في غزة .. ضحايا البتر ينتظرون أطرافهم -
04/09/2014 | 1:00 م 0 comments

بعد أن مرّت مراحل صناعتها من غرفةٍ إلى أخرى، وعبر ورشات مكثفّة من الإعداد، وماكينات لم يهدأ صوتها، يُمسك "أحمد العبسي" أخصائي الأطراف، بساق صناعيّة، ويبدأ في معاينتّها، ووضع اللمسات الأخيرة على مكوناتها.
في غزة .. ضحايا "البتر" ينتظرون أطرافهم


بعد أن مرّت مراحل صناعتها من غرفةٍ إلى أخرى، وعبر ورشات مكثفّة من الإعداد، وماكينات لم يهدأ صوتها، يُمسك "أحمد العبسي" أخصائي الأطراف، بساق صناعيّة، ويبدأ في معاينتّها، ووضع اللمسات الأخيرة على مكوناتها.
ويشعر "العبسي" بارتياح، داخل المركز الوحيد لصناعة وتركيب الأطراف الصناعية في قطاع غزة، عندما يحصل أخيرا، على "طرف جاهز"، سيؤدي تركيبه، إلى إعادة الحياة، لأحد أولئك الذين بترت الحرب الإسرائيلية الأخيرة أطرافهم.
وثلاثة فقط من بين 80 جريحا من مبتوري "الأطراف" بفعل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، تقدموا للمركز، وتمكنوا كما يؤكد العبسي من الحصول على أطراف صناعية مؤخرا، فعملية التركيب يسبقها كما يؤكد العبسي لوكالة الأناضول مراحل طويلة من الشفاء التام للجرح، والتدريب المكثف، والتأهيل.
ويتابع: "الحرب الإسرائيلية خلّفت آلاف الجرحى، والمئات من مبتوري الأطراف، ومهمتنا الآن، أن نؤهل المصابين، جسديا ونفسيا، عن طريق صناعة أطراف تكون لهم عوضا عن الكراسي المتحركة، وتمنحهم حياة ولو بشكل شبه طبيعي".
وانتهت منذ نحو أسبوع حرب إسرائيلية على غزة استمرت لـ51 يوما، تسببت بمقتل 2148 فلسطينيا، وإصابة 11 ألف آخرين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية، التي يؤكد الناطق باسمها أشرف القدرة لوكالة الأناضول، أنه من الصعب الحديث عن أي رقم لمن أصابتهم الحرب بعاهات دائمة.
وأكد أن الأمر يحتاج ربما لأشهر، للخروج بإحصائية نهائية، لافتا إلى أن الأرقام الأولية تتحدث عن مئات مبتوري الأطراف.
وكانت إحصائيات حقوقية فلسطينية، ووفق طواقم البحث الميداني، التابعة لها قدّرت أن أكثر من ألف جريح، أصيبوا في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، سيعانون من إعاقة دائمة.
وفي داخل المركز وبمساعدة أخصائي العلاج الطبيعي، يتدرب على السير، أحد الجرحى، ويحاول، جاهدا أن يستعيد توازنه بقدمه الصناعية الجديدة.
ويكتفي الجريح الذي فقد إحدى قدّميه بالنظر بحزن إلى أعلى السقف، رافضا الحديث، أو التعبير بأي كلمة.
ويصف حازم الشوا، مدير مركز الأطراف الصناعيّة، امتناع مبتوري الأطراف عن الحديث، بأنه شكل من أشكال الصدمة، والذهول.
ويُضيف لوكالة الأناضول:" نحن أمام تحدٍ كبير، في أن نؤهل المصاب نفسيا، قبل القيام بتركيب أي طرف صناعي، الأمر ليس سهلا، سواء على الصعيد الجسدي، وتقبل جسم المريض للطرف، بعد شفاءه تماما من الجُرح، أو على الصعيد النفسي، فمرحلة التأهيل من أصعب وأخطر المراحل".
ووفق الشوا، فإن المركز يستعد لتركيب أطراف صناعية لـ"80" جريحا من مبتوري الأطراف من بينهم أطفال ونساء، مؤكدا أن عدد مبتوري الأطراف جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة، يتجاوز هذا العدد.
وتابع: "نحن نتحدث عن حصيلة أولية، فتدمير إسرائيل للمستشفيات، إضافة إلى أن كثير من الجرحى لا يزال يتعافى من جروحه، وإصابته، يمنعنا من الحصول على رقم نهائي".
وأشار إلى أن الأمر يحتاج إلى شهور، مقدرا أن يتجاوز العدد أكثر من 200 جريح، ممن فقدوا أطرافهم السفلية، والعلوية.
وأكد أن تركيب الأطراف، يحتاج مسبقا إلى عملية تأهيل، وشفاء تام للجرح، قد تستمر من شهر إلى ثلاثة أشهر، وقد تستغرق وقتا أطول، وفق حالة المريض "النفسية والجسدية".
وأشار إلى أن تركيب الأطراف للجرحى الثلاثة، تم في اليومين السابقيّن، بعد شفائهم التام من جراح أصيبوا بها في أول أسبوع من الحرب.
ويرى الشوا، أن هذه الحرب الإسرائيلية التدميرية، فاقت كل وصف، مؤكدا أن المركز وخلال الحربين السابقتين قام بتركيب أطراف صناعية لنحو 300 من مبتوري الأطراف، إلا أنّه يشدد على أن هذه الحرب خلّفت جروحا نفسية تحتاج إلى سنوات وعقود لتجاوز "آثارها".
ويوفّر مركز "الأطراف الصناعية" التابع لبلدية غزة، أطرافا صناعية لكل من تعرض لحالة بتر، طبقا لأدق المواصفات العالمية، وفق الشوا.
ولفت إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعم مركز صناعة وتركيب الأطراف الصناعية بالمواد اللازمة، وبالمختصين، مشيرا إلى أن "الأطراف التي يتم تصنيعها داخل المركز تتميز بالكفاءة العالية، وتعتمد في تصنيعها على مواد ألمانية، وأخرى أجنبية.
وسيكون أحمد عياد (23 عاما) أول جريح يحصل على طرف صناعي، بعد أن فقد ذراعه اليسرى، خلال الحرب الإسرائيلية.
وظنّ عياد، كما يروي لوكالة الأناضول، أنّه بات أسيرا لغيبوبة طويلة عندما أصيب في قصف إسرائيلي في شهر يوليو/تموز الماضي، إلا أنه عاد بعد أسابيع من العلاج في إحدى مستشفيات الضفة الغربية، وقد تعافى من جراحه.
ويبدأ عياد، الآن رحلة التأهيل والعلاج الطبيعي، بعد تركيب ذراع صناعية له، بمساعدة أطباء التأهيل، في مركز الأطراف الصناعية، الذين يؤكدون أنهم أمام مهام "صعبة"، وتحتاج إلى كثير من الوقت والصبر.
الملاكم المغربي بدر هاري يرفض تحدي "دلو الثلج" بالفيديو..الصحة الفلسطينية: تحويل 250 جريحًا للعلاج في الخارج منذ بدء العدوان بالفيديو..حكايات الدم.. شهادات حية توثق جرائم الاحتلال ضد الأطفال رجال السيسي يتضامون مع غزة.. دون أن يلوموه ممثل إسباني: قتل أطفال غزة ليس دفاعًا عن النفس مسيرات وسلاسل بشرية للمعارضة بكفر الشيخ Tweet










زيارة الموضوع الاصليفي غزة .. ضحايا البتر ينتظرون أطرافهم -
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.

في غزة .. ضحايا البتر ينتظرون أطرافهم - اخبار غزة بعد أن مرّت مراحل صناعتها من غرفةٍ إلى أخرى، وعبر ورشات مكثفّة من الإعداد، وماكينات لم يهدأ صوتها، يُمسك "أحمد العبسي" أخصائي الأطراف، بساق صناعيّة، ويبدأ في معاينتّها، ووضع اللمسات الأخيرة على مكوناتها.
التعليقات علي في غزة .. ضحايا البتر ينتظرون أطرافهم -