الموضوعات تأتيك من 15447 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

العراق: عندما يتم الاعتراف بما تم التواطؤ عليه! القدس العربي

21/06/2019 | 2:45 م 0 comments
العراق: عندما يتم الاعتراف بما تم التواطؤ عليه!   القدس العربي

بعد زخات الكاتيوشا التي أمطرت مواقع متعددة في العراق في الأسبوع الأخير، وآخرها الصاروخان اللذان استهدفا يوم الأربعاء الماضي حقول النفط في منطقتي البرجسية

بعد زخات الكاتيوشا التي أمطرت مواقع متعددة في العراق في الأسبوع الأخير، وآخرها الصاروخان اللذان استهدفا يوم الأربعاء الماضي حقول النفط في منطقتي البرجسية والرميلة في البصرة، التي تعمل فيهما شركات نفطية عالمية هي: بريتش بتروليوم، واكسون موبيل، ورويال داتش شل، وأيني، ولوك أويل بدا واضحا ان رسائل الكاتيوشا التي بدأت بصاروخ المنطقة الخضراء في 19 أيار/مايو من الشهر الماضي، لم يعد بالإمكان التواطؤ معها، او السكوت عنها! كما بدا واضحا من خلال الصمت عن إدانة هذه الزخات من الجماعات السياسية التي أدانت بشدة صاروخ المنطقة الخضراء، بأن وراء الأكمة ما وراءها!
وفي البيان الذي أصدره السيد عادل عبد المهدي بعيد الهجوم على الحقول النفطية، وعلى الرغم من عدم تحديده بشكل صريح للجهة التي يقصدها، إلا أن قراءة ما بين السطور تكشف بوضح أن منطق الدولة لم يعد قادراً على الاستمرار في التواطؤ، أو التغطية على قوى مسلحة «مشرعنة» تعمل على الضد من هذا المنطق، وأن هذا التواطؤ الذي حكم العلاقة بين الطرفين طوال المدة الماضية لم يعد صالحا للاستمرار، وإن يكن من دون أن يعرف أحد ما الذي يمكن أن تفعله الدولة تجاه تغول هذه القوى.
فزخات الصواريخ اضطرت القائد العام للقوات المسلحة هذه المرة للاعتراف بالأمر الواقع الذي كان يعرفه الجميع، ويتواطأ عليه الجميع، ويحظى بغطاء سياسي من الجميع! فتحدثت ديباجة البيان عن الظروف التي انتجت «تشكيلات مسلحة أو استخدام أراضي العراق لأعمال مسلحة ضد أهداف ودول وقوى خارج إرادة الدولة العراقية»، وتحدثت عن الواقع السياسي الذي: «أفرز الكثير من المظاهر والتواجدات والسلوكيات غير المسيطر عليها»، وعن ضرورة: «غنهاء كافة المظاهر الشاذة وغير القانونية والسيادية». لتأتي بعد ذلك الفقرتان 3 و 4 من البيان لتتحدث عن الآليات اللازمة لإنهاء ذلك كله، وتحديداً عن «منع أية قوة مسلحة « من العمل «خارج إطار القوات المسلحة العراقية أو خارج أمرة وإشراف القائد العام للقوات المسلحة «، أو من أن تكون لها حركة أو عمليات أو مخازن أو صناعات خارج معرفة وإدارة وسيطرة القوات المسلحة العراقية وتحت إشراف القائد العام. مع الاعتراف الصريح بأن ذلك ليس أمراً سهلاً «فالتعقيدات والحساسيات كثيرة والاطراف متعددة والخروقات غير قليلة».
طوال السنوات الماضية، كنا نقول ونكتب بأن إنتاج قوى عسكرية موازية للقوات العسكرية الرسمية، وخارج نطاق سيطرتها، بل وخارج نطاق أية سيطرة حقيقية من القائد العام للقوات المسلحة، يشكل الخطر الأول على الدولة العراقية. وان مبادئ احتكار الدولة للسلاح، ووحدة المؤسسة العسكرية والأمنية، ومبدأ وحدة القرار العسكري والأمني، إنما هي مقومات للدولة، ومن دونها لا يمكن الحديث عن دولة حقيقية! كما تحدثنا طويلا عن أن السياقات التي انتجت هذه القوى المسلحة خارج إطار الدولة، والعامل العقائدي الذي يحكمها، لا يمكن له في النهاية إلا أن يكون منتجاً لكارثة حقيقية! وبدلاً من مواجهة هذه الحقائق، كان الجميع يلجأ إلى اللغة الإنشائية، والعاطفية، والاستعارات، والكنايات، وسيل الاتهامات، لإنكار هذه الوقائع!

طوال السنوات الماضية كنا نقول ونكتب بأن إنتاج قوى عسكرية موازية للقوات العسكرية الرسمية وخارج نطاق سيطرتها يشكل الخطر الأول على الدولة العراقية

كان الجميع يعلم أن السردية التي تم تسويقها، بأن الفصائل المسلحة التي شكلت الحشد الشعبي كانت استجابة لفتوى «الجهاد الكفائي» للسيد علي السيستاني التي صدرت في 13 حزيران/ يونيو 2014، بعد سيطرة تنظيم الدولة/ داعش على محافظة نينوى يوم 9 من الشهر نفسه، ثم بعد ذلك على أجزاء واسعة من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والأنبار، ليست سوى كذبة كبرى! فالجميع كان يعلم بأن هذه الفصائل كانت قائمة فعليا قبل هذا التاريخ بزمن طويل، وأن رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي قد عمد إلى إعادة إنتاج هذه الفصائل بداية من منصف عام 2012 كردة فعل على محاولة سحب الثقة عنه من جهة، وفي محاولة منه لاستخدام هذه الفصائل في مواجهة جيش المهدي/ سرايا السلام التابعة للتيار الصدري، الذي كان طرفا رئيسيا في محاولة سحب الثقة حينها. وقد جاءت الثورة السورية لتكرس الوجود العسكري لهذه الفصائل، في سياق الإنحياز إلى المقاربة الإيرانية لطبيعة الصراع القائم في المنطقة، فكان أول ظهور لمليشيا لواء أبو الفضل العباس وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء في سوريا بين كانون الثاني وحزيران من عام 2013، وكانت الوثيقة الأهم في هذا السياق محضر اجتماع التحالف الوطني لاجتماع عقد في نيسان/ أبريل 2014 يتم الحديث فيه صراحة عن «فصائل شيعية مسلحة» غير رسمية، وغير قانونية، تشارك في معارك في مناطق حزام بغداد تحت مسمّى «سرايا الدفاع الشعبي»، والتي لم ينكرها أحد من الحاضرين! بل أن مجلس الوزراء العراقي نفسه كان قد أصدر في 11 حزيران/ يونيو 2014، أي قبل يومين من صدور فتوى السيد السيستاني، القرار المرقم 301 الذي يخوّل رئيس مجلس الوزراء بتنظيم «صفوف المتطوعين وصرف رواتبهم وتجهيزاتهم». وكانت الحلقة الأخيرة في هذا السياق المنهجي، تحريف فتوى «الجهاد الكفائي» نفسها، فلقد نصت: «إن على المواطنين الذين لديهم القدرة على حمل السلاح، التطوع للانخراط في القوات الأمنية»، ولكن ما جرى كان استخداما سياسيا للفتوى، بثبات، ومنهجية، لتكريس هذه الفصائل وشرعنتها، عبر جعلها الجهة الوحيدة التي تستقبل المتطوعين، وعبر تسليحها وتمويلها خارج أي إطار دستوري او قانوني!
لاحقاً، وفي سياق التواطؤ الجماعي أيضا، ولأسباب طائفية بحتة، تم تمرير قانون «هيئة الحشد الشعبي» لشرعنة هذه الفصائل، ومراجعة النص المهلهل لهذا القانون، تحديداً في ما يتعلق بطبيعة هذه الهيئة، التي وصفها بأنها «هيئة مستقلة» أولاً، ثم وصفها بأنها «جزء من القوات المسلحة»، ثم الحديث عن ارتباطها بالقائد العام للقوات المسلحة الذي يعني عمليا أن لا علاقة بينها وبين «القوات المسلحة» التي هي جزء منها، من دون أي التفات للتناقضات الصارخة في هذه النصوص! وأخيراً في ما يتعلق بفك ارتباط منتسبي هذه الهيئة عن كافة الأطر السياسية والحزبية والاجتماعية ولا يسمح بالعمل السياسي في صفوفه. يكشف بوضوح ان التواطؤ الجماعي الحاكم كان يريد تمرير القانون لشرعنة هذه الفصائل، من دون أية إرادة حقيقية لإحداث تغييرات في طبيعتها، او بنيتها، أو عقيدتها، أو مرجعياتها!
اليوم، وبعد الاعتراف المتأخر من رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة، بأن ثمة قوى مسلحة تعمل خارج إطار معرفة وإدارة وسيطرة الدولة العراقية، والاعتراف أيضا بأن التعقيدات والحساسيات تجعل من غير السهل فرض منطق الدولة على هذه القوى، أي الاعتراف رسميا بأن هذه القوى هي محصنة ولا يمكن المساس بها، بدليل قدرتها على تحييد القوات المسلحة والقوات الأمنية تماما! فما الذي يتبقى من مفهوم الدولة؟

كاتب عراقي

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
14/03/2024 | 11:55 م

العراق: نصف الأراضي الخضراء باتت غير صالحة للزراعة - الآن غداً

قالت وزارة الزراعة العراقية إن نصف الأراضي الزراعية توقفت عن الإنتاج نتيجة الجفاف المتعلق بشح الأمطار وبتراجع تدفق المياه إلى نهري دجلة والفرات. فما انعكاسات ذلك على الأمن الغذائي والاقتصادي وعلى عشرات…

العراق: نصف الأراضي الخضراء باتت غير صالحة للزراعة - الآن غداً
14/03/2024 | 11:55 م

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟

الأماسي الثقافية تقليد عريق في محافظة النجف جنوب العراق.. فمن ينظمها ويحضرها؟
14/03/2024 | 11:55 م

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق: نعمل معًا لنكون دائما فريقًا متعاونًا - بوابة الأهرام

أكدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق يونامي ، أهمية مشروع (بيت) نحو عمل لائق واسكان ميسور التكلفة في العراق، برعاية برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل )، ومنظمة العمل الدولية (ILO)، ومركز التجارة الدولية

بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق: نعمل معًا لنكون دائما فريقًا متعاونًا - بوابة الأهرام
14/03/2024 | 11:55 م

تحليل: العراق .. هل تعيد زيارة أردوغان جريان الماء إلى الفرات ؟ - I24NEWS

زيارة مرتقبة للرئيس التركي رجب طيب اردوغان الى العراق ، التحليل يخوض بالملفات المتوقع أن تتم مناقشتها خلال الزيارة

تحليل: العراق .. هل تعيد زيارة أردوغان جريان الماء إلى الفرات ؟ - I24NEWS
14/03/2024 | 11:55 م

تصاعد الخلاف بين المحكمة الاتحادية وإقليم كردستان العراق

قدم القاضي الكردي عبد الرحمن زيباري استقالته من عضوية المحكمة الاتحادية في العراق احتجاجات على قرارات المحكمة ضد الإقليم.

تصاعد الخلاف بين المحكمة الاتحادية وإقليم كردستان العراق
14/03/2024 | 11:55 م

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا - بوابة الشروق

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا

انطلاق المباحثات الرسمية الأمنية بين العراق وتركيا - 
        بوابة الشروق
20/02/2024 | 6:58 م

السيسي: مصر تدعم تعزيز أمن واستقرار وتنمية العراق الشقيق - أخبار مصر -

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم، عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي والوفد المرافق له، بحضور اللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

السيسي: مصر تدعم تعزيز أمن واستقرار وتنمية العراق الشقيق - أخبار مصر -


العراق: عندما يتم الاعتراف بما تم التواطؤ عليه! القدس العربي اخبار العراق بعد زخات الكاتيوشا التي أمطرت مواقع متعددة في العراق في الأسبوع الأخير، وآخرها الصاروخان اللذان استهدفا يوم الأربعاء الماضي حقول النفط في منطقتي البرجسية



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار العراق

خيارات

العراق: عندما يتم الاعتراف بما تم التواطؤ عليه!   القدس العربي
المصدر https://www.alquds.co.uk/العراق-عندما-يتم-الاعتراف-بما-تم-التوا/ القدس العربي Alquds Newspaper
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي العراق: عندما يتم الاعتراف بما تم التواطؤ عليه! القدس العربي

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars