لعبة بابجي .. أخطبوط إلكتروني يحاصر الأسرة العربية شيرين الديداموني صحيفة العرب
13/01/2019 | 11:50 م 0 comments
حمّى اللعبة الإلكترونية "بابجي" تنتقل بين البلدان العربية لتصبح حديث الشارع لما سببته من تحريض على العنف.
أثارت اللعبة الإلكترونية “بابجي” جدلا واسعا بين الكثير من الأسر العربية، لما نتج عنها من أحداث خطيرة، وتدخلت جهات رسمية لحظرها، وتم إصدار فتاوى دينية بتحريمها إلا أنها ظلت كالأخطبوط تلف أذرعها حول أفراد الأسرة دون استثناء لما تتميّز به من تفاعلات وسهولة في تحميلها على الهواتف النقالة. وتسيطر اللعبة على عقول الأطفال والمراهقين وتدفعهم نحو سلوكيات تجعلهم يضرون بأنفسهم أو بالمحيطين بهم، وشهدت العديد من الدول العربية مثل مصر والعراق الأردن حوادث خطيرة مست سلامة عدد من الأسر بسببها.
القاهرة - دخلت لعبة “بابجي” مجال التسويق في مصر ومنذ أيام اتخذها متجر بمدينة نصر (شرق القاهرة)، وسيلة جديدة للدعاية، وأعلن بيع فساتين السهرة بخصم لأي فتاة تقوم بخوض المغامرة وتصل إلى المركز الأول.
“غرباء في بيتي”.. هكذا تصف إيناس اللعبة الإلكترونية “بابجي”، فقد كانت مهتمة بشغل طفلها سيف صاحب الستة أعوام بما يُسليه بينما هي تقضي مشاغلها اليومية. اشترت له هاتفا حديثا لتنزيل الألعاب عليه، ومنها اللعبة “بابجي”، ظنا منها أنها تُنمِّي قدراته وإدراكه، لكن بعد أسبوع من ممارسته اللعبة وجدت أصواتا لأشخاص متعددي اللهجات تنبعث من الهاتف ويتحدثون كأنهم يشاركونهم المنزل.
قلق الأم اضطرها إلى خوض اللعبة، فصدمتها مبارزات سيريالية بمسدسات وبنادق يتصاعد منها دخان البارود ورائحة الغبار والدم، فتطبيق اللعبة مجاني على الهواتف الذكية، وهو عبارة عن لاعبين مجهولين في ساحة معركة. وتقوم فكرتها على هبوط مئة لاعب من مختلف أنحاء العالم من طائرة حربية لمدة نصف ساعة إلى خارطة ويقاتلون بأسلحة يتجاوز عددها 38 سلاحا، ما بين أسلحة يدوية، كالمقلاع والساطور، وأخرى خفيفة مثل المسدسات والرشاشات، والرابح من يقضي على الأعداء. وتقول الأم لـ”العرب” إن مخاطر اللعبة تجاوزت العدوانية والقتال وأيضا الغرباء، فقد عثرت في حقيبة ابنها على حقنة “أدرينالين” ومشروب للطاقة مكتوب عليه فوق الـ18 عاما، وعندما واجهته قال ببراءة إنه اشتراهما للحصول على الصحة والطاقة كما في “بابجي”. وتمجّد اللعبة استخدام المسكنات ومشروب الطاقة والأدرينالين للبقاء على قيد الحياة، وتدعي أنها تعطي نشاطا بنسبة 100 بالمئة في المعارك النهائية.
طلبت الأم من ابنها عدم الاستمرار في اللعبة، لكنه لم يستجب فحذفت تطبيقها، وما يقلقها هو مرور الطفل بحالة نفسية سيئة ما اضطرها إلى اللجوء لطبيب نفسي.
ولم تكن السيدة المصرية وحدها أسيرة تلك المأساة، فالكثير من الأمهات في العالم العربي وقعن في فخ اللعبة “بابجي” بعدما تخطت مرحلة التسلية لتصبح مثل سفيرة موت في الأسابيع الأخيرة إذ ارتبطت بعدد من الجرائم.
وشهد العراق حادثة وفاة بسبب اللعبة ذاتها، وكانت شرطة أربيل قد أعلنت مقتل شاب أثناء محاولته محاكاة لعبة “بابجي” مع أصدقائه، وتحدثت تقارير عن أن اللعبة آفة تهدد الأسرة العراقية، وأنها أوصلت بعض الأزواج إلى ساحات المحاكم طلبا للطلاق.
وانتقلت حمّى “بابجي” إلى سوريا وأصبحت حديث الشارع لما سببته من تحريض على العنف، وكذلك في مصر حيث أقدم طالب بمحافظة الإسكندرية يبلغ من العمر 16 عاما على قتل معلمته، وأثناء التحقيق قال “تخيلت نفسي داخل لعبة ‘بابجي’ ولم أجد أمامي سوى قتل المعلمة”. وتقول حبيبة إسماعيل، محاسبة في أحد البنوك الخاصة، لـ”العرب” إن “بابجي” تتميز عن الألعاب الأخرى بالمحادثة الصوتية، ويمكن للفريق تبادل الحوار بشكل خاص أثناء اللعب مع الخصم.
اللعبة تم تحديثها لإضافة اللغة العربية، لجذب المزيد من اللاعبين ومكافأتهم على عدم الاستجابة لدعوات التحذير
وأدمنت السيدة اللعبة لأنها وفّرت لها مكالمات دولية للتحدث مع عائلتها وأصدقائها حول العالم بلا رسوم أو اشتراكات، ومع مرور الوقت أدركت أن الميزة الصوتية تشكل وبالا لأذنيها بعدما تسللت إليها ألفاظ بذيئة من جنسيات مختلفة.
ورحّبت كأم في البداية باللعبة ظنا منها أنها تجمع بين أبنائها، لكنها اكتشفت أنها تحرّضهم على العنف، فالأبناء يقضون ساعات طويلة يمارسونها، ويتذمرون من طلبات أمهم لأنها تعطلهم عن الفوز، وأصبحت لا تراهم إلا أثناء وجبة واحدة يتناولونها معها في اليوم.وتشتكي الأم من أن اللعبة استنزفت أموالها بسبب إقبال الأبناء على شراء أسلحة جديدة ليتفوقوا على المنافسين، والمشكلة أنها لم تستطع منعهم من لعبها لأنهم مدمنون عليها.
ويسرد الطفل آسر أحمد عيوب المحادثات الصوتية باللعبة، فبعض المتسابقين يسيئون لأسرهم ومجتمعاتهم، شارحا لـ”العرب” أن “أكو عرب في الطيارة”، عبارة متداولة في دردشاتهم، وتشير إلى فخر الشباب العرب fتواجدهم باللعبة أسوة ببقية اللاعبين العالميين لكن البعض يتحرش لفظيا باللاعبين.
وأمرت مديرية الأمن العام في الأردن كوادرها بعدم تحميل أو ممارسة لعبة “بابجي”، لأنها تنمّي العنف وتدخل اللاعب في حالة استفزاز للخصم ومن ثم يرتكب أعمال قتل وتدمير.
وحققت “بابجي” أرباحا خيالية، حيث تم بيع أكثر من 50 مليون نسخة حول العالم، وسط شعبية كبيرة لها، ووصل عدد اللاعبين حوالي 400 مليون. وتؤكد سلمى أشرف (مهندسة كمبيوتر)، أن التحريم والتحذير لم ولن يحدا من انتشار اللعبة ولو تم حظرها، فالخبراء في مجال التقنيات قد يقومون بتسريب طرق فك الشفرة.
وتضيف أن اللعبة تم تحديثها منذ فترة وجيزة لإضافة اللغة العربية، لجذب المزيد من اللاعبين ومكافأتهم على عدم الاستجابة لدعوات التحذير، وجرى تقديم حوافز مغرية، مثل إمكانية اللعب مع لاعبين من شبكات مختلفة للإنترنت، ما يتيح للاعبين من شرق آسيا وأوروبا والدول العربية اللعب معا في نفس المباريات، بدلا من لعب كل منهم بمنطقته.
وتزيد من شعبية اللعبة مشاركة بعض الفنانين للجمهور في ساحات قتال “بابجي”، فالفنان المصري أحمد السقا، تحدث عبر تويتر عن إدمانه للعبة بالقول “إما توقفوا اللعبة وإما أرمي الموبايل، لأني بهذه الطريقة لن أعمل”.
ويصف أستاذ الطب النفسي حامد عبدالواحد، اللعبة بـ”المرض الخبيث” فلا تظهر أثارها إلا بعد انتشارها، وهي صديق متاح في كل الأوقات ورهن الإشارة. ويوضح لـ”العرب” أن الحجب والحظر وحتى التحريم لم تعد وسائل فعالة مع الأجيال الجديدة، بل تأتي بنتيجة عكسية، ولن يعجز الشباب عن إيجاد طرق للعبها، والحل يظل تفعيل الحوارات الأسرية البنّاءة الغائبة عن البيوت العربية.
زيارة الموضوع الاصليلعبة بابجي .. أخطبوط إلكتروني يحاصر الأسرة العربية شيرين الديداموني صحيفة العرب
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
مهرجان الألعاب الصيفي 2025: التاريخ والوقت والبرنامج... كل ما تريد معرفته عن فعالية الألعاب - Sortiraparis.com
تنبيه حدث لزملائنا اللاعبين! مهرجان الألعاب الصيفي، وهو مؤتمر ألعاب الفيديو الذي تم إطلاقه في أعقاب نهاية E3، ينتظركم عبر الإنترنت في يونيو 2025. التاريخ والوقت والبرنامج... سنخبركم كل شيء عنه!

طريقة تنزيل أحدث نسخة من لعبة Squid Game: Unleashed الأصلية 2025 للاندرويد وأيفون واستمتع بتحديات البقاء المثيرة - بوابة الزهراء
في السنوات الأخيرة حققت الألعاب الإلكترونية شعبية واسعة بين مختلف الفئات العمرية، خاصة مع ظهور ألعاب تعتمد على قصص مثيرة ومفاهيم جديدة تجذب المستخدمين، من بين

دخول العالم الافتراضي: متعة لعب ألعاب محاكاة الحياة
هل تحتاج إلى ثلاجة ألعاب محاكاة الحياة؟

من لندن إلى مكة شراعاً... حجاج بريطانيون يخوضون ملحمة بحرية 59 يوماً لأداء الحج
أظهرت دراسة بريطانية أن لعبة البطاقات المصورة الشهيرة «ديكسيت» (Dixit) تمثل وسيلة فعّالة لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.

أفضل ألعاب الاستراتيجية التي تحترم وقتك - سعودي جيمر
أفضل ألعاب الاستراتيجية التي تحترم وقتك

طائرة الزمالك تستعيد لعبة لصفوف الفريق يلاكورة
أعلن مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، عن التعاقد مع محمد مصطفى "لعبة" لاعب منتخب مصر لكرة الطائرة، ويأتي ذلك من أجل تدعيم صفوف الفريق في إطار الاستعداد للموسم الجديد.

مسلسل لعبة حب الحلقة 76، تعاون شركتي إيليفا وسيرينتي
شهدت أحداث مسلسل لعبة حب الحلقة 76 تعاون شركتي سيرين “ساشا دحدوح” ومالك “معتصم النهار” لإنجاز مشروعات إيليفا بسرعة، حيث عرض رامي “جو طراد” الأمر على سيرين ووافقت، وحرصت سما “نور علي” على إرسال رسالة تهنئة لمالك فرد هو في البداية بشكر فقط ثم أخبر سما أن تصميماتها متميزة فشعرت بالسعادة. وكان من المفترض

لعبة بابجي .. أخطبوط إلكتروني يحاصر الأسرة العربية شيرين الديداموني صحيفة العرب ألعاب وترفيه حمّى اللعبة الإلكترونية "بابجي" تنتقل بين البلدان العربية لتصبح حديث الشارع لما سببته من تحريض على العنف.
التعليقات علي لعبة بابجي .. أخطبوط إلكتروني يحاصر الأسرة العربية شيرين الديداموني صحيفة العرب