رفح تهريب وسلاح وأنفاق ومشاكل أمنية «1 ـ 2» - محيط

تعريف بالمدينة

تعتبر مدينة رفح المصرية، من أهم المدن الموجودة بمحافظة شمال سيناء، حيث أنها البوابة الأولى في الاتجاه الاستراتيجي الشمال الشرقي لجمهورية مصر العربية، حيث يمتد الشريط الحدودي الملاصق لها مع الحدود الفلسطينية والإسرائيلية إلي 18 كم، وتشتهر المدينة بمعبر وحيد وهو “معبر رفح” والذي يخصص في عملية نقل الأفراد، لكن بعد أن سيطرت حماس على السلطة في قطاع غزة بعيداً عن حكومة عباس في رام الله، عاقبت إسرائيل حماس وسكان قطاع غزة البالغ عددهم ما يقرب من مليون و700 ألف مواطن، بإقفال 6 معابر داخلية بين إسرائيل وقطاع غزة وأصبحت غزة تعتمد فقط على معبر رفح في عملية نقل البضائع والأفراد.

وتشتهر المدينة الحدودية بأنها مدينة زراعية، ومن أشهر القبائل هي بها قبيلة “الرميلات”، وهي تمثل أغلبية السكان في المدينة، ومن أهم عشائرها الجرادات والفريحات والبسوم والشيوخ والصيايحة والسننة والعوابدة والعجلين.

مشاكل أمنية

أثناء تجولنا في شوارع مدينة رفح، لوحظ انتشار مكثف للقوات المسلحة وقوات حرس الحدود، بالإضافة إلي قوات من العمليات الخاصة من رجال الشرطة المدنية، وإذا أردت أن تذهب وتشاهد ما الذي يحدث في الإنفاق سواء كانت عمليات هدم أو تهريب، فالعشرات من الكمائن ستمنعك عن ذلك بدعوى “الحرص على سلامتك” لأن المكان يعتبر معقلا لجماعة “أنصار بيت المقدس” التي يتركز وجودها في رفح والشيخ زويد، وتقوم القوات بعمل مداهمات واشتباكات يومية معهم، تستخدم فيها جميع أنواع الأسلحة والتي تصل في بعض الأحيان إلي الصواريخ من طائرات الأباتشي.

على بعد 2 كيلو مترغرب معبر رفح يقع كمين “الماسورة” وقد تردد اسمه كثيراُ هو وكمين “الريسة” خلال الفترة الماضية، وذلك بسب تعرضه لهجمات إرهابية متكررة، وعملية اشتباك مسلح بين الطرفين، ترى على كمين «الماسورة» آليات ومدرعات ودبابات تابعة للقوات المسلحة، بالإضافة إلي أن هناك حواجز أسمنتية وترابية من أجل صد أي محاولة للهجوم على الكمين.

هدوء مبكر

تأتي الثامنة مساءاً، فيخيم الهدوء على المنطقة التي كانت من أكثر المناطق حيوية، وذلك عكس ما كان قبل ثورة 25 يناير، حيث كانت الشوارع تعج بالمواطنين وهناك حركة نقل بين المدن لكن الوضع تغير تماما نتيجة الإنفلات الأمني التي شهدته محافظة شمال سيناء بعد ثورة 25 يناير، حيث قام مسلحون بأسلحة ثقيلة بالهجوم على جميع المقار الأمنية وعلى رأسها مبنى مباحث أمن الدولة ومعسكر الأمن المركزي بالأحراش. وقد لوحظ أن أغلب البيوت الموجودة في مدينة رفح المصرية الملاصقة على الحدود مع قطاع غزة مدمرة كلياً، مما يدل على أن القوات المسلحة تخوض ما يشبه الحر بفي هذه المنطقة الحيوية.

أنفاق رفح

تمكنت قوات حرس الحدود بالتعاون عناصر من الجيش الثاني الميداني وسلاح المهندسين العسكريين من تدمير 1700 نفقاً على الشريط الحدودي مع قطاع غزة، بالإضافة إلي تدمير 115 “بيارة” وقود بمنطقة رفح وذلك خلال الفترة من يوليو 2013 حتى مايو 2014، وقد قدرت القيمة الإجمالية لتكلفة عمليات هدم الأنفاق و”البيارات”.

ونتيجة ما تتعرض له القوات المسلحة والشرطة المدنية من عمليات إرهابية منظمة وغير نمطية من قبل الإرهابيون، فقد قامت القوات بنشر عناصرها علي خط الحدود الشمالية الشرقية المواجهة لقطاع غزة وتم الاعتماد في أعمال التأمين والحراسة علي نقاط التأمين والمراقبة المنتشرة علي الحدود البرية بمواجهة 13.3 كم والساحلية بمواجهة 18 كم والتي قامت بتزويدها بأحدث الأسلحة والمعدات الفنية للكشف عن الأنفاق.

وصرح أحد المصادر العسكرية بأنه يتم الدفع بدوريات وكمائن راكبة ومترجلة لتأمين الحدود من خلال منظومة إتصالات لاسلكية للإبلاغ عن الأحداث والمواقف الطارئة في حينه، لسرعة التصرف فيها وقمنا بالقبض علي متسللين ومهربين أثناء محاولاتهم اختراق خط الحدود المصرية مع تدمير جميع الأنفاق المكتشفة ومنع التهريب بكافة صوره وأشكاله وفرض سيادة الدولة بالتعاون مع القوات البحرية من جهة الساحل والقوات الجوية وقيادة الجيش الثاني الميداني وإدارة المخابرات .

وكشف المصدر بأنه يتم التعامل مع الأنفاق في سيناء بالتنسيق الكامل مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة وبمعاونة المخابرات الحربية، وذلك بتنفيذ منظومة تأمين كاملة ممتدة على خط الحدود البرية الشمالية الشرقية بمواجهة 13.3 تستخدم أجهزة الكشف عن الأنفاق لاكتشاف مكان النفق والتعامل معه بالتعاون مع عناصر المهندسين العسكريين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتدميرها.

ضباط وجنود يتحدثون

قابلت شبكة الإعلام العربية “محيط” بعض أفراد الأمن المشاركين بالأحداث، فقال رائد تابع للقوات يخدم في مدينة رفح، أنه متزوج ولديه أولاد، ويقوم بزيارتهم يومين فقط شهرياً، ويضيف: “نعلم حجم التحديات التي نواجهها، فنحن في حالة حرب وذلك ليس مبالغة، فعندما يأتي المساء وتهدأ الشوارع، نعرف حينها بأن الخطر قادم في أي وقت، فكل فرد منا يأخذ موقعه، سواء كان دفاع أو هجومي”.

وأضاف “قمنا بفضل الله من التخلص من حوالي 700 إرهابي خلال عامين، منهم فقط 500 في أقل من عام، وكانوا ذو جنسيات مختلفة، فمنهم من كان من ألبانيا وأفغانستان وباكستان، ومنهم من ينتمي لشبه الجزية العربية والسودان وسورياً، لكن أغلبهم كانوا مصريين.

وأوضح “عشنا أياماً صعبة بعد “ثورة 30 يونيو”، حيث لاحظ العالم التصريحات التي خرجت من قيادات الإخوان في اعتصام رابعة، والذين قالوا فيها أن العنف في سيناء سيتوقف عندما تعود الشرعية، مما لا يدع مجال للشك أن تلك الجماعة كانت المخطط الرئيس للعمليات التي كانت تحدث ضد الجيش والشرطة في شمال سيناء، وذلك نتيجة ارتباطهم بطريقة مباشرة مع التنظيمات المسلحة الموجودة في قطاع غزة وتعاونها المنظمات الإرهابية الموجودة في شمال سيناء”.

وفي الحلقة الثانية من هذا الملف، ستكشف “محيط” كيف أدارت القوات المسلحة “العمليات النوعية ضد الإرهاب في شمال سيناء”، بالإضافة إلي دور المخابرات المصرية في كشف العديد من الخلايا الإرهابية.