تكنولوجيا البيوت المحمية البديل لحل مشاكل زراعة الخضروات باليمن

أكد المهندس حميد البشاري مدير إدارة البستنة بوزارة الزراعة أن ارتفاع أسعار الخضار بما فيها الطماطم والبطاط أصبحت ظاهرة

تكنولوجيا البيوت المحمية البديل لحل مشاكل زراعة الخضروات باليمن الثلاثاء, 21-أكتوبر-2014 حاوره / أمين قاسم الجرموزي - أكد المهندس حميد البشاري مدير إدارة البستنة بوزارة الزراعة أن ارتفاع أسعار الخضار بما فيها الطماطم والبطاط أصبحت ظاهرة سعرية غير مستقرة ومتباينة من حين لآخر والسبب في ذلك الانعدامات المتكررة لمادة الديزل وعدم استقرار البلاد اقتصادياً وسياسياً . وأضاف البشاري أن الوزارة عملت على تطبيق تجربة تكنولوجيا البيوت المحمية تلافياً للمشاكل المتعلقة بالخضار , معتبراً أن هذه التكنولوجيا أمل الوزارة في تحقيق استقرار في زراعة الخضار كونها حققت نتائج كبيرة وملموسة من خلال الانتاج الكبير للخضروات والاستهلاك القليل للمياه وتجنب استخدام المبيدات . * ماسبب ارتفاع أسعار الخضروات بين الحين والآخر؟ - مشكلة ارتفاع أسعار الخضروات ليست في تباين الأسعار وإنما في بعض الظواهر التي تلحق بالطماطم والبطاط كأكثر الأنواع زيادة وانخفاض في الأسعار كظاهرة سعرية غير مستقرة , بينما بقية الخضار أسعارها ثابتة ولا توجد تباينات سعرية كثيرة , وبالنسبة للطماطم تعتبر مشكلة حقيقية لدى المواطن حيث تجاوز سعر الكيلو الواحد من الطماطم في الفترة الاخيرة 500 ريال وهناك عدة أسباب لهذه الارتفاعات المفاجئة منها دخول حشرة للأراضي الزراعية اليمنية جاءت من البرازيل والتي عملت على شبه انعدام زراعة الطماطم في الاراضي الزراعية المفتوحة وقد لجأنا إلى طريقة الزراعة في البيوت المحمية وقد عملت على حل الكثير من الإشكال، وكنا نعرف أنه قبل فترة توفرت الطماطم - بعد انعدامها - بنسبة كبيرة جداً في الأسواق وخاصة في شهر رمضان وما بعده من الأشهر وكانت بنوعية جيدة وغطت جميع الأسواق وبأسعار معقولة وكان ذلك نتيجة البيوت المحمية . معوقات * برأيك ماهي المشاكل والمعوقات التي تواجه زراعة الخضروات في اليمن؟ - من أبرز المعوقات والمشاكل التي أثرت بشكل مباشر على الزراعة هو انعدام الديزل حيث أن الموارد المائية مرتبطة كثيرا بالديزل وأيضاً عدم استقرار البلد سياسياً واقتصادياً وعدم وجود ثقافة تسويقية لدى المزارعين والشاهد على ذلك أنه عند وجود أزمة في الطماطم تجد الكثير من المزارعين يتوجهون إلى زراعتها ولا يتم حساب الفترة من وقت الزراعة إلى ظهور المحصول وكذلك في بقية الخضروات بمعنى هناك قصور في المعلومات التسويقية , وأما بالنسبة للبطاط فلدينا نوافذ تسويقية إلى دول الجوار لأن البطاط اليمني ذو جودة عالية وكلما كان التصدير كبيراً كان الاحتياج في السوق المحلي أكبر نظراً لانعدامه في الأسواق وهذه عملية تسمى العرض والطلب فكلما زاد العرض قل الطلب والعكس كلما زاد الطلب قل العرض . توفير * لماذا لا يتم تطبيق تقنية تخزين الخضروات في الثلاجات كما تقوم به بعض الدول؟ هذه نقطة هامة ويفترض أن من يقوم بهذه العملية هو القطاع الخاص، وبالنسبة للثلاجات لا توجد لدينا سوى القليل منها , توجد ثلاجة في المؤسسة الاقتصادية اليمنية وأيضاً مخازن تبريد لدى الاتحاد التعاوني الزراعي وهناك ثلاجات أخرى تتبع القطاع الخاص ولكن ليس بالشكل الذي نستطيع أن نخزن كميات كبيرة إلى وقت الندرة , وهناك طرق أخرى لعملية توفير الخضروات لأشهر متعددة ومنها عملية التجفيف وتدخل ضمن إطار التدبير المنزلي وتوجد العديد من المشاريع في هذه العملية ومنها تجفيف الطماطم وذلك من خلال فتحها والتخلص من المياه أو العصارة الداخلية ومن ثم تجفيفها وتستمر الخضار مجففة إلى فترة طويلة تصل إلى سنة . حلول بديلة * هل توجد طرق لزيادة الناتج المحلي من الخضروات وإشباع الأسواق؟ - نعم توجد طرق وقد بدأنا في وزارة الزراعة بتطبيق تجربة تكنولوجيا البيوت المحمية وتعتبر أمل مستقبلنا في حل الكثير من المشاكل المتعلقة بالزراعة لأنها تؤدي إلى زيادة في الانتاج بالنسبة لوحدة المساحة أي أن البيت الواحد بطول 41 متراً وبعرض 9 أمتار يؤدي إلى ناتج كبير جداً على الرغم من المساحة الصغيرة وتتميز البيوت المحمية عن الاراضي المكشوفة بإنتاج الضعف من الخضروات وكذلك استهلاك القليل من المياه وعدم استخدام أي من المبيدات عليها كونها محمية من دخول الحشرات الضارة ومن أي عوامل تعرية للتربة الزراعية . وقد عملت وزارة الزراعة على تشجيع الزراعة في البيوت المحمية حيث قامت بعمل بيوت محمية لإنتاج شتلات الخضار وخاصة الطماطم وقد اختصرت على الزراعة بالبذرة ثم بعملية التشتيل والتي تأخذ وقتاً كبيراً يصل إلى 25 يوماً , وقد تم تنفيذ هذه الخطة على 6 محافظات وهي صنعاء ,ذمار , إب , تعز , ريمة , وعمران, وقد اعتبرنا هذه المحافظات كنموذج لهذه الخطة الزراعية حيث أن البيت الواحد يصل إنتاجه من الشتلات إلى 40 ألف شتلة وهناك أحد المزارعين تفاعل مع هذه التجربة ويقوم بإنتاج ما يقارب مليون و 200ألف شتلة من الطماطم خلال 25 يوماً فقط , ومن ضمن التشجيع أننا نقوم بتوفير المستلزمات مثل شبكات الري بنسبة 50% من التكلفة والأغطية وبعض المستلزمات الخاصة بالبيوت المحمية . وقد قمنا أيضاً في وزارة الزراعة بإدخال صنف زراعي جديد اسمه (ميلر) يصل طولة إلى 6 أمتار يقوم بإنتاج الطماطم لمدة ثلاثة أشهر بشكل يومي داخل البيوت المحمية وهو صنف ذو جودة عالية وقد تم تسليم هذا الصنف للقطاع الخاص ويباع الصنف بقيمة 20 - 30 ريال وتم تسويق هذا الصنف إلى العديد من المحافظات وتوجد طلبات كثيرة لهذا الصنف من قبل المزارعين . شحة المياه * هناك العديد من الأراضي الزراعية في العاصمة صنعاء أصبحت قاحلة على الرغم من أهميتها في كفاية أسواق العاصمة صنعاء من الخضروات , ترى ما سبب ذلك؟ - هناك الكثير من المساحات الزراعية كانت تعتبر متنفساً للعاصمة صنعاء مثل المقاشم أو الأراضي التابعة للأوقاف وقد أصبحت أراضٍ خالية ومتصحرة أو عليها مبانٍ ويعود السبب في ذلك إلى عزوف الناس عن مهنة الزراعة إلى جانب شحة المياه حيث كانت مياه الوضوء في المساجد الرافد الأساسي للكثير من المقاشم، ولكن في الفترة الأخيرة وقف هذا المصدر وقلت المياه الجوفية في باطن الأرض وقد وصلت أعماق الآبار إلى 600-800 متر وهذا غير معهود من قبل حيث كانت أعماق الآبار في الثمانينات تصل إلى 20 متراً وكانت حينها يدوية , أما الآن فالوضع تغير نتيجة استنزاف المياه الجائر إلى جانب ذلك الزحف العمراني والعشوائي على الأراضي الزراعية .

تعليق إرسل الخبر إطبع الخبر RSS

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)

المصدر http://www.althawranews.net/portal/news-98949.htm althawranews.net

زيارة الموضوع الاصلي
تكنولوجيا البيوت المحمية البديل لحل مشاكل زراعة الخضروات باليمن