هل صارت حياة البشر لعبة فيديو مغشوشة عمار المأمون صحيفة العرب
26/03/2019 | 4:45 ص 0 comments
العالم المُراقب يمحو الخط الفاصل بين الواقعي والافتراضي، وألعاب الفيديو تتحول من وسيلة للتسلية إلى أداة للسيطرة.
فتح التطور الرقمي المجال واسعا أمام قطاع الألعاب، وتحول من مجرد وسيلة للتسلية والترفيه إلى أداة للسيطرة على الناس تحت مسمى الإدمان، ثم تطور الأمر لتصبح الألعاب الافتراضية جزءا من لعبة واقعية كل ما فيها مصمم ومرسوم لخدمة أنظمة المراقبة، ضمن مسار حوّل حياة البشر إلى شكل من أشكال اللعب الرقمي، سواء كانوا مشاهدين أو لاعبين.
باريس – صُدمَ العالم بالإرهابي الأبيض المتشدد الذي قام بإطلاق النار على جموع المصلين في مسجد في نيوزيلندا، مجزرة لمدّة سبع عشرة دقيقة، بُثّت مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعيّ، لتكون واحدة من أبرز تجليات العصر الحالي. فالقاتل يحدق بضحاياه بينما نشاهد من شاشاتنا، آمنين، مكتوفي الأيدي، كيف “يصطاد” ضحاياه واحدا تلو الآخر.
نرى بعينيه، أدواته وألعابه وأسلحته جعلته مولّدا لصور حقيقيّة، مألوفة، نراها عادة بصورة لا جديّة في ألعاب الفيديو أو فيديوهات البروباغاندا الحربيّة، لكن هنا، نحن أمام إرهاب بدقّة عالية، أتاحت تكنولوجيا العصر بأن يكون شديد الواقعية. وفي ذات الوقت، يبدو كأنه غير قابل للتصديق. والأهم، أنّ ما نراه، فيه “ربح” و”خسارة”، و”رصيد عال” يسعى “اللاعب” لتحقيقه، وفضاء يتحرك ضمنه ويتفاعل معه، لكن بعكس لعبة فيديو تقليديّة، من يموت، يبقى ميتا، لا يبعث لأجل “جولة” جديدة.
لا نحاول أبدا ربط أي عمل إرهابيّ أو ممارسة عنيفة بألعاب الفيديو التقليديّة أو الحديثة، ولا دعم أي علاقة بينهما، لكننا نحاول قراءة الوضعيّة البشريّة المعاصرة التي تتبنى قواعد اللعب وتقنيات ألعاب الفيديو، وعمليات الـGamification، أو اللوعبة. وتدفعنا لاختبارها سواء شئنا أم أبينا. فالمساحات الرأسماليّة قائمة على الرقابة الكليّة، تلك التي “تحصد” معلوماتنا وبياناتنا الشخصيّة. وتفترض أن كل ما نقوم به ذو هدف، ويتضمن ربحا أو خسارة، وكأنه عمل من نوع ما، يستهلكنا أثناء ممارسة حياتنا التي تحولت إلى شكل من أشكال اللعب الرقميّ، سواء كنّا مشاهدين أو لاعبين.
العالم كمختبر للمراقبةتماه بين عالم الألعاب والواقع
يحتاج اللعب الفيديويّ عادة إلى زمن وفضاء مستقلين عن الحياة اليوميّة، ومجموعة قواعد وأدوات نتفق عليها، ومحركات للعب سواء كانت أجسادنا أو أدوات نتحكم بها وندفع إثرها اللعبة، لكن، مع هيمنة وسائل المراقبة ووسائل التواصل الاجتماعيّ، اختلط فضاء اللعب مع الفضاء الجدي إن صح التعبير، وأصبحت تقنيات التسلية والألعاب واحدة من تقنيات المراقبة. فنحن نلعب أمام الشاشة دون أن نقصد ذلك، خصوصا أن شكل العالم الرأسمالي أشبه بديزني لاند، كل ما فيه مصمم ومرسوم للعب والتسليّة لخدمة أنظمة المراقبة، والتي تتجلى مثلا بالصور التي نلتقطها لأنفسنا في المساحات العامة ونشاركها وننتظر التقييمات عليها. نحن نخلق فضاء اللعب بمجرد رفعنا العدسة للتصوير، أو حتى التواجد في المكان الذي يُرسل مباشرة إلى أجهزتنا طلبا بالتقييم.
هذه المقاربة نراها بصورة سوداويّة في عمل التجهيز “الرغبة بالكودات” لليابانية سيكو ميكامي، الذي يقودنا داخل عمل تجهيز ضخم. نرى فيه على الشاشات صورا من كاميرات مراقبة حول العالم، وصورا لنا أثناء دخول المعرض، والتي تتغير بحسب كل زائر وكيفية حركته ووقوفه أمام الكاميرات ضمن عمل التجهيز.
نحن نخلق فضاء اللعب بمجرد رفعنا العدسة للتصوير، أو حتى التواجد في المكان الذي يُرسل مباشرة إلى أجهزتنا طلبا بالتقييم
هذا اللعب ليس إجباريّا، بل مُقنع وغاويا. يحاكي رغبتنا بنيل الاعتراف والحضور ضمن العالم. فعادة هناك دائرة سحريّة تقوم على القبول بالقواعد وممارستها كي يستمر اللعب بالصورة، لكن الآن، نحن نتورط في اللعبة على الشاشات وأمام الكاميرات. لنجد أنفسنا دون وعي نؤدي أمامها، أما رفض ذلك جذريا، فقد يعني نفينا من العالم وحرماننا من بعض “مميزاته”.
لم يعد اللعب حصريا على اتفاق ضمنيّ بيننا نحن البشر وبين الآلة التي لا تمتلك عواطف، ذات التصميم والهدف المبرمج مسبقا. رفضنا لها، لا يعني توقفها، إذ أصبحت وسيطا أيضا، نحن نلعب بين بعضنا البعض، كون تطبيق الهاتف لا يدرك دوافع اللعب بل يسهلها لخدمة مُبرمجه، ويوظف أنظمة المكافآت، ويخلق التحدّيات، التي لا بد من إنجازها، ويضبطها مدى تورط الآخرين، الذين بمشاركتهم نكسب فيها نقاطا/مالا، كما في شيفرات الولاء التي بإرسالها لآخرين نكسب نقاطا أكثر، نورطهم باللعب كي نكسب نحن المزيد من التسلية أو المال أو الاعتراف.
زيارة الموضوع الاصليهل صارت حياة البشر لعبة فيديو مغشوشة عمار المأمون صحيفة العرب
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
مهرجان الألعاب الصيفي 2025: التاريخ والوقت والبرنامج... كل ما تريد معرفته عن فعالية الألعاب - Sortiraparis.com
تنبيه حدث لزملائنا اللاعبين! مهرجان الألعاب الصيفي، وهو مؤتمر ألعاب الفيديو الذي تم إطلاقه في أعقاب نهاية E3، ينتظركم عبر الإنترنت في يونيو 2025. التاريخ والوقت والبرنامج... سنخبركم كل شيء عنه!

طريقة تنزيل أحدث نسخة من لعبة Squid Game: Unleashed الأصلية 2025 للاندرويد وأيفون واستمتع بتحديات البقاء المثيرة - بوابة الزهراء
في السنوات الأخيرة حققت الألعاب الإلكترونية شعبية واسعة بين مختلف الفئات العمرية، خاصة مع ظهور ألعاب تعتمد على قصص مثيرة ومفاهيم جديدة تجذب المستخدمين، من بين

دخول العالم الافتراضي: متعة لعب ألعاب محاكاة الحياة
هل تحتاج إلى ثلاجة ألعاب محاكاة الحياة؟

من لندن إلى مكة شراعاً... حجاج بريطانيون يخوضون ملحمة بحرية 59 يوماً لأداء الحج
أظهرت دراسة بريطانية أن لعبة البطاقات المصورة الشهيرة «ديكسيت» (Dixit) تمثل وسيلة فعّالة لمساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم.

أفضل ألعاب الاستراتيجية التي تحترم وقتك - سعودي جيمر
أفضل ألعاب الاستراتيجية التي تحترم وقتك

طائرة الزمالك تستعيد لعبة لصفوف الفريق يلاكورة
أعلن مجلس إدارة نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، عن التعاقد مع محمد مصطفى "لعبة" لاعب منتخب مصر لكرة الطائرة، ويأتي ذلك من أجل تدعيم صفوف الفريق في إطار الاستعداد للموسم الجديد.

مسلسل لعبة حب الحلقة 76، تعاون شركتي إيليفا وسيرينتي
شهدت أحداث مسلسل لعبة حب الحلقة 76 تعاون شركتي سيرين “ساشا دحدوح” ومالك “معتصم النهار” لإنجاز مشروعات إيليفا بسرعة، حيث عرض رامي “جو طراد” الأمر على سيرين ووافقت، وحرصت سما “نور علي” على إرسال رسالة تهنئة لمالك فرد هو في البداية بشكر فقط ثم أخبر سما أن تصميماتها متميزة فشعرت بالسعادة. وكان من المفترض

هل صارت حياة البشر لعبة فيديو مغشوشة عمار المأمون صحيفة العرب ألعاب وترفيه العالم المُراقب يمحو الخط الفاصل بين الواقعي والافتراضي، وألعاب الفيديو تتحول من وسيلة للتسلية إلى أداة للسيطرة.
التعليقات علي هل صارت حياة البشر لعبة فيديو مغشوشة عمار المأمون صحيفة العرب