حكم «تعزيري» بحق النمر: حتى يطلب أحد العفو؟
16/10/2014 | 2:04 ص 0 comments

خرج أهالي المنطقة الشرقية أمس في تظاهرات منددة بالحكم (أرشيف) كمن حرّك الماء الراكد. هذا ما فعله القضاء السعودي بقرار طلب فيه الحكم بالإعدام «تعزيراً» على قائد حراك القطيف، الشيخ نمر النمر، أمس. قد


كمن حرّك الماء الراكد. هذا ما فعله القضاء السعودي بقرار طلب فيه الحكم بالإعدام «تعزيراً» على قائد حراك القطيف، الشيخ نمر النمر، أمس. قد يكون لتوتر العلاقة مع طهران علاقة بتسريع اتخاذ القرار بعد سنة ونصف تقريباً من المداولات، أو حتى بعد تصاعد الخوف مما يجرى جنوباً في اليمن، فلا شيء داخلياً يستحق أن «يعزّر» من أجله، لكن من المفارقة أن يتخذ قرار بشخص مقابل جملة من التطورات الإقليمية!
أيضاً لا يمكن للقصر الملكي في السعودية، ولا خارجها، تقدير ردّ الفعل الحقيقي داخل المملكة في حال تنفيذ الحكم، وخاصة من المنطقة الشرقية، أكان لناحية المبالغة أم التقليل من المخاوف. أمّا كلما وجد النظام نفسه في أزمة، فيبدو أنه يعود ليرى في النمر مخرجاً! وحتى لا يخرج فهم القرار من إطاره الفعلي، فإن الباب القانوني الذي اتخذ منه القرار يظهر أنه لا توجد فعلة جنائية توجب هذا الحدّ من المبالغة. ومن الممكن أن تكون هناك حاجة فعلية لإعادة إثبات الذات خوفاً من «ثورة كامنة»، فيما يجهد وكلاء الدفاع عن الشيخ لدحض كل التهم التي وجهت إليه. ألقت السلطات القبض على شقيق الشيخ بسبب تغريداته أما ما يمكن الالتفات إليه فهو أنه في ظل الحرب على «داعش»، لا تعلم مصلحة القرار ضد النمر، لأنه من مصلحة النظام الحاكم تثبيت حالة الاستقرار الأمني في البلاد، وعدم الانشغال في قضايا هو في غنى عنها حالياً، وخاصة أن مقتل مواطن أميركي أول من أمس نقل جزءاً من دائرة الضوء هناك، مع أن القضية الأخيرة في ظاهرها جنائية. ولا يبدو أن القضاء «المستقلّ» اتخذ هذه الخطوة بناءً على جدول أعمال يلزم نفسه فيه بإصدار الحكم، لذلك يبرز مجدداً التساؤل عن الغرض السياسي من القرار، فيما يحتاج النظام إلى أن تكون العلاقة مع المكوّن «الشيعي» جيدة وهادئة، ولا سيما مع فرح أطراف وهابية بالحكم. أما عن خيار المواجهة المفتوحة مع أهالي المنطقة الشرقية مجدداً، فبرزت أمس بادرة تنبّه المراقبون إليها، وهي خروج أهالي المنطقة في تظاهرات منددة بالحكم، ويتوقع أن تزداد في الأيام المقبلة في حال المضي في باقي الإجراءات القانونية المرتبطة بالحكم، وهو ما يعيد الخوف من تكرار الحراك في السعودية. وكانت المحكمة الجزائية السعودية قد حكمت في جلسة لم تستغرق مدتها عشر دقائق على الشيخ نمر النمر بالموت تعزيراً، بتهمة «إشعال الفتنة الطائفية» و«الخروج على وليّ الأمر» و«حمل السلاح في وجه رجال الأمن» وأيضاً «جلب التدخل الخارجي» و«دعم حالة التمرد في البحرين» التي ساهمت السعودية في إخمادها. والحكم بالموت تعزيراً، وفق الأنظمة القضائية في السعودية، يعني أن الحكم لا يمكن إسقاطه إلا بمكرمة من الملك شخصياً، وهو ما يعيد ربط الحكم بالجانب السياسي، كأن يستجدي أحد ما في الداخل أو الخارج العفو مجدداً. وكان الادعاء العام ينتظر الحكم بحدّ الحرابة على الشيخ، لكن المحكمة رأت أن الجرم الذي أدين به النمر لا ينطبق عليه حدّ الحرابة «الذي يوجب القتل والصلب»، فيما عقوبة التعزير متروكة لتقدير القاضي لخطورة الجريمة، لكنه قرر الحكم بالقتل في حالة الشيخ. في المقابل، نقل من شهد الجلسة أن الشيخ النمر كان في حالة من «رباطة الجأش والاستبشار أثناء النطق بالحكم»، بل ردّد على مسامع محاميه، صادق الجبران، وأخويه، جعفر ومحمد، آية كريمة متنها: «قل ما يصيبكم إلا ما كتب الله لكم». ونقل بيان لعائلة الشيخ عنه ردّه على التُهم الموجهة إليه قوله: «سألتزم قول الحق وذكر الواقع كما هو، وإن استغل لإدانتي ومعاقبتي». في كل الأحوال، فإن الحكم ينتظر قرار محكمة الاستئناف التي تقدمت عائلة الشيخ إليها بطلب استئناف الحكم، وإذا رفضت المحكمة الطلب يبقى لتنفيذ الحكم من عدمه «مكرمة» الملك الذي له الحق وحده رفض الحكم! كذلك لم يكتف القضاء أمس باتخاذ الحكم، بل عمد بعد ساعة على صدوره إلى إلقاء القبض على شقيق الشيخ، محمد، بسبب التغريدات التي كتبها على صفحته في «تويتر». وأبدت العائلة في بيانها دهشتها واستغرابها حكم الإعدام غير المتوقع الذي صدر عن المحكمة الجزائية في الرياض، واعتبرته سابقة خطيرة، مؤكدةً أن الحكم «سياسي بامتياز». واستدركت: «التهم غير صحيحة ولا ترقى إلى حد الحرابة حتى في حال ثبوتها». ودعت عائلة النمر «الخيّرين من العلماء والمثقفين والسياسيين والكتّاب» إلى التعبير عن رفضهم هذا الحكم والأحكام الأخرى التي صدرت بحق «الناشئين والأحداث»، لما فيها من «تبعات ومتواليات سلبية». من جانبها، كتبت يسرى المعلم، وهي زوجة محمد النمر، أن حل «المشكلات السياسية» لا يكون إلا «بالحوار والاستجابة للمطالب الشعبية». أما الناشط السعودي المعارض، فؤاد إبراهيم، فشدد على أن الحكم بإعدام النمر يعبّر عن «حالة توتر يعيشها النظام السعودي، وتدفعه إلى أن يقطع الطريق أمام أي تسوية لحلحلة الأزمة في البلاد». ولفت إبراهيم إلى أن «النظام السعودي يعلم تماماً أن هذا الوضع الهش الذي يعاني منه في هذا الوقت لا يسمح بمثل هذه الأحكام الحمقاء»، مضيفاً: «لو كان لدى النظام عقلاء فإنهم يمنعون تنفيذ هذا الحكم، لكننا نتوقع الأسوأ من هذا النظام، خصوصاً في هذا الوقت وفي هذه المرحلة التي للأسف الشديد تدير هذه البلاد مجموعة من الحمقى الذين يتصرفون وكأن هذه الدولة امتياز شخصي لهم». كما رأى ابراهيم في تغريدة له على موقع «تويتر» أن «كثرة الحمقى في آل سعود تعجّل في زوال حكمهم التسلّطي، وإن تآكل شعبيتهم في المنطقة الحاضنة لهم يؤشر إلى اقتراب لحظة اﻻنهيار الكبير».
عربيات العدد ٢٤٢٠ الخميس ١٦ تشرين الأول ٢٠١٤ Tweet نسخة للطباعة أرسل لصديق مقالات أخرى لعبد الرحيم عاصي:«قائد» حراك المنطقة الشرقية: «أنا الشهيد التالي»آل سعود والشيخ النمر: المواجهة أم المهادنة؟السعودية | عائلة النمر تنفي إصدار حكم «الحرابة» على الشيخموسكو تسخر من العقوبات الدولية: لكل شيء حدودالورقة الروسية الرابحة التعليقات اضف تعليق جديد شروط التعليقتهمّنا آراؤكم ونريدها أن تُغني موقعنا، لذا نتمنى على القرّاء التقيّد بقواعد التعليقات التالية لتجنّب الاستغناء عنها وعدم نشرها: أن يكون للتعليق صلة مباشرة بمضمون المقال. أن يقدّم فكرة جديدة أو رأياً جدّياً ويفتح باباً للنقاش البنّاء. أن لا يتضمن قدحاً أو ذمّاً أو تشهيراً أو تجريحاً أو شتائم. أن لا يحتوي على أية إشارات عنصرية أو طائفية أو مذهبية. أن لا يتعدّى عدد كلمات نص التعليق الـ 250 كلمة. لا يسمح بتضمين التعليق أية دعاية تجارية. * لـ "الأخبار" الحق في استخدام التعليقات المنشورة على الموقع في الطبعة الورقية ضمن زاوية "رسائل الى المحرر". اسمك: بريد إلكتروني: محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين. Homepage: الموضوع: التعليق: * Comments are limited to a maximum of 250 words. نسق إدخال Filtered HTML Lines and paragraphs break automatically.Allowed HTML tags:More information about formatting options
CAPTCHAThis question is for testing whether you are a human visitor and to prevent automated spam submissions. Math question: * 11 + 3 = Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.زيارة الموضوع الاصليحكم «تعزيري» بحق النمر: حتى يطلب أحد العفو؟
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
ترامب يحذر المحاكم الأميركية من معارضة الرسوم الجمركية
حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، المحاكم الأميركية من معارضة الرسوم الجمركية وإيقافها حتى لا يستخدم اآخرون ذلك ضد أميركا.

مقتل شرطي وإصابة آخر في إطلاق نار بمقاطعة لوس أنجليس الأميركية
أعادت محكمة استئناف اتحادية أميركية، اليوم (الخميس)، فرض الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب، وذلك بعد يوم من حكم محكمة تجارية بوقف تنفيذها.

يهم الملايين.. حكم نهائى بعدم جواز نظر الدعوى لسابقة الحكم فيها بجنحتين عن شيكين بنكيين لذات المتهم والمجنى عليه.. الحكم صدر رغم اختلاف تواريخ الاستحقاق والمبالغ ولكنها حررت فى وقت واحد ومعاملة واحدة برلمانى
أصدرت محكمة جنح مستأنف المنصورة، حكما فريدا من نوعه، في جنحة إصدار شيك بنكي بدون رصيد والذي قضى بإلغاء الحكم المستأنف والقضاء مجدداً بعدم جواز نظر الدعوى..

باريك غولد تطلب تدخل محكمة دولية في نزاعها مع حكومة مالي أخبار الجزيرة نت
طلبت شركة “باريك غولد” الكندية العاملة في مجال تعدين الذهب من هيئة التحكيم التابعة للبنك الدولي التدخل في الإجراءات القانونية الجارية في مالي، والتي قد تؤدي إلى تشغيل منجم “لولو-غونكوتو” دون رغبتها.

تقدر بـ2.5 مليون دولار.. اليوم أولى جلسات الطعن في قضية سرقة مجوهرات زوجة خالد يوسف
تنظر اليوم الأربعاء، محكمة النقض، أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حكم حبسه عام في اتهامه بسرقة مجوهرات الفنانة التشكيلية شاليمار شربتلي زوجة المخرج السينمائي خالد يوسف، وقدم هيئة دفاع المخرج عمر زهران مذكرتين بأسباب الطعن على الحكم ملتمسين براءته وقبول الطعن.

عاجل.. ثروت سويلم يعلن عن مفاجأة تنتظرنا في حال صدور حكم محكمة كاس لصالح بيراميدز.
تحدث ثروت سويلم المتحدث الرسمي لرابطة الأندية المحترفة عن قرار التظلمات بشأن أزمة القمة

إلزام مطلقة بردّ 542 ألف درهم «نفقة زائدة»
قضت محكمة أبوظبي للأسرة والدعاوى المدنية والإدارية، بإلزام مطلقة بأن تردّ لطليقها 542 ألفاً و82 درهماً تحصلت عليها بما يزيد على المقرر لها من نفقة وأجور.وفي التفاصيل، أقام رجل دعوى ضد مطلقته، طلب فيها إلزامها بأن ترد له مبلغاً زائداً على القيمة التي حددها

حكم «تعزيري» بحق النمر: حتى يطلب أحد العفو؟ حكمت المحكمة خرج أهالي المنطقة الشرقية أمس في تظاهرات منددة بالحكم (أرشيف) كمن حرّك الماء الراكد. هذا ما فعله القضاء السعودي بقرار طلب فيه الحكم بالإعدام «تعزيراً» على قائد حراك القطيف، الشيخ نمر النمر، أمس. قد
التعليقات علي حكم «تعزيري» بحق النمر: حتى يطلب أحد العفو؟