الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: اخبار مصر > سد النهضة

القاهرة وحراك السودان

18/08/2019 | 3:45 ص 0 comments
 القاهرة وحراك السودان

اخر الاخبار - التحرك المصري تجاه السودان مرتبط بإحساس القاهرة بأنها يجب ألا تبتعد عن ترتيبات المرحلة الانتقالية، وذلك لارتباطه بعدة ملفات، ومصالح مصرية استراتيجية ستتعطل، إذ لم يتم الوصول إلى اتفاق، خصوصا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وقضايا الأمن والتعاون الاقتصادي المصري السوداني....

استضافت القاهرة أخيرا حوارا بين الحركات المسلحة السودانية والمكونات الأساسية في قوى الحرية والتغيير، على خلفية اعتراض الأولى على عدم تضمين قضايا السلام في الوثيقة الدستورية، وهي المطالب التي اتفقت عليها الحركات المسلحة في مشاوراتها مع قوى الحرية والتغيير برعاية أديس أبابا. ومثل اللقاء فرصة لمصر للعب دور في إتمام اتفاق المرحلة الانتقالية، عبر تقريب وجهات نظر المجتمعين، ما يعني، في محصلته النهائية، دعم الاتفاق المبرم بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري السوداني. ويعد اللقاء أول اتصال مصري بقوى الثورة السودانية، وأول تدخل واضح في الحراك، بعدما كان موقفها المعلن يتفاوت ما بين الصمت وإعلان الحياد، عبر تصريحات وبيانات رسمية عمومية تردد عبارات "دعم استقرار السودان وأمنه".

بعد سقوط عمر البشير، أعلنت القاهرة دعمها طموحات الشعب السوداني، ولكن أغلب قوى الحراك ترى أن القاهرة وقفت ضد الانتفاضة، بدعمها حكومة البشير بداية الانتفاضة، وبعدها دعمت المجلس العسكري، لأسبابٍ عديدة، أهمها عدم رغبتها في اندلاع ثورة جنوب مصر، قد تولد موجةً جديدةً من الانتفاضات، تستكمل موجة الثورات العربية، كما مثل وضع مصر الإقليمي، واصطفافها بجانب السعودية والإمارات، إطارا مؤثّرا في تشكيل موقفها، بحكم أن الدولتين ليس في صالحهما تغيير النظام السوداني، أو حدوث انتفاضات عربية جديدة، تأتي بنظامٍ يضرّ مصالحهما.
بعد ثورة "25 يناير" 2011، برزت إشكالية غياب مصر عن محيطها الأفريقي. كانت  "استطاعت القاهرة توظيف خبراتها، في ما يخص المفاوضات بشأن عملية السلام في السودان"العلاقات المصرية السودانية في القلب من هذا النقاش، وخصوصا أن علاقات التعاون اقتصاديا وأمنيا مهمة للنظامين، حتى وإن اختلفت التوجهات، تظل المصالح الاستراتيجية تفرض حدّا أدنى من التعاون، يتجاوز التصورات المسبقة حول عوامل تقارب أو اختلاف ترتبط بشكل نظام الحكم، وليس أدل على ذلك علاقة النظامين في أثناء حكمي محمد مرسي وعبد الفتاح السيسي. تصوّر بعضهم أن مجيء رئيسٍ ينتمي للإخوان المسلمين يعنى تقارب مصر مع نظام البشير الذي صعد إلى الحكم بتحالفه مع الإسلاميين عبر انقلاب 1989. ولكن فترة مرسي القصيرة لم تشهد تقاربا مع الخرطوم، على الرغم من تصاعد أزمة سد النهضة الإثيوبي، وما مثله من تحدٍّ، بعد إحدى عشرة زيارة خارجية لمرسي خلال عام، التقى البشير وممثلين للمعارضة السودانية والجالية المصرية في الخرطوم. وكان الظرف والتوقيت لا يسمحان لمرسي بتقارب مع نظام البشير، بعد ثورة يناير، فشكل الحكم في السودان، وإن كان إسلاميا، إلا أن مضمونه السياسي دموي وديكتاتوري، والبشير مطلوب لدى محكمة العدل الدولية، على خلفية جرائمه في دارفور. لم يكن في صالح مرسي الذي وصل إلى الحكم بانتخابات بعد ثورة شعبية، التقارب مع البشير، بل حاول "الإخوان"، في هذا الموقف، أن يقولوا إن مرسي مختلف عن البشير. كذلك لم يدافع نظام البشير عن مرسي، حين عزل بعد مظاهرات 30 يونيو، بينما أبدى حسن الترابي، وبعض قياداتٍ من الحركة الإسلامية، تضامنهم، من دون إعلان السودان موقفا رسميا، متعللةً بأن ما جرى شأن مصري داخلي.
وعلى عكس ما تصورته قوى سياسية مصرية وسودانية أن نظام البشير والسيسي ستحدث بينهما مواجهات حادّة، كانت علاقة الرئيسين تتسم بالتعاون، بحكم تشابه مضامين النظامين، لا شكل الحكم، وهذا هو المدخل الأقرب صحةً في التحليل، إلى جانب وجود مصالح مشتركة وقضايا ملحة، كلاهما ضيّق الخناق على المعارضين للنظامين، كما شارك البشير في حفل تنصيب السيسي رئيسا لمصر، وبادله الأخير الزيارة في حفل تنصيبه في يونيو/حزيران 2015، واتصفت الزيارات المتبادلة بينهما بالاحتفاء، وبكثافة لافتة للنظر، 12 لقاءً بين الرئيسين، وما يزيد عن 25 لقاء رسمياً مشتركاً بين حكومتي النظامين.
حاول البشير في زيارته الأخيرة القاهرة (يناير/ كانون الثاني 2019) كسر عزلته، وكسب دعم الخارج ضد انتفاضة الداخل، وأعلنت مصر حرصها على استقرار السودان، بينما بث البشير رسائله من القاهرة، مردّدا خطاب الثورة المضادة التي ترجع الاحتجاجات إلى تآمر قوى خارجية، وأنها استنساخ للربيع العربي، وتقف خلفها "جهات سالبة"، تستهدف السودان كما استهدفت أمن بعض الدول العربية، فضلا عن أن الاحتجاجات محدودة، وما تبثه وسائل الإعلام مبالغ فيه إلى نهاية الخطاب المعروف.
لم يتغير موقف مصر طوال فترة الانتفاضة السودانية في مرحلتها الأولى (ديسمبر/ كانون  بعد ثورة "25 يناير" 2011، برزت إشكالية غياب مصر عن محيطها الأفريقيالأول 2018– إبريل/ نيسان 2019): تصريحات رسمية تعلن حرص القاهرة على أمن السودان واستقراره، واستعدادها لتقديم كل أشكال العون له، من أجل الخروج من أزمته، لم تتضمن البيانات والتصريحات توصيف ما جرى في السودان بأنه انتفاضة أو ثورة، بل وصفت بمرادفات أقرب إلى الرفض، فهي الأزمة التي تستدعي الاستقرار، والفترة الحرجة التي يجب تجاوزها، حرصا على عدم الانزلاق للفوضى. كما حرصت الدولة على ضبط الأداء الإعلامي في ما يخص تغطية الثورة السودانية، فقوبلت بالتعتيم المقصود، والذي استمر خمسة أشهر. انكسر هذا نسبيا، عندما سقط البشير، وحل مكانه المجلس العسكري الانتقالي، فأصبحت التغطية الإعلامية تتأرجح بين التجاهل وتناول ما يجري بطابع محافظ. وأعلنت القاهرة رسميا دعمها "خيار الشعب السوداني"، ودعت إلى مساعدة الخرطوم للخروج من "أزمتها"، وأبدت مساندتها المجلس العسكري الانتقالي، من خلال اجتماع القاهرة الذي ضم دولا أفريقية، لإعطاء المجلس العسكري فرصة ثلاثة أشهر لتسليم السلطة وبدء المرحلة الانتقالية. وبدأت مصر تؤيد المجلس العسكري الانتقالي، واتضح ذلك مع زيارتي رئيس المجلس العسكري، عبد الفتاح البرهان، ونائبه حميدتي إلى القاهرة. ولكن تسلسل تلك المواقف لم يكن محل ترحيب من قوى الثورة السودانية، ولا من قوى المعارضة السودانية في القاهرة، والتي تم التضييق عليها بعد انتفاضة سبتمبر/ أيلول 2013، وحتى سقوط البشير، ولم يكسر هذا الموقف نسبيا لدى بعض القوى السياسية، إلا بعد دعوة القاهرة لمكونات قوى الحرية والتغيير الأساسية للحوار في ما بينها، حول قضايا السلام ومطالب الحركات المسلحة.
استطاعت القاهرة هنا توظيف خبراتها، في ما يخص المفاوضات بشأن عملية السلام في السودان، وعلاقاتها ببعض الحركات المسلحة، ليكون لها دور يسهل تنفيذ اتفاق المرحلة الانتقالية بين المجلس العسكري السوداني وقوى الحرية والتغيير. هذا التطور النسبي لموقف مصر مرتبط بإحساس لدى القاهرة بأنها يجب ألا تبتعد عن ترتيبات المرحلة الانتقالية، وذلك لارتباطه بعدة ملفات، ومصالح مصرية استراتيجية ستتعطل، إذ لم يتم الوصول إلى اتفاق، خصوصا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وقضايا الأمن والتعاون الاقتصادي المصري السوداني. كما أن وجود القاهرة يكسر انفراد أديس أبابا بالمفاوضات والحوارات المتعلقة بالمرحلة الانتقالية في السودان، ويعزّز مكانتها لدى مجلس السيادة السوداني (البرهان وحميدتي). وكذلك يعيد التواصل بالقوى السياسية السودانية، وربما يضمن دور مصر مستقبلا في السودان، استدامة مصالحها فيه.
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
13/04/2024 | 12:51 م

بعد الاستفزازات الإثيوبية، باحث بالشأن الإفريقي يكشف مزاعم حل سد النهضة لمشكلة الكهرباء بمصر

كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن مدي حقيقة مزاعم ما تروج لها إثيوبيا بشأن مساهمة سد النهضة في حل أزمة الكهرباء في مصر

بعد الاستفزازات الإثيوبية، باحث بالشأن الإفريقي يكشف مزاعم حل سد النهضة لمشكلة الكهرباء بمصر
13/04/2024 | 12:51 م

إثيوبيا تحتفل بسد النهضة: أي أوراق متبقية لمصر؟

بعد أيام من احتفال إثيوبيا بمرور 13 عاماً على وضع الحجر الأساس لسدّ النهضة، رغم عدم معالجة الخلافات مع مصر.

إثيوبيا تحتفل بسد النهضة: أي أوراق متبقية لمصر؟
13/04/2024 | 12:51 م

«سد النهضة».. أثيوبيا تحبس المياه ومصر تحبس أنفاسها - موقع الموقع

(الرافد الرئيسي لنهر النيل)، وإلغاء السد العالي؛ بدعم من قوى دولية وإقليمية لم يسمها، لافتا إلى أن تكاليف السد ستكون أعلى من مقابل

«سد النهضة».. أثيوبيا تحبس المياه ومصر تحبس أنفاسها - موقع الموقع
13/04/2024 | 12:51 م

إثيوبيا تراوغ لكسب الوقت.. ماذا يحدث خلف أسوار سد النهضة

تحظى قضية سد النهضة بأهمية كبيرة بالنسبة لمصر التي طرقت كل الأبواب على مدار السنوات الماضية لإيجاد حل دبلوماسي لهذه القضية التي تعد من أشهر القضايا التي شهدتها مصر خلال العقد الماضي، وقد أصرت على أن يتم حل هذه القضية..للمزيد

إثيوبيا تراوغ لكسب الوقت.. ماذا يحدث خلف أسوار سد النهضة
13/04/2024 | 12:51 م

جولة رابعة لمفاوضات «سد النهضة»... ما السيناريوهات المحتملة؟

كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، اتفقا على هامش قمة دول جوار السودان يوليو الماضي على «الشروع في مفاوضات (عاجلة)».

جولة رابعة لمفاوضات «سد النهضة»... ما السيناريوهات المحتملة؟
13/04/2024 | 12:51 م

خبير مصري يرد على مزاعم إثيوبيا: سد النهضة لن يحل أزمات الكهرباء

بعد صدور تصريحات إثيوبية أمس الجمعة بإمكانية حل سد النهضة لأزمة الكهرباء في مصر، وقدرة السد على توفير الطاقة اللازمة لكل الدول المجاورة، كشف خبير مصري عدم

خبير مصري يرد على مزاعم إثيوبيا: سد النهضة لن يحل أزمات الكهرباء
05/06/2020 | 11:00 ص

لابد من لجنة تحقيق في مفاوضات سد النهضة الجزيرة مباشر

  في بيان صحفي مقتضب وهزيل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الإجتماعي يوم الجمعة 22 مايو/آيار، عن استعداد مصر "الدائم" للانخراط في العملية التفاوضية والعودة للمشاركة في المفاوضات الثلاثية مع السودان وإثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.

لابد من لجنة تحقيق في مفاوضات سد النهضة   الجزيرة مباشر


القاهرة وحراك السودان سد النهضة اخر الاخبار - التحرك المصري تجاه السودان مرتبط بإحساس القاهرة بأنها يجب ألا تبتعد عن ترتيبات المرحلة الانتقالية، وذلك لارتباطه بعدة ملفات، ومصالح مصرية استراتيجية ستتعطل، إذ لم يتم الوصول إلى اتفاق، خصوصا بشأن سد النهضة الإثيوبي، وقضايا الأمن والتعاون الاقتصادي المصري السوداني....



اشترك ليصلك كل جديد عن سد النهضة

خيارات

 القاهرة وحراك السودان
المصدر http://elwehda.com/Akhbar-Al-Alm/4679458/اخر-الاخبار---القاهرة-وحراك-السودان.html http://elwehda.com

زيارة الموضوع الاصلي
القاهرة وحراك السودان
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي القاهرة وحراك السودان

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars