حملة تبرع تثير جدلاً في تونس مع الاستعداد للاحتفال بمئوية النادي الافريقي! القدس العربي
17/11/2019 | 7:45 ص 0 comments
تونس – "القدس العربي":يعيش الرأي العام في تونس هذه الأيام على وقع بادرة غير مسبوقة، تتمثل في "تجنّد" أحباء النادي الافريقي من أجل "انقاذ" ناديهم من مخاطر تهدد
تونس – “القدس العربي”:يعيش الرأي العام في تونس هذه الأيام على وقع بادرة غير مسبوقة، تتمثل في “تجنّد” أحباء النادي الافريقي من أجل “انقاذ” ناديهم من مخاطر تهدد وجوده. وللبادرة منطلق يتعين التذكير به، وأساسه أن الأمر يتعلق بمصير واحد من أعرق وأكبر الأندية الرياضية التونسية، اذ يستعد الافريقي للاحتفال بمرور مئة عام على تأسيسه، والذي يعتبر أحباؤه من المغالين في عشق ناديهم. لكن ما كان لهذه البادرة ان ترى النور لو لم يسلط الفيفا سيف أحكامه على النادي الذي أغرقه رئيسه الأسبق سليم الرياحي في دوامة سوء التصرف القاتلة، فتراكمت ديونه وأصبحت مهددة بتوالي خصم النقاط من رصيده الى الحد الذي قد يؤدي الى تلاشيه واندثاره. وهو ما رفضه عدد من مسيري النادي القدامى الذين وجدوا دعما من رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء لفتح حساب بنكي يتلقى مساهمات الأحباء، وتكون مداخيله مخصصة لتسوية الملفات العالقة في الفيفا فقط. واذا كان فتح الحساب يمثل ممارسة بسيطة، فان تعبئة 17 مليون دينار تونسي (الدولار = 2.85 دينار) في ظرف زمني لا يتجاوز أربعة شهور، يعتبر التحدي الأبرز لعدة اعتبارات، أهمها ضخامة المبلغ المطلوب، الى جانب تقلص ثقة التونسيين في حسابات مماثلة. اذ شهدت مرات عدة تحويل الأموال التي جمعت الى غير ما رصدت له. علاوة على أن تونس تمّر بظرف اقتصادي واجتماعي صعب من أهم مظاهره في الحياة اليومية، تراجع المقدرة الشرائية لفئات واسعة من التونسيين والتونسيات، ما يجعل اهتمامهم منصبا على الأولويات والأساسيات.
التحدي الصعب
لكن يبدو ان أحباء “العقلية” كما يوصفون في تونس، لتمسكهم بأن الإنتماء للنادي الافريقي هو تعبير عن “عقلية” كاملة في التعاطي مع الرياضة والحياة، اعتبروا الأمر تحديا يتعين رفعه، وهو ما أوجد ظاهرتين متلازمتين، وهما ظهور حركة يمكن اعتبارها “ثقافية ” حول المبادرة من ناحية، وبروز قصص ووقائع تمثل دليلا على تمسك بالنادي واستعدادا للتضحية من أجله. فقد تشكلت على صفحات التواصل الاجتماعي، صفحات ومجموعات تمثل “كتائب افتراضية”، همها حثّ الأحباء على تزويد الحساب الجاري بالأموال، ومهمتها المتابعة اليومية لما يشهده الحساب الجاري من عمليات تزويد من ناحية، وتحويل لتسوية الملفات العالقة من ناحية أخرى. وتشكلت فرق فنية من المطربين من أحباء الإفريقي، شرعوا في تقديم عروض فنية لجمع الأموال، وأخذت لجان الأحباء تنظم لقاءات هدفها الوحيد جمع الأموال. وبرزت حالة تنافس محمود بين عشاق الأحمر والأبيض. وأصبح التنافس على جمع مبلغ أكبر من المال يتم بين المدن والأحياء والمهن، وحتى داخل القطاع الواحد، من خلال التنافس بين المؤسسات. الظاهرة الثانية والتي تمثل أمراً جديراً بالدرس، فتتمثل في وقائع “ايثار” غير مفهومة خارج منطق الحب والانتماء، اذ نجد عدة محبين تخلوا عن كامل راتبهم الشهري لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، وآخرين أجلوا اجراء عمليات جراحية غير مستعجلة، لتحويل المبلغ الى عملية انقاذ النادي الافريقي. هذا دون أن ننسى نجاح الأحباء في رهان جمع مليون دينار في يوم واحد، ما أدى الى تقلص ديون النادي الى أقل من النصف في ظرف زمني لا يتجاوز ستة أسابيع، ما اعتبره كل المعنيين بالشأن الرياضي في تونس انجازاً غير مسبوق من شأنه ان يمثل قدوة لأندية أخرى في ظل شح الموارد وارتفاع النفقات والمشاكل المالية المزمنة التي تعاني منها الرياضة التونسية. وتسربت “العدوى” في هذا المجال الى ناديين من الجنوب التونسي، وهما الملعب القابسي واتحاد تطاوين، اذ فتح الأحباء حسابين جاريين لتمويل نشاط الناديين، وما يتطلبانه من نفقات جارية. ومن المنتظر ان تتواصل حملة أحباء النادي الافريقي الذين أطلقوا الأحد الماضي، رهانا جديدا يتمثل في بلوغ مليون وخمسمئة ألف دينار أخرى في الفترة الفاصلة بين 20 نوفمبر و5 ديسمبر/كانون الاول، وهو رهان ستوظف فيه عملية اقتناء افتراضية لمقاعد ملعب رادس بالتنسيق مع أحد البنوك التونسية.
ظاهرة اجتماعية
ويعتبر الباحث في علم الاجتماع وأحد اعضاء أحباء النادي الافريقي هشام الحاجي، في حديثه لـ”القدس العربي” ان هناك “عوامل موضوعية تتداخل مع الاعتبارات الذاتية عند محاولة القيام بقراءة أولية لنجاح “شعب الافريقي” في رفع تحد من نوع استثنائي، وهو ضخ مليون دينار في يوم واحد في الحساب البنكي لإخراج النادي من أزمته المالية التي تهدد كيانها. ويضيف: “كان يوما عصيبا على المتيمين والمتيمات مثلي بعشق النادي الافريقي لأنه يضع رهانا غير عادي في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أصابت المقدرة الشرائية للمواطن التونسي وفي ظل ارتفاع قيمة الرهان المادي. ما اعترضني اليوم من لقطات التقاء كل الطبقات والأجيال للمساهمة في رفع التحدي وما رافق هذه الحركية من مظاهر الاعتزاز بالانتماء لصرح أصله ثابت لا يمكن ان ينسى. وتزامن هذا اليوم مع الاستعداد للاحتفال بمئوية الميلاد القانوني للنادي الافريقي يمثل ما يمكن اعتباره ميلادا جديدا لفريق “باب الجديد”. ودليلا على أن من أهم مكونات “هوية” النادي الافريقي الانبثاق من المعاناة والشعور الطاغي بالانتماء. ما يعني أن الاحفاد التقطوا جيدا سيرة الأجداد واستمدوا منها الصلابة والقدرة على الرفض والمقاومة. وهذه “الهوية ” تجعل الافريقي أكبر من ناد رياضي وأنبل من أن تكون “ظاهرة اجتماعية”، لأن الظواهر الاجتماعية يمكن ان تزول، في حين يؤكد تغلغل الافريقي في وجدان الشعب التونسي ان مصير الطرفين واحد، وهو ما تبرزه عدة شواهد تجعل من تونس والنادي الافريقي مرآتين عاكستين لبعضهما بعضا. تمسك الآباء المؤسسون بهوية النادي الوطني ورفضوا تنصيبا فرنسيا على رأسه لأنهم كانوا يعكسون تبلور الوعي الوطني ويرسمون للشعب طريق المقاومة”. ويضيف: “أصاب الافريقي في السنوات الاخيرة ما أصاب تونس من تفشي الفساد وغياب الكفاءة في التأطير ما جعله يرزح تحت وطأة الديون. وقبل أن يتسرب الاحباط الى النفوس جاء فتح الحساب الجاري لإنقاذ النادي ليخرج “شعب الافريقي طاقاته الكامنة ليهب لتلبية نداء الواجب بطريقة ستحفظها ذاكرة الاجيال وسيتردد صداها في كل انحاء العالم”. ويرى الحاجي أن ما قام به عشاق النادي يتجاوز مجال الرياضة، لأنه يعكس الى حد كبير ما في الشعب التونسي من استعداد لرفع تحديات المرحلة، شريطة ان تتوافر عدة شروط، أهمها التأكيد على علوية الإنتماء للكيان على الحسابات السياسية، وتوافر مشروع واضح المعالم وشفاف في آلية تسييره والتصرف فيه. وقد تقدم هذه الهبة نموذجا يمكن النسج على منواله في رهانات مجتمعية، كالعناية بالمناطق الأقل حظا في التنمية أو للاكتتاب في مشروع ضخم ذي فوائد اقتصادية والقطع بالتالي مع الاقتراض المفرط وهدر الأموال في سلوك ومشاريع استهلاكية واستعراضية. من وطأة الأزمة فتح “شعب الافريقي” أفقا يمكن ان تستعيد من خلاله مشاعر الانتماء لتونس دورها في الإعداد للمستقبل، وفي اعادة النظر في آليات حوكمة المجال الرياضي الذي أصبح مرتعا لعديمي الخبرة وللراغبين في الإثراء الفاحش، ولممارسات حادت به عن دوره الاجتماعي والاقتصادي وحولته الى عبء على المجموعة الوطنية. ويؤكد الحاجي انه لا معنى لدخول تونس مرحلة جديدة بدون اعادة النظر في القوانين المنظمة للنشاط الرياضي، من خلال القضاء على الازدواجية وعلى منافذ يتسرب منها الفساد والهدر واحباط الشباب.
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
تونس: حكم غيابي بسجن الرئيس الأسبق منصف المرزوقي ثمانية أعوام نافذة
قالت وسائل إعلام تونسية الجمعة إن الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية في تونس قضت غيابيا بسجن الرئيس الأسبق منصف المرزوقي، المعارض الشرس المقيم بفرنسا للرئيس الحالي قيس سعيّد، ثماني سنوات نافذة لإدانته…
تونس تسجل 5 إصابات جديدة بفيروس كورونا والإجمالى 1186 -
أعلنت وزارة الصحة فى تونس، اليوم السبت، عن إجراء 491 تحليلا مخبريا من بينها 11 تحليلا في إطار متابعة المرضى السابقين ليبلغ بذلك العدد الإجمالى للتحاليل 71689..
تونس تحافظ على تصنيفها بين اقتصادات الدخل الوسيط -
أبقى البنك الدولي على الاقتصاد التونسي بين الاقتصادات ذات العائد الوسيط للفترة 2020 /2021.
إضراب في مواقع لإنتاج النفط جنوب تونس أخبار سكاي نيوز عربية
أخبار تونس، أخبار مغاربية، تطاوين، إضراب، إنتاج النفط
مظاهرات في تونس لتصنيف الإخوان إرهابية
الحزب الدستوري الحر نظم مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة التونسية، احتجاجا على رفض رئاسة البرلمان إقرار جلسة للتصويت على تصنيف "الإخوان" جماعة إرهابية.
عبير موسي: أردوغان ينفذ أجندة الإخوان في المغرب العربي
أعلنت النائبة التونسية عبير موسي، السبت، أن تونس وأمنها القومي في خطر، مشيرة إلى أن أردوغان يسعى لتنفيذ أجندة الإخوان في المغرب العربي.وقالت رئيسة الحزب ال
هكذا نجحت تونس في تمرير القرار 2532 - بوابة أفريقيا الإخبارية
أكد السفير المندوب الدائم للجمهورية التونسية لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك قيس قبطني, في حديث خاص ل "بوابة ...
حملة تبرع تثير جدلاً في تونس مع الاستعداد للاحتفال بمئوية النادي الافريقي! القدس العربي اخبار تونس تونس – "القدس العربي":يعيش الرأي العام في تونس هذه الأيام على وقع بادرة غير مسبوقة، تتمثل في "تجنّد" أحباء النادي الافريقي من أجل "انقاذ" ناديهم من مخاطر تهدد
التعليقات علي حملة تبرع تثير جدلاً في تونس مع الاستعداد للاحتفال بمئوية النادي الافريقي! القدس العربي