محمد إقبال بلّوليلة العرس وبكارة الوطن الشهيدة

محمد إقبال بلّو: كلنا شركاء من العجيب أن يستمر مرشح […]

محمد إقبال بلّو: كلنا شركاء من العجيب أن يستمر مرشح لرئاسة البلاد بقصف مختلف مناطقها حتى ساعة متأخرة من ليلة العرس الديمقراطي الذي يدعيه، والأغرب من ذلك أن تجد ألوفاً مؤلفة من أهالي تلك المناطق يتهاتفون ويتواعدون ويتصلون بحافلات تقلهم إلى مناطق النظام لانتخاب سيد الوطن المعتوه. لم يعرف التاريخ أحداثاً كهذه، بل لم تشهد أية انتخابات في العالم تفاصيل كالتي تجري اليوم على الأرض السورية، إذ ينتخب المقتولون قاتلهم، وينصب القاتل نفسه رئيساً على بعض جثث وأطلال وركام منازل. يظن مؤيدو الرئيس المزعوم أنهم بعيدون عن بطش براميله، ويعتقد بعض شبيحته أنهم في منزلة أعلى من منزلة أولئك (الإرهابيين) عند سيدهم، كما يظن المقتولون سابقاً والذين يقتلون في هذه اللحظة والذين سيقتلون غداً، أنهم الوحيدون في هذه المجزرة المهيبة. ولا يدرك الجميع أن سيد البراميل سيستمر بطاقة خفية آتية من صاحب الزمان والمكان المسردب في القتل، إلى أن يحول البلاد إلى مستعمرة فارسية كما وصلته الأوامر من أسياده في قم وطهران، وتعتقد كل الضحايا أن نصراً لفريق على آخر سيحدث ضمن هذا العرس الوطني، لكنهم لم يستوعبوا حتى اللحظة رغم مرارة الأحداث، أن بكارة الوطن ستضيع بين المغتصبين، وأن العروس ستتحول إلى مومس قذرة بمحض إرادتها بعد حين. يتوعد الثوار سيد البراميل بجرات الغاز وقذائف الهاون، لم يكن وعيداً بل بدأ التنفيذ منذ ليلة أمس، وصمموا على قصف النظام المجرم بنيران غضبهم وثأرهم، فقتلوا خطأ العديد من الضحايا في الطرف الآخر من الكرة النارية بحلب، إلا أنهم لم يتمكنوا من قتل أي شبيح أو عسكري، رغم ذلك يصرون على مساعدة المغتصب في الإجهاز على العروس، بل ويهاجمون من يستنكر فعلتهم الجاهلة ويدعون أنه يريد حماية القاتل. أما أتباع القاتل من مجوس ومؤيدون وحثالة يصرون على إبادة الطرف الشرقي ويتوعدون ببراميل فارس بقايا حياة تكاد تنعدم في أرض العدو، وبعضهم تعدى ذلك إلى المطالبة بسحق كل شيء يقبع في تلك الأجزاء من المدينة، لكنهم تناسوا أن دورهم بالذبح قادم لا محالة، فالتغيير الديموغرافي والطائفي الذي ينفذه القاتل بأوامر أسياده مستمر منذ زمن ولن يتوقف إلا بعد تحقيق الهدف، لاسيما أن الجهل أعمى القلوب قبل العيون، ومحاولة تناسي الحقائق المرة تطغى على كل عقل مريض. الكل يحاول اغتصاب العروس هذه الليلة وتحويلها إلى مومس ممتهنة للسحر الأسود، ويساعد السفاح على إتمام جريمته بالشكل الذي يرضي غرائز الفشل والحقد في خلاياه وصبغياته، رغم أن مساعديه يتصفون بطيبة القلب والنية البيضاء إلا أنهم بالنتيجة ينفذون الغرض المطلوب على أكمل وجه قبل أن يثب أسدهم لافتراسهم. أن يقتل السوريون بعضهم فهذا أمر يعجب كل مجرمي العالم، ويمتع جميع مصاصي الدماء في مختلف القارات، ويشجع من بيدهم خيوط العالم الذي لا يشبه سوى الدمى المتحركة على أن يسعوا لاستمرار حفلة الجنس السادية تلك. بعد انقضاء هذه الليلة العصيبة سيبدأ نهار أشد وطأة على السوريين، إذ سيتعرض من هم في مناطق مصاصي الدماء للقتل بجرات الغاز التي طالما حلموا بها لتعينهم على الحياة، بينما سيلقى من يعيشون في أحياء الخراب خراباً أكثر ودماء أشد احمراراً وبؤساً وحريقاً. لا يمتلك الثوار سلاحاً دقيق التوجيه إلا تلك الأسلحة التي تستعمل عن قرب، وليس أمامهم في هذا العرس إلا استعمال الأسلحة قريبة المدى دقيقة الإصابة والكلام واضح هنا، عمليات نوعية داخل معاقل النظام كالتي تقوم بها بعض سرايا المهام الخاصة، والتي ستكون أشد وقعاً على السفاح، أما التصويب البعيد فلن يجدي نفعاً عدا عن أنه سيقتل من لا يريد الثائر قتلهم. التعقل والحسابات المنطقية هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ العروس، وتحويل عرس السفاح إلى مأتم، وتدمير أحد المعسكرات الإيرانية في ريف حلب مثلاً سيكون ألمه أكبر من قتل بعض المدنيين دون قصد في بعض الأحياء التي تحرس كلاب السفاح أسوارها. سيكون قصف معاقل طهران في نبل والزهراء والفوعة ومعاقل النظام في الساحل، أفضل الحلول لتعكير فرحته ليلة العرس، بل قد تفشل عرس الاغتصاب هذا، فانتخابات الدم يجب تحول إلى انتخابات النصر، بدل أن نكون أداة حادة توسع جرح العروس وتمزق بكارة الوطن. للحصول على الاخبار بشكل سريع يمكنكم الاشتراك بالصفحة الرئيسية للموقع على فيس بوك عبر الرابط: https://www.facebook.com/all4syria.org

زيارة الموضوع الاصلي
محمد إقبال بلّوليلة العرس وبكارة الوطن الشهيدة

المصدر http://all4syria.info/Archive/150388 http://all4syria.info

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)

اقرأايضا

17/10/2017 | 9:04 ص

عالم شهير يُنفذ 137 عملية اغتصاب.. ووالده يفجر مفاجأة

أُصيب المجتمع البريطاني بحالة من الصدمة، وذلك بعد اعتراف عالم بريطاني شهير بارتكاب عدد «هائل» من الاعتداءات الجنسية على أشخاص، بينهم أطفال، وابتزازهم على الإنترنت، في فضيحة هزت بريطانيا.