افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين! - حسام السكرى
11/06/2014 | 1:00 ص 0 comments
افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين!-حسام السكرى
الأربعاء 11 يونيو 2014 01:00 صباحاً محيط مباشر شملولة لهن جولولي بتشوف كورابيا منتديات محيط وظائف خالية الرئيسية سياسة عربي ودولي حوادث رياضة صحة وطب ترجمة اقتصاد منوعات فن علوم وتكنولوجيا ثقافة دين سياحة وسفر تحقيقات وحوارات فضائيات أوتار القلوب ملفات محيط كاريكاتير محيط حقوق الإنسان روابط سريعة الانتخابات الرئاسية السيسي حمدين صباحي نتائج الانتخابات الرئاسية كاس العالم حقوق الإنسان حدث فى مثل هذا اليوم
أثارت مذيعة قناة التحرير مها بهنسي، ضجة واسعة بسبب تعليق قالته مؤخرا يتعلق بقضية التحرش. كانت بهنسي على الهواء مع ضيوفها تغطي احتفالات تنصيب الرئيس السيسي، عندما أكدت لها مراسلة المحطة من ميدان التحرير أن عددا من حالات التحرش قد وقع بالفعل. لم نشاهد بهنسي ولكننا سمعنا صوتها يفسر في انشراح وحبور: «مبسوطين بقى.. الشعب بيهيص».
معظم المعلقين الذين انتقدوا مها بهنسي أو أثارهم تعليقها واعتبروه غير لائق، ربما تحاملوا عليها أكثر من اللازم. ورغم أنني لم أتعرف على الوسط الإعلامي المصري عن قرب بما يكفي لشرح خباياه، إلا أن تجاربي المحدودة معه، كشفت لي عن قدر كبير من سوء الفهم في حقه، يتعين شرحه لإنصاف بهنسي وغيرها من الزملاء.
ويمكن توضيح ذلك من خلال حوار دار منذ أسابيع بين مذيع ومذيعة في أحد برامج التوك شو على الفضائية المصرية.
تحدث المذيع عن خبر ورد بخصوص حادث اغتصاب تعرضت له سائحة بريطانية في جنوب سيناء. وما إن علق المذيع على الموضوع حتى توترت زميلته وبدأت في إلقاء اللوم على السائحة المغتصبة والتشكيك في روايتها ونواياها. ذكرها المذيع بأن متحدثة باسم وزارة السياحة اعترفت بالواقعة واعتذرت عنها، وأن الوزير سحب ترخيص فندقين في شرم الشيخ في أعقابها، فما كان منها إلا أن قالت إن هذه الحوادث تستغل من قبل «أعداء مصر» لتشويه سمعتها. رد المذيع بأن التعامل مع المشكلة أجدى من إنكارها، وذكر زميلته بأن سجل التحرش يجعل مصر من أسوأ الدول فيما يخص التعامل مع المرأة، ودعم ما قاله ببعض الأرقام المخجلة. صمتت المذيعة برهة قبل أن تلقي قنبلتها الأخيرة متساءلة في استنكار: يعني انت مش شايف إن مصر لها أعداء؟!
لابد من الاعتراف بأنني أشعر بالخجل عندما أقول إنني كنت هذا المذيع الساذج الذي عرض بلده للخطر وكاد يعطي فرصة ذهبية للأعداء للنيل من سمعتنا العطرة. ولا أملك إلا أن أشعر بالندم عندما أتخيل أن الأرقام التي ألقيت بها على عواهنها كان يمكن أن تتحول إلى ذخيرة في أيدي الأعداء، وأننا لا ينبغي إطلاقا أن نذكر مثلا أن 99.3% من المصريات تعرضن لشكل من أشكال الاعتداءات الجنسية (تقرير للأمم المتحدة 2013).
أو أن نقول إن مصر تحتل مرتبة أسوأ مكان تعيش فيه المرأة بين الدول العربية (تومسون رويترز 2013)
أو أن نشير إلى أن بلدنا يتصدر قائمة المتحرشين عالميا، ولا يسبقنا في هذه المكانة إلا متحرشو أفغانستان) المركز المصري لحقوق المرأة 2012)،
أو أن ننوه إلى أن 83% من المصريات تعرضن للتحرش في الشوارع مرة على الأقل وأن نصف المصريات يتعرضن للتحرش بشكل يومي (المركز المصري لحقوق المرأة 2008)
ومن الضار بأمننا القومي بالتأكيد أن نوضح أن ممارسة التحرش كهواية وطنية مصرية تجاوز الطلب عليها المعروض في السوق المحلية إلى المستورد من الأجنبيات. فالدراسة السابقة نفسها أشارت إلى أن 98% من النساء الأجنبيات في مصر تعرضن للتحرش. وتبدو الصورة أكثر حدة عندما نعلم أن الخارجية البريطانية وحدها تعاملت في مصر في عام 2012 وحده، مع ست حالات اغتصاب، و23 قضية تحرش ببريطانيات بعضها كان ضحيته أطفال.
فكر قليلا، وبناء على هذه الأرقام، كم امرأة وفتاة تعرفهن تعرضن للتحرش، وكم منهن لم تجسر على الاعتراف بما حدث لها. فكرة مرعبة، أما الأكثر رعبا بالنسبة لي، فهو عدد المتحرشين ممن يقرأون الآن هذه السطور! فالنسبة العالية من الذكور في مصر قد مارس التحرش بأشكال عدة، وهو ما يفترض أن عددا لا بأس به منهم يقرأ مقالي في هذه اللحظة!
فالدراسات التي تعرف بأنواع التحرش وممارساته في مصر، تشير إلى أن كثيرا من الممارسات «التحرشية» غير معلوم لأصحابها ولا يشعر المجتمع نحوها بقلق خاص. فصاحب التوك توك الذي كتب على عربته «عاكسها لكن ما تلمسهاش» لا يعلم أن التحرش يتم بالقول واللفظ وليس باللمس فقط. والمدير أو أستاذ المدرسة أو الجامعة كثيرا ما يتجاهل أن التلميحات والنكات الجنسية الفجة، أو أن إجبار الموظفة على البقاء بعد ساعات العمل بدون مبرر، أو التلميح اللزج عن حلاوتها، وجسمها ورسمها هي أيضا أنواع من التحرش.
الحديث عن عمق هذه المأساة، أو غيرها من الموضوعات التي تمس حياة قطاعات الممتهنين بأشكال مختلفة في بلدنا موضوع حساس. والإعلامي المخضرم يخضع لاختبارات عدة يثبت فيها ولاءه للوطن، ولأصحاب محطة التليفزيون، من خلال مواقف مثل هذه. فالحديث عن مثل هذه الأمور يهدد أمننا القومي ويجعلنا فريسة لأعداء الوطن كما فهمت. وكلام مراسلة قناة التحرير عن التحرش كان من الضروري بالفعل تخفيفه بتعليق لطيف وضحكتين من المذيعة، وهو ما قامت به السيدة بهنسي على خير وجه: «مبسوطين بقى.. الشعب بيهيص». وهو تعليق كان الغرض منه تفويت الفرصة على أعداء الوطن من أمثال باراك أوباما أو رجب طيب أردوغان، الذين عرف عنهما الاهتمام بكل ما تبثه قناة التحرير من برامج، لكي يدركا أن ما يجرى في التحرير، باستثناء فرحة الشعب بالتنصيب، ليست له أهمية تذكر، وأن احتفالاتنا لم ولن يعكر من صفوها شيء.
وحتى لو قال البعض إن أغلب أعدائنا من محترفي الصيد في الماء العكر لا يتحدثون العربية، وأنه من المستبعد أن يكونوا من مشاهدي الفضائية المصرية أو التحرير، فمن يضمن لنا أنهم لن يستخدموا مترجمين، أو أنهم لم يتعلموا العربية «في الخباثة» لمتابعة ما يجري في إعلامنا والبحث عن نقاط الضعف في أمننا القومي.
أضف إلى هذا أن المؤامرة كونية، وأن الأعداء ليسوا فقط في الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والدول الغيورة من شمسنا وحضارتنا ونيلنا وموقعنا المتميز. هناك أعداء في كواكب أخرى في مجموعتنا الشمسية ممن يقتلهم الحسد بسبب دور مصر التاريخي وموقعها في المجرة الشمسية، هم أيضا وبالتأكيد، يتابعون فضائياتنا وبرامج التوك شو.
ما الحل إذن؟ وكيف يمكن أن نعالج هذه المشكلة أو نناقشها أو نتعامل معها، دون المساس بثوابت الأمن القومي؟
التوجه العام من متابعتي للمقالات والتعليقات حول الموضوع، يميل إلى الابتعاد عن الحوار المجتمعي واعتماد الحل الأمني، والضرب بيد من حديد، أو بأي جسم صلب. فنحن بخير والمجرمون قلة شاذة يمكن وببساطة استئصالها من جذورها، ليعود مجتمعنا نقيا «كما كان».
هناك قلة تقول إن الأزمة أعقد وأوسع من حصرها في مجموعة من الخارجين على السلوك العام. فطبقا للأرقام، قد تشكل هذه المجموعة «المحدودة» قطاعا واسعا أو حتى أغلبية، وأن التحرش ربما أصبح بالفعل هو «السلوك العام»، وأن حل المشكلة يتطلب الخروج من البعد الأمني وحده، إلى علاج المشكلة اجتماعيا من جذورها.
إذ يرى هؤلاء أن المشكلة تكمن في أن المجتمع يجرم التعارف، والحب، ومعظم أشكال العلاقات بين الجنسين، ويضيق على المرأة مساحة الظهور في العلن، وأن مسؤوليه ورجال دينه ومدرسيه ودعاة الأخلاق والفضيلة المعتمدون من الفضائيات فيه، يقعون باللوم دوما على المرأة. فهي التي لم تحتشم في زيها، وهي التي لم تستطع الإجابة على السؤال الأبدي «إنتي إيه اللي وداكي هناك؟» ولأن علاج الجذور يشكل تحديا دائما، لا يبقى أمامنا إلا أن نقترح حلا مصريا خالصا للمشكلة، يقينا مشقة التفكير ويحفظ سرية كل ما يمكن أن يضر أمننا القومي، أمام فضول الأعداء المحيطين بنا من كل صوب وحدب وقطر وقارة وكوكب ومجرة.
في الآونة الأخيرة تمكن المصريون من فرض بعض الاصطلاحات والتسميات التي تعتبر عادة غير مقبولة في الخطاب العام من خلال تغيير طفيف في طريقة كتابتها ونطقها. فصار من الممكن مثلا أن نكتب «تعريض» بدلا من الكلمة التي تنتهي بالصاد، أو «أشكري يا انشراح» والتي حلت فيها الكاف مكان الخاء. للكلمات المحرفة نفس معني الكلمات الأصلية، ولكنها، وبوضع نقطة واحدة فقط، تصبح مقبولة قولا وكتابة.
يمكننا إذن أن نقضي على موضوع التحرش والمتحرشين بمجرد إصدر قرار بإلغاء الكلمتين، واستبدالهما بكلمتي «التحمرش، والمتحمرشين». لتصبح الكلمتان الشفرة السرية الخاصة بهذا الموضوع الحيوي والحساس. وبذا نضرب عصفورين بحجر واحد. من جهة نعلن للعالم أننا قضينا بشكل نهائي وبدون نقطة دم واحدة على التحرش والمتحرشين، ومن جهة أخرى نواصل استخدام الكلمتين الجديدتين عندما نرغب في الحديث عن.. «التحمرش»، دون أن نلفت انتباه باراك أوباما، أو رجب طيب أردوغان أو أي من الأعداء الذين لا هم لهم إلا متابعة برامج التوك شو على فضائياتنا المصرية.
نقلا عن صحيفة ” المصرى اليوم”
تعليقات الفيس بوك تعليقات محيط ( 0 ) تلتزم «شبكة الإعلام العربية محيط» بنشر كافة التعليقات التي ترد من السادة القراء، عدا التي تحض على الكراهية أو تسيء للمقدسات أو تتضمن تحقيراً أو تجريحاً في الشخصيات العامة أو قراء آخرين أو تحمل ألفاظاً خادشة للحياء والذوق العام، أو المشاركات المكررة أو الدعائية أو غير ذات الصلة بالمقال. الأسم التعليق أوتار القلوب عواطف عبدالحميد متحرش أهوي الأفلام الإباحية..عفوا زوجتي 2014-06-10 آراء وأقلامالمزيد فواتير لا تنتهى محمد سيف الدولة افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين! حسام السكرى عيون وآذان (النساء والسمنة و«مؤامرة») جهاد الخازن تبسيط المنهج في صبوة العرفج ..! أحمد عبد الرحمن العرفج منطقة حرةالمزيد مصالح الوطن ومنافع القادة د. مصطفى يوسف اللداوي مصر الآن تسحب البساط القطري من فلسطين د. طلال الشريف أسلوب حياة عبد الرحمن دياب تلميذتي العراقية.. ورواية طشاري ليلى البلوشي مشاركات القراءالمزيد الإسلاميون والحكم : فشل في مصر ونجاح في المغرب بواسطة : أحمد هيهات 2014-06-09 22:46:06 السيسى و الملفات العاجلة بواسطة : دكتور/محمد موسى عيسى 2014-06-10 07:45:20 9 و10 يونية : عودة الروح لهذه الأمة العظيمة بواسطة : حامد المحلاوي 2014-06-09 16:22:59 رسالة مفتوحة بواسطة : محمد أبو الخير 2014-06-09 13:39:30 هل ينتهى عصر التهميش بواسطة : سالم عطوه 2014-06-07 19:11:31 أضف مشاركتك الاقسام الرئيسية مصر السعودية سوريا قطر ليبيا السودان الجزائر المغرب العراق اليمن تونس فلسطين الإمارات الكويت الأردن البحرين عمان لبنان موريتانيا جيبوتي الصومال روابط سريعة صحافة واعلام أقوال الصحافة دين مرسي الاخوان الجزيرة مباشر مصر ملفات محيط سيارات السيسي حدث فى مثل هذا اليوم الحد الآدنى للأجور كاريكاتير محيط جرائم جنسية فيرس كورونا اوكرانيا المناهج الدراسية وظائف من نحن اعلن معنا اتصل بنا حقوق النشر نشرات اعلانية -زيارة الموضوع الاصليافتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين! - حسام السكرى
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
إصابة شخصين في حادث تصادم على الطريق الزراعي بطوخ
شهد الطريق الزراعي اتجاه مصر إسكندرية بمدينة طوخ في محافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى...

إصابة شخصين في حادث تصادم على طريق مصر إسكندرية الزراعي بطوخ
شهد طريق مصر – إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية، حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل، مما أسفر عن إصابة شخصين، تم نقلهم إلى مستشفى قها، وجرى إخطار اللواء عبدالفتاح القصاص مساعد وزير الداخليه لقطاع أمن القليوبية وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

إصابة شخصان في حادث تصادم على طريق مصر – إسكندرية الزراعي بطوخ حوادث النهار
شهد طريق مصر إسكندرية الزراعي بمدينة طوخ بمحافظة القليوبية حادث تصادم بين سيارة ملاكي وأخرى نقل مما أسفر عن إصابة شخصين تم نقلهم إلي مستشفي قها وجرى إخطار الل…

السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة مصراوى
السيطرة على حريق داخل فيلا بمصر الجديدة | مصراوى

جثة أوكرانية تثير حيرة الشرطة المصرية - موقع 24
تواجه موظفة أمريكية تُدعى أدلين نغان بوي (50 عامًا)، اتهامات بارتكاب انتهاكات أخلاقية وقانونية جسيمة، بعد استغلال عملها في دار جنازات بولاية تكساس لإجراء تجارب غير مصرح بها على جثث الموتى، والتقاط صور مروّعة لأطراف بشرية في مراحل متقدمة من التحلل.

تصادم أتوبيس ركاب بمطار القاهرة.. ومصر للطيران تتخذ إجراءات سريعة - بوابة الشروق
أعلنت شركة مصر للطيران، عن تعرض أحد الأتوبيسات المخصصة لنقل ركاب رحلتها المتجهة من القاهرة إلى أربيل لحادث تصادم بأحد أعمدة الإنارة

دعم تبادل الخبرات القضائية.. بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا ف مصراوى
دعم تبادل الخبرات القضائية بروتوكول تعاون بين مصر وتركيا في مجال القضاء الدستوري | مصراوى

افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين! - حسام السكرى حوادث مصر افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين!-حسام السكرى
التعليقات علي افتكاسات المذيعين لحل مأساة التحمرش والمتحمرشين! - حسام السكرى