وعَبَرَتْ مصر
30/05/2014 | 10:45 م 0 comments
وعَبَرَتْ مصر- تشير المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات المصرية إلى أن المشير عبدالفتاح السيسي سيفوز بها، وفي شكل كاسح على منافسه الوحيد حمدين صباحي، بل يمكن أن تكون النتائج قد أظهرت فعلاً بعد كتابة هذه المقالة الفوز للمشير السيسي، إذ أشارت مصادر قضائية لوكالة أنباء...
تشير المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات المصرية إلى أن المشير عبدالفتاح السيسي سيفوز بها، وفي شكل كاسح على منافسه الوحيد حمدين صباحي، بل يمكن أن تكون النتائج قد أظهرت فعلاً بعد كتابة هذه المقالة الفوز للمشير السيسي، إذ أشارت مصادر قضائية لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية إلى حصول المشير السيسي على أكثر من 80 في المئة من الأصوات بعد فرز 25 في المئة من الأصوات، وهو مؤشر قوي على أن النتائج تدعمه بقوة، ووفقاً لمركز بحوث الرأي العام المصري (بصيرة) فإن المؤشرات الأولية تشير إلى تقدمه بنسبة 95.3 في المئة، في مقابل 4.7 في المئة لصباحى. كما أظهر المركز أن التقسيمات الديموغرافية بالنسبة إلى الناخبين المشاركين تبين أن نسبة المشاركين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً بلغت 26.8 في المئة، والفئة بين 30 و 49 عاماً شكلت 44.9 في المئة، والفئة بيم 50 عاماً فأكثر 28.3 في المئة، موضحاً أن الذكور شكّلوا ما نسبته 56.1 في المئة من المشاركة، بينما كانت نسبة الإناث 43.9 في المئة، وبين المركز كذلك أن نسبة المشاركة في الانتخابات 46 في المئة، من عدد المسجلين البالغ عددهم حوالى 54 مليون ناخب.بغض النظر عن كل ما يقال عن الانتخابات المصرية من أنها غير شرعية أو أنها أعادت حكم العسكر أو غيرها من الأقوال التي تحاول أن تشكك في صدقيتها، ويمكن أن يكون لبعض هذه المقولات مبرر، إلا أن الحقيقة الناصعة أن مصر سائرة في الطريق الصحيح، فهذه ثاني انتخابات رئاسية بعد سقوط نظام مبارك، وقد تم الاستفتاء على الدستور للمرة الثانية قبلها، وكذلك تمت انتخابات تشريعية قبل حل مجلس الشعب بقرار من المحكمة الدستورية، وهو ما يعني أن مصر مارست خلال الأعوام الثلاثة حقها الدستوري في الانتخابات الرئاسية والتشريعية، ولم تصل إليها الفوضى، مثلما وصلت إلى غيرها من الدول التي ضربها «الربيع العربي»، وهذا مؤشر على وعي وحضارة الشعب المصري العريق.لقد كانت هناك بعض الأخطاء التي ارتكبتها حملة السيسي، مثل الوثوق إلى التأييد الكبير من الناس، والركون إليه، والاعتماد على ضعف شعبية المنافس الآخر، علماً أنه حصل على المركز الثالث بالانتخابات الرئاسية الأولى، وهو خطأ، فالمفترض ألا تستهين حملة السيسي بخصمها، وأن تصل إلى الفئات التي تعتقد بأنها غير راضية عنها، قبل الفئات المؤيدة لها، وهي استراتيجية معروفة بالحملات الانتخابية والإعلامية، حيث تبدأ الحملة بمحاولة كسب المحايدين وتحييد المعارضين وتعزيز موقف المؤيدين، فكان يفترض أن تصل إلى فئة الشباب، بدلاً من الركون إلى معلومات التأييد، وعدم تهميش فئة الشباب، ولاسيما حركة «6 أبريل» التي تعتقد أنها هي أحد المكونات التي أشعلت ثورة 25 يناير، وأيدت إطاحة الجيش بالرئيس المخلوع محمد مرسي في «ثورة 30 مايو» الماضي، لذلك كان الضعف الذي ظهر في الإقبال على صناديق الاقتراع هو بسبب أن الغالبية الساحقة ضمنت فوز السيسي في هذه الانتخابات، وهو ما جعل بعضهم لا يذهب إلى الصناديق.الأرقام التي أوردها مركز «بصيرة» لبحوث الرأي العام هي مؤشر يفترض أن يستفيد منه الفائز أو الخاسر في الانتخابات الرئاسية، ولاسيما المشير السيسي الذي من الواضح أنه سيكون الفائز، لأن التحدي الكبير والقوي له هو ما بعد الانتخابات، فالاقتصاد والأمن والتصالح مع فئات الشباب التي أظهرت الأرقام عدم مشاركتهم القوية في الانتخابات، هي من المهام الرئيسة له، ومن المفترض أن تكون من الأولويات لأي رئيس، فاعتقد أن مخاطبة هؤلاء بالنسبة إليه أمر في غاية الأهمية، لأهمية دعم هذه الفئة، وقدرتها على حشد الدعم الشعبي المهم والحيوي بالنسبة إلى أي قائد قادم لمصر وغيرها، فدلالات الأرقام وقراءتها وتحليلها مهمة لأي مسؤول، ولاسيما في مثل هذه المرحلة التي تمر بها مصر من البحث عن الاستقرار والعبور إلى بر الأمان. كما أن البدء بالمصالحة مع فئات المجتمع والحوار مع من لم ينتهج العنف وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية التي يسعى لها الرئيس القادم لمصر، فاجتذاب حركات المعارضة وإشراكها في العملية السياسية، وانتهاج خطاب تصالحي مع الفئات كافة التي ابتعدت عن العنف والإقصاء، والحريصة على مصر ومقدراتها هي مهمة في جدول الرئيس القادم واستراتيجياته.إن مصر عزيزة على الجميع، فكل مصري وعربي حريص على مصر وشعبها، وينظر إليها بكل احترام وتقدير، ولذلك أعتقد أن الرئيس القادم يجب أن يهتم بفئة الشباب ثم الشباب ثم الشباب، فهم المحرك للدولة، ولا يركن إلى دعم مؤسسة فقط، فهو اليوم يمثل المصريين كافة، والشباب هم محرك الاقتصاد والسياسة، وهم من يستطيع أن ينهض بمصر اقتصادياً وسياسياً، وعودة مصر لن تتم إلا من خلال تكاتف مؤسسات المجتمع المصري، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية، ومؤسسات المجتمع المدني كذلك، وعودة مصر القوية العزيزة نتمنى أن لا تأخذ وقتاً طويلاً، فالصراع والاستقطاب في المنطقة على زعامتها وقيادتها هو في مرحلة قوية جداً، فإقليمياً التجاذب بين إيران وتركيا وإسرائيل على أشده، ودولياً الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأميركية من جهة، وروسيا والصين من جهة أخرى، والجميع يتصارعون على المنطقة في شكل كبير، ولذلك من يفوز بالرئاسة المصرية يجب أن يضع كل هذه الاعتبارات أمامه، ويعتمد على محيطه العربي، وهذا المحيط هو من يساعد مصر، وتقوى به، بعد أن ابتعدت عنه، وتركت فراغاً لم يكن بإمكان أحد أن يملأه، وهو ما يجعل الدعم السياسي والاقتصادي الذي تقدمه السعودية والإمارات، للحكومة والشعب المصري في غاية الأهمية، وهو يدل على حرص السعودية على استقرار مصر وعودتها إلى محيطها العربي، الذي هو الدعامة والرافعة للقيادة المصرية.معظم المحللين والخبراء يعتقدون بأن مصر، ومن خلال هذه الانتخابات الرئاسية، حققت عبوراً لبر الأمان، وأن الخطر بدء ينحسر، على رغم أن الاستقرار الأمني ومعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية سيأخذان وقتاً. * أكاديمي سعودي. [email protected]موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
اليوم 0:00 ص
التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ينتخب عبدالله نعمان اميناً عاماً للتنظيم خلفا للعتواني - اليمن
أعلن موقع الوحدوي نت الناطق باسم التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري أن التنظيم توج اعمال مؤتمره الوطني العام الحادي عشر مساء...
05/06/2014 | 8:00 ص
الجمهورية كيري يُطمئن المسيحيين وعون ينفتح على بري - العنكبوت الالكتروني
الجمهورية : كيري يُطمئن المسيحيين وعون ينفتح على بري
04/06/2014 | 10:00 ص
الملك مصر تحتاجنا ومن يتخاذل لا مكان له بيننا - السعودية
الرياض / بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ببرقية تهنئة للرئيس المصري الجديد عبد...
04/06/2014 | 9:15 ص
عدن الغد عبد الفتاح السيسي يعد المصريين بالعمل على تحقيق (الحرية والعدالة الاجتماعية)
وعد عبد الفتاح السيسي، رئيس مصر المنتخب، بالعمل على تحقيق
04/06/2014 | 9:00 ص
الملك مصر تحتاجنا ومن يتخاذل لا مكان له بيننا - السعودية
الرياض / بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ببرقية تهنئة للرئيس المصري الجديد عبد...
وعَبَرَتْ مصر اخبار انتخابات الرئاسة المصرية2014 وعَبَرَتْ مصر- تشير المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات المصرية إلى أن المشير عبدالفتاح السيسي سيفوز بها، وفي شكل كاسح على منافسه الوحيد حمدين صباحي، بل يمكن أن تكون النتائج قد أظهرت فعلاً بعد كتابة هذه المقالة الفوز للمشير السيسي، إذ أشارت مصادر قضا
التعليقات علي وعَبَرَتْ مصر