الموضوعات تأتيك من 15432 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

الكاتبة هدى توفيق رقصة الحرية نموذج مصغر لرواية الأجيال والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة

31/08/2019 | 8:45 م 0 comments
الكاتبة هدى توفيق   رقصة الحرية  نموذج مصغر لرواية الأجيال  والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة

من صعيد مصر بدأت.. وفي محافظة بني سويف كانت النشأة، ثم الانطلاق في سماء الإبداع.. انشغلت بالتجريب في في كتاباتها، ذلك الذى لم يحل بينها وبين العودة...

الإبداع كالجنين يحتاج للرعاية والنظرة الثاقبة والاهتمام حتى يبقى ويتطور طموح الكاتب الحقيقي أن يجعل المنسي والمهمش تحفة ثرية بالفن والواقع

 

أجرى الحوار: مصطفى زكي

تقرأ لها فتجد عقلك محاصرًا بدهشة من نوعٍ خاص؛ تعود بك إلى عالم الرواد حينًا، ثم تقذف بكل إلى عوالم من التجريب أحيانًا.. لكنك في النهاية تجد نفسك محاطًا بعالمها الخاص جدا.. عالم الكاتبة المبدعة هدى توفيق.. مدير تحرير سلسلة (كتابات جديدة) الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب الأسبق.. صاحبة العديد من الأعمال المهمة منها مجموعة قصصية بعنوان (أنا تصير رجلا) عن هيئة قصور الثقافة المصرية عام 2007، مجموعة قصصية بعنوان (عن عاقر وأحول) عن مركز الحضارة العربية عام 2007، مجموعة قصصية بعنوان (كهف البطء) عن دار نشر (الدار) عام 2008، مجموعة قصصية بعنوان (مذاق الدهشة) عن دار نشر (شرقيات) عام 2010، رواية بعنوان (بيوت بيضاء) عن دار نشر (كيان) عام 2011، مجموعة قصصية بعنوان (الأمنية الأخيرة) عن مطبوعات ورشة الزيتون عام 2012، مجموعة قصصية بعنوان (سلامتك ياراسي) عن دار نشر المحروسة عام 2015، رواية بعوان (المريض العربي) عن دار نشر روافد عام 2015، مجموعة قصصية (عدوى المرح) عن دار نشر الأدهم عام 2015، مسرحية شعرية من فصل واحد) وغيرها..  قبل أن تصدر روايتها الأخيرة "رقصة الحرية" عن دار نشر "يسطرون"..

 

كما حصدت الكاتبة هدى توفيق العديد من الجوائز من بينها: جائزة القصة القصيرة عن أدب الحرب عام 1998من مجلة النصر، جائزة القصة القصيرة من أخبار الأدب عام 1999 على مستوى الوطن العربى، جائزة القصة القصيرة من نادي القصة عام ،2003 جائزة المركز الأول عن (رواية بيوت بيضاء) تحت إشراف الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2012، وغيرها.. التقيناها فكان الحوار التالي:

 

* من صعيد مصر كانت البداية وتحديدا من محافظة بني سويف، حيث النشأة والبدايات الأولى للانطلاق في عالم الإبداع، ماذا يمثل المكان في حياة الأديبة هدى توفيق؟

** في الحقيقة يمثل المكان بالنسبة لي شيئا مهما جدا سواء في حياتي الواقعية أو الأدبية، رغم أني تركت مدينة بني سويف منذ فترة زمنية، وعشت في محافظة القاهرة أولا، ثم محافظة الجيزة، لكن كل ما عشته وتعودت عليه جاء معي في كل مكان انتقل إليه داخل المحافظة الكبرى القاهرة، وما زال محفورا في ذاكرتي وسلوكياتي وتصرفاتي إلى حد كبير، وكأن البيئة أحاطتني بنسيج لا ينفصل عني مهما ذهبت إلى مكان آخر، هذا على مستوى الحياة الشخصية، أما على مستوى الإبداع هي جسدت الكثير من الطرح الإبداعي سواء قصصيا أوروائيا، حتى أن الرواية الأخيرة رقصة الحرية بطلها الأساسي هو البحث عن جذور المكان داخل جغرافيا وتاريخ الريف المصري، فبلدتي هجين من الصعايدة والفلاحين بين التنقلات على طول طريق الوجه القبلي من بدايته إلى الصعيد الجواني.

 

* مارست ومازلت الصحافة الأدبية من خلال إدارة تحرير كتابات جديدة في (الهيئة العامة للكتاب)، والكتابة في عدد من الصحف والمجلات المصرية والعربية المتخصصة منها، وغير المتخصصة، بعد تلك التجارب كيف ترين حاضر ومستقبل الصحافة الأدبية؟

** فعلا أنا أحب عالم الصحافة كثيرا، وكان من أحلامي المهمة أن أعمل صحفية، لكن الظروف لم تسمح لي بذلك، وتفتت حلمي فجاة الذي ظللت لسنوات أتمنى انجازه، فقررت أن أدخلها من خلال الإبداع والمقالات كل على حد سواء، واجتهدت في عمل ذلك لفترة طويلة منذ أن كنت في الجامعة، وكنت أضطر لفعل ذلك  سواء باليريد، أو بالسفر إلى القاهرة لتسليم المواد الأدبية وانتظار الرد والنشر من عدمه، فلم تكن تتوفر لدينا كل هذه التقنيات الحديثة المذهلة الآن التي بها الآن تستطيع أن تصل لأقصى البقاع دون جهد أو مشقة السفر، وعناء ضبط المواعيد ووو.. الأمور أصبحت إلى حد كبير ميسرة، وكل ما هو مطلوب منك الآن التفكير مليا فيما تكتبه وتريد نشره، وهذا هوالطموح والتركيز أفضل مما كنا نعانيه في الزمن السابق من أجل توصيل إبداعنا، هذه التجارب في الصحافة أفادتني وأمتعتني جدا واكتشفت بعد ذلك أن عملي في الصحافة الذي كان حلما مهما في حياتي السابقة، لا شيء أمام مشروع الإبداع الذي يحتاج لجهد ثقافي ومعرفي ضخم من أجل  التركيز والاستمرار، فهو المشروع الأهم والأعظم، بينما الصحافة جزء منه وعندما اقتحمت عالمها بمجهودي ازدات خبرتي في ممارسة الكتابة، من أجل الهدف الأروع وهو الإبداع، أما كيف أرى حاضر ومستقبل الصحافة الأدبية في الحقيقة رغم العناء الشديد الذي كنا نعيشه في الزمن الماضي من أجل النشر، لكن كانت الأمور أكثر سلامة، وأكثر مصداقية عن الوقت الحاضر. كان يوجد قدر كبير من المصداقية والشفافية من أجل تفحص وتبين المواهب جيدا بين المراجعة الأدبية والذائقة حتى الإملائية، عن الوقت الحاضر بسبب انتشار المواقع وأشكال عديدة  من عوالم التواصل الاجتماعي، التي أفرزت أصوات هشة وضعيفة؛ وهذا لأن ليس خلفها قدوة ونموذج ووعي وثقافة حقيقية، وليس ثقافة الاستهلاك  التي تستمد منابعها فقطمن الصورة والقراءة السريعة، أنا أتذكر مثلا أننا كنا نجلس بالشهور لنقرأ مرجعيات الرواد بدأب ومثابرة من أجل أن نتعرف على الثقافة بمختلف أنواعها ما يسمى الآن بالأدب الثقيل، بينما  في الوقت الحاضر امتلأ بالعالم  السريع والمتطلع للقفز دوما دون إجادة الشروط الضرورية للكتابة، مما أنتج أشكالا أدبية على قدر كبير من التشويه إلى حد ما، لكن أيضا  يوجد الموهوب والكاتب الحقيقي المخلص لأن هناكأهم معيار هو الزمن الذي ُيسجل مدى قدرة الفنان على الاستمرار والعطاء بقوة، ولن يستمر أو يبقى غير الصوت الحقيقي، رغم كل هذه الفرقعات، وأرى أن مستقبل الصحافة الورقية أصبح أصعب مما كان؛ لأن الصحافة الإلكترونية والرقمية والمدونات ووسائل التواصل الاجتماعي تخطت الجميع والنشر بات متاح بسهولة، لكن المنافسة أصبحت شديدة وعنيفة، لمن سيحرز الأجود والأبقى، أظن أن الصحافة الآن في معترك شديد يحتاج لجهد ومتابعة وتميز ليس من السهل الآن الحصول عليه.

 

* الرواية عالم موازٍ والروائي الحقيقي هو ذلك القادر على خلق هذا العالم واختزاله بين دفتي كتاب.. لكن في الآونة الأخيرة بدأ الكثيرون.. والشباب تحديدا إلى الاتجاه لكتابة الرواية باعتبارها اللون الأدبي الأسهل، رأيك في هذه الظاهرة وأسبابها؟

** الرواية عالم واسع من الأحداث والتفاصيل والتكوين السردي الذي يطرح كل إشكالات الوجود، كالقماش الحرير الذي ينزلق وينسج عليه ما يريد من إمكانات وموهبة وثقافة الكاتب، بمختلف الهويات والثقافات والطقوس والأجواء التاريخية والجغرافية والاقتصادية والفنية الكثير والكثير.. إننا في النهاية ممكن أن نطلق عليه أنه واقعنا وخيالنا وطموحنا أن نجعل من المنسي والمهمش والعادي والمألوف لتحفة إبداعية ثرية بالفن والواقع والتداخل بصدق فني  بين حكايات، وخيال وسرد إبداعي، ربما هذا منتهى طموح الكاتب والفنان، وعاشق الكتابة، وهذا ما أوحى للكثير من الشباب الآن  بسهولة الكتابة، فربما الحكي تيمة سهلة بالنسبة لهم ولهن ماذا في ذلك!  لكنه في الواقع هو كيف ولماذا نحكي ونريد أن نكتب؟! هذا هو بؤرة التفكير الذي يحتاج لتأمل وتفكير بعمق، وهذا من وجهة نظري يحتاج لسنوات، وليس كما ينهج هؤلاء الكتاب الشباب، وبالتأكيد ما يعزز هذا التأهيل هو مدى التطور المذهل لعوالم الاتصال والتواصل مع جميع البشر في أقصى بقاع الدنيا، وظهور العديد من الجوائز التي تقدم استحقاقا ماديا ومعنويا عاليا، أوعز للشباب بدخول المغامرة فهم يرون ويعتقدون أنها  ليست بالتجربة الصعبة المستعصية على الكتابة فيقول لنفسه ماذا في هذا سأكتب وربما أفوز؟  لكن الحقيقة غير ذلك تماما فكتابة رواية شىء صعب للغاية، ويحتاج إلى تفاعلات كثيرة بجانب الموهبة والمخيلة والتجربة الحياتية والثقافة الواسعة والشاملة.

 

* بعد كتابة القصة والرواية التي تخللها عدد من القراءات الإبداعية الأدبية والفكرية للكثير من الكتاب ..كيف ترين إشكالية التغير السريع في أشكال الكتابة الأدبية ومحاولات النقاد الحثيثة للحاق بتلك التغيرات.. أو بمعنى آخر.. هل لدينا نموذج نقدي عربي خالص يستطيع تطوير أدواته للتعامل مع القضايا الأدبية ومنها على سبيل المثال قضية تداخل الأجناس الأدبية؟

** في الحقيقة إشكالية التغير الواضح في أشكال الكتابة الأدبية بوجه عام تبدو طفرة للمتابع ومتذوق الأدب، وإن كنا هنا بالتحديد نقصد تداخل الأجناس الأدبية بمعنى أننا نقرأ داخل العمل  القصصي أوالروائي الآن المقال، النص شعري، الرسومات الاقتباسات أو كتابة نثرية شعرية أو حتى بالعامية، يعني أي شكل ينتسب لأي سرد ويخدمه على المستوى الفني القصصي والروائي كل سواء، وقد قرأت هذا بالفعل  في نماذج  تثبت تلك الحقائق كمدلول واضح على تداخل الأجناس الأدبية، وهذا أصبح موجودا بقوة في الثقافة العربية بالأكمل والأشمل دون الثقافة المصرية، أقصد بشكل خاص كإبداع في شتى المجالات، تحت توجه مصطلح التجريب والحداثة إذا أحببنا أن نطلق عليه تسمية، هذا بالنسبة لمدى تغير وتطور الأشكال الأدبية بوجه عام وإن كان هذا الحديث مجرد إشارة دون الخوض في التفاصيل، التي توحي بقدر كبير من الدهشة التي بدأت تقدمها الثقافة العربية وتداخل الثقافات وتنوعها مما أثرى المشهد الإبداعي، ولغة البحث عن الثمين والمغاير، إنها رحلة طويلة وليست بالسهلة، ليس كما كان يحدث في الماضي في متابعة حركة الرواد والكتاب الكبار، لقد طرح عالم التطور المذهل للتكنولوجيا والاتصالات وتحول العالم إلى القرية الذكية، التي تقفز كل دقيقة وليس كل يوم بنا الى الأمام والمستقبل، وعلينا أن ندخل الدائرة حتى لا يطلق علينا الأحياء الأموات، بمعنى أن نحيا دون علم دون ثقافة رقمية دون تجدد وتطور مستمر، وإلا ستموت دون أن تدرك بعد أن خرجت من ناموس الدائرة التي تدور بكل ضراوة، فعليك أن تضع عيناك نصب رأسك، لتلاحظ وتلتقط كل جديد وتغيير، حتى لا يفوتك القطار والوقت، فلم يعد هناك من وقت للتلهى أو التخلف عن الركب أي الحاضر والمستقبل، حتى لا تخرج من الدائرة وتحيا ميتا، أما بالنسبة  للإجابة على الشق الثاني من السؤال هل لدينا نموذج نقدي عربي خالص يستطيع تطوير أدواته للتعامل مع القضايا الأدبية، ومنها على سبيل المثال قضية تداخل الأجناس، والقصة الومضة، والرواية التفاعلية التي بدأت تظهر أي يقوم مبدعين بعمل روائي أو قصصي سويا؟! كما ذكرت من قبل؟! حسب متابعتي على قدر استطاعتي للحركة النقدية في مصر وخارجها، بالتاكيد نقرأ رؤى نقدية ومقالات ودراسات نقدية متعددة عن هذه التجارب الأدبية بمختلف أشكالها، لكنها تبدو قليلة وضعيفة أمام هذا الهدير من المواد الإبداعية المقدمة والكثيرة، خاصة بين الشباب الجديد الذي اندفع إلى الفن السردي وخاصة الرواية،  لما تجلبه من شهرة وجوائز وترجمة وخاصة الجوائز التي فتحت شهية الجميع دون تمعن أو تدقيق وتفحص جيد للتجربة الإبداعية السردية، دون أن يجد هذا الشاب النموذج والقدوة التي تقف بجانبه لتخبره بتأويلات هذا الطرح سواء جيد أو غير، كما نوهت من قبل، من وجهة نظري ليس هذا المهم أن الكتابة جيدة من عدمه، المهم أن تنير له الطريق فالنقد يفتح مسام العمل الإبداعي كمشرط الجراح ليخرجه إلى النور والتبصر، أنا أرى رغم وجوده إلا أنه مشروع هش وليس منظما، ومرتبط أكثره بالشللية والمحسوبيات، دون أمانة أدبية كبيرة، رغم أن الجميع في أمس الحاجة إليه، خاصة في قضية تداخل الأجناس والطرح المختلف.

 

* مع انتشار الصالونات الأدبية والمنتديات التي يقوم عليها الكثير من غير المؤهلين للتقييم واكتشاف المواهب الجديدة والمجموعات المسماه (أدبية) على مواقع التواصل الاجتماعي .. ماذا تقولين عن تلك الظاهرة، خاصة بعد سيطرة الكثير من الأصوات الباهتة "أدبيا" إن جاز التعبير على المشهد في مصر.. وما دور الدولة ممثلة في وزارة الثقافة وقطاعاتها، وعدم قدرتها على جذب قطاعات عريضة من الشباب المبدعين؟

** في الحقيقة لو عدنا إلى الوراء لعقود زمنية سابقة حيث انتشرت هذه الظاهرة المفيدة على يد الرواد والكتاب الكبار، وكانت من أهم المآثر التي حفلت بها فترة الأربعينات والخمسينات والستينات من هذا القرن، التي كان يقودها الرواد العظماء وأخرجت العديد من الأدباء وأدت إلى ازدهار وتنافس ومعارك، لاستخراج أفضل ما في حقيبة الإبداع والفكر الإنساني مما أدى لخلق مناخ واسع ومختلف ومتعدد  من الأصوات الأدبية، واستمرت وإن كانت تمركزت في محافظة القاهرة من خلال اكتشاف مبدعين من شتى أنحاء الجمهورية، لكن ما يحدث الآن في هذه الصالونات لا أحبذه لكل من هب ودب، وهذا ليس للتقليل شانهم معاذ الله لكن ليس هناك مصداقية وتفحص، إنما أشبه بصالونات نميمة، وتواصل غير أمين في النقد وأنا أقصد النقد ليس بمعنى التجريح أبدا، إنما النقد الهادف، وظهرت المصالح والحسابات والنفاق الاجتماعي والأدبي، على حسب شخصية الذي يقود هذه الحلقة، وخلقت ظواهر غير مفيدة على مستوى الإبداع والحركة الأدبية، ليس  من المهم أننا نجد الكثيرين، بل الأجدر أن نلتقط الموهوب والمجتهد، وإن كنت لا أنكر أن هناك ظواهر فردية على قدر عال من الموهبة والرغبة في الاجتهاد والنمو والتطور، فالإبداع كالجنين بالضبط يحتاج للرعاية والنظرة الثاقبة والاهتمام حتى يبقى ويستمر ويتطور، أما عن دور الدولة الممثلة في وزارة الثقافة وقطاعاتها في جذب المبدعين صراحة لا أجد لها دورا فعالا تقدمه لهؤلاء الشباب، وما زالت نفس السياسة والدوائر الحكومية لها نفس الطابع البيروقراطي الركيك بين موظفين تكنوقراط يديرون الأمور بمحسوبية ودائرة الديار، و"شيلني واشيلك" لأسماء محددة دون تنوع أو امتزاج القديم بالجديد، وهذا طبعا لا يمنع من وجود القديم، لكن لا بد أن يحدث تفاعل وامتزاج ونقاش دوما، وتقبل المخالف والمغاير بموضوعية وتفتح.

 

* سؤال قديم وتقليدي لكن مع الأديبة هدى توفيق فالأمر مختلف.. ما أقرب أعمالك إلى قلبك؟ وما أكثرها حظا في الاحتفاء من جانب النقاد والمتخصصين من جهة، والقارئ العادي من جهة أخرى، وهل جاء الاحتفاء متفقا مع رؤيتك كذائقة أدبية لأعمالك؟

** دوما لا تفوتنا الذكريات مهما كتبنا، وهناك بالفعل عمل قريب إلى قلبي لما احاطته من ظروف قبل نشره وبعد نشره، وهي رواية "بيوت بيضاء" أولا لأني استغرقت وقتا طويلا بل لسنوات حتى أكتب الرواية من كثرة خوفي من الفشل، وكتبت قبلها رواية كاملة لكن لم أنشرها ولن أعود إليها كي أنشرها بعدما تطورت واختلفت رؤيتي للإبداع الآن، وكان اسمها "أسلاف الأرواح المنسيين"، نحن نقرأ ونكتب كثيرا أو قل هذا من وجهة نظري، وكلما تمرسنا في الفعل الثقافي تعلو نبرة النقد الذاتي، واستكشاف مدى النقص والزيادة والخلل وتختلف القراءة الأولى عن الثانية عن الثالثة وهكذا، أنا حتى بعد نشر العمل أجد به عيوبا من وجهة نظري لأخر رمق يظل النقد والتبرم مما كتبت ومما نشر، هكذا المبدع دوما في حالة قلق وصراع وخوف والمعنى لا يكتمل أبدا، ولن يكتمل حتى نظل نكتب، ونلوم أنفسنا دائرة مفتوحة من الهواجس لا تقف لأنها لو وقفت لن نبدع لن نفكر مائة مرة حتى يكتمل معنى ما نريد توصيله، وهذا الشعور بعدم الرضا هو شعور جيد، لكن أضيف عليه الآن دون كامل الخوف، ليكن خوفا لكنه خوف طيب وجريء يدفعك إلى عجلة الكتابة وأنت تهتف لنفسك سأكتب جيدا لن أفشل لن يهزمني المعنى الكامل لن لن... كما حدث معي قبل كتابة رواية "بيوت بيضاء"، لم يكن خوفا بل رعبا أشبه بالفوبيا من عدم القدرة، وأيضا رواية "بيوت بيضاء" نالت استحسان النقاد وأصدرت منها ثلاث طبعات أعتبرها أكثر حظا صراحة على كل المستويات، ووضعتني في مأزق فني.. كيف اتخطاها بعمل أخر أكثر مصداقية فنية وإبداعية، أما بالنسبة  لبقية السؤال هل جاء هذا الاحتفاء مقنعا لي أم لا لذائقتي الأدبية؟! فالكاتب/ة دائما يسعى الى طرح عمله ويسعد ويستفيد جدا من التحليلات الخطابية والتأويلية والقرائية الانطباعية، أي طرح هو المحفز الفعال والمهم للغاية لإبداع أفضل بتنوير الطريق ومعرفة الأخطاء والمسالب التي لم يلتفت إليها الكاتب، أثناء الكتابة وصولا إلى النشر، وقد انتهى الأمر وأصبح العمل السردي ليس ملكا للكاتب/ة تلك المقترحات التفاعلية بين القارئ والناقد والعمل الإبداعي من أهم مهام نضج العمل الفني بوجه عام.

 

* حدثينا عن رواية "رقصة الحرية".. وكيف ترقص الحرية داخل النص السردي؟

** رواية "رقصة الحرية" إلى حد ما نموذج مصغر لرواية الأجيال إذا كان لي أن أدعي ذلك، وإن كنت أعتقد أنه ليس بالمفهوم الكلاسيكي القديم لما اعتدنا معرفته عن روايات الأجيال أو رواية النهر، كما قرأتها للرواد وكتابنا الكبار، الذين تعلمنا منهم الكثير، هي وإن جاز القول  أعتبرها مجرد نوافذ تطل على الفترة الممتدة من عام 1970إلى ثورة 25يناير /2011، تقريبا وسط بيئة جغرافية تنتمي إلى الوجه القبلي وبداية الصعيد وعالم الفلاحين، تستعرض لنا تاريخ وثقافة هذا المكان بالتحديد وسط المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي كانت موجودة في مصر في ذاك الوقت وتم هذا داخل الهيكلة الروائية بقدر كبير من وجهة نظري، ليس بكامله، فأنت تعلم أن الرواية الممتدة العلاقات والمتشابكة المحاور تحتاج إلى إلمام كبير وألا يسقط أي رابط وشخصية في سهو النسيان، إنها عملية شاقة في الحقيقة من عدة الجوانب (سياسية، اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، وفنية) وعليك أن يتم كل هذا في خلطة فنية سردية شيقة، ومثيرة للقراءة، فأنت لا تكتب بحثا أو دراسة بحثية، وكما تعلم الفن  كما أراه من وجهة نظري مزحة ضخمة، ربما تنجح أو لا رغم اجتهادنا وعملنا الشاق، فالفن لعبة كبيرة نخوضها بكل الخوف من الفشل وبكل المشقة، المرادفان واحد والنجاح والفشل لا نعلمه مطلقا، أما كيف ترقص الحرية؟! بالمناسبة ذكرني هذا التساؤل عن تعليق جاءني من أكثر من أحد سعدت بقراءته للرواية وأوقر لهم كل الاحترام مهما اختلفنا، أن اسم الرواية كلاسيكي وقديم، وكان يحتاج لتفكير أعمق في  استبداله، بصراحة في البدء كان اسمها "أشباح التيوليب" وصولا إلى المطبعة، وقبل المراجعة الأخيرة قررت قطعا وحسما أن أغير اسمها إلى "رقصة الحرية"، وكنت أدرك أنه مباشر وكلاسيكي وكل ما سيقال وقيل فعلا من الأصدقاء الذين قرأوا، وقلت داخل نفسي ليس كل ما يكتب غير مباشر مستحب والعكس وهذا طبعا من وجهة نظري فقط، أنا أرى أحيانا أن المباشرة هي ما نحتاجه في هذا العمل بالذات، وهذا هو العنوان المناسب فقط هذا ما أردت قوله لا غير.

 

* ختاما.. ماذا عن مشاريعك الإبداعية القادمة؟

** أستعد لإصدار مجموعة قصصية بعنوان "بارقات قصصية" وهي مختلفة عن سابقتها تماما، لأنها قصص قصيرة، ولكن ليست قصصا قصيرة جدا أو ما يسمى الومضة القصصية هي بين القص الطويل والقصير، فالقصة في الأغلب تاخذ صفحة أو صفحتين على الأكثر، وإن كانت تحمل نفس مغزى القصة القصيرة جدا أو الومضة القصصية، بالتقاط  لقطات مؤثرة بسيطة سواء من الواقع الحياتي والمخيلة، أتمنى أن تصدر في معرض القاهرة للكتاب القادم.






موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
26/03/2024 | 5:38 م

ميكاليلي نسخة البيرثداى بتحديات لعبة FC24 يلاكورة

أعلنت EA Sports تواجد اللاعب الفرنسي كلود ميكاليلي بتحديات لعبة FC24.

ميكاليلي  نسخة البيرثداى  بتحديات لعبة FC24   يلاكورة
26/03/2024 | 5:38 م

تحميل لعبة Stickman Party ستيك مان بارتي التحديث الجديد 2024 

إن لعبة Stickman Party يتم اعتبارها واحدة من أفضل الألعاب التي تم إصدارها في خلال الآونة الأخيرة ويرجع ذلك إلى جميع المميزات التي تعمل على توفيرها للاعبين،

تحميل لعبة Stickman Party ستيك مان بارتي التحديث الجديد 2024 
26/03/2024 | 5:38 م

هتلعب لحد ما تقول كفاية!!.. تحميل لعبة جاتا GTA 5 الأصلية علي الهاتف مجانا بدون فلوس هتقضي عليها وقتك 24 ساعة - البديل

هل ترغب في تحميل لعبة جاتا دون وجود أخطاء في التحميل؟، إذا كانت إجابتك أنك تريد هذا بالفعل فهذا يعني أنه عليك قراءة هذا المقال الذي يساعدك في هذا الأمر، لا

هتلعب لحد ما تقول كفاية!!.. تحميل لعبة جاتا GTA 5 الأصلية علي الهاتف مجانا بدون فلوس  هتقضي عليها وقتك 24 ساعة  - البديل
26/03/2024 | 5:38 م

نستعد اليوم للكشف عن المزيد من المعلومات حول لعبة Judas - Arabhardware

تم الإعلان عن لعبة Judas لأول مرة في حفل توزيع جوائز الألعاب لعام 2022 (The Game Awards 2022) ومن المقرر إطلاقها بحلول مارس 2025.

نستعد اليوم للكشف عن المزيد من المعلومات حول لعبة Judas - Arabhardware
22/03/2024 | 4:16 م

تنزيل برنامج لعبة WePlay التحديث الجديد 2024 وي بلاي

وي بلاي WePlay هي لعبة من ألعاب الترفيه الشهيرة والتي حققت نجاح باهر وشهدت إقبال كبير من عدد هائل من اللاعبين الذين قاموا بتحميلها على هواتفهم المحمولة

تنزيل برنامج لعبة WePlay التحديث الجديد 2024 وي بلاي
22/03/2024 | 4:16 م

الدوري الإنجليزي يعلن إطلاق لعبة فانتازي جديدة يلاكورة

أعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز عن إطلاق لعبة "فانتازي" جديدة، على غرار لعبة "فانتازي بريميرليج" الشهيرة.

الدوري الإنجليزي يعلن إطلاق لعبة  فانتازي  جديدة   يلاكورة


الكاتبة هدى توفيق رقصة الحرية نموذج مصغر لرواية الأجيال والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة ألعاب وترفيه من صعيد مصر بدأت.. وفي محافظة بني سويف كانت النشأة، ثم الانطلاق في سماء الإبداع.. انشغلت بالتجريب في في كتاباتها، ذلك الذى لم يحل بينها وبين العودة...



اشترك ليصلك كل جديد عن ألعاب وترفيه

خيارات

الكاتبة هدى توفيق   رقصة الحرية  نموذج مصغر لرواية الأجيال  والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة
المصدر https://www.gomhuriaonline.com/الكاتبة هدى توفيق رقصة الحرية نموذج مصغر لرواية الأجيال والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة/441118.html https://www.gomhuriaonline.com
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي الكاتبة هدى توفيق رقصة الحرية نموذج مصغر لرواية الأجيال والفن لعبة كبيرة نخوضها بخوف ومشقة

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars