الموضوعات تأتيك من 15575 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

حكايات من المونديال (9) - حسن المستكاوي -

30/05/2014 | 5:05 م 0 comments
حكايات من المونديال (9) - حسن المستكاوي -

برجاء جمهورى.. جارينشا فى المباراة النهائية عام 1962

•• فى مؤتمر الفيفا الذى عقد فى لشبونة عام 1956 تنافست شيلى، والأرجنتين، وألمانيا الغربية على تنظيم البطولة السابعة، وعهد الاتحاد الدولى إلى شيلى بهذا الشرف، وهاجمت الصحف الأوروبية هذا القرار لأن شيلى دولة فقيرة نسبيا، وتعرضت من فترة إلى زلزال مدمر، وقالت الصحف: «إن الاتحاد الدولى يهوى السياحة، وأن دولا كثيرة لن تشارك فى البطولة لأن شيلى بعيدة، فى آخر الدنيا والطريف أن كلمة شيلى تعنى: المكان الذى تنتهى فيه الأرض، لأنها سلسلة جبال تقع كلها على ساحل المحيط الهادى وأطلق عليها الهنود ــ سكانها الأوائل ــ هذه التسمية، لأنه لا أرض بعدها.

كانت تلك البطولة نهاية لعصر الكرة الهجومية، وبداية للكرة الدفاعية، فقد تميز اللعب منذ انطلاق المسابقة بالاتجاه إلى الخطط التى تبنى الاستحكامات حول المرمى، لا سيما الكاتناتشيو، كما تجلت ظاهرة العنف، وهو توأم الدفاع على الدوام، ولذلك شهدت الـ 48 ساعة الأولى كما هائلا من الإصابات وصلت إلى أربع وثلاثين إصابة، وبعد رابع يوم تصاعدت ووصلت إلى الخمسين إصابة، وكانت متنوعة، ما بين تحطيم السيقان، وكسور فى الضلوع، وشروخ فى الأذرع والأقدام، وارتجاج فى المخ، بجانب الإصابات البسيطة الأخرى مثل الرضوض، والجروح، والكدمات، والصدمات، والالتواءات، والانخلاعات..

•• اكتشف حكم مباراة الافتتاح بين شيلى وسويسرا أن الكرة لا تصلح للعب، وطلب تغييرها، فأتوا له بخمس كرات أخرى، كلها لا تصلح، وأخيرا جاءت الكرة التى تصلح بعد بداية الشوط الثانى.. وكانت المباراة صداما عصيبا وعصبيا بين أوروبا وأمريكا، بين سويسرا التى تخشى أثر الانتقال، والارتفاع، والاندفاع، وشيلى التى تخشى المسئولية المسلطة عليها، ومن مائة ألف متفرج وفازت شيلى 2/1، رغم أن النقاد العاقلين رشحوا سويسرا قاهرة السويد فى التصفيات، بينما رشح العاطفيون شيلى باعتبارها صاحبة الأرض.

•• وفازت شيلى بعد ذلك على إيطاليا 2/1 فى موقعة كانت خسائرها فادحة، وتستحق أن يغطيها مراسل حربى وليس صحفيا رياضيا، ولو أن الصحافة كانت سببا مباشرا لهذه الحرب. فقد أثارت صحف إيطاليا مشاعر شعب شيلى حينما بعث بعض الصحفيين رسائل إلى روما جاء فيها الكثير عن سوء التنظيم، وفقر شيلى، ومظاهر سوء تغذية شعبها، وجهله، وإدمانه للخمور، وكيف أن كل شىء يباع ويشترى، وكيف أن كل شىء فى غاية البطء، المواصلات، التليفونات، البريد، وحتى الإنسان.

وترجمت صحف شيلى هذا الكلام، وأعادت نشره بالإسبانية ،لغة البلد، فكان ذلك كافيا لإشعال الموقف فى المدرجات، وفى الملعب، حيث اشتعلت الأيدى بقدر ما اشتعلت الأقدام بدون كرة، ونشب عراك بين الفريقين، وخرج الجميع فى حراسة قوات الأمن رغم فوز شيلى، لأن الجمهور كان مستعدا للفتك بالإيطاليين.

وكانت الدولة كلها مستعدة لفعل أى شىء من أجل الحصول على كأس جول ريميه لكن هل هذا ممكن فى وجود البرازيل، وانجلترا، وألمانيا، والأرجنتين؟

•• كانت مباراة البرازيل وانجلترا مواجهة بين مدرستين، اللاتينية الجديدة والأنجلوساكسونية العريقة، وهى مواجهة بين الموهبة والإبداع والخيال، وبين القوة والسرعة واللياقة، وفى هذا اللقاء تألق جارينشا ــ أو العصفور الصغير ــ وهو طائر يعيش فى جبال ريودى جانيرو واسمه جارينشا وكان يقفز وهو يسير، ومثله النجم البرازيلى. الذى سجل هدفين، وفافا أضاف الثالث وخطف جارينشا الأضواء بمهاراته العالية، فهو سريع الحركة والمراوغة، ويفوت من خمسة مدافعين بسهولة، وقذائفه الواوية اللولبية لا يعرف أحد أين تستقر، وكانت المباراة من أحلى مباريات 1962، وانتهت بسيرك برازيلى فى الملعب، وبموسيقى السامبا فى المدرجات التى بدت وكأنها لحن جنائزى للإنجليز.

•• صعدت البرازيل للدور النهائى لتواجه تشيكوسلوفاكيا التى حققت هذا الإنجاز لثانى مرة بعد عام 1934، والواقع أن البرازيليين هزموا شيلى 4/2 فى قبل النهائى، وفى هذه المباراة طرد جارينشا لأول مرة فى حياته، ورغم أن طرد جارينشا فى مباراة شيلى كان يمنعه من اللعب فى النهائى فقد لعب الطائر الصغير أمام تشيكوسلوفاكيا بعدما تدخل رئيس جمهورية البرازيل شخصيا لدى اللجنة المنظمة وطلب العفو عنه ليلعب أمام التشيك.

•• تجمدت العيون على ستاد سانتياجو، والتصقت ملايين الأذان بجوار أجهزة الراديو فى البرازيل لمتابعة المباراة النهائية، وبادرت تشيكوسلوفاكيا بالتسجيل ماسوبوست. وكعادتهم، أثار الهدف لاعبى البرازيل وحركهم، وتعادل أماريلدو بقذيفة الموزة، ومن الوضع المتحرك، ثم أضاف زيتو الهدف الثانى وقبل نهاية المباراة سجل فافا الهدف الثالث، وبذلك أصبح أوفالدو ايزيديونيتو ــ أى فافا ــ أول من سجل أهدافا فى مباراتين متتاليتين بنهائى كأس العالم، وبذلك أيضا فازت البرازيل بكأس جول ريميه مرتين، مثل أوروجواى وإيطاليا.

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)


حكايات من المونديال (9) - حسن المستكاوي - حسن المستكاوي



اشترك ليصلك كل جديد عن حسن المستكاوي

خيارات

حكايات من المونديال (9) - حسن المستكاوي -
المصدر http://www.shorouknews.com/columns/view.aspx?cdate=26052014&id=2b0f8238-2a7c-4977-90e9-69ad7f7084f7 بوابة الشروق
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي حكايات من المونديال (9) - حسن المستكاوي -

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars