لماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟ - جريدة الحياة
30/12/2018 | 2:50 ص 0 comments
لماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟
تصدرت أنباء التفجير الإرهابي، الذي وقع في الخارجية الليبية منذ أيام عدة وأعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه، الكثير من وسائل الإعلام، وبالقطع كان محل إدانة من غالبية الفاعلين الرئيسيين، على أن أحداً لا يريد الإجابة عن سؤال محوري مهم، وهو لماذا هذا التفجير الآن؟، وهو في الواقع ليس سؤالاً بسيطاً أو سهلاً. وربما كانت الواقعة الأكثر أهمية ما حدث قبل ذلك بأيام عدة وهي الكشف عن سفينة تركية في ميناء الخمس البحري شرقي العاصمة طرابلس، والتي ثبت خروجها من أحد الموانئ التركية، وتشير أوراقها إلى أنها تحمل مواد بناء، ولكن تبين أنها أسلحة تحديداً عبارة عن حاويتين من الأسلحة والذخائر، حوالي مليوني ونصف المليون طلقة نارية، وعلى الفور أسرع وزير خارجية تركيا مولود أوغلو بزيارة طرابلس حيث التقى فايز السراج رئيس مجلس الوفاق الليبي واتفقا على إجراء تحقيق مشترك بين الجانبين الليبي والتركي لسبر غور هذا الحادث.
وكالعادة لم نسمع الكثير من الإدانات الدولية لهذا الحادث، واكتفت الأمم المتحدة بالتعبير عن قلقها، على أن المتحدث باسم الجيش الليبي الوطني العقيد أحمد المسماري كان واضحاً، وعن حق، برفض فكرة التحقيق المشترك بين ليبيا وتركيا، كون تركيا هي الطرف المباشر المتهم في هذه الواقعة، ودعا إلى تحقيق دولي شفاف برعاية مجلس الأمن إذا كان الأخير جاداً في محاربة الإرهاب ومصادر تمويله ومعاقبة داعميه.
وقد بذلت بعض الجهد لمتابعة بعض المواقع الإعلامية وكيفية تغطيتها لهذا الحادث الأخير، ووجدت أن هذه التغطية لا تقاس بالحجم والاهتمام الذي حظي به تفجير «داعش» الأخير في الخارجية الليبية. ومع ذلك قبل مواصلة الاستنتاجات، من المهم إجراء بعض المراجعات، فهذا الحادث التركي الأخير ليس الأول من نوعه، بل سبقه كشف آخر منذ شهور عدة، عند إلقاء السلطات اليونانية القبض على سفينة تركية مماثلة، مع فارق أنها كانت محملة بمواد تستخدم لتحضير المتفجرات، وأذكر أنني كتبت آنذاك أنه لولا أن الجهة التى كشفت هذه الجريمة كانت طرفاً غربياً وهو اليونان لمر الأمر بهدوء وتكتم كالمعتاد، وطلبت مصر آنذاك، وطبعاً مجلس النواب الليبي، تحقيقاً دولياً مستقلاً بهذا الصدد كونه مخالفة وانتهاكاً صريحاً لقرار مجلس الأمن الدولي الخاص بمنع تزويد الأطراف الليبية بمزيد من الأسلحة وأن الشبهات تشير إلى أن وجهة هذه الشحنة إلى الميليشيات المتطرفة التى لا تتوقف تركيا وأطراف أخرى عن دعمها. وتردد آنذاك أن بعثة الأمم المتحدة دعت إلى إجراء تحقيق بهذا الصدد، وبصرف النظر عما إذا كانت تم إجراء هذا التحقيق فالواضح أن أحداً لم يُدن في السابق ولم يصدر بيان من مجلس الأمن، الجهة المعنية بمراقبة المخالفات، بهذا الصدد. ناهيك عن قرار دولي مستحق، كونه انتهاكاً لقرار دولي صريح بهذا الصدد كما سبق، والمفارقة أن مجلس الأمن بالسيطرة الغربية عليه لايزال على إصراره من رفض طلبات الجيش الوطني الليبي الشرعي إنهاء الحظر ضده فيما يتعلق بتزويده بالأسلحة الضرورية لمواجهة الميليشيات الإرهابية.
وحتى الآن رغم تكرار المسماري للاتهامات ضد تركيا وأنها تشكل خطراً على الأمن الدولي وبلاده، لم نسمع بياناً من الأمم المتحدة بشأن بدء تحقيق مستقل وشفاف في هذا الصدد، ولم يعلق أحد على رفض المتحدث العسكري الليبي لهزلية مشاركة تركيا في إجراء تحقيق حول قيامها بتهريب أسلحة لجماعات غير شرعية ليبية، وتم كشفها قرب المناطق التي تسيطر عليها هذه الميليشيات والتنظيمات المسلحة الإرهابية.
من الصعب إذاً عدم الربط بين توقيت استهداف «داعش» للخارجية الليبية وواقعة السفينة التركية، وأن الهدف واضح من التغطية على الأخير أي الحدث الأسبق زمنياً بأيام عدة، كما أنه يخدم أكثر في إبعاد الشبهات عن القوى المتنفذة في طرابلس والتي تحتفظ بعلاقة معقدة وقريبة بالتيارات الإسلامية التي تتناحر أحياناً ولكنها تتحد ضد أي تهديد لإحداها، حتى لو كان «داعش»، كما تتحد ضد أي فرص لعودة الأمل والبناء في ليبيا، ولا بأس لديها من سقوط بعض الضحايا حتى لو كانوا غير معادين لهذه التيارات، بل إنه من المؤسف أن وقوع بعض الضحايا الأبرياء مطلوب لكي تصبح التغطية أكثر حبكة وإمكانية.
المثير للقلق أن هذه التغطية ممكنة مثلما حدث من قبل، وليس أكبر من مساعدة تركيا قوات فجر ليبيا بعناصر من «داعش» تم نقلهم من سورية والعراق للسيطرة على مطار طرابلس وحسم التوازنات الهشة في غرب ليبيا بعد أن ظهرت عملية الكرامة في مناطق الشرق، وتبدي مؤشرات لفرص لها في حسم الأمور تدريجياً في الشأن الليبي وهو ما حدث بالفعل عام 2014 وبالقطع حدث هذا تحت أعين المخابرات والأساطيل الغربية في مياه البحر المتوسط. ومن هنا فإن بداية هذه المعركة الراهنة حول السفينة الليبية يجب أن تكون مفتاح منع تكرار ما حدث في السابق تجاه التجاوزات والجرائم التركية ومعها القطرية بحق الشعب الليبي. وهو ما يحتاج من الشعب والقيادات الليبية المعادية للتشدد والتطرف نفساً طويلاً وإصراراً على إجراء تحقيق دولي وشفاف وجاد في هذا الصدد، كما أنه من الموضوعية ألا يترك الشعب الليبي وحده في هذه المعركة الصعبة بالنظر إلى أن الجهة الليبية المعترف بها دولياً أي حكومة الوفاق برئاسة السراج قد استقبلت الوزير التركي وتجاوبت معه بشكل أو آخر، ما سيشكل إضافة أخرى لسجل الشكوك الشعبية الليبية في هذه الحكومة وكل ما أسفرت عنه اتفاقية الصخيرات، ومعنى هذا أن هناك مسؤولية عربية واضحة في الدفع بضرورة إدانة تركيا ومحاصرة أي محاولات لتزويد الميليشيات الإرهابية بأي أسلحة، وأكثر من هذا رفع القيود عن تسليح الجيش الليبي بأي معدات أو دعم لاستكمال مهمة القضاء على هذه الميليشيات، كما أنها فرصة للشعب الليبي لاختبار مواقف الأطراف الغربية التي بدأت تغير سياساتها في ليبيا نحو التباعد ولو البطيء عن دعم العناصر المتطرفة في ليبيا وعلى رأسها أيطاليا والولايات المتحدة، وأظن أنها فرصة أهم للمبعوث الأممي غسان سلامة ليزيل شكوك سابقة فيما يتعلق بدور المنظمة الدولية ومسؤوليتها عن استمرار معاناة الشعب الليبي. وفي جميع الأحوال بقدر المثابرة في استثمار هذا الحادث الأخير بشأن مخالفات تركيا بقدر ما سيجعل فرص زوال هذه الغمة الصعبة عن ليبيا ودول جوارها أفضل كثيراً دون أن يعني أن طريق تحقيق هذا قصير أو سهل بل هو على العكس تماماً.
* كاتب مصري.
Next Page >
زيارة الموضوع الاصليلماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟ - جريدة الحياة
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
قتلى وجرحى بتفجير القسام مبنى بقوة من لواء غولاني في رفح
قتل عدد من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي وأصيب آخرين في رفح، اليوم الخميس، وفق وسائل إعلام إسرائيلية، فيما قالت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية في المدينة جنوبي قطاع غزة.
البحرين تستنكر تفجير «الريحانية» بتركيا وتصفه بـ «الإرهابي» صحيفة الوطن
استنكـــرت البحريـــن أمـــس التفجيــــر الإرهابــي الذي استهـدف بلدة الريحانية بمحافظة هاتاي بجنوب تركيا، وأسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصاً وإصابة نحو 100 آخرين من المواطنين الأتراك الأبرياء.وأعربت...
حماس للعربي: الاحتلال يريد تفجير كل ما تم التوصل إليه من تفاهمات التلفزيون العربي
قال القيادي في حركة حماس طاهر النونو في تصريحات للتلفزيون العربي إن الاحتلال الإسرائيلي يريد تفجير كل ما تم التوصل إليه من تفاهمات.
تفجير ضخم يحطم الرقم القياسي.. آل الشيخ: تصوير فيلم خاص لكواليس The seven dogs - أخبار السعودية صحيفة عكاظ
أكد رئيس الهيئة العامة للترفيه المستشار تركي آل الشيخ، بإنّ فيلم The seven dogs بطولة كريم عبد العزيز وأحمد عز، الذي يُجرى تصويره حاليًا، بدعم من الهيئة وموسم الرياض، سيكون نقلة في الإنتاج السينمائي على مستوى المنطقة بأكلمها، لاسيما في ظل استخدام إمكانيات وتقنيات تُستخدم لأول مرة بالعالم العربي.
الجيش: سنقوم بتفجير ذخائر غير منفجرة في جرد رأس بعلبك ما بين الساعة 10.00 والساعة 14.00 ..اخبار محلية
الجيش: سنقوم بتفجير ذخائر غير منفجرة في جرد رأس بعلبك ما بين الساعة 10.00 والساعة 14.00 ..اخبار محلية برس بي الجيش: سنقوم بتفجير ذخائر غير منفجرة...
دمشق تنشر اعترافات لخلية من داعش خطّطت لتنفيذ تفجيرات ...
نشرت وزارة الداخلية السورية اعترافات لعناصر قالت إنهم تابعون لتنظيم "داعش" وكانوا يخططون لتنفيذ عمليات تفجير في معلولا ذات الأغلبية المسيحية والسيدة زينب....
نيجيريا تفرض الطوارئ بولاية ريفرز بعد تفجير أنابيب نفط أخبار الجزيرة نت
أعلن الرئيس النيجيري بولا تينوبو حالة الطوارئ بولاية ريفرز المنتجة للنفط وأوقف حاكمها ونائبه وجميع النواب الممثلين عنها، وعيّن ضابطا متقاعد قائمًا بالأعمال لمدة 6 أشهر.
لماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟ - جريدة الحياة تفجيرات لماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟
التعليقات علي لماذا تفجير «داعش» الأخير في ليبيا ... وما العمل؟ - جريدة الحياة