الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

ضحايا ثورة السودان وجروح الأمهات التي لن تندمل

20/05/2019 | 2:00 ص 0 comments
ضحايا ثورة السودان وجروح الأمهات التي لن تندمل

التقت فرانس24 بعدد من العائلات التي فقدن أولادها خلال المظاهرات الشعبية ضد النظام السابق في السودان. وعلى الرغم من الحزن والجروح التي ربما لن تندمل، إلا أنها واثقة بأن السودان سيتحول إلى الأفضل وأن الشباب السوداني سيبني مصيره بيده بعيدا عن التدخلات الخارجية والحسابات السياسية الضيقة. رحلة في عالم هذه العائلات مصدومة...

إعلان اقرأ المزيد

بعيدا عن وسط الخرطوم وفي "حارة" متواضعة لا تغيب عنها الشمس المحرقة، تحاول آمال مصطفى علي تجفيف دموعها والتأقلم مع الحياة الجديدة بعدما فقدت ابنها الوحيد علي التاج حسن (27 سنة) الذي قتل يوم الجمعة 10 مايو/أيار في احتجاجات شعبية أمام مقر القيادة العسكرية قرب ساحة الاعتصام.

وحسب التصريح الذي أدلت به لفرانس24 في عين المكان، فلقد تم استهداف علي التاج "في الرأس وبشكل متعمد لأنه كان يدافع عن الثورة والحرية والدولة المدنية".

وروت هذه الأم قصة مقتل ابنها والدموع تتدفق من عينيها، وجسدها يرتجف من شدة الحزن. "علي حسن فطر معي في المنزل ثم قرر الذهاب إلى مركز القيادة من أجل الاعتصام. قلت له، لا تذهب إلى القيادة هذا المساء. الجماعة هناك (يعني العسكر) يضربون بالسلاح. لكنه رفض مجيبا، لا يا أمي هذه الليلة قررت الذهاب إلى أمام مركز القيادة. وبعد وقت قصير، اتصلت به عبر الهاتف فلم يرد. ثم اتصلت بصديق كان معه، فأجابني إن علي ’استشهد‘ ونقل إلى المستشفى ’المعلم‘ بالخرطوم".

للمزيد: الفن في زمن الثورة السودانية

وفور سماع ما حدث، شعرت آمال مصطفى كأن السماء كلها انهارت على رأسها في لحظة واحدة. فيما انتشر الخبر في الحي الذي تسكن فيه وبدأ الجيران والأصدقاء يتوافدون إلى منزل "الشهيد" الشاب لتقديم العزاء رافعين شعار "كلنا علي يا أم علي".

أم فقدت ابنها في المظاهرات تدعو الشباب السوداني الي الوحدة لبناء سودان جديد السودان pic.twitter.com/tmI3nt5ujD

  Tahar Hani (@taharhani) May 19, 2019

ولا شيء يمكن أن يشفي غليل آمال مصطفى سوى محاكمة قاتلي ابنها، كما قالت، ومحاسبة كل رموز النظام السابق الذي وصفته بـ"الجائر" وفي مقدمتهم عمر البشير.

"الدم بالدم يا كلاب الأمن"

وأضافت في حوار مع فرانس24: "أقول لشباب السودان، يجب أن تتحدوا وتعتصموا لكي تحرروا البلد. التغيير مفروض. الشعب لازم يرتاح ودماء ابني علي وشهداء الثورة جميعا لا يجب أن تذهب هدرا".

وواصلت: "شبابنا لا يخاف. بناتنا لا تخاف. سينتصرون مهما امتد الزمن. العالم يجب أن يسمع قصة السودان المنهوب. السودان نهب من أهله وناسه وليس من الغريب. لو حكمنا أجنبي، ما عمل فينا ما عمله نظام البشير. دمر الشباب ودمر البلد. المدارس تعبانة والصحة تعبانة. أبسط الأشياء مثل الأكل والشراب غير متوفرة. لكن السودان يجب أن يتغير. شبابنا غير خائف وسيبني سودان جديد ودولة مدنية...".

وشاركت آمال مصطفى الجمعة الماضي في مهرجان ثوري شعبي برفقة موكب مكون من آلاف الشبان والشابات انطلق من منزلها بضواحي الخرطوم لغاية ساحة الاعتصام أمام مقر القيادة العسكرية حيث كان ينتظرها آلاف الثوار السودانيين. الهدف كان تكريم ابنها خصوصا، وجميع "شهداء" الثورة السودانية بعامة، حسب أحد أفراد العائلة.

وفور وصولها إلى المكان، قوبلت من قبل المعتصمين بالزغاريد والهتافات والتصفيقات، لعلها تقلل من حزنها وتشفي غليلها. فيما ردد الحاضرون شعارات مناهضة للنظام من بينها "أم الشهيد أمي ودم الشهيد دمي" أو "أمي ما تبكي، خلي الوطن يبكي"، متوعدين بالثأر من الذين قتلوا علي التاج حسن.

طاهر هاني/فرانس24

وفي جو ساده الخشوع والتأهب، صعدت أمل مصطفى إلى المنصبة الشرفية وخاطبت الحاضرين قائلة: "إن شاء الله ستحررون السودان. أنا كان عندي ولد واحد فقط. أنتم الآن أولادي. لازم تواصلوا المسيرة. الشعب يريد أن يعيش. المجرمون جوعوا شعبهم. هم ليسوا سودانيين، لأنهم لو كانوا كذلك، ما عملوا مثل هذا العمل. دمروكم بالمخدرات. لكنكم استيقظتم. لا نريد أجنبيا يحرر البلاد. أنتم من ستحررونها. فلا تيأسوا".

وبصوت واحد ومرتفع، أجاب الجمهور:" الدم بالدم يا كلاب الأمن. يا أم علي كلنا علي. سنواصل المسيرة حتى الانتصار...".

"فخر لنا وللثورة السودانية"

ولم تتمكن ماريا الطيب محمد بشير أن تحضر التكريم الذي أقيم لشهداء الثورة السودانية في ساحة الاعتصام على الرغم من أنها فقدت هي الأخرى ابنها فاتح عميد النمير الذي أصيب بالرصاص خلال مظاهرة في 17 يناير/كانون الثاني 2019.

هو أيضا خرج ليدافع عن دولة مدنية ولمؤازرة رفقاءه الثوار. لكن رصاصة من قوات التدخل السريع أصابته في عينه. تم نقله إلى المستشفى للعلاج، لكنه فارق الحياة بعد أربعة أيام من العلاج، أي في 21 من نفس الشهر.

ولاتزال خزانة فاتح عميد النمير والتي كدس فيها أغراضه وكتبه مغلقة بقفلين منذ وفاته ولا أحد يتجرأ على فتحها. لا أمه التي لا تحتمل مشاهدة ملابسه الشخصية من شدة الحزن، ولا أخوه الذي يشاركه غرفة النوم التي تقع بعد مدخل المنزل الواقع في حي شعبي بأم درمان، وهي مدينة تبعد عن الخرطوم بحوالي 20 كيلومترا. "كنت أعيش معه في نفس الغرفة كأخ وصديق. حياتنا كانت جميلة. لم أتخيل أن يفارقني في يوم من الأيام وأعيش دونه. لكن هو فخر لنا وشهيد لنا وللثورة السودانية".

واتهمت والدته "النظام المخلوع واتحاد الطلاب السودانيين الموالي للبشير بالوقوف وراء مقتله". وقالت لفرانس24: "عندما دخل جامعة الخرطوم في السنة الأولى طلب منه اتحاد الطلاب الانضمام إلى صفوفه. لكنه رفض متحججا بأنه جاء للجامعة ليدرس، وأنه أصلا يكره الأحزاب السياسية في السودان لأنها لا تنفع. وعلى الرغم من ذلك، قام بعض طلاب الاتحاد بتوريطه، وذلك بإدخاله إلى مبنى كبير داخل الجامعة يحتوي على كميات هائلة من الأسلحة البيضاء، ونصحوه باستخدامها في حال وقعت مظاهرات. لكن لحسن الحظ، لم يحدث أي شيء طيلة سنوات دراسته".

"نتمنى أن نعلق كل صور جميع الشهداء في الشارع"

منذ بداية الثورة السودانية في ديسمبر/كانون الأول 2018، قتل ما يقارب 50 شخصا وفق إحصاءات غير رسمية، فيما تمت إصابة المئات بجروح.

ومنذ أيام، ازداد الغضب الشعبي إزاء الجيش الذي لم يتمكن حسب غادة ( اسم مستعار) وهي ناشطة سودانية من كشف الجهات التي تطلق الرصاص من حين إلى أخر على المتظاهرين قرب المواقع التي تتواجد فيها المتاريس، متهمة بقايا النظام السابق و"جماعة الظل" بمحاولة نشر الرعب في صفوف المواطنين.

غادة ( اسمً مستعار) تبكي مقتل علي التاج شاب عمره ٢٧ سنة خلال مظاهرات ليلية وتنتقد بقايا النظام السابق فيالسودان pic.twitter.com/QHo2uRnaUM

  Tahar Hani (@taharhani) May 19, 2019

" لم نفهم أي شيء. فتحوا شركات (أصحاب النظام السابق) لأنفسهم ومسكوا البلاد لخدمة أنفسهم أيضا. وعندما نظمنا مظاهرات للمطالبة بحقوقنا، أبسط شيء قاموا به، هو اصطيادنا كالطيور". وواصلت بغضب: "لو جاؤوا دون أسلحة، لانتصرنا عليهم كلهم. هذا البلد بلدنا ولدينا حقنا فيه. نحن سننهض بالسودان ونحمي وطننا وأرضنا وسنبقى شبابا".

وأضافت مواطنة أخرى: "نحن نتمنى أن نعلق صور كل الشهداء في الشارع. سننظم السودان كي يكون بلدا آمنا. سودان خال من الأطفال المشردين. سودان تكون فيه البيوت مفتوحة. سنتصالح مع الجنوب وسيصبح السودان بلدا واحدا. لكن قبل هذا، يجب أن نسترجع كرامة الشهداء وحقهم".

شابةً سودانية تتحدث لفرانس ٢٤ عن مستقبل بلادها والأحلام التي تراودها. السودان pic.twitter.com/SCtJdNJ47i

  Tahar Hani (@taharhani) May 19, 2019

وفي انتظار ولادة هذا الحلم، كل الأنظار متجهة نحو الجولة الثانية من المفاوضات التي استؤنفت الأحد بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير.

 

طاهر هاني، موفد فرانس24 إلى الخرطوم

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
17/04/2024 | 7:04 ص

مصر تشارك في مؤتمر باريس الدولي حول دعم السودان مصراوى

مصر تشارك في مؤتمر باريس الدولي حول دعم السودان | مصراوى

مصر تشارك في مؤتمر باريس الدولي حول دعم السودان     مصراوى
17/04/2024 | 7:04 ص

مؤتمر باريس حول السودان ـ تعهد بتقديم مساعدات بملياري يورو – DW – 2024/4/15

في مؤتمر باريس حول السودان، ناشدت ألمانيا المجتمع الدولي تقديم دعم عاجل للسودان في ضوء الوضع الإنساني الكارثي بسبب الحرب. وتعهّد المجتمعون تقديم مساعدات إنسانية تزيد على مليارَي يورو لدعم المدنيين في هذا البلد الأفريقي.

مؤتمر باريس حول السودان ـ تعهد بتقديم مساعدات بملياري يورو  – DW – 2024/4/15
17/04/2024 | 7:04 ص

مقتل 25 مدنياً في دارفور في اشتباكات بين الجيش والدعم السريع سكاي نيوز عربية

أفادت منظمة حقوقية سودانية بأنّ 25 مدنياً قُتلوا في اشتباكات مسلّحة اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور التي لجأ إليها الكثير من النازحين بعدما ظلّت لفترة طويلة بمنأى من الحرب الدائرة بين الطرفين منذ عام.

مقتل 25 مدنياً في دارفور في اشتباكات بين الجيش والدعم السريع   سكاي نيوز عربية
17/04/2024 | 7:04 ص

الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراكز لإيواء النازحين - بوابة الشروق

الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراكز لإيواء النازحين

الصراع في السودان يعطل الدراسة ويحول مؤسسات التعليم إلى مراكز لإيواء النازحين - 
        بوابة الشروق
27/03/2024 | 5:40 م

حرب استنزاف.. واشنطن تأمل استئناف مفاوضات السودان بعد رمضان التلفزيون العربي

اعتبر المبعوث الأميركي أن "حرب الاستنزاف" في السودان "لا تمثل كارثة للمدنيين فحسب، بل يمكنها بسهولة أن تثير انقسامات أكثر وتصبح حربًا إقليمية".

حرب استنزاف.. واشنطن تأمل استئناف مفاوضات السودان بعد رمضان   التلفزيون العربي
27/03/2024 | 5:40 م

أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة

تعهدت الولايات المتحدة، اليوم (الأربعاء)، بتقديم مساعدات إنسانية جديدة بنحو 47 مليون دولار للاستجابة لحالات الطوارئ في السودان ودول مجاورة.

أميركا تتعهد بتقديم 47 مليون دولار لدعم السودان ودول مجاورة
27/03/2024 | 5:40 م

السودان الآن- كيف يواجه السودانيون خطر المجاعة في شهر رمضان؟ – DW – 2024/3/27

انتصف شهر رمضان وسط تحذيرات الأمم المتحدة من شبح المجاعة في السودان. فكيف هي أحوال السودانيين في أول رمضان يعيشونه وسط الحرب؟ وكيف توفر المبادرات المجتمعية الطعام للمحتاجين؟ وما أهم العوائق التي تواجهها في ذلك؟

السودان الآن- كيف يواجه السودانيون خطر المجاعة في شهر رمضان؟ – DW – 2024/3/27


ضحايا ثورة السودان وجروح الأمهات التي لن تندمل اخبار السودان التقت فرانس24 بعدد من العائلات التي فقدن أولادها خلال المظاهرات الشعبية ضد النظام السابق في السودان. وعلى الرغم من الحزن والجروح التي ربما لن تندمل، إلا أنها واثقة بأن السودان سيتحول إلى الأفضل وأن الشباب السوداني سيبني مصيره بيده بعيدا عن التدخلات الخارجية والحسابات السياسية الضيقة. رحلة في عالم هذه العائلات مصدومة...



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار السودان

خيارات

ضحايا ثورة السودان وجروح الأمهات التي لن تندمل
المصدر https://www.france24.com/ar/20100519-السودان-ثورة-جروح-الأمهات-قتلى https://www.france24.com
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي ضحايا ثورة السودان وجروح الأمهات التي لن تندمل

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars