«عساكر الهجانة»: موتى بالسودان.. أحياء في مصر
09/09/2014 | 10:16 م 0 comments
بينما يظهر توقيع الجندى إبراهيم عثمان، عسكرى شرطة هجانة، سودانى الجنسية، أسفل مستند رسمى للحصول على معاش من مصر، باعتباره مجندًا سابقًا فى سلاح الهجانة، كان جسده قد تحول إلى رفات فى إحدى مقابر الخرطوم منذ 16 عامًا، حيث توفى عن عمر 77 عاما فى 5 ديسمبر 1996.
بينما يظهر توقيع الجندى إبراهيم عثمان، عسكرى شرطة هجانة، سودانى الجنسية، أسفل مستند رسمى للحصول على معاش من مصر، باعتباره مجندًا سابقًا في سلاح الهجانة، كان جسده قد تحول إلى رفات في إحدى مقابر الخرطوم منذ 16 عامًا، حيث توفى عن عمر 77 عاما في 5 ديسمبر 1996.
المستند الرسمى الصادر من الهيئة القومية للتأمين والمعاشات في دولة السودان في 17 ديسمبر 2012، يتضمن أن جهة العمل السابقة التي يستحق بها المواطن السودانى معاشا من مصر هي «شرطة هجانة مصر»، وأن تاريخ ميلاد إبراهيم عثمان هو عام 1930، لكن مستندا ثانيا يفيد بأن الجندى من مواليد 1919 وليس 1930 حسب شهادة ميلاد مزورة.
25 مليون جنيه يدفعها سنويًا الصندوق المصرى السودانى للمعاشات التبادلية بين البلدين لأشخاص مات معظمهم كانوا يعملون قبل ثورة يوليو 1952 تحت التاج المصرى الذي يضم دولتى مصر والسودان، وبعد الانفصال تم توقيع اتفاقية تضمن حقوق العمال والجنود السودانيين الذين كانوا يعملون في وزارتى الداخلية والرى المصريتين، في مقابل تكفل السودان بدفع رواتب ومعاشات الموظفين المصريين في الدواوين الحكومية السودانية.
وفى الوقت الذي يسجل فيه الجانب المصرى وفاة الموظفين المصريين، تكشف «المصرى اليوم» التلاعب في تواريخ ميلاد المستفيدين السودانيين وورثتهم، وبالتالى تستمر الحكومة المصرية في دفع معاشات لأشخاص فارقوا الحياة قبل سنوات.
شهادات وفاة مستحقى المعاش المصرى من الموظفين السودانيين صادرة من سجلات ولاية الخرطوم، في مقابل مستندات أخرى مزورة تثبت بقاء نفس الأشخاص على قيد الحياة بالمخالفة للواقع.
من بين من يتقاضى معاشا من مصر في حين أنه فارق الحياة، المواطنة السودانية زينب مصطفى حسن، المولودة في 1 يناير 1930، والمولودة حسب المستند المزور فى1 يناير 1945. وسبب أحقية زينب للمعاش هو كونها أرملة لحمد دفع الله أحمد، المولود في 1 يناير 1926 والمتوفى في 1 يوليو 1972. وبينما أقر أعضاء الصندوق من الجانب السودانى بوجود زينب على قيد الحياة حتى 28 ديسمبر 2010، كانت روح زينب قد فارقت جسدها قبل هذا الاجتماع بعامين، حيث توفيت في مستشفى بحرى بمنطقة «الكلاكلة» بالخرطوم في 30 يونيو 2008 عن عمر 78 عاما، وفقا لشهادة الوفاة التي حصلت عليها «المصرى اليوم» من سجل مدنى الخرطوم.
أما فاطمة حسن السليمانى المولودة في 14 يونيو 1911، أرملة سعيد عبدالمجيد خالد المتوفى عام 1964، فإنها لا تزال تتسلم معاش زوجها حتى الآن، بينما تحمل دفاتر سجل مدنى أم درمان شهادة وفاة لفاطمة بتاريخ 29 سبتمبر 1994، مسجلا فيها أنها لقيت حتفها عن عمر 83 عاما بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.
جندى الهجانة فضل السيد محمد العبيد الذي يتلقى معاشا من مصر منذ عام 1977 وحتى تاريخ وفاته عام 1995، استمرت زوجته عزاز إدريس على فهى، في تلقى المعاش من مصر حتى الآن، رغم أنها توفيت قبل زوجها بأعوام حسب شهادة وفاة رسمية صادرة عن إدارة الحلقايا المحلية بولاية الخرطوم السودانية بتاريخ 1986.
عن اتفاقية صندوق المعاشات المصرى السودانى يقول الدكتور ياسر الرفاعى، مساعد وزير التضامن السابق: «حينما كان الدكتور أحمد البرعى وزيرا للتضامن، جاءتنا شكوى أن هناك أموالا تذهب إلى السودان، دون وجه حق من خلال الصندوق، وبطرق غير قانونية، وأن شهادات قدمها الجانب السودانى الرسمى المشارك في الصندوق مزورة. وقتها فحصنا الأوراق، ووجدنا تلاعبا كبيرا في تواريخ الميلاد ليظهر مستحقو المعاشات أصغر من العمر الحقيقى، فبدلا من أن تكون أرملة الموظف السودانى تبلغ من العمر 108 أعوام، يتم التزوير ليظهر عمرها في السبعينات، أو إبنة أحد مستحقى المعاش تظهر أكبر من عمر أمها بـ 5 سنوات، ووجدنا شهادات وفاة مزورة، فبدلا من وفاة مستحق المعاش عام 1981 وجدناها مسجلة بالتزوير في 2011».
يوضح الرفاعى «عدد المستفيدين من الصندوق يزيد عن 3 آلاف فرد، ويتم تحويل المبلغ الإجمالى الذي يصل إلى 25 مليون جنيه سنويا من مصر إلى السودان باليورو. البنك الأهلى المصرى فرع الخرطوم وجه خطابا للصندوق الحكومى يقول فيه أن عددًا كبيرًا من االمستفيدين فارقوا الحياة، وأن رئيس الوفد السودانى يحضر في شهر أغسطس من كل عام ويتلقى المعاشات بدلا من مستحقيها. والملف حاليًا في حوذة الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الحالية».
يحكى أحمد حيدر، مسؤول سابق بإدارة العلاقات التأمينية الخارجية في الصندوق المصرى السودانى للمعاشات، الذي كشف وقائع الفساد في الصندوق، تاريخ تأسيسه: «بناء على اتفاقية وقعها الرئيس الأسبق أنور السادات في سبعينيات القرن الماضى تم إطلاق الصندوق رسميا، بعد أن كان يتم تحويل المعاشات في عصر الرئيس جمال عبدالناصر مباشرة دون وجود صندوق معاشات ثابت، بعد عمل ما يسمى»مقاصة«بين معاشات المصريين التي تدفعها السودان والعكس، على أن ترسل مصر الفارق للسودان التي استعانت مصر بعدد كبير من موظفيها للعمل في سلاح الهجانة وموظفين في وزارة الريّ، وما حدث أن السودان لا ترفع معاشاتها بينما ضاعفت مصر في الأعوام الأخيرة قيمة المعاشات، كما أن مستحقى المعاش المصريين من الورثة تنخفض أعدادهم سنويًا حتى تكاد تنعدم. ووصل الأمر إلى أن أن تقوم بتحويل 2 مليون و400 ألف يورو سنويا إلى السودان». يضيف حيدر: «رغم انفصال السودان إلى دولتين شمالية وجنوبية، إلا أن كشوف المستفيدين لم تنخفض، حيث تتعامل مصر فقط مع حكومة الخرطوم».
خالد مصطفى، مسؤول الجهاز المركزى للمحاسبات بالصندوق، يؤكد أن مصر تدفع للسودان ما يعادل 6 ملايين و200 ألف جنيه مصرى كل ثلاثة اشهر بما يعادل 25 مليون جنيه سنويا، قبل تحويل المبلغ لليورو«، مضيفا أن أعداد مستحقى المعاش من المواطنين السودانيين أقل من 750 شخص، وهو الأمر الذي يعنى أن أسرة الواحد منهم تتقاضى ما يعادل 2500 جنيه شهريا، وهو ما لا يتناسب مع المهن البسيطة التي عملوا بها».
في حين حاولت «المصرى اليوم» الحصول على رد من عمر حسن، رئيس صندوق التأمينات الحكومية المشرفة على صندوق المعاشات المصرى السودانى، إلا أنه رفض التعليق.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
مصر: ولاية ثالثة للسيسي.. هل من تغيير على المستوى السياسي؟ - هوا مصر
يناقش تامر عزالدين في حلقة هذا الأسبوع من هوا مصر الموضوع التالي: ولاية ثالثة للسيسي.. هل من تغيير على المستوى السياسي؟ضيوف الحلقة: المتحدث باسم حزب الدستور وليد العماري، عضو مجلس الشيوخ محمود سامي.
بسبب ارتفاع أسعاره.. كعك العيد بالتقسيط وبدون فوائد في مصر
تعاون عدد من البنوك المصرية مع بعض الشركات والمتاجر لتوفير كعك العيد بالتقسيط للمواطنين، والسماح بالسداد على فترة تصل إلى 12 شهرًا بدون أي فوائد.يأتي ذلك
مصر.. قرار جديد بشأن منطقة “رأس الحكمة سكاي نيوز عربية
وافق مجلس الوزراء المصري على عدة قرارات، أهمها تخصيص قطعتي أرض ناحية الساحل الشمالي بمحافظة مطروح لصالح وزارة الطيران المدني لأجل استخدامها في إقامة مطار رأس الحكمة الدولي.
الدولار يعاود التراجع أمام الجنيه المصري.. وخبراء يكشفون سر هبوط الأخضر - CNN Arabic
أرجع خبراء سبب التراجع الطفيف إلى بدء تحسن موارد مصر من الدولار بعد استئناف السياحة وعودة الاستثمارات الأجنبية في أدوات الدين الحكومية، علاوة على حصول مصر على تمويل جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 5.2 مليار دولار.
مستشار السيسي يعلن سيطرة مصر على كورونا -
أعلن عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة، أنه تمت السيطرة على أزمة فيروس كورونا المستجد في البلاد، بفضل الحكومة والمستشفيات.
كيف يساهم طيبة1 فى تأمين الحدود المصرية.. الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء يرد -
كشف الدكتور محمد القوصى الرئيس التنفيذى لوكالة الفضاء المصرية، أن القمر الصناعى طيبة.1 موجود حاليا في المدار المخصص له وهو المدار الثابت على ارتفاع 36 ألف كيلو من سطح الأرض.
مصر: لا مساومة على حقوقنا بالمتوسط وسنرد على أي خطر
أكد البرلمان المصري، الاثنين، أن مصر لديها منطقتان واعدتان للبترول والغاز في البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، تحت السيادة المصرية، وأن ثروات المتوسط دفع
«عساكر الهجانة»: موتى بالسودان.. أحياء في مصر اخبار المحروسة بينما يظهر توقيع الجندى إبراهيم عثمان، عسكرى شرطة هجانة، سودانى الجنسية، أسفل مستند رسمى للحصول على معاش من مصر، باعتباره مجندًا سابقًا فى سلاح الهجانة، كان جسده قد تحول إلى رفات فى إحدى مقابر الخرطوم منذ 16 عامًا، حيث توفى عن عمر 77 عاما فى 5 ديسمبر 1996
التعليقات علي «عساكر الهجانة»: موتى بالسودان.. أحياء في مصر