وجهات نظر التغير المناخي أهلك الأقدمين ويهدد اللاحقين Al Ittihad Newspaper
07/06/2014 | 1:00 ص 0 comments
صدر الشهر الجاري تقرير أعدته هيئة استشارية عسكرية بارزة توصلت إلى أن التغير المناخي يمثل تهديداً خطيراً على الأمن القومي الأميركي. وحذرت الهيئة ـ المؤلفة من 16 ضابطاً رفيعاً وجميعهم متقاعدون ـ من أن الجفاف ومد البحار وحوادث الطقس الخطيرة، من بين التهديدات
التغير المناخي.. أهلك الأقدمين ويهدد اللاحقين تاريخ النشر: السبت 07 يونيو 2014صدر الشهر الجاري تقرير أعدته هيئة استشارية عسكرية بارزة توصلت إلى أن التغير المناخي يمثل تهديداً خطيراً على الأمن القومي الأميركي. وحذرت الهيئة ـ المؤلفة من 16 ضابطاً رفيعاً وجميعهم متقاعدون ـ من أن الجفاف ومد البحار وحوادث الطقس الخطيرة، من بين التهديدات البيئية الأخرى، باتت بالفعل «سبباً في الصراعات وزعزعة الاستقرار العالمي». ولكن «جيمس إنهوف» عضو مجلس الشيوخ «الجمهوري» عن ولاية أوكلاهوما، وهو عضو لجنة الخدمات المسلحة وأحد المؤمنين بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض ما هو إلا«أكذوبة»، رفض التقرير معتبراً أن المقصود منه هو تحقيق الشهرة.
وربما أن عضو مجلس الشيوخ يحتاج إلى درس في التاريخ، ذلك أن التغير المناخي يفضي إلى صراع عالمي ـ وحتى انهيار حضارات ـ منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. وقد أفضت حوادث الجفاف والمجاعات إلى ثورات داخلية في بعض المجتمعات ودمار مجتمعات أخرى، وبينما يفر الناس من قسوة العيش في الوطن أصبحوا غزاة في الخارج.وتعود أبرز الأمثلة على ذلك إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، إذ أظهرت أربع دراسات حديثة أن الجفاف الذي استمر قروناً في مناطق شرق البحر المتوسط وبحر إيجة الممتد بين اليونان وتركيا، أسهم - إن لم يكن أفضى - إلى انتشار المجاعة والاضطرابات، وفي النهاية تدمير كثير من المدن التي كانت مزدهرة.
وقد حدد العلماء طول وحدة الجفاف عن طريق فحص طبقة غبارية قديمة إضافة إلى بيانات نظائر الكربون والأوكسجين التي أخذت من ترسيبات الطمي والمعادن، وأكدت كافة هذه النتائج المراسلات، التي نقشت وسجلت على الألواح الأثرية التي تعود لتلك الحقبة الزمنية. وتستجدي خطابات قديمة من «مملكة هيتيت» - والتي أصبحت اليوم تركيا المعاصرة، من القوى المجاورة إرسال شحنات من الحبوب من أجل التصدي للمجاعة التي سببها الجفاف. ويُعتقد أن الجفاف أثر على المناطق التي أصبحت في الوقت الراهن اليونان وفلسطين ولبنان وسوريا لمدة تصل إلى ثلاثة قرون. وينص خطاب أرسل من «مملكة هيتيت» في طلب المساعدة: «إنها مسألة حياة أو موت». وأرسل كتاب آخر من مدينة «إمار» التي أصبحت الآن قلب سوريا، ينصب بوضوح: «إذا لم تسرعوا في الوصول إلى هنا، فإننا سنموت جوعاً».
وردت مملكة مصر ومدينة «أوجاريت»، التي أصبحت الساحل السوري الآن، بالغذاء والإمدادات، ولكن من غير الواضح إذا تمكنتا من تقديم إغاثة كافية. وقد سبب الجفاف بالتأكيد مشكلات أمن قومي للقوى الكبرى في ذلك الوقت، إذ تظهر مراسلات بين المصريين و«الهيتيين» والكنعانيين والقبارصة و«المينوسيين» و«الآشوريين» والبابليين ـ الذين يمثلون مجموعة الدول الثمان في نهاية العصر البرونزي ـ تحذيرات من هجمات سفن معادية في البحر المتوسط.
ومن المعتقد أن اللصوص والقراصنة كانوا من «شعوب البحر»، وربما من غرب البحر المتوسط، حيث كانوا يفرون على الأرجح من جزرهم بسبب الجفاف والمجاعات، ويجوبون البحر المتوسط كلاجئين وغزاة. وفي رسالة موجهة إلى «أوجاريت»، تم تحذير الملك كي يتأهب لقدوم الأعداء و«المواجهة بكل قوة».
ولكن يبدو أن التحذير جاء متأخراً، لأن رسالة أخرى مؤرخة في الوقت نفسه تقول: «عندما وصل رسولك، كان الجيش تعرض للإذلال بالفعل ونُهبت المدينة، وتم إحراق الغذاء في مناطق الحرث، وتم تدمير حقول الكروم، وسلبت مدينتا، وهذا للعلم!».
وعلى رغم أن مستويات البحر لم تكن مرتفعة في ذلك الحين، لكن كما هي الحال الآن، ربما يُلقى باللوم على التغيرات في درجات حرارة المياه في جعل الحياة مستحيلة في بعض أجزاء المنطقة.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2012، نشرتها دورية «علوم الآثار» أن درجات حرارة سطح البحر المتوسط انخفضت بشكل سريع أثناء تلك الفترة، وهو ما قلّص بشكل حاد هطول الأمطار على الشواطئ. وخلصت الدراسة إلى أن المحاصيل الزراعية تضررت بشدة، وأن الظروف ربما أثرت بشكل كبير على «تراجع أعداد السكان»، وهجر المناطق الحضرية وأنشطة هجرة واسعة النطاق ارتبطت بتلك الفترة. وعلاوة على ذلك، عصفت أيضاً الحوادث الكارثية ـ في صورة سلسلة من الزلازل ـ بكثير من المدن القديمة في تلك المناطق خلال الفترة من 1224 إلى 1175 قبل الميلاد.
وقد أهلكت هذه الأحداث، إلى جانب المجاعات والجفاف، المجتمعات بشكل كبير في تلك الحقبة الزمنية، وأفضت على الأرجح إلى ثورات داخلية من قبل السكان البائسين والفقراء الذين كانوا يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء، إلى جانب غزوات من شعوب مهاجرة. ولازلنا لا نعرف شيئاً عن التفاصيل المحددة للانهيار في نهاية العصر البرونزي، وكيف أفضى تسلسل الأحداث إلى استفحال التغيير في أركان المجتمع. ولكن من الواضح أن التغير المناخي كان واحداً من الدوافع الأساسية وعوامل الضغط التي أدت إلى تفكك مجتمعي، وعُرف العصر الذي جاء بعد ذلك بأنه أول العصور السوداء، إذ اختفت خلاله الاقتصادات والحضارات التي كانت مزدهرة في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد بشكل مفاجئ. وقد استغرق الأمر عقوداً، وربما مئات الأعوام في بعض المناطق، كي تعيد الشعوب بناء تلك المناطق.
وها نحن نعيش في عالم يعج بأمور متشابهة كثيرة مع نهاية العصر البرونزي، من بينها ما تصفه عالمة الآثار البريطانية «سوزان شيرات» بأنه «نظام حضاري واقتصادي عالمي متجانس لكن لا يمكن السيطرة عليه، إذ يمكن أن تؤثر الاضطرابات السياسية في جانب من العالم بشكل كبير على اقتصادات مناطق تبعد آلاف الأميال».
ولكن ثمة اختلافا واحدا مهما، هو أن حضارات العصر البرونزي انهارت بسبب الطبيعة، وعلينا أن ننتظر كي نرى إذا كنا سنتسبب في انهيار حضارتنا.
-----
إريك كلاين
أستاذ الكلاسيكيات والأنثروبولوجيا في جامعة «جورج واشنطن»
------
يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
زيارة الموضوع الاصليوجهات نظر التغير المناخي أهلك الأقدمين ويهدد اللاحقين Al Ittihad Newspaper
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
إصابة شخصين في حادث تصادم على الطريق الزراعي بطوخ
شهد الطريق الزراعي اتجاه مصر إسكندرية بمدينة طوخ في محافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى...
إصابة شخصين في حادث تصادم على طريق مصر إسكندرية الزراعي بطوخ
شهد طريق مصر – إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى مستشفى قها، وجرى إخطار اللواء عبدالفتاح القصاص مساعد وزير الداخليه لقطاع أمن القليوبية وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.
إصابة شخصان في حادث تصادم على طريق مصر – إسكندرية الزراعي بطوخ حوادث النهار
شهد طريق مصر إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل مما أسفر عن إصابة شخصين تم نقلهم إلي مستشفي قها وجرى إخطار الل…
السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة مصراوى
السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة | مصراوى
جثة أوكرانية تثير حيرة الشرطة المصرية - موقع 24
تواجه موظفة أمريكية تُدعى أدلين نغان بوي (50 عامًا)، اتهامات بارتكاب انتهاكات أخلاقية وقانونية جسيمة، بعد استغلال عملها في دار جنازات بولاية تكساس لإجراء تجارب غير مصرح بها على جثث الموتى، والتقاط صور مروّعة لأطراف بشرية في مراحل متقدمة من التحلل.
تصادم أتوبيس ركاب بمطار القاهرة.. ومصر للطيران تتخذ إجراءات سريعة - بوابة الشروق
أعلنت شركة مصر للطيران، عن تعرض أحد الأتوبيسات المخصصة لنقل ركاب رحلتها المتجهة من القاهرة إلى أربيل لحادث تصادم بأحد أعمدة الإنارة
دعم تبادل الخبرات القضائية.. بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا ف مصراوى
دعم تبادل الخبرات القضائية بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا في مجال القضاء الدستوري | مصراوى
وجهات نظر التغير المناخي أهلك الأقدمين ويهدد اللاحقين Al Ittihad Newspaper حوادث مصر صدر الشهر الجاري تقرير أعدته هيئة استشارية عسكرية بارزة توصلت إلى أن التغير المناخي يمثل تهديداً خطيراً على الأمن القومي الأميركي. وحذرت الهيئة ـ المؤلفة من 16 ضابطاً رفيعاً وجميعهم متقاعدون ـ من أن الجفاف ومد البحار وحوادث الطقس الخطيرة، من بين التهديدات
التعليقات علي وجهات نظر التغير المناخي أهلك الأقدمين ويهدد اللاحقين Al Ittihad Newspaper