سيناريوهات ما بعد الخروج الأمريكي من سوريا.. تحالفات وتحديات
03/01/2019 | 2:00 ص 0 comments
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، طرحت الكثير من التساؤلات منها: لماذا تهم سوريا؟ ولماذا شرق سوريا تحديدا؟ ما هي التحديات التي تواجهها الأزمة السورية الآن؟ وما هي السيناريوهات ...
منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، طرحت الكثير من التساؤلات منها: لماذا تهم سوريا؟ ولماذا شرق سوريا تحديدا؟ ما هي التحديات التي تواجهها الأزمة السورية الآن؟ وما هي السيناريوهات المتوقعة من جميع الأطراف؟. الإجابة على تلك التساؤلات تتيح فهم أكبر لما يحدث الآن في سوريا.
على المستوى الإقليمي، يزعزع الصراع السوري الآن الشرق الأوسط، فمثلا لقد كان لبنان شديد التوتر بالعنف والتوترات الطائفية التي تتدفق مباشرة من سوريا حيث انتقل أكثر من مليون لاجئ سوري عبر الحدود إلى لبنان، ووفقًا لأحد التقارير، يصل 12 ألف لاجئ كل أسبوع إلى رابع أكبر مدينة في الأردن اليوم هو مخيم الزعتري السوري للاجئين، كما تأثرت تركيا سلبًا، وإن كان ذلك بدرجة أقل. ويعيش أكثر من 600 ألف لاجئ حاليًا على الحدود التركية السورية، وأصبح دور تركيا في الصراع السوري من أهم الخلافات في السياسة التركية المحلية.
علاوة على ذلك، زاد النزاع السوري من حدة التوترات الطائفية عبر العالم العربي الإسلامي، وقد زاد هذا من عدم الاستقرار السياسي في جميع أنحاء المنطقة، وتغذي هذه التوترات الدينية جزئيا التنافس الإقليمي بين السعودية وحلفائها من جانب وإيران وحلفائها من جانب آخر.
بالاضافة إلى ظهور تنظيم داعش في خضم الصراع السوري، فبعد عقد من هجمات 11 سبتمبر وكبح جماح تنظيم القاعدة، تم منح هذه الشبكة الإرهابية فرصة جديدة للحياة، وفقا للصحفي بيتر بيرجن، مؤلف العديد من الكتب حول التنظيم وقيادته، أصبحت الجماعات الإسلامية المتطرفة المرتبطة بالقاعدة أقوى وأكثر تأثيرا في سياسات الشرق الأوسط مما كانت عليه في أي وقت منذ 11 سبتمبر، وهذا هو نتيجة مباشرة للنزاع المستمر في سوريا، وهذا التطور المقلق للغاية له آثار واضحة على الأمن العالمي، خاصة بالنسبة لأوروبا والولايات المتحدة.
ووفقا للاتحاد الأوروبي، فإن ما يقرب من ألفي شاب مسلم من مختلف البلدان الأوروبية قد سافروا إلى سوريا، وحسب مارك تريفيديتش، وهو قاض فرنسي ومتخصص في التطرف الإسلامي، ماذا سيحدث عندما يعودون إلى ديارهم؟ هذا التطور له عواقب محتملة على الأمن الأوروبي والمناقشات الداخلية المتعلقة بالتعددية الثقافية والهجرة ودمج المجتمعات المسلمة المهاجرة، كما أنه يغذي نيران الأحزاب السياسية اليمينية في أوروبا وجداول أعمالهم الوطنية، ومن هنا أصبحت سوريا هي الآن التحدي الرئيسي الذي يواجه الأجهزة الأمنية في دول العالم.
وحتى بالنسبة لآسيا فإنه يتم الآن الشعور بآثار الصراع السوري في مناطق بعيدة مثل جنوب شرق آسيا، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن معهد تحليل السياسات في الصراع في جاكرتا، فإن سوريا استولت على عقل المتطرفين الإندونيسيين بطريقة لم تكن بها حرب أجنبية من قبل، مما غذى إحياء حركة ارهابية في الداخل، وقد سافر ما يقرب من خمسين إندونيسيًا إلى سوريا ويعتقد أن هناك المزيد في الطريق.
وتقوّض هذه التحديات السابقة الافتراض الأساسي النابع من التوجه الأمريكي حول سوريا حيث يزعم الكثيرون في مؤسسة السياسة الخارجية أن الصراع في سوريا يمكن احتوائه داخل حدودها، أو على الأقل داخل المنطقة، إلا أن الأزمة السورية تؤثر على المنطقة العربية والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا وآسيا، هي قضية عالمية رئيسية.
وعلى ذلك فإن هذه هي القضايا التي يجب مراعاتها عند التفكير في الصراع في سوريا وكيفية حلها، بالإضافة إلى أن العالم يتعامل مع نظام في دمشق يجسد شعارات مثل: "الله، بشار، سوريا ولا شيء آخر" و"الأسد أو نحرق البلاد"، وهي حقيقة مهمة أن بشار الأسد يتمتع بشعبية بين الشباب وليس فقط الكبار في السن، حسبما يقول الخبير السياسي جوشوا لانديس من جامعة أوكلاهوما وهو يؤكد قائلا: "أنا دائما مندهش من أن الرجل العادي في الشارع، وسيارة الأجرة أو الشخص الذي تتحدث إليه في مطعم أو في أي مكان، لا يتحدثون عن افتقادهم الديمقراطية في ظل الأسد".
ومن هنا نعرف أن سوريا تهم العالم من شرقه إلى غربه، ولكن لماذا المنطقة التي تغادرها الولايات المتحدة في شرق سوريا تهم بشكل أكبر أكثر من تركيز العالم على دمشق حتى؟
- هي مفصولة بشكل أنيق عن بقية سورية على ضفاف نهر الفرات، ويشمل ذلك محافظة الحسكة السورية، وأجزاء من محافظتي الرقة ودير الزور، ومنطقة صغيرة على نهر الفرات حيث تقع منبج في شمال شرق سوريا.
هذه منطقة من سوريا تأثرت بشكل كبير بظهور تنظيم داعش في عام 2013، وقبل ذلك، تم إهمال الأجزاء الكردية في هذه المنطقة منذ زمن، وبعد الاضطرابات في سوريا سيطرت "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة من التحالف الدولي على نحو ثلث مساحة سوريا الواقعة في مناطق شرق نهر الفرات بعد استعادتها من قبضة تنظيم داعش، فضلا عن أن شرق سوريا هي منطقة كبيرة، أكثر من ضعف حجم إسرائيل، تقريبا بحجم ولاية فرجينيا الغربية وغنية بالموارد، لديها نفط في الجنوب بالقرب من نهر الفرات، والقمح والزراعة في الشمال على طول الحدود التركية.
كما تسيطر على نحو 90% من الثروة النفطية بالإضافة إلى 45 % من إنتاج الغاز، وتتركز أغلب حقول النفط في شرقي وشمال شرقي البلاد، ومنذ خروج هذه الحقول عن سيطرة الحكومة على فترات زمنية مختلفة عقب اندلاع الأزمة السورية عام 2011 وحتى الوقت الحالي، لا يعرف بالضبط أوضاع هذه الحقول من حيث الانتاج وحجم الأضرار التي لحقت بالآبار وبتجهيزات الإنتاج فيها، ومن هنا تزيد أهمية منطقة شرق سوريا التي غادرها ترامب أو على وشك مغادرتها.
ومع نمو دور الولايات المتحدة في شرق سوريا في عامي 2017 و2018، اعتبر البعض في إدارة ترامب أنه قوة ضد دور إيران في سوريا، وأشار المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة ستبقى لعدة سنوات لإعادة بناء واستقرار المنطقة حتى لا تعود داعش، وبالتالي لن تمدد إيران نفوذها في المنطقة، لكن ترامب رأى تورط الولايات المتحدة في شرق سوريا من خلال منظور تورط الولايات المتحدة في الصراع السوري الذي يعود إلى عام 2011.
وفي ظل الوضع الذي أثاره ترامب في شرق سوريا فإن العديد من الاطراف تأثرت، بالاضافة إلى العملية القائمة الآن للتصالح بين دمشق والأكراد بعد أن طالبت سوريا الديمقراطية الأسد بالتدخل بعد قرار ترامب، ومن هنا ترى تركيا ان ذلك يعد تهديدا حيث تنظر تركيا إلى المنطقة كمركز لنشاط حزب العمال الكردستاني الذي يهم أنقرة لأن منذ عام 2015 تحارب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني، لقد سعت تركيا إلى ضرب أعضاء حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، للوصول إلى ما وراء شرق سوريا وتطويق المنطقة، كما تدخلت تركيا في شمال سوريا وعفرين في شمال غرب سوريا لمنع الأكراد من التوسع، وتريد تركيا الآن التدخل في شرق سوريا كجزء أخير من حملتها ضد حزب العمال الكردستاني.
وبالنسبة لروسيا، فإن شرق سوريا مهم لأنه مجال آخر يمكنه أن يساعد النظام السوري على العودة إلى سيطرة دمشق مما يزيد من مكانة موسكو في المنطقة حيث ساعدت روسيا في التوسط بين إيران وتركيا في أستانا وسوتشي وجنيف وإدلب، وفي كل مكان، نمت روسيا في التأثير كبلد واحد يمكن للجميع الذهاب إليه، ليحل محل الدور الذي كانت الولايات المتحدة تلعبه في المنطقة، وسيكون شرق سوريا قشة أخرى في سقف موسكو.
وبالنسبة لإيران، قد تكون شرق سوريا مهمة أيضًا حيث ان لديها ميليشيات تدعمها على طول نهر الفرات، وتود طهران أن يكون له نفوذ وأيضا لمنع انبعاث داعش، وويزعم همام الحمودي، عضو المجلس الأعلى الإسلامي في العراق، أن الانسحاب الأمريكي سيزيد من عودة ظهور داعش، ولم يقل ذلك لتشجيع الولايات المتحدة على البقاء، بل لتشجيع العراق وإيران على لعب دور أكبر، وسرعان ما ستضغط وسائل الإعلام الإيرانية من أجل المزيد من التدخل، عبر العراق، كجزء من رغبتها في تشكيل ممر نفوذ في سوريا.
وبالنسبة للعرب، وبما أن الولايات المتحدة تبتعد، لكن هناك أصوات في الولايات المتحدة ودول إقليمية تريد الاستمرار في ممارسة النفوذ الأمريكي في شرق سوريا، بالإضافة إلى ذلك سوف يرغب حلفاء الولايات المتحدة مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والمنطقة الكردية في شمال العراق في لعب دور، وتعيد دول الخليج علاقاتها مع دمشق، الأمر الذي قد يقودها إلى لعب دور مالي في إعادة بناء شرق سوريا.
وبالنسبة للأسد، نهاية الأمر باتت شبه واضحة، فهو يريد استعادة شرق سوريا، وفي البداية ربما يحدث الأمر بنوع من الاتفاق مع وحدات حماية الشعب الكردية، وسوف يتبعها اتفاقيات أخرى مع دول في المنطقة.
زيارة الموضوع الاصليسيناريوهات ما بعد الخروج الأمريكي من سوريا.. تحالفات وتحديات
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
الولايات المتحدة تدعو لتشكيل حكومة مدنية في سوريا وتلمح لإقرار إعفاءات أمريكية موجهة لدمشق قريبا - بوابة الشروق
دعت وزارة الخارجية الأمريكية إلى تشكيل حكومة شاملة يقودها المدنيون في سوريا.
سوريون يعانون الأمرين.. أرقام خيالية مجمدة عن ثروة الأسد
في وقت تعاني فيه الحكومة الجديدة في سوريا من وضع اقتصادي صعب، وتطالب برفع العقوبات الغربية، أقر البرلمان الأوروبي، الأربعاء، مشروع قرار يتيح استخدام الأصول
الجيش اللبناني ينفذ تدابير أمنية في منطقة حدودية مع سوريا - بوابة الشروق
بدأ الجيش اللبناني، اليوم الأربعاء، تنفيذ تدابير أمنية في منطقة حوش السيد علي - الهرمل في البقاع شرق لبنان؛ لضبط الأمن في منطقة الحدود اللبنانية
واشنطن وتل أبيب مهتمتان بتهجير سكان غزة إلى سوريا: فهل من رد سوري؟
أفاد تقرير لشبكة "سي بي سي نيوز"، نقلا عن "ثلاثة مصادر مطلعة على الجهود"، بأن إسرائيل والولايات المتحدة "مهتمتان بإعادة توطين سكان غزة في سوريا". يأتي هذا التقرير في وقت تعمل فيه إسرائيل على دفع خطة…
النفط في سوريا: من صراع الموارد إلى فرص التنمية المشتركة بعد اتفاق الحكومة وقسد - المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية
في تطور لافت على الساحة السورية، أُعلن عن اتفاق بين الرئيس السوري، أحمد الشرع، وقائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مظلوم عبدي، بهدف دمج المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا ضمن مؤسسات الدولة. حيث يتضمن الاتفاق عدة بنود مهمة تمثل مرحلة جديدة في العلاقة بين الحكومة السورية والأكراد. أبرز ما يتضمنه هذا […]
سوريا: لماذا كلف قصر الشعب الرئاسي مليار دولار؟ - BBC News عربي
يعتزم رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع فتح قصر الشعب الرئاسي، المطل على العاصمة دمشق، أمام الزيارة العامة في المستقبل.
الجيش اللبناني يغلق 4 معابر غير شرعية مع سوريا مصراوى
الجيش اللبناني يغلق 4 معابر غير شرعية مع سوريا | مصراوى
سيناريوهات ما بعد الخروج الأمريكي من سوريا.. تحالفات وتحديات اخبار سوريا منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من سوريا، طرحت الكثير من التساؤلات منها: لماذا تهم سوريا؟ ولماذا شرق سوريا تحديدا؟ ما هي التحديات التي تواجهها الأزمة السورية الآن؟ وما هي السيناريوهات ...
التعليقات علي سيناريوهات ما بعد الخروج الأمريكي من سوريا.. تحالفات وتحديات