرت «هآرتس» أن وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي كان قرر القدوم للمنطقة على أمل تحريك العملية السلمية فهم الموقف الإسرائيلي ولذلك ألغى زيارته التي كان مخططا لها هذا الأسبوع لإجراء محادثات بين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما أن الجنرال جون ألان المسؤول الأميركي عن ملف الترتيبات الأمنية في الضفة الغربية في حال قيام دولة فلسطينية يفكر في التخلي عن مهمته بعدما سمع من نتنياهو ويعلون مواقف صقرية أشد مما في الماضي. وقد أوضح نتنياهو ويعلون أن لا حديث مع السلطة الفلسطينية بشأن الضفة الغربية وأن أي حديث يجب فقط أن يدور حول قطاع غزة. وفي كل حال، فإن نتنياهو يعد العدة لخطوات تقشف اقتصادي تثير ضجة في إسرائيل حيث أن وزير المالية وأوساط اقتصادية قالت إن تقليص تمويل التعليم سوف يمنع الجيش الإسرائيلي مستقبلا من امتلاك طاقات كالتي توفرها له حاليا وحدة «الاستخبارات الإلكترونية» المعروفة باسم «الوحدة 8200». يذكر أيضا أن وزير المالية شدد على أنه من دون عملية سلمية، سوف يكون من الصعب على إسرائيل إدارة علاقات جيدة في العالم، خصوصا أن الاتحاد الأوروبي بات يفرض شروطا مشددة ويهدد بمقاطعة الاقتصاد الإسرائيلي إذا لم يفصل بينه وبين الاستيطان في الضفة الغربية.
كلمات المفتاح: لبنان - المقاومة الاسلامية - جون كيري - محمود عباس - بنيامين نتنياهو - الاقتصاد - حلمي موسى - السياسة - حزب الله - الخلافات - غزة - الجيش العراقي





زيارة الموضوع الاصليSafir Newspaper
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.

Safir Newspaper اخبار غزة As-Safir Arabic Political Daily
التعليقات علي Safir Newspaper