المرأة والحب .. فى قصة الفكر التائه
21/01/2019 | 2:00 ص 0 comments
من الذى تآمر على الحقيقة وأراد لها ذلك العزل عن الوجود الاجتماعى محتمى بمظلة التطور والتقدم والحضارة؟ كان هذا أحد التساؤلات المهمة التى طرحها الدكتور محمد حسين أبو
من الذى تآمر على الحقيقة وأراد لها ذلك العزل عن الوجود الاجتماعى محتمى بمظلة التطور والتقدم والحضارة؟
كان هذا أحد التساؤلات المهمة التى طرحها الدكتور محمد حسين أبو العلا عبر مؤلفه الأخير الصادر عن دار مركز الحضارة العربية عام 2018 (قصة الفكر التائه ... كارثة ما بعد الحقيقة) بل وتبعه بعدد من الأسئلة الصادمة ومنها: "كيف بلغت الجرأة والرعونة بالإنسان المعاصر أن يوقف مسيرة الدأب المتواصل؟، ومتى كان التطور والتقدم يكمن فى عزل الماضى عن المستقبل؟، وهل يعد ذلك تحديثا وتقدمية مكتملة الدلالات؟ وما مستقبليات هذا التحديث وانعكاساته على قفزة الواقع وارتقائه؟، ومن يتطوع الآن لإنقاذ المستقبل بوصله بتلابيب الماضى وإنقاذ الماضى بإيصاله لبوادر المستقبل؟"
إنه الغوص فى قصة الفكر الممتدة عبر الأزمنة والأمكنة، تلك القصة التى جمعها أبو العلا على لسان حال من دونوها فى المجالات المختلفة الحياة، السياسة، الثقافة، الفن والعلم، اﻷديان، المرأة والحب.
• ولأنها المرأة محور الحياة ولعبة السياسة وأيقونة الفن وبدعة الأديان جاء الفصل الأخير من الكتاب تحت عنوان "المرأة والحب .. شجون السعادة" والذى بدأه بـ49 مفردة هى: ( الحب، العشق، الغزل، المكر، الجمال، الإلهام، السحر، الخديعة، الشغف، العاطفة، الإحساس، الشعور، الكيد، الوجدان، الخيال، الوهم، السراب، الجفاء، الجوى، النجوى، الشكوى، الألم، الحيرة، الهوى، الشوق، الغدر، الحنان، الغرام، الوله، العجب، الحرمان، الذكرى، العذاب، الفتنة، الحسن، الرقة، الصبابة، الجاذبية، الهيام، الوحشة، الهجر، الضنى، الغواية، النشوة، الشك، الولع، الحلم، الدفء، الألفة)، جمعها فى إشارة لازدواجية فكر المرأة بل ومشاعرها إلى الحد الذى لا يمكن أن تفهم معه دواخلها أو حتى ظواهرها من قول أو فعل.
وليس أدل على ذلك من قوله إن تلك المفردات لم يعرفها قاموس العلماء ولا معجم الفلاسفة ولا موسوعات الساسة ولا أطالس الحروب ولا تحتويها شروح الاجتماع والاقتصاد، ثم تأكيده على ذلك بوصفه لعالم المرأة بأنه زمن يتوارى فيه الزمن الفلسفى ويصبح الزمن النفسى هو المعيار.
والحقيقة .. ورغم اتفاقى معه فى كل محاور الكتاب أتساءل فى هذا المحور هل يمدح المؤلف قلب المرأة ويذم عقلها أم يمدح عقلها الذى أحاك تلك الإشكالية التى ذهبت بالرجال إلى هذه الدرجة من الإيهام؟، وهل قوله ذلك يعادل وصف المرأة بأنها رومانسية مع احتفاظها بأدوات التفكير المنطقى فى شتى أمور حياتها أم أنه ينفى عنها ذلك الوجود العاقل الفاعل؟!
ثم أية حب أو شجون وأية سعادة تلك التى قصدها أبو العلا بعد ما أراد أن يقولب ذات المرأة فى منطقة لم تغادرها فى عقول الكثيرين حتى من أصحاب الفكر الليبرالى؟
فنجده يقول: "إن المرأة استطاعت أن تغير التاريخ حين هزت عروشا أو شتت جيوشا، لكنها تجاهلت الجغرافيا حيث لم تستطع أن تسجل بصماتها على الأنهار والصخور أو تحجب العواصف والأعاصير أو تزحزح الجبال". وبنفس المنطق الذى لا أتفق معه أستطيع أن أرد قائلة: "ربما لم تغير فى جغرافيا الأرض وإنما غيرت فى جغرافيا الكون حيث نزلت بآدم إلى الأرض فعمرتها".
وعن الضعف الأنثوى يقول: "إن المرأة ظلت تحتمى بهذا الضعف وتحيله فى انسيابية إلى قوة خارقة توظفها فى استلاب ما تريد حتى لو كانت حشاشة الروح دون أن تبالى أنها الفاعل" ، وأقول: إن إبراز هذا الضعف الأنثوى هو ما يحلو للرجال وعلى كافة مستوياتهم الاجتماعية وتوجهاتهم الأيديولوجية أن تظهره لهم المرأة، فكيف تتندرون بما ترغبون فيه كحماية لنرجسية فى غير موضعها ولقوة مصطنعة ولقرارات فردية طائشة أحيانا".
وهنا لى وقفة ليست مع المؤلف وإنما مع طبيعة المرأة .. هل تحتمى المرأة فى ضعفها حقا أم أنه نوع من رد الفعل من منطلق إن ما لم يؤخذ بالقوة يؤخذ بالاستكانة، فى حين أن للرجال منطقا مغايرا قائما على أن ما لم يؤخذ باللين يؤخذ بالقوة، وللحالتين دلالة سلبية واضحة تعنى عدم تنازل أحدهما عما يراه صحيحا أو ما يراه حقا لابد أن يؤخذ رغم اختلاف الأساليب.
حتى إن المؤلف ذاته يعود ويتساءل: هل بالفعل ظلت المرأة مترنحة تطحنها مخاضات التوافق والتكيف والاندماج بعيدا عن أمانى التوحد والاسترسال الذاتى والبصيرة الوجدانية؟.
ويجيب بعد ما خلع عن نفسه ثوب التباهى بعداوة المرأة والتى تعد منطقة ملهمة ومستحبة لدى الكثيرين "حقا إن المرأة ليست كيانا محدودا منغلقا يمكن احتواؤه وإنما هى قضية كبرى عالم لا متناه استهلك عقولا وعصورا وتشعبت حوله الرؤى واحتدمت الخلافات وكثرت التوصيفات، بل ويؤكد على أن المرأة صارت هى العالم الأثير لدى الرجل".
حقا .. إنها قضية الليل والنهار، الشمس والقمر، الخلق والخليقة لا أحد يعلم أيهما وجد أولا وأيهما تبع الآخر، حتى إنه لم يعد مقنعا هذا الادعاء من الرجال بأننا شركاء الحياة ولا كافيا ذلك التهافت على الاعتراف بذلك لأن الاشكالية بيننا ممتدة منذ بدء الخليقة وحتى الانفجار الثانى.
• وعلى الرغم من أنه الحب سر أسرار الحياة بما له من طاقة روحية قادرة على استيعاب أسباب الاشتباك الناتج عن الفهم أو اللا فهم بين طرفى الحياة، إلا أن لأبو العلا رأيا مغايرا حيث وقف بين حرفيه الحاء والباء ليؤصل من جديد أسباب الاختلاف الجوهرى بين الرجل والمرأة فيقول: "إن الاتفاق بينهما على الحب كمبدأ والاختلاف حول مفهومه، وأن هذا الاختلاف جعله يفصح عن كنة أشياء كثيرة تجهلها المرأة فى إشارة لقصور الفهم عندها فى حين أن الرجل كما يرى المؤلف يتعلمها ليس إرضاء للحب أو للحبيبة وإنما إرضاء للحكمة"
وأتساءل: لماذا يقدم الرجال على هذه التضحية التى تؤكد إنسانية فى غير موضعها ورومانسية مصطنعة وألفة على اضطرار بينهم وبين النساء؟
ويجيب المؤلف " انصياعا لتراتيل السلام العاطفى ولم يقل حبا وعشقا ليؤكد دون قصد على شفافية المرأة التى قد نختلف على وسائلها لكن نتفق على هدفها وهو الحب انصياعا واستجداء واستسلاما".
وإن كان المؤلف يرجع بتأصيل هذا المنطق إلى حواء القديمة ووريثتيها حواء المعاصرة والمستقبل إلا أنه نسىص أن يؤصل لفكرة الحب لدى الرجل أيضا باستخدامه له إرضاء للحكمة واستجداء للألفة النفسية التى يحتاجها.
وكعادتهم معشر الرجال يرمون النساء بنواقصهم الشعورية وقصورهم الفكرى وضعف منطقهم حيث يتساءل المؤلف فى سخرية مصطنعة "متى يحقق الحب مراتب السمو الروحى ويكون فاعلا فى تطهير النفس؟ وهل يغدو الحب فى لحظة وصفها نقمة كبرى مولدة لمشاعر الندم ولماذا يخامرنا الشعور والحس أحيانا بأنه وهم أو داء شعورى وبيل؟"
وأجيب نيابة عنه حين يقدم عليه الرجال لذاته وليس إرضاء للحكمة التى هى إرضاء بدورها للنرجسية الذكورية.
وفى ازدواجية عهدناها فى الرجل الشرقى نجده وقد عرف الحب على أنه الشعور الخمرى الذى يخلد إليه الرجل مطمئنا ويشعر إزاءه أن الأرض قد مادت به وأنه يحلق فى أجواء الكون ويتصدى للشيطان، فقد منحه الحب قوة أسطورية لكنها تظل أسيرة لاستجابة المرأة، وعليه أرى ضرورة أن تدخل المرأة الرجل إلى ذات عالم النقد الذى يشملها به بين الحين والآخر، ليس النقد الخاص الذى يرتبط فى الأساس بأمور شخصية وتفاصيل ذاتية يستطيع دائما الانفلات منها قبل إحكام القبضة كالتى يحكمها الرجال فى توصيفاتهم للنساء لأنها توصيفات عامة توحدوا عليها، والذى استشهد المؤلف بعباراتهم عن المرأة فى نهاية الفصل من أمثال توفيق الحكيم، أنيس منصور، جلال الدين الرومى، ابن عربى، وغيرهم.
• وليبقى الحب سر الوجود وأصل الحياة ما دام طرفيه على عهد الشد والجذب .. اختلافا واتفاقا.
زيارة الموضوع الاصليالمرأة والحب .. فى قصة الفكر التائه
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
الفرق بين الحب والإعجاب في لغة الجسد من منظور علم النفس - جريدة لحظات نيوز
قام علم النفس بتوضيح الفرق بين الحب والإعجاب، وذلك من خلال دراسات عديدة أثبتت أن الفروق تكون كالآتي :
لتحديد ضوابط العلاقة بين الزوجين.. «الإفتاء» تطلق أحدث إصداراتها «الفتوى وتنمية الأسرة» - الأسبوع
ضوابط العلاقة بين الزوجين.. يعتبر الزواج علاقة مقدسة بين الرجل والمرأة، وتتسامى بها كل معاني العطف كالحنان الحب والمودة والرحمة، والتضحية، حيث أولى الإسلام الأسرة اهتمامًا بالغا فحث عند الإقدام…

الخطر المقبل: الحب مع الذكاء الاصطناعي
إنها الساعة الثالثة ليلا ويقرر الرجل التكلم مع المرأة التي يعشقها، إنها المرأة الكاملة الأوصاف التي لن تنزعج لاتصاله بها في هذه الساعة المتأخرة، فهي دائما في انتظاره لإرضائه مهما كانت درجة انزعاجه وغضبه. يتصل بها، ويجدها في منتهى الترحاب، فتسأله عن يومه ومشاكله وتحاول التخفيف من همومه الكثيرة. ويشعر الرجل بسعادة بالغة لأنها تبدو […]

الحياة أنت وهي ترصد آراء المواطنين حول هل الحب أون لاين ممكن يتحول لعلاقة حقيقية؟ - بوابة الأهرام
استعرض برنامج الحياة أنت وهي الذي تقدمه الإعلامية راندا فكري، المذاع عبر قناة الحياة، تقريرا يرصد فيه آراء المواطنين حول هل الحب أون لاين ممكن يتحول لعلاقة حقيقية؟

آخر خطابات مصر تكشف أسرار الزواج الناجح: لا الحب و لا الفلوس السؤال الصعب سكاي نيوز عربية
تحترف واحدة من أقدم المهن التقليدية في العالم العربي وأكثرها عرضة للاندثار في عالم التطبيقات الذكية ومواقع السوشيال ميديا، رغم ذلك تسعى إلى التوفيق بين أحلام المرأة ومتطلبات الرجل وتحقيق آمانيهما في الحب.

ياسمين عز: برنامجي كتاب للحب مثل أبلة فضيلة في الطبخ
قدمت الإعلامية ياسمين عز، نصائح للفتيات في للتعامل مع العلاقات العاطفية، مشيرة إلى أن المرأة قطعة حلو الجاتوه بطعم الكريمة.

تامر حسني عن نجاح فيلم بحبك: لكل مجتهد نصيب - الجمهور الإخباري
عبر الفنان تامر حسني، عن سعادته بسبب تحقق فيلمه الذي يحمل اسم «بحبك» أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية والعربية، والعمل من بطولة هنا الزاهد، وحمدي الميرغني.

المرأة والحب .. فى قصة الفكر التائه حب وزواج من الذى تآمر على الحقيقة وأراد لها ذلك العزل عن الوجود الاجتماعى محتمى بمظلة التطور والتقدم والحضارة؟ كان هذا أحد التساؤلات المهمة التى طرحها الدكتور محمد حسين أبو
التعليقات علي المرأة والحب .. فى قصة الفكر التائه