الموضوعات تأتيك من 15525 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

فنان ورياضي وشيخ .. كيف يتخلص الإعلام المصري من ظاهرة الباراشوت ؟

31/12/2018 | 3:25 ص 0 comments

الرسالة - نجاح البرامج التي يُقدمها الفنانين أو الرياضيين أو رجال الدين، لا يُقاس بمدى مهنيتها بل بحجم الإعلانات التي يجتذبها مُقدم البرنامج ونسب المشاهدة

"إدي العيش لخبازه"، مثل شعبي شكل نهجا سار عليه المصريين مُنذ قديم الأزل، فأهل التخصص هم أعلم الأشخاص بمجالهم، ولما كان دوام الحال من المحال، فتطور الأمر حتى وصل إلى أن الإعلام الذي يشكل وعي الجماهير، نفض عن كاهله اللجوء لأهل التخصص، معتبرًا أنها لن تؤثر على الإعلام بأي شكل من الأشكال، بحجة أن الإعلام ليست مهنة تخصص ولكن مهنة تتحكم فيها الموهبة بشكل أكبر.

المشهد الواقعي للإعلام الذي تصدر فيه أهل الفن والرياضة ورجال الدين الشاشات؛ بدلًا من خريجي كليات وأقسام الإعلام، صار يثير عددًا من التساؤلات بشأنه، على رأسها، هل لهث الفضائيات وراء نسب المشاهدة والإعلانات الأكثر السبب الأوحد في رفض المتخصصين؟ أم أن خريجي كليات وأقسام الإعلام يفتقدون لمهارات الإعلامي الحقيقية؟ وكيف يمكننا الخروج من الأزمة وعودة الإعلام إلى رونقه؟

نجاح بطعم العشوائية

نجاح البرامج التي يُقدمها الفنانين أو الرياضيين أو رجال الدين، لا يُقاس بمدى مهنيتها وموضوعيتها، بل بحجم الإعلانات التي يجتذبها مُقدم البرنامج ونسب المُشاهدة التي يُحققها، وبرغم أن التجربة ليست وليدة العصر، إلا أنها قديمًا كانت مُقتصرة فقط على البرامج الترفيهية، فشهد ماسبيرو مُنذ تدشينه تقديم عددًا من الفنانين لمجموعة من البرامج، أشهرها برنامج "سينما القاهرة" للفنانتين ناهد جبر وميرفت أمين، وفي سبعينيات القرن الماضي أيضًا قدم المُمثل سمير صبري برنامج "النادي الدولي"، واستمرت تلك العادة في الإعلام المصري، حتى أن تسعينيات القرن الماضي شهدت ازدهار لهذه الظاهرة، فقدم المُمثل حسن مصطفى برنامج "بدون كلام"، ثم تطور الأمر بعد عام 2000 وتم الاستعانة بالمطربات اللبنانيات لتقديم بعض برامج المسابقات، منهن رزان مغربي، مايا دياب وغيرهما، حتى البرامج الدينية لم تترك قديمًا لرجال الدين لتقديمها كما هو سائد الآن، فالآن أصبح الباب مفتوحا أمام غير المختصين لتقديم البرامج السياسية والتوك شو، ومن أشهر الأمثلة على تصدر غير المختصين المشهد، تقديم المُمثل تامر عبد المنعم برنامج "العاصمة" أحد برامج التوك شو الذي كان يُذاع على قناة العاصمة.

البرامج الدينية لم تكن بمنأى عن تلك الظاهرة فقديمًا كانت البرامج الدينية يُقدمها الإعلاميين، وذاع صيت بعض الإعلاميين في هذا اللون، على رأسهم مذيع البرامج الدينية أحمد فراج، صاحب برنامج "نور على نور"، كما اشتهر الإعلامي علاء بسيوني بتقديم البرامج الدينية، ومن أشهر برامجه "طريق الهداية" و"المعجزة الكبرى".

بداية الأزمة

يعتبر سعيد حساسين الذي عرفه الرأي العام خلال السنوات القليلة الماضية على أنه، خبير الطب التكميلي والحجامة، كما يصف نفسه، أكبر مثال على غزوة غير المُختصين للإعلام دون ضوابط، وفقًا لعميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق، حسن مكاوي، وذلك بعدما امتلك قناة العاصمة؛ ليطل من خلال شاشتها ببرنامج "انفراد" يناقش خلاله القضايا السياسية ويدير بشأنها حوارات، حيث تكون سقطات غير المختصين كبيرة في مثل هذه البرامج.

وأكد "مكاوي"، أن افتقاد الإعلام المصري لمعايير واضحة لإدارته، بجانب امتلاك عدد شركات الإعلان ورجال الأعمال لبعض القنوات، هو سبب تفاقم الأزمة، لاسيما وأنها تُسيطر على اختيار نوعية ومحتوى البرامج، ومُقدميها، بناءً على اعتبارات غير مهنية بالمرة، ولا علاقة لها بالكفاءة ولا معايير الإعلام.

وأكد "مكاوي" في تصريحات لـ"الرسالة" أن هدف الإعلان الأول هو الربح، فالسعي وراء الحصول على نسب مشاهدة عالية للبرامج هو الهدف الرئيسي، ليتم ترويج الإعلانات بشكل أكبر لتحقيق مكاسب كبيرة، مشيرا إلى أن لاعبي كرة القدم والفنانين ورجال الدين سيحققون الهدف المنشود من تدشين البرنامج، بعيدًا عن المهنية.

أسباب الظاهرة

أزمة تصدر غير المتخصصين المشهد الإعلامي في مصر تولدت عن ثلاثة أسباب، على رأسهم عدم نضوج آليات وأدبيات صناعة الإعلام، بالإضافة إلى عزوف القنوات عن إعلان سياسات التوظيف لديها، أما السبب الثالث فتبلور في أن خريجي كليات وأقسام الإعلام في حاجة إلى تعزيز المهارات والمعارف المتعلقة بسوق العمل لا المهارات النظرية، وذلك وفقًا للخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز.

الربح الهدف الأول

غياب المعايير وتجاهل أهميتها من قِبل صُناع الإعلام، سببًا آخر لتصدر غير المتخصصين للعمل الإعلامي، من وجهة نظر، مدير البرامج السابق بقناة "DMC" ،وخبير تطوير المحتوى الإعلامي، محمود التميمي، لاسيما وأن المعايير باتت شيء يضيق بصُناع الإعلام ولا يشعرون بأهميته الكُبرى.

أغلب مُقدمي البرامج غير المتخصصين الموجودين على الساحة الإعلامية، لم يخضعوا لاختبارات معايير اختيار مُقدمي البرامج، بدليل فشل أغلب البرامج الموجودة على الساحة، وفقًا لرؤية التميمي، الذي أكد لـ"الرسالة" أن تفكير القائمين على صناعة الإعلام إعلاني بحت، والربح المادي هو الهدف الأول وهذا خطأ كبير تقع فيه أغلب القنوات.

وتابع: "لا مانع من تقديم الرياضيين أو رجال الدين أو الفنانين البرامج، ولكن بعد الخضوع لمعايير واختبارات تؤكد تأهلهم للعمل في مجال الإعلام، على رأسها القبول والقدرة العقلية على إيصال المعلومة والمصداقية".

شاهد من أهلها

هدف البرنامج هو المتحكم الأول في تعاقد الفضائيات مع غير المتخصصين، ومع الانفتاح وزيادة عدد القنوات واحتداد التنافسية بينهم، وتحولت أهداف الإعلام إلى الربح في المقام الأول، حسبما أوضح المدير التنفيذي لقناة "الحدث اليوم"، خالد محيي الدين، مُستشهدًا بتهافت الفضائيات على المُمثل رامز جلال، الذي بات يحصد أكبر نسبة مشاهدة، وبالتالي تحقيق أعلى ربح من الإعلانات.

اختلط "الحابل بالنابل"، وإذا أردت أن تفهم من أين بدأت المُشكلة التي تفشت في جسد الصناعة الإعلامية، فتش عن ظاهرة الممول، الذي يتحكم في القائمين على صناعة الإعلام في مصر، والذي تكون غايته الأولى ربحية، مما يضطرنا إلى التعاقد مع الفنانين أو الرياضيين أو رجال الدين، بهذه الكلمات لخص، محيي الدين لـ"الرسالة" قصة اعتماد الفضائيات على غير المتخصصين.

الفيروس الذي تفشى في جسد صناعة الإعلام بمصر، وفقًا لوصف أستاذ الإعلام عماد مكاوي، خلق حالة من الفوضى على الشاشات، تفاقمت لدرجة أن المضامين المطروحة بالبرامج باتت لا جدوى منها، لاسيما وأن مضامينها أصبحت متشابهة ولا تسعى أي من القنوات من طرح مضامين مبتكرة، ولهذا أصبحت البرامج لا تضيف للأجندة الإعلامية ولا للمواطنين.

ما الحل؟

جزء من حل الأزمة يتمثل في ما طرحه الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، عبر تنمية مهارات طلاب كليات وأقسام الإعلام، الذين ينقصهم دراسة مناهج أكثر عملية، وتخلي كليات الإعلام عن المناهج النظرية العقيمة، حتى تُخرج طالب ذو مهارات مواكبة للإعلام الواقعي، بالإضافة إلى إعلان القنوات لسياستها التوظيفية؛ ومشاركة الخبراء في الحكم عليها من حيث فعاليتها من عدمه.

ورغم أن مهنة الإعلام ليست قاصرة على الذين درسوا الإعلام، على حد وصفه، أوضح عبد العزيز لـ"الرسالة" أن عدم الإعلان عن سياسات التوظيف من قِبل القنوات لن ينتهي إلا في حالة تطورت صناعة الإعلام بمصر.

"العزل الكامل بين العاملين في الإعلان عن العاملين في الإعلام"، كانت تلك خطة الدول الكُبرى لتفادي تلك الأزمة التي نخرت عظام صناعة الإعلام في مصر، بعد غض الطرف عن مواثيق الشرف الإعلامية والمهنية، التي تفصل بين مجالي الإعلام والإعلان، هذا ما أوضحه أستاذ الإعلام، حسن مكاوي لـ"الرسالة"، واصفًا امتلاك بعض شركات الإعلان للقنوات الفضائية مثل "القاهرة والناس" المملوكة لطارق نور صاحب شركة "طارق نور للإعلان"، بأنه خروج عن المألوف.

إذا فالحل يكمن في ضرورة الاقتداء بالدول المتقدمة، وسرعة الفصل بين الإعلان والإعلام، هذا من ناحية، وفقًا لرؤية مكاوي، كما أنه يرى أن إعادة الاعتبار لإعلام الدولة المتمثل في "ماسبيرو"، لاسيما وأنه اعتاد على تقديم رسالة تراعي قيم وعادات وتقاليد المجتمع، والعاملين فيه يتمتعون بالحد الأدنى من الاعتبارات المهنية.

الحال الإعلامي سينضبط فورًا، وفقًا لرؤية محمود التميمي، يتمثل في الاعتراف بالمعايير في كل مناحي الإعلام، وأن يتم التعامل معه باعتباره منتج يخضع للمواصفات، وليس الهوى ووجهات النظر.

أوجه القصور لدى الإعلام المصري، وافتقاد الشفافية في معايير اختيار العاملين بالقنوات، تنبئ بمستقبل أسود لصناعة الإعلام بمصر، وفقًا لوصف حسن مكاوي.

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
24/06/2020 | 10:00 ص

نقيب الإعلاميين: العناية الإلهية ونجاح ثورة 30 يونيو عبرت بنا الى بر الأمان -

قال الدكتور طارق سعدة نقيب الإعلاميين، إن ثورة 30 يونيو عبرت عن إرادة كل قطاعات الشعب المصرى و أنها كانت ثورة جماهيرية لم يشهد مثلها التاريخ الحديث.

نقيب الإعلاميين: العناية الإلهية ونجاح ثورة 30 يونيو عبرت بنا الى بر الأمان -
24/06/2020 | 10:00 ص

عزل وزير الإعلام المصري في المنزل بسبب كورونا صحيفة المواطن الإلكترونية

يخضع وزير الدولة للإعلام في مصر أسامة هيكل للعزل المنزلي بعد مخالطته لأحد الأشخاص تأكدت إصابته بفيروس كورونا قبل أيام.

عزل وزير الإعلام المصري في المنزل بسبب كورونا   صحيفة المواطن الإلكترونية
24/06/2020 | 10:00 ص

نزاع الاختصاصات يعمق أزمات الإعلام المصري الشرق الأوسط

جريدة الشرق الأوسط صحيفة عربية دولية تهتم بآخر الأخبار بجميع أنواعها على المستويين العربي والعالمي.

نزاع الاختصاصات يعمق أزمات الإعلام المصري   الشرق الأوسط
24/06/2020 | 10:00 ص

اشتباه في إصابة وزير الإعلام المصري بكورونا الجزيرة مباشر

ونشرت الصفحة الرسمية لوزارة الدولة للإعلام المصرية بيانا أعلن فيه الوزير عن اشتباه إصابته بالفيروس. وقال البيان "أسامة هيكل: الحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه.. نظرا لمخالطة أحد مصابي كورونا ، تم وضعي فى العزل المنزلي لعدة أيام".

اشتباه في إصابة وزير الإعلام المصري بكورونا   الجزيرة مباشر
24/06/2020 | 10:00 ص

ليبيا وسد النهضة يتحديان الإعلام المصري صحيفة العرب

التجييش التركي القطري الإخواني بحاجة إلى مقابل موضوعي ترسم القاهرة معالمه بدقة.

ليبيا وسد النهضة يتحديان الإعلام المصري      صحيفة العرب
07/06/2020 | 2:00 ص

الإعلام المصري مشغول: نيللي تزوجت وشيرين تطلّقت!

لم تهدأ المواقع الفنية المصرية منذ ساعات، مع الكشف عن تفاصيل الخلاف الذي وقع بين شيرين عبدالوهاب وزوجها حسام حبيب، إضافة إلى زواج نيللي كريم من رجل الاعلام عمر إسلام. بالنسبة إلى الواقعة الأولى، راحت المواقع وصفحات السوشال ميديا تغوص في الخلاف الذي وقع بين الزوجين وتطور إلى حد طلب المغنية المصرية الطلاق. ولفتت المواقع إلى أن إشكالاً وقع بين الثنائي سرعان ما تطوّر، إلى درجة أنّ نجمة أغنية «مشاعر» استعانت بصديقها الممثل أحمد سعد للتدخل. وتطور الخلاف بين سعد وحسام ووصل إلى حدّ الضرب. هذه التفاصيل، كانت محط إهتمام الصحافة التي تعنى بأخبار النجوم. على الضفة نفسها، نفت شيرين تلك الواقعة بتغريدة على تويتر قائلة فيها «قريت أخبار أو بمعنى أصح إشاعات مالهاش أي أساس من الصحة ومش مظبوطة بالمرة». من جانبه، خرج حسام حبيب للاضواء نافياً الخبر مغرداً ومقتبساً آتية من القران الكريم «فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً». على الضفة الأخرى، خرجت نيللي كريم للإعلام نافية أيضاً خبر زواجها من عمر إسلام. وأكدت الممثلة المصرية في لقاء مع موقع «اليوم السابع»، أن هناك بالفعل مشروعاً قائماً، لكن لم

الإعلام المصري مشغول: نيللي تزوجت وشيرين تطلّقت!
07/06/2020 | 2:00 ص

خط الخدمات الساخن بوابة الإعلام المصري لاستعادة الجمهور مصطفى عبيد صحيفة العرب

صحف وفضائيات ومواقع إلكترونية تتحول إلى جسر إغاثة للمصابين بفايروس كورونا.

خط الخدمات الساخن بوابة الإعلام المصري لاستعادة الجمهور   مصطفى عبيد   صحيفة العرب


فنان ورياضي وشيخ .. كيف يتخلص الإعلام المصري من ظاهرة الباراشوت ؟ الاعلام المصري الرسالة - نجاح البرامج التي يُقدمها الفنانين أو الرياضيين أو رجال الدين، لا يُقاس بمدى مهنيتها بل بحجم الإعلانات التي يجتذبها مُقدم البرنامج ونسب المشاهدة



اشترك ليصلك كل جديد عن الاعلام المصري

خيارات

المصدر https://www.elrsala.com/news/5c24ba9ddf9c0109cb5a410c/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D9%88%D9%85%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AA/%D9%81%D9%86%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D9%88%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D9%83%D9%8A%D9%81-%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D9%84%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D9%88%D8%AA https://www.elrsala.com
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي فنان ورياضي وشيخ .. كيف يتخلص الإعلام المصري من ظاهرة الباراشوت ؟

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars