الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: مشاهير > نزار قباني

رابطة الكتاب و الجسرة الثقافي يستهلان اتفاقية التعاون بأمسية شعرية جريدة الرأي

06/06/2016 | 5:38 م 0 comments

عمان - إبراهيم السواعير أقيمت برعاية رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور عزمي محافظة أمس في مسرح أسامة المشيني أمسية أحياها الشاعران لؤي أحمد ود.هشام القواسمة والقاص د.هشام بستاني، وجاءت ضمن اتفاقيّة التعاون الثقافي بين رابطة الكتاب الأردنيين ونادي الجسرة الثقافي.  استهلّت الشاعرة غدير حدادين، التي أدارت أمسية (قناديل الكلام) التي حضرها رئيس الرابطة الدكتور زياد أبو لبن بقراءة رسالة من رئيس نادي الجسرة إبراهيم الجيدة أعرب فيها عن تقديره للشعراء والمبدعين الأردنيين، مباركاً اتفاقيّة التعاون الثقافي التي حضرها منسّق نشاطات النادي الخارجيّة ومدير تحرير مجلّة السينمائي الصادرة عنه  الأديب الإعلامي إبراهيم العامري، وألقى فيها عضو الهيئة الإداريّة للرابطة الدكتور عطالله الحجايا كلمةً أعلن فيها عن باكورة نشاطات الاتفاقيّة التي ترعاها الجامعة الأردنيّة استناداً إلى اتفاقيّة مماثلة للرابطة معها، مؤكّداً الشراكة التي تنتهجها الهيئة الإدارية مع كلّ الجهات المعنيّة بنشر رسالة الثقافة في الدفاع عن الأمّة ومواجهة الفكر الضّال، ملقياً الضوء على فلسفة الرابطة منذ تأسيسها في تعزيز القيم الديمقراطيّة والمشروع الثقافي. كما عرّفت حدادين، في الأمسية التي رافق فرسانها العازفان حسن الفقير وناصر القواسمي، بنادي الجسرة الذي تأسس عام 1960 وما يزال يرفد الثقافة العربية بالكثير من الاستضافات، التي كان حلّ ضيوفاً عليها القامات نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم والطيّب صالح ويوسف إدريس، وغيرهم، ذاكرةً من إصدارات النادي مجلة الجسرة الثقافيّة، ومجلة التشكيلي العربي، بالإضافة إلى موقعه الإلكتروني الثريّ بموادّه المتنوّعة وإبداعاته الإذاعيّة والصوتيّة.   البستاني: مشهديات حديثة قرأ البستاني عيّناتٍ من إبداعاته التي تداخل فيها الشعر بالقصّة؛ مهتمّاً بمشهدياته وتفاصيله، ومنتصفاً للقصّة القصيرة، ذلك الجنس الأدبيّ قليل الحظّ، بالرغم مما يحتاجه من أفهامٍ عالية المستوى في تلقّيه، واستطاع البستاني الذي أثّث نصوصه بمفرداتٍ حداثيّة بدت غريبةً عن المتداول بعض الشيء، أن يحثّ بعض الأذهان على ملاحقة المعنى كما في سطوره التي عاين فيها (المايسترو) المهموم الذي لم ينته بعد، وظلّت تنسحب من حوله أكوام الناس وآلات الموسيقا، فيضرب بعصاه لمزيد من المفاجآت. كما برع البستاني في أن يتلبّس بطلُه وحدته وسواده بتفاصيل كثّف من خلالها دقائق المشهد وجزئياته، في حواراتٍ ذكيّة مع الذات والأشياء كانت مرآةً لهذا (القاشاعر) الذي ظلّ يرمي إلى حداثةٍ أصيلة من خلال ممارسته وخبرته في السرد المسرحي والاسكتشات التي يتكئ عليها للنفاذ إلى عوالم النقد الإنسانيّ والاجتماعيّ والسياسيّ، بما يتوفر له من بعض سخرية لا يتكلّفها وتأتي في سياقها الخاطرة وتعززها عينه السينمائيّة اللمّاحة، كما في قوله: (صراصير كثيرة، كثيرةٌ جداً، ميتة. سجّادة من الصراصير الميتة تُغطّي الأرضيات. واضحٌ أن مجزرةً للصراصير وقعت هنا. كلّها شقراء متوسّطة الحجم. جمالٌ ما يُجلّلها وهي مُلقاة على ظهورها بلا حراك. تذكّرني بنفسي، وبغرفي المتماثلة المتشابهة المتكرّرة المنقلبة على ظهرها. من يريد أن يجوس كل هذا الموت؟! بعضُ لوحاتٍ لا بدّ أنها كانت معلّقة هنا. لم تعد، لكن آثارها على الحائط صنعت لوحات جديدة مناسبة لما أنا فيه الآن، كلّ واحدةٍ منها إطارٌ من الغبار والوسخ يحُدُّ مساحةً كانت بيضاء وتميل الآن إلى الرمادي يخرج من أعلاها مسمار. إن كُنت مُستمعاً جيّداً، سيقول لك المسمار كم من الذكريات المحنّطة تعلّقت به. سيقول لك المسمار كيف أن الذكريات المعلّقة تشبه دائماً مُتسلّق جبالٍ تعثّر ويتشبّث الآن بحافة الجرف الصخري. إن كُنتَ مُلاحظاً جيّداً فسترى أن المسامير كلّها هناك في أماكنها، أما متسلّقو الجبال (ويا لسوء حظّهم) فسقطوا. لعلّ هذا هو ما يفسّر الفسيفساء الزجاجية المتحرّكة على الأرض. لعلّها قطعٌ منّي: ألسنا ذكرياتنا كما يُقال؟ ألا نتحطّم إلى آلاف القطع في إثر كلّ سقوط؟!). القواسمة: ضياع الأحلام بدا على قصائد الشاعر الدكتور هشام القواسمة القنوط وحالات الرجاء الميّتة بالخيبة، وحتى في استذكاره عراراً في يوم وفاته، ظلّت أحزان القواسمة تنبئ عن شيءٍ من الخذلان والحيرة أمام الراهن الذي قايس به الشاعر المعاصر الشاعر الراحل، وفي ذلك كانت حشود عالية الهمّة في جلد الشاعر ذاته بالآفاق المسدودة وغياب المواسم والجراح والآمال العتيقة وقحط الفصول. وفي انطلاقه من اشتعالات الرؤى التي صنعتها فلسفة (الخرابيش) وكثيرٍ من مثل ما كان يرجوه الشاعر عرار وشبيهه أو سميُّه في الشعر هشام القواسمة، كان الجمهور أمام سطور تروح وتغدو تلاحق إيقاعها الحزين الذي ظلّ يدور حول الوطن في حوارٍ صريح. حضرت لدى القواسمة مفردة تشرين، كما في قوله: ( لتشرين بعض الحضور الأنيق، الذي يستفزّ الرؤى، ويلقي عليها الوشاحا، يدثّر شعري بالغيم.. يشعل فيه الرياحا، يغطّي فوانيسها، كلّما خيّم الليل دثّر شعريَ بالغيم، أرهقني ثمّ راحا..). كما رفد أحزان الشاعر التي أطلّت على الشكوى من باب الحرمان وضياع الأحلام قولُ القواسمة: (ماذا تبقّى من الكلماتِ التي لم نقلْها، وبيدرُ أحلامِنا يتقاسمهُ الراقصون على جرحِنا، كيف أرسمُ هذا الوجومَ، وخابيتي تستفزُّ القصيدةَ تحملُ أرجوزتي في الغمامْ، أنا حين أصحو، ألملمُ نفسي، وتصعَدُ فوق دمي الكائناتُ، وأرسم سردابَ حزنكَ، ما أوحش الليل حين يجيء الظلامْ!).   أحمد: صوفية الشاعر ومضى الشاعر لؤي أحمد في مشروعه العموديّ بالثقة ذاتها التي استهلّ القراءات بها، منحازاً إلى المناسبات الوطنيّة والقوميّة، قارئاً معنى نكبة فلسطينن قضيّة العرب، محاولاً التجديد في النسق الكلاسيكيّ بانزياحاتٍ مبررة وصور لافتة، بعد أن لحق بهذا النمط ما لحق من جور النظّامين وإفساد الذائقة بالمكرور والثقيل منه، وتلك كانت خطّة هذا الشاعر الذي يرأس بيت الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين، ولا يفتأ في أحاديثه ينكر الزهد التامّ بالموروث الأصيل الذي تركه لنا الأوّلون. ومما قرأ: (الليل يحمِل للقَصيدة شاعراً يخلو بِفاتحة الكَلام ليَدخلَهْ، ويروحُ في المعنى كأنَّ طُفولةً، نَادَتهُ فابتكرَ الحنينَ وأوَّلَهْ، كم كان أمعنَ في الحياةِ وكَم سَرَى ليْـلاً فَلَـيلاً كَـي يُـودِّعَ أَوَّلـهْ، لولا السُّهادُ لكانَ أوَّلَ نَائمٍ، في حُلمِهِ ولَخَافَ أَلا يَحمِله، هو شمسُ هذي الأَرضِ حَدسُ غُيومِها، وفُـيوضُ صُـوفـيٍّ أَطـالَ تَـبـتُّلـهْ، غَسلَ الهوَاءَ ليَرتَديهِ ولم يَجدْ، جَسداً على رَيحانهِ كي يغسِلَهْ). ومن أجواء الشهر الفضيل، قرأ لؤي أحمد للنبي محمد عليه السلام، تمدّ يداً للركن لوّنها الشذى، فيخضرّ من بعد السّواد ويعبق، رأيت الغرانيق اللواتي هدمتها، يثقّب عينيها الحمام المطوّقُ، دخلتُ مصلاك الطهور، وزمزمٌ، تفور بإبريق الوضوء وتشهقُ، ظمئتُ وقد مسّت شفاهك ماءها، فلمّا شربتَ ابتلّ قلبي المحرّقُ). عاتب الشاعر روحه وجاء بمواثيق الوفاء ودلائل الصفاء، حزيناً لما صار إليه، ليقرأ من بعد قصيدته المشهورة التي وقف من خلالها على بعض فلسفة النور وقتل الإنسان لأخيه الإنسان: (لم أنتبه حين نادى الله يا قِرَبي/ عرشي على الماء وابن الماء يكفر بي/ لم أنتبه لجنون الماء مذ صعدوا/ فلكاً سترسم قوس الضوء في السحب/ تخفف البحر من حملي وحمّلني/ هواجس الريح نايٌ ناعم القصب/ هبطت وحدي وهم مثنى تقلّبهم/ دوداً على العود ذاتُ الحبل والخشب/ في قبضة الماء مرتاباً بما كتبوا/ إذا نجوت فإنّي حارقٌ كتبي/ كقشّةٍ تحت إبط الموج عالقةٍ/ تشدّني الأرض والطوفان يركض بي/ وكنت آخر من في البرّ إذ رحلوا/ فيا حمامة عندي الغصن فاقتربي/ ملقىً على جسدٍ لا شمس تلفحهُ/ والماء يرشح من رأسي ومن عقبي/ لما استويت وغيض الماء عن كتفي/مشيت نحوي إلى كهفي لأسكن بي/ آنست ناراً أنا للناس سارقها/ وفكرة النور عذر النار للحطب/ وما ادّفأت وأفعى البرد تقرصني/ ولا أمنت وذئب العمر في طلبي/ ولي سؤالي وما أخفى وخاطرتي/ وما تؤوّل خمر العقل في العنب/ جدّي غويٌّ وتفاحٌ لقاطفةٍ/ أماه قولي: أتفاحٌ وضلعُ نبي؟!/ أبي وعميَ قربانٌ وواهبهُ/ فكيف جئتِ إذا كان القتيل أبي؟!).

عمان - إبراهيم السواعير
أقيمت برعاية رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور عزمي محافظة أمس في مسرح أسامة المشيني أمسية أحياها الشاعران لؤي أحمد ود.هشام القواسمة والقاص د.هشام بستاني، وجاءت ضمن اتفاقيّة التعاون الثقافي بين رابطة الكتاب الأردنيين ونادي الجسرة الثقافي.
 استهلّت الشاعرة غدير حدادين، التي أدارت أمسية (قناديل الكلام) التي حضرها رئيس الرابطة الدكتور زياد أبو لبن بقراءة رسالة من رئيس نادي الجسرة إبراهيم الجيدة أعرب فيها عن تقديره للشعراء والمبدعين الأردنيين، مباركاً اتفاقيّة التعاون الثقافي التي حضرها منسّق نشاطات النادي الخارجيّة ومدير تحرير مجلّة السينمائي الصادرة عنه  الأديب الإعلامي إبراهيم العامري، وألقى فيها عضو الهيئة الإداريّة للرابطة الدكتور عطالله الحجايا كلمةً أعلن فيها عن باكورة نشاطات الاتفاقيّة التي ترعاها الجامعة الأردنيّة استناداً إلى اتفاقيّة مماثلة للرابطة معها، مؤكّداً الشراكة التي تنتهجها الهيئة الإدارية مع كلّ الجهات المعنيّة بنشر رسالة الثقافة في الدفاع عن الأمّة ومواجهة الفكر الضّال، ملقياً الضوء على فلسفة الرابطة منذ تأسيسها في تعزيز القيم الديمقراطيّة والمشروع الثقافي.
كما عرّفت حدادين، في الأمسية التي رافق فرسانها العازفان حسن الفقير وناصر القواسمي، بنادي الجسرة الذي تأسس عام 1960 وما يزال يرفد الثقافة العربية بالكثير من الاستضافات، التي كان حلّ ضيوفاً عليها القامات نزار قباني ومحمود درويش وسميح القاسم والطيّب صالح ويوسف إدريس، وغيرهم، ذاكرةً من إصدارات النادي مجلة الجسرة الثقافيّة، ومجلة التشكيلي العربي، بالإضافة إلى موقعه الإلكتروني الثريّ بموادّه المتنوّعة وإبداعاته الإذاعيّة والصوتيّة.
 
البستاني: مشهديات حديثة
قرأ البستاني عيّناتٍ من إبداعاته التي تداخل فيها الشعر بالقصّة؛ مهتمّاً بمشهدياته وتفاصيله، ومنتصفاً للقصّة القصيرة، ذلك الجنس الأدبيّ قليل الحظّ، بالرغم مما يحتاجه من أفهامٍ عالية المستوى في تلقّيه، واستطاع البستاني الذي أثّث نصوصه بمفرداتٍ حداثيّة بدت غريبةً عن المتداول بعض الشيء، أن يحثّ بعض الأذهان على ملاحقة المعنى كما في سطوره التي عاين فيها (المايسترو) المهموم الذي لم ينته بعد، وظلّت تنسحب من حوله أكوام الناس وآلات الموسيقا، فيضرب بعصاه لمزيد من المفاجآت.
كما برع البستاني في أن يتلبّس بطلُه وحدته وسواده بتفاصيل كثّف من خلالها دقائق المشهد وجزئياته، في حواراتٍ ذكيّة مع الذات والأشياء كانت مرآةً لهذا (القاشاعر) الذي ظلّ يرمي إلى حداثةٍ أصيلة من خلال ممارسته وخبرته في السرد المسرحي والاسكتشات التي يتكئ عليها للنفاذ إلى عوالم النقد الإنسانيّ والاجتماعيّ والسياسيّ، بما يتوفر له من بعض سخرية لا يتكلّفها وتأتي في سياقها الخاطرة وتعززها عينه السينمائيّة اللمّاحة، كما في قوله: (صراصير كثيرة، كثيرةٌ جداً، ميتة. سجّادة من الصراصير الميتة تُغطّي الأرضيات. واضحٌ أن مجزرةً للصراصير وقعت هنا. كلّها شقراء متوسّطة الحجم. جمالٌ ما يُجلّلها وهي مُلقاة على ظهورها بلا حراك. تذكّرني بنفسي، وبغرفي المتماثلة المتشابهة المتكرّرة المنقلبة على ظهرها. من يريد أن يجوس كل هذا الموت؟!
بعضُ لوحاتٍ لا بدّ أنها كانت معلّقة هنا. لم تعد، لكن آثارها على الحائط صنعت لوحات جديدة مناسبة لما أنا فيه الآن، كلّ واحدةٍ منها إطارٌ من الغبار والوسخ يحُدُّ مساحةً كانت بيضاء وتميل الآن إلى الرمادي يخرج من أعلاها مسمار.
إن كُنت مُستمعاً جيّداً، سيقول لك المسمار كم من الذكريات المحنّطة تعلّقت به. سيقول لك المسمار كيف أن الذكريات المعلّقة تشبه دائماً مُتسلّق جبالٍ تعثّر ويتشبّث الآن بحافة الجرف الصخري.
إن كُنتَ مُلاحظاً جيّداً فسترى أن المسامير كلّها هناك في أماكنها، أما متسلّقو الجبال (ويا لسوء حظّهم) فسقطوا. لعلّ هذا هو ما يفسّر الفسيفساء الزجاجية المتحرّكة على الأرض. لعلّها قطعٌ منّي: ألسنا ذكرياتنا كما يُقال؟ ألا نتحطّم إلى آلاف القطع في إثر كلّ سقوط؟!).
القواسمة: ضياع الأحلام
بدا على قصائد الشاعر الدكتور هشام القواسمة القنوط وحالات الرجاء الميّتة بالخيبة، وحتى في استذكاره عراراً في يوم وفاته، ظلّت أحزان القواسمة تنبئ عن شيءٍ من الخذلان والحيرة أمام الراهن الذي قايس به الشاعر المعاصر الشاعر الراحل، وفي ذلك كانت حشود عالية الهمّة في جلد الشاعر ذاته بالآفاق المسدودة وغياب المواسم والجراح والآمال العتيقة وقحط الفصول. وفي انطلاقه من اشتعالات الرؤى التي صنعتها فلسفة (الخرابيش) وكثيرٍ من مثل ما كان يرجوه الشاعر عرار وشبيهه أو سميُّه في الشعر هشام القواسمة، كان الجمهور أمام سطور تروح وتغدو تلاحق إيقاعها الحزين الذي ظلّ يدور حول الوطن في حوارٍ صريح.
حضرت لدى القواسمة مفردة تشرين، كما في قوله: ( لتشرين بعض الحضور الأنيق، الذي يستفزّ الرؤى، ويلقي عليها الوشاحا، يدثّر شعري بالغيم.. يشعل فيه الرياحا، يغطّي فوانيسها، كلّما خيّم الليل دثّر شعريَ بالغيم، أرهقني ثمّ راحا..).
كما رفد أحزان الشاعر التي أطلّت على الشكوى من باب الحرمان وضياع الأحلام قولُ القواسمة: (ماذا تبقّى من الكلماتِ التي لم نقلْها، وبيدرُ أحلامِنا يتقاسمهُ الراقصون على جرحِنا، كيف أرسمُ هذا الوجومَ، وخابيتي تستفزُّ القصيدةَ تحملُ أرجوزتي في الغمامْ، أنا حين أصحو، ألملمُ نفسي، وتصعَدُ فوق دمي الكائناتُ، وأرسم سردابَ حزنكَ، ما أوحش الليل حين يجيء الظلامْ!).
 
أحمد: صوفية الشاعر
ومضى الشاعر لؤي أحمد في مشروعه العموديّ بالثقة ذاتها التي استهلّ القراءات بها، منحازاً إلى المناسبات الوطنيّة والقوميّة، قارئاً معنى نكبة فلسطينن قضيّة العرب، محاولاً التجديد في النسق الكلاسيكيّ بانزياحاتٍ مبررة وصور لافتة، بعد أن لحق بهذا النمط ما لحق من جور النظّامين وإفساد الذائقة بالمكرور والثقيل منه، وتلك كانت خطّة هذا الشاعر الذي يرأس بيت الشعر في رابطة الكتاب الأردنيين، ولا يفتأ في أحاديثه ينكر الزهد التامّ بالموروث الأصيل الذي تركه لنا الأوّلون.
ومما قرأ: (الليل يحمِل للقَصيدة شاعراً يخلو بِفاتحة الكَلام ليَدخلَهْ، ويروحُ في المعنى كأنَّ طُفولةً، نَادَتهُ فابتكرَ الحنينَ وأوَّلَهْ، كم كان أمعنَ في الحياةِ وكَم سَرَى ليْـلاً فَلَـيلاً كَـي يُـودِّعَ أَوَّلـهْ، لولا السُّهادُ لكانَ أوَّلَ نَائمٍ، في حُلمِهِ ولَخَافَ أَلا يَحمِله، هو شمسُ هذي الأَرضِ حَدسُ غُيومِها، وفُـيوضُ صُـوفـيٍّ أَطـالَ تَـبـتُّلـهْ، غَسلَ الهوَاءَ ليَرتَديهِ ولم يَجدْ، جَسداً على رَيحانهِ كي يغسِلَهْ).
ومن أجواء الشهر الفضيل، قرأ لؤي أحمد للنبي محمد عليه السلام، تمدّ يداً للركن لوّنها الشذى، فيخضرّ من بعد السّواد ويعبق، رأيت الغرانيق اللواتي هدمتها، يثقّب عينيها الحمام المطوّقُ، دخلتُ مصلاك الطهور، وزمزمٌ، تفور بإبريق الوضوء وتشهقُ، ظمئتُ وقد مسّت شفاهك ماءها، فلمّا شربتَ ابتلّ قلبي المحرّقُ).
عاتب الشاعر روحه وجاء بمواثيق الوفاء ودلائل الصفاء، حزيناً لما صار إليه، ليقرأ من بعد قصيدته المشهورة التي وقف من خلالها على بعض فلسفة النور وقتل الإنسان لأخيه الإنسان: (لم أنتبه حين نادى الله يا قِرَبي/ عرشي على الماء وابن الماء يكفر بي/ لم أنتبه لجنون الماء مذ صعدوا/ فلكاً سترسم قوس الضوء في السحب/ تخفف البحر من حملي وحمّلني/ هواجس الريح نايٌ ناعم القصب/ هبطت وحدي وهم مثنى تقلّبهم/ دوداً على العود ذاتُ الحبل والخشب/ في قبضة الماء مرتاباً بما كتبوا/ إذا نجوت فإنّي حارقٌ كتبي/ كقشّةٍ تحت إبط الموج عالقةٍ/ تشدّني الأرض والطوفان يركض بي/ وكنت آخر من في البرّ إذ رحلوا/ فيا حمامة عندي الغصن فاقتربي/ ملقىً على جسدٍ لا شمس تلفحهُ/ والماء يرشح من رأسي ومن عقبي/ لما استويت وغيض الماء عن كتفي/مشيت نحوي إلى كهفي لأسكن بي/ آنست ناراً أنا للناس سارقها/ وفكرة النور عذر النار للحطب/ وما ادّفأت وأفعى البرد تقرصني/ ولا أمنت وذئب العمر في طلبي/ ولي سؤالي وما أخفى وخاطرتي/ وما تؤوّل خمر العقل في العنب/ جدّي غويٌّ وتفاحٌ لقاطفةٍ/ أماه قولي: أتفاحٌ وضلعُ نبي؟!/ أبي وعميَ قربانٌ وواهبهُ/ فكيف جئتِ إذا كان القتيل أبي؟!). نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م)[1] ديبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة دمشقية عربية عريقة إذ يعتبر جده أبو خليل القباني رائد المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 إنخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"،[2] وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.[2]—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).نزار قباني
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
05/08/2016 | 3:32 ص

- News - Detail

نشرت «الجمهورية» وقائعَ الجولة الثانية من ثلاثية الحوار، و لخّصَتها على النحو الآتي:   - بري، إفتتح الجلسة بكلمة موجزة عمّا تمّ بحثه في الجولة الاولى، وقال حول قانون الانتخاب، بالامس تحدّثنا عن الالتزام بالدستور، وأنا فكّرت بمجلس الشيوخ، فلماذا لا ننطلق من هذه النقطة، مجلس شيوخ ومجلس نيابي. - الر

 - News - Detail
10/07/2016 | 8:55 ص

القدس

موقع اخباري منوع يتناول الشؤون العربية عامة والشؤون الخليجية خاصة ... لا نتبنى ولكن نطرحها

القدس
08/07/2016 | 8:15 م

: حوارات نزار قباني في حضرة عمرو بن العاص

للأدباء والشعراء حوارات خيالية مثلما العامة من الناس، و«الصحابي الجليل عمرو بن العاص» كان الخيار الأمثل للشاعر نزار قباني، حيث كتب قباني في إحدى كتبه النثرية مقالا كاملا يحمل حوارًا خياليًا بينه وبين ...

: حوارات نزار قباني في حضرة عمرو بن العاص
07/07/2016 | 12:11 ص

الأعلى للثقافة يقدم كشف حساب عن نشاطاته في رمضان

قالت الدكتورة أمل الصبان، أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، إن المجلس أقام عددًا من الأنشطة الثقافية والفنية فى رمضان بمقر المجلس، كما شارك بفعاليات ......

الأعلى للثقافة  يقدم كشف حساب عن نشاطاته في رمضان
04/07/2016 | 5:19 ص

ملخص باب الحارة الجزء الثامن الحلقة الاخيرة مشاهدة ملخص باب الحاره ٨الحلقه الاخيره شاهد نت

Drama Ramdan تنقل لكم صحيفة العين اليوم في متابعة مستمرة لـ مسلسلات رمضان 2016؛ ننقل لكم اليوم احداث مسلسل باب الحارة الجزء الثامن الحلقة الاخيرة اليوم من

ملخص باب الحارة الجزء الثامن الحلقة الاخيرة  مشاهدة ملخص باب الحاره ٨الحلقه الاخيره شاهد نت
01/07/2016 | 3:29 م

عباس بيضون: ما يحدث الآن حدَثَ دائماً

ربما يكون الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون أحد أكثر الكتّاب العرب غزارة، فهاهو عمله السردي الجديد "خريف البراءة"، يصدر بعد ثلاث روايات متتالية وهي "ساعة التّخلي" و"الشافيات" و"خريف البراءة"، هنا حوار مع صاحب "صور" حول أسئلة الكتابة والتجديد.

عباس بيضون: ما يحدث الآن حدَثَ دائماً
22/06/2016 | 12:10 م

في مثل هذا اليوم .. ميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ بوابه اخبار اليوم الإلكترونية

زي النهادرة ...ميلاد مطرب وممثل مصري، يعتبر من أهم اشهر المطربين العرب في القرن العشرين، أطلق عليه لقب العندليب الأسمر ، إسمه الحقيقي ع

في مثل هذا اليوم .. ميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ  بوابه اخبار اليوم الإلكترونية


رابطة الكتاب و الجسرة الثقافي يستهلان اتفاقية التعاون بأمسية شعرية جريدة الرأي نزار قباني عمان - إبراهيم السواعير أقيمت برعاية رئيس الجامعة الأردنيّة الدكتور عزمي محافظة أمس في مسرح أسامة المشيني أمسية أحياها الشاعران لؤي أحمد ود.هشام القواسمة والقاص د.هشام بستاني، وجاءت ضمن اتفاقيّة التعاون الثقافي بين رابطة الكتاب الأردنيين ونادي الجسرة الث



اشترك ليصلك كل جديد عن نزار قباني

خيارات

حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي رابطة الكتاب و الجسرة الثقافي يستهلان اتفاقية التعاون بأمسية شعرية جريدة الرأي

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars