في مصر.. ادخلوا المستشفيات آمنين واخرجوا على ظهوركم ميتين
23/09/2014 | 2:48 ص 0 comments

تكررت حوادث الإهمال الطبي في الفترة الأخيرة، ويضيع حق المجني عليهم سواء كانوا أحياء بعاهة مستديمة أو موتى، فضلًا عن أشخاص يبقون في المحاكم يطالبون بحقهم دون جدوى، وسط غياب قانون لحقوق المريض.



أطباء يظهرون بملابس بيضاء ليستحق مظهرهم لقب ملائكة الرحمة، ممرضات يهرولن في أروقة المستشفيات لإنقاذ المرضى، أجهزة طبية حديثة، مكان يقف كل ما فيه على قدم وساق لإنقاذ حياة أي مريض بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو حالته المادية، كلها مشاهد لما يجب أن يكون عليه حال المستشفيات.
لكن ما يحدث في مصر في الفترة الأخيرة من حوادث الإهمال الطبي فهو صادم للإنسانية وللواجب المهني تجاه حياة مريض كل ذنبه أن حظه قاده لمستشفيات لا يوجد لدى أطبائها أي ذرة من الضمير.
حظيت بعض حوادث الإهمال الطبي بنصيب في الشهرة، فمنذ ستة أشهر توفت الكاتبة نادين شمس، نتيجة خطأ طبي أثناء إجرائها عملية بالرحم بمستشفى مصر الدولي بالدقي، فسبب لها الطبيب ثقبا بالقولون أودى بحياتها، بعدها بشهرين تناقلت وسائل الإعلام في غضب شديد وفاة الشابة هبة العيوطي نتيجة حقنها بمادة كاوية أثناء إجرائها أشعة بالصبغة، مما أدى إلى تدهور حالتها ووفاتها.
ومع تكرار حوادث الإهمال الطبي، يضيع حق المجني عليهم سواء كانوا أحياء بعاهة مستديمة أو موتى، فضلًا عن أشخاص يبقون في المحاكم يطالبون بحقهم دون جدوى، وسط غياب قانون لحقوق المريض.
حمل أفقدها أطرافها
في طريقها إلى "مستشفى شدس" باﻷسكندرية لتضع مولودها، خرجت نادية من المستشفى لا تملك سوى الحسرة على كل شيء، فقدت طفلتها، مبتورة الساقين وذراعها الأيمن، ليلعب الإهمال الطبي دوره في ما تعرضت له نادية.
قالت أسماء سليم، المحامية عن نادية، أن المجني عليها ذهبت إلى مستشفي شدس بالأسكندرية بتاريخ 15مارس2012 لإجراء عملية ولادة طبيعية، وعند دخولها لغرفة العمليات أبلغت الطبيبة المسئولة أهل نادية عزمها على إجراء الولادة قيصرية بدًلا من ولادة طبيعية وذلك لأسباب طبية، وطلبت منهم التوجه لسداد رسوم الولادة القيصرية، ولكن تشاء الأقدار أن تفقد نادية مولودتها بعد خروجها من غرفة العمليات بساعات نتيجة للإهمال للطبي.
تابعت أسماء سليم بأن الوضع الكارثي لم يتوقف عند هذا الحد، تدهورت حالة نادية أكثر، وذلك لعدم متابعة الطبيبة حالتها الصحية بعد الوﻻدة، لينتج عن هذا الإهمال نزيف حاد ومستمر لم تتمكن الطبيبة من إسعافها.
تسرع الطبيبة للاتصال بمستشفى آخر حتي تتنصل من مسئوليتها، بعد أن قامت بوضع ما يسمي حشو رحمي وإعطائها حقنا لوقف النزيف، ولكن النزيف كان في تزايد، الأمر الذي أدى إلى تدفقه بالداخل وإصابة المجني عليها بجلطة وانسداد في الشرايين.
كانت نتيجة هذا كله أن تعرضت نادية لبتر ساقيها وذراعها الأيمن، ليتوجه زوجها على الفور لتحرير محضر بقسم شرطة رمل أول، وحبس الطبيبة في سراي النيابة العامة، ليُخلى سبيلها بكفالة قدرها 5000 جنيه، وتستمر القضية دون حكم رادع.
3 أعوام دون كِلية
ذهب للمستشفى العام بدمنهور ليجري عملية منظار فيخرج منها فاقد كِليته، وذلك بعد تعرضه لنزيف حاد، ليدخله الطبيب مرة أخرى إلى غرفة العمليات، ويستأصل كليته دون علمه أو حتى أخذ موافقة أهله.
وجاء في تقرير الطب النهائي أن المريض كان يعاني من حصوة مرتجعة بالكِلية اليمنى، حيث أجرى عملية منذ سنتين ﻻستخراج الحصوة، باﻹضافة إلى تضخم بالكِلية من الدرجة الثانية وقصور بوظائفها، وبعد استكمال اﻷبحاث الخاصة بالمريض تم ادخاله العمليات ﻻنقاذ الكلية من التلف، ولكن بعد مرور يوم على إجراء العملية حدث نزيف حول أنبوبة الكِلية بعد تحركها من مكانها نتيجة تدخين الطبيب وسعاله بشدة، مع حدوث إمساك وارتفاع في ضغط الدم، وحدوث نزيف وعدم التمكن من إيقافه، تم أبلاغ أهل المريض بالحالة وإمكانية استئصال الكلية، وفي غرفة العمليات تمت محاوﻻت لإيقاف النزيف بالطرق المعتادة، ولما باءت كل المحاوﻻت بالفشل تقرر عمل استئصال للكلية حفاظًا على حياة المريض.
أضاف تقرير الطب النهائي أن الطبيب المقيم أخذ موافقة أخرى مكتوبة من أهل المريض، وذلك قبل إجراء العملية تتضمن على إجراء كل ما يراه الجراح مناسبا لإنقاذ حياة المريض.
فلم يجد الحاج جاب الله مفر بعد إفاقته من العملية واكتشافه فقدانه لكِليته سوى إبلاغ الشرطة "طلبت الشرطة أول ماعرفت بس حتى مدير المستشفى معرفش يجبلي حقي" ليتوجه بعد ذلك إلى الطب الشرعي، فتتحول أوراقه إلى النيابة العامة، وتقدم بالشكوى إلى نقابة الأطباء ولكن دون جدوى، لتبدأ رحلته فى المحاكم، "القضية شغالة وعمالة تتأجل بقالها 3 سنين ومش عارف اخرتها ايه".
تتعدد اﻷسباب والإهمال واحد
يروي أبانوب فرج قصة شقيقته رشا ضحية الإهمال في المستشفى الأمريكي بمساكن الشيراتون، أن أخته وفقًا لتقرير الطبيب المعالج لها تعاني من ورم ليفي في الرحم، وعلى هذا الأساس تم حجزها في المستشفى يوم 7 أغسطس 2014 لاستئصال الورم، ليفاجأ أن شقيقته استغرقت أكثر من ساعة تحت تأثير البنج وتأخر الدكتور على العملية المقرر التجهيز لها من الساعة الـ10 صباحًا ليدخل الدكتور عليها في الواحدة والنصف ظهرًا.
تخرج عليهم الممرضة قائلة لهم "احنا فتحنا البطن ومجيناش جنب الرحم ولو فتحنا الرحم ممكن يحصل نزيف"، واعترض أهل رشا على فكرة استئصال الرحم ليعدهم الدكتور بغلق بطن المريضة وعلاج الورم بأدوية بديلة"، ويخرج الطبيب المساعد عليهم بعد سفر الطبيب المسئول وأخبرهم أن رشا دخلت في غيبوبة ويجب نقلها لمستشفى آخر، لتتوفى رشا قبل وصولها إلى مستشفى عين شمس كما أخبرهم الأطباء بذلك.
يقول أبانوب بأن تقرير الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة نزيف، أي أن النزيف حدث بالفعل وليس "غير متوقع الحدوث" إذا تم فتح الرحم وفقًا لما قاله الطبيب المعالج، وتم عمل محضر في قسم شيراتون دون أي نتيجة.
تتوالى الحالات على المستشفى اﻷمريكي ليكون المصير واحدا، ولكن المفارقة أنه في نفس يوم حجز رشا في المستشفى، ذهبت الطفلة ناتالي مع أهلها إلى نفس المستشفى بعد أن أصابها نزلة معوية حادة، لتفارق الحياة بعدها بيومين بسبب إصابتها بفشل كلوي نتيجة خطأ في تركيب المحاليل لها.
عامان من المعاناة
ينادي رياض غبريال خليل المسئولين منذ عامين، مطالبًا بحق زوجته ملكية زكي التي توفت بسبب إهمال المستشفى الإيطالي لحالتها.
يروي رياض تفاصيل ما حدث ما زوجته قائلًا: "زوجتي كان عندها انسداد في المريء والدكتور المعالج في شبرا حولنا للدكتور سامي رمزي بالمستشفى الإيطالي"، ويكمل أنهم قاموا بكل المطلوب من أشعة الصبغة وغيرها ليؤجل الدكتور العملية حتي تنتهي إجازة شم النسيم، وتم حجز المريضة من يوم 16/4/2012 لتتم العملية بعدها بثلاث أيام، ثم تحول للعناية المركزة وتحتجز 5 أيام دون أن يرى أهل المريضة خلالها أيًا من الدكتور أو المساعدين.
تستمر حالة المريضة في التدهور لتخرج من المستشفى ولم تعالج بعد من انسداد المريء بل صاحبتها "قرحة في الضهر وميه على الرئه" ، لتتوفى زوجة رياض بعد صراع مع المرض.
تعميم خاطئ
ذكر دكتور هشام عطا، أن المستشفيات سواء العامة أو الخاصة تؤدي دورها المهني كما يجب وفق آلية معينة ومتبعة في هذه الجهات، وكلّ يخضع للمساءلة إن وجد تقصير.
وأكمل عطا قائلًا "نسبة الخطأ الطبي يتفاوت من مستشفى لأخرى، هذا لا يعني أبدًا الإهمال الطبي، فالخطأ وارد ولتفادي حالات الخطأ الطبي يحتاج الأمر إلى وقت، بالنسبة للمستشفيات الحكومية نحن نستقبل أكثر من 21 مليون مريض في أقل من سنة من الطبيعي أن يحدث خطأ في بعض الحالات ففي كل مهنة يحدث أخطاء يتم تفاديها مع الوقت”.
وعن حالات الإهمال المنتشرة مؤخرًا في المستشفيات قال عطا بأن من يُقصر يتم التحقيق معه ويحول إلى النيابة العامة، في حالة الإهمال الشخصي، أما إذا كان الإهمال هو الصفة السائدة في المستشفى كمؤسسة علاجية يصل الأمر إلى غلقها بعد التحقيق في الأمر.
وذكر أن لجنة أداب المهنة هي من تتعامل مع الأطباء مهنيًا، وتقوم بدراسة الشكاوى التي تقدم إليها والتحقيق فيها لمحاسبة المخطئين، وذكر قضية الموجهه في حق المستشفى الأمريكي والذي ذكر فيه أن القضية تحولت إلى النائب العام.
علاء غنام، مدير برنامج الحق في الصحة، قال إنه لا يوجد قانون لمنع الانتهكات الطبية أو لمحاسبة الأطباء على الإهمال الذي يحدث داخل المستشفيات المصرية، وهذا ما تطالب به لجنة الحق في الصحة في الوقت الراهن.
وذكر غنام أنه في حالة تقديم أي بلاغات بشأن حدوث الانتهاكات الطبية، يتم التصرف مع تلك البلاغات من خلال وسيلتين، إما تحويلها إلى نقابة الأطباء، أو إدارة العلاج الحر, فضًلا عن أن لجنة أداب المهنة تلتزم بلائحة قد عفا عليها الزمن فهى لا تتضمن أي إجراءات فعالة لنصرة المريض.
أضاف غنام أنه لا يوجد أصًلا قانون لحقوق المرضى، لمحاسبة الأطباء على الأخطاء المهنية التي يرتكبوها، فتنتهي الأمور في حالة تقديم المريض أي بلاغات عند حد لفت النظر دون اتخاذ إجراءات حقيقية وفعالة.
قال خالد سمير العضو بنقابة الأطباء، إن هناك مخاطر لمزاولة المهنة، فلا يوجد عملية نسبة نجاحها 100%، والطبيب هو من يتخذ الإجراءات اللازمة لسلامة المريض من حيث التخدير أو التعقيم.
عند حدوث ما يسمى بالانتهاكات الطبية يجب توجيه الحالة على الفور إلى الطبيب الشرعي, سواء كانت على قيد الحياة أو توفت، وهو الذي يحدد صحة تعرضها للإهمال الصحي أو لا، ولكن المريض هو من يرفض في أغلب الأوقات اتخاذ تلك الخطوة.
ونحن في إمكاننا أن نطلق مصطلح الإهمال الطبي فقط عند انصراف الطبيب عن عمله أثناء نبطشيته، أو عدم تأديته لعمله رغم تواجده داخل المستشفي، أو لاعتبارات صحية خاصة بالتعقيم على سبيل المثال.
وإذا ثُبت حقيقة ارتكاب الإهمال الطبي في حق المريض فهناك جهة تحكم، إما الطريق الجنائي وهنا ينال بعض الأطباء الحكم بالحبس، أو الطريق الإداري والذي يحكم بغلق المستشفى، أو جهة تأديبيبة من خلال نقابة الأطباء.
اقرأ أيضًا
بسبب خطأ طبي.. مصطفى ﻻ يدخل الحمام إلا كل 5 أيام
أحمد.. دخل مستشفى قصر العيني ممرضًا.. وخرج مجنونا
بالفيديو.. مرضى: أجهزة المستشفيات معطلة ومحدش حاسس بالغلابة




.jpg)










انفوجراف





زيارة الموضوع الاصليفي مصر.. ادخلوا المستشفيات آمنين واخرجوا على ظهوركم ميتين
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
إصابة شخصين في حادث تصادم على الطريق الزراعي بطوخ
شهد الطريق الزراعي اتجاه مصر إسكندرية بمدينة طوخ في محافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى...

إصابة شخصين في حادث تصادم على طريق مصر إسكندرية الزراعي بطوخ
شهد طريق مصر – إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى مستشفى قها، وجرى إخطار اللواء عبدالفتاح القصاص مساعد وزير الداخليه لقطاع أمن القليوبية وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

إصابة شخصان في حادث تصادم على طريق مصر – إسكندرية الزراعي بطوخ حوادث النهار
شهد طريق مصر إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل مما أسفر عن إصابة شخصين تم نقلهم إلي مستشفي قها وجرى إخطار الل…

السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة مصراوى
السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة | مصراوى

جثة أوكرانية تثير حيرة الشرطة المصرية - موقع 24
تواجه موظفة أمريكية تُدعى أدلين نغان بوي (50 عامًا)، اتهامات بارتكاب انتهاكات أخلاقية وقانونية جسيمة، بعد استغلال عملها في دار جنازات بولاية تكساس لإجراء تجارب غير مصرح بها على جثث الموتى، والتقاط صور مروّعة لأطراف بشرية في مراحل متقدمة من التحلل.

تصادم أتوبيس ركاب بمطار القاهرة.. ومصر للطيران تتخذ إجراءات سريعة - بوابة الشروق
أعلنت شركة مصر للطيران، عن تعرض أحد الأتوبيسات المخصصة لنقل ركاب رحلتها المتجهة من القاهرة إلى أربيل لحادث تصادم بأحد أعمدة الإنارة

دعم تبادل الخبرات القضائية.. بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا ف مصراوى
دعم تبادل الخبرات القضائية بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا في مجال القضاء الدستوري | مصراوى

في مصر.. ادخلوا المستشفيات آمنين واخرجوا على ظهوركم ميتين حوادث مصر تكررت حوادث الإهمال الطبي في الفترة الأخيرة، ويضيع حق المجني عليهم سواء كانوا أحياء بعاهة مستديمة أو موتى، فضلًا عن أشخاص يبقون في المحاكم يطالبون بحقهم دون جدوى، وسط غياب قانون لحقوق المريض.
التعليقات علي في مصر.. ادخلوا المستشفيات آمنين واخرجوا على ظهوركم ميتين