محرقة شباب تعز دفاعا عن حدود السعودية - جريدة الشرق
25/03/2019 | 11:45 ص 0 comments
الحذيفي: المملكة تتجنب الاعتراف بالعجز العسكري في مواجهة مليشيات الحوثي
علي الذهب: الرياض تستغل دافعية الانتقام من الحوثيين للزج بشباب اليمن في محارق لا نهاية لها
القيادة السعودية ترغب في صون مقاتليها ببديل لا يكلف سوى مبالغ زهيدة
20 شابا من أبناء المدينة قتلوا خلال 5 أيام نوفمبر الماضي
مستشفيات جازان تكتظ بعشرات الجرحى من الشباب المقاتلين في الحدود السعودية
تفويج المقاتلين إلى الحدود تحول إلى تجارة سهلة لجني المال الوفير
كشف تحقيق أعدته "الجزيرة نت" عن استغلال المملكة العربية السعودية لحاجة الشباب اليمنيين المادية، بسبب الحرب التي تقودها في اليمن، لتجنيدهم كـ"مرتزقة" تدفع بهم الى أتون محرقة الدفاع عن حدودها الجنوبية، وذلك بمبالغ زهيدة، ودون أي التزامات مستقبلية أو حقوق.
أربعة أشهر تقريبا فصلت بين مغادرة الشاب "أسامة ع.ح.عجلان" منزل أسرته في تعز وبين مصرعه في جبهة "البقع" بمحافظة صعدة، عندما كان يقاتل ضمن كتائب "رديفة" جندتها الرياض للدفاع عن محافظاتها الجنوبية.
وفي أكتوبر 2018، تلقت أسرة أسامة اتصالا من رقم سعودي يبلغها بالخبر المحزن. وكان أسـامة (18 عاما) قد لقي حتفه في تلك الجبهة مع أربعـة آخرين من رفقائه بالحي والأحياء القريبة. بناء على الاتصال غادر شقيق أسامة إلى منطقة نجران، حيث يوجد مقر القيادة السعودية. استغرقت الرحلة أياما قطع خلالها قرابة 1900 كيلومتر، ليتفاجأ بأن جثة أخيه الأصغر أسامة قد دُفنت قبل وصوله بأيام. وبدلا من الجثة، سلمته السلطات السعودية ظرفا يحتوي على مبلغ 17 ألف ريال سعودي. كانت تلك هي قيمة روح أسامة، بينها ألفا ريال مقابل دفن الجثة، وفقا لرواية أحد الجيران في الحي، والذي تحدث للجزيرة نت بتحفظ شديد، مشترطا السرية.
15 ألف مقاتل
في أواخر عام 2016، استعانت السعودية بمقاتلين يمنيين بهدف تحرير وتأمين المناطق المتاخمة لحدودها الجنوبية مع اليمن. تحت ضغط الحاجة قرر أسامة، الشاب العاطل عن العمل -كما فعل آلاف مثله-، انتهاز ما اعتبرها "فرصة ثمينة" لجني المال، مغامرا بحياته لمساعدة أسرته الفقيرة. والآن، بعد وفاته أغلق هذا المصدر إلى الأبد. وهؤلاء الذين يذهبون للقتال على الحدود السعودية على هذا النحو، ليسوا سوى مجندين "وهميين" أو على الأرجح "مقاتلين مؤقتين"، تنتهي مهمتهم بإحدى ثلاث طرق: إما الموت، وإما التخلي والعودة (الفرار)، وإما انتهاء المعركة في أي وقت. وفي كل الحالات، فهم لا يتمتعون بأي حقوق أخرى غير تلك التي تمنح لهم أثناء القتال. إذ يشبههم البعض بحال "المرتزقة".
ويتراوح عدد اليمنيين الذين يقاتلون على الحدود السعودية ما بين 13 و15 ألف مقاتل من مختلف المحافظات اليمنية. طبقا لترجيحات مصدرين خاصين مختلفين، أحدهما يمني يتولى عملا إداريا في منطقة نجران، مرتبط بالجبهات الحدودية. وتدفع المملكة للمقاتلين رواتب تتراوح بين ( 1500 ريال سعودي للجندي، وترتفع بحسب الرتبة العسكرية لتصل إلى 10 آلاف ريال سعودي). وشكل هذا حافزا قويا للمقاتلين اليمنيين للتسابق إلى الحدود السعودية.
شبكة سماسرة
في البداية، أوكلت تلك الجبهة الحدودية لقيادات ومقاتلين سلفيين ينتمون إلى المحافظات اليمنية الجنوبية يتبعون الحكومة الشرعية ويحظون بدعم من السعودية. وانتُدبَتْ لهذه المهمة، قوات تابعة للمقاومة الشعبية الجنوبية بقيادة السلفييْن مهران القباطي، وبسام المحضار، بجانب ألوية (شعبية) أخرى تم تجميعها من مقاتلين يمنيين من مختلف المحافظات الشمالية.
وبعد انسحاب اللواءين الجنوبيين (القباطي والمحضار) تحديدا، بدأت وتيرة الاستقطاب تتصاعد في تعز بشكل أكبر، تحت ضغط الحاجة لتغطية النقص العددي للمقاتلين. وأصبحت محافظة تعز، واحدة من أكثر المحافظات التي خضعت لاستقطاب المقاتلين غير الرسميين. وأرجع مصدر أمني في تعز بداية عملية استقطاب المقاتلين بالمحافظة إلى ضابط سعودي اسمه (م. ع. أ)، وهو من أصل يمني لكنه غادر قديما إلى السعودية للعمل، وأصبح حاليا برتبة رائد في الجيش السعودي، ويتولى منصب مدير دائرة الإمداد في أحد الألوية المقاتلة على الحدود.
وبحسب المصدر، حضر الضابط المذكور إلى تعز مع نهاية العام 2017 تقريبا في مهمة رسمية لترتيب عملية استقطاب المقاتلين إلى الحدود السعودية، حيث شكلت له المدينة مخزنا ثريا من المقاتلين المتمرسين والراغبين في تحسين أحوالهم المادية المتعبة بسبب الحرب والحصار وقلة فرص العمل، الأمر الذي سهّل كثيرا من استقطابهم. وأنشأ الضابط المذكور شبكة "سماسرة"، يعملون بالنيابة عنه ولمصلحته مقابل 500 ريال سعودي عن كل فرد يتم استقطابه وإرساله إلى الحدود. وبعد عام تقريبا انتبهت له أعين الأمن، فأحس بذلك وغادر المدينة عائدا إلى السعودية بعد أن فتح الأبواب وأصبح تواصله مع هذه الشبكة عبر الاتصالات الهاتفية أو بالبريد الإلكتروني، أو التراسل عبر برنامج "واتساب".
خلال الأشهر الخمسة الأخيرة، كانت السمسرة وتفويج المقاتلين إلى الحدود قد تحولت إلى تجارة سهلة لجني المال الوفير والسريع. كبرت شبكة الاستقطاب وتوسعت أكثر، بعد أن قام كل سمسار تقريبا بفتح المجال أمام سماسرة آخرين يعملون لحسابه لقاء ربع أو نصف المبلغ المخصص (500 ريال سعودي) عن كل مجند، فنشأت بذلك شبكات عنكبوتية للتجنيد.
هولوكوست
في 29 أكتوبر الماضي، كتب الصحفي عبد الرحمن الشوافي على صفحته في فيسبوك محذرا "البقع في طريقها إلى أن تصبح هولوكوست شباب تعز خلال هذه الفترة". وتساءل "من المسؤول عن عمليات التجنيد؟ ومن يقف خلف إرسال شباب تعز إلى المحرقة؟ وأين هو دور الجهات الأمنية والعسكرية؟". وحذر الصحفي أحمد الباشا أبناء تعز بالقول "من يذهب إلى البقع ربما لا يعود حتى جثة"! مضيفا في منشور له في فيسبوك أن "البعض لا يصل خبر وفاته إلى أهله على الأقل.. ينقطع التواصل فقط.. إلى متى؟". وتحدث "ج. الشرعبي" -من حارة الضبوعة- للجزيرة نت عن مأساة شاب من أبناء الحي غادر إلى البقع قبل أشهر، وتعرض لإصابة في رأسه ولا يزال في أحد مستشفيات نجران مصابا بشلل شبه كامل. وأكد الجندي في اللواء 102 (ع. ن.) أن مستشفيات جازان تكتظ بعشرات الجرحى من الشباب المقاتلين في الحدود السعودية.
وفي إحصائية خاصة رصدتها الجزيرة نت، هناك ما لا يقل عن 20 شابا من أبناء تعز قتلوا على جبهات الحدود السعودية في خمسة أيام متفرقة، توزعت على النصف الأول من نوفمبر 2018. ويعتقد هاشم الصبري، الذي ينشر على صفحته الشخصية ما تصله من أنباء الوفيات على جبهات الحدود، أن أعداد الضحايا من أبناء تعز في "محرقة البقع" كبيرة جدا، لكن "لا سبيل لنا لمعرفة الأرقام الحقيقية أو التقريبية على الأقل في ظل كل هذا التكتم الحاصل من قبل الجهات الرسمية المعنية". وعن حجم الضحايا المتزايد، كتب الصحفي فواز الحمادي على صفحته في فيسبوك يوم 13 نوفمبر 2018 "ستنتهي الحرب، وسيكون عدد الشهداء من أبناء تعز الذين استشهدوا في الجبهات الأخرى، خاصة جبهات الحدود، يفوق عدد الشهداء داخل المحافظة أضعافا مضاعفة".
وفي الوقت الذي تحولت فيه هذه القضية إلى قضية رأي عام مثيرة للجدل، يتساءل كثيرون لماذا يتم نقل المقاتلين من تعز كل هذه المسافة بينما مدينتهم لم تحرر بعد، والمقاومة فيها لا تتلقى دعما معتبرا من التحالف منذ عامين تقريبا؟.
الأهداف السعودية
لكن السؤال الأهم يبقى: لماذا تلجأ السعودية إلى هذا "التجنيد الوهمي" رغم أنها قادرة على التنسيق مع الجانب اليمني لانتداب ألوية عسكرية رسمية للقتال على الحدود؟. يقول مصدر عسكري في تعز إنه لا يملك إجابة رسمية، في حين رجح مصدرنا العسكري في مكتب قيادة الأركان أن الأمر "قد يعود إلى رغبة السعوديين في حشد أكبر عدد ممكن من المقاتلين بهذه الطريقة لتأمين حدودهم بشكل سريع".
هذا الترجيح يأخذ في الاعتبار أن تقدم الحوثيين مسافات داخل الحد الجنوبي للسعودية لم يكن مجرد "مزاعم"، لا سيما وأن هذا الأمر كان قد بدأ يشكل قلقا لدى الرأي العام السعودي، وفقا لتقارير صحفية. وأرجع أستاذ العلوم السياسية في جامعة الحديدة الدكتور فيصل الحذيفي سبب استعانة السعودية بمقاتلين يمنيين "بطريقة غير قانونية"، إلى أنها في حقيقة الأمر "تتجنب الاعتراف بالعجز العسكري الذي منيت به خلال السنوات الأربع من الحرب تجاه مليشيات غير نظامية.. وهي الدولة التي تمتلك فائض القوة والتقنية والعتاد، لذلك لجأت، بصفة غير رسمية إلى استغلال حاجة اليمنيين، كون ذلك هو الأنسب لها ماديا ومعنويا". ويعتقد فيصل -وفق حديثه للجزيرة نت- أن فكرة إبرام اتفاقية عسكرية مع الجيش اليمني ستترتب عنها أعباء مادية باهظة الكلفة، علاوة على أن مثل ذلك من شأنه أن يمنح الجانب اليمني أفضلية على حسابها، وهي لا ترغب بحدوث ذلك، وفق تقديره.
وحذر الخبير اليمني في الشؤون العسكرية والإستراتيجية علي الذهب من أن السعودية "قد تستغل دافعية الانتقام من الحوثيين بالزج بالكثير من الشباب اليمني إلى محارق لا نهاية لها، لأن السيناريو المرسوم، لا تستهدف إحداث تحول على الأرض بقدر سعيها إلى إدامة القتال من أجل استنزاف الطرفين". ويتفق الذهب مع سلفه الأكاديمي الحذيفي على أن "القيادة السعودية ترغب في صون مقاتليها ما دام البديل موجودا ولا يكلف سوى مبالغ زهيدة، قياسا بما يعطونه لمقاتلين من جيوش رسمية أخرى تقاتل معهم".
زيارة الموضوع الاصليمحرقة شباب تعز دفاعا عن حدود السعودية - جريدة الشرق
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
ارتفاع أسعار الذهب في السعودية اليوم وعيار 21 يسجل 341.50 ريال بداية التعاملات
ارتفعت أسعار الذهب في السعودية اليوم بداية تعاملات اليوم السبت في الوقت الذى سجل سعر الذهب عيار 21 نحو 341.50 ريال

المنصة السعودية سعوديبيديا تطرح تجربتها في الأمم المتحدة
ناقشت الموسوعة السعودية "سعوديبيديا" في الأمم المتحدة تجربتها أمام مجموعة من الخبراء، وطرحت رؤيتها "كمنصة وطنية ومرجع رقمي موثوق"، تتناول الشؤون السعودية،

سعر الذهب اليوم السبت 3 مايو 2025 في السعودية عيار 21 بـ343.75 ريال -
سجلت أسعار الذهب في السعودية، اليوم السبت، تحركات جديدة، ويحرص المواطنون والمستثمرون على متابعة تطورات الأسعار،..

وزير الخارجية التونسي يُؤكد عمق العلاقات التاريخية مع السعودية - بوابة الأهرام
أكد وزير الخارجية التونسي محمد النفطي، عمق العلاقات التاريخية التي تربط بلاده بالمملكة العربية السعودية، مشيدا بدور المملكة في عدة مجالات وخاصة في مجال التعليم

منهم سودانيين.. السعودية تضبط 5 مقيمين وتكشف تفاصيل حملات حج وهمية - CNN Arabic
كشفت وزارة الداخلية السعودية، الجمعة، عن ضبط 5 مقيمين منهم من يحمل الجنسية السودانية وذلك بسبب عمليات نصب واحتيال بحملات حج وهمية.

ارتفاع مبيعات البطاطس في السعودية إلي 258.5 مليون دولار عام 2025
توقعت مؤسسة statista للأبحاث ان تتجاوز مبيعات البطاطس في السعودية 258.50 مليون دولار في عام 2025 بزيادة 4.7 % عن العام الماضي 2024.

أنشيلوتي: سعداء بتواجدنا في السعودية
أكد كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد أن فريقه جاهز لخوض مباراة ريال مايوركا، الخميس، في قبل نهائي كأس السوبر الإسباني لكرة القدم بعد تحضيرات مكثفة

محرقة شباب تعز دفاعا عن حدود السعودية - جريدة الشرق اخبار السعودية
التعليقات علي محرقة شباب تعز دفاعا عن حدود السعودية - جريدة الشرق