حكاية الجمال الروحى والمادى بقلم محمود إسماعيل فـى «الأحدب»
18/12/2019 | 7:00 ص 0 comments

الفنان محمود إسماعيل واحد ممن أثروا السينما المصرية بعشرات الأفلام.. كان مؤلفاٍ يكتب القصص السينمائية ويكتب السيناريوهات، ويقوم بالتمثيل فى هذه الأفلام، وكل الموضوعات
الفنان محمود إسماعيل واحد ممن أثروا السينما المصرية بعشرات الأفلام.. كان مؤلفاٍ يكتب القصص السينمائية ويكتب السيناريوهات، ويقوم بالتمثيل فى هذه الأفلام، وكل الموضوعات التى تناولها فى أفلامه نابعة من البيئة المصرية، وكلها موجهة إلى الطبقات الشعبية. من أشهر هذه الأفلام "سمارة"، التى هى فتاة من حى شعبى استطاعت ان تخلق لنفسها الكيان الإنسانى الذى يحظى باحترام ومهابة المجتمع. وشخصية "سمارة" قدمتها على موجات الإذاعة الفنانة "سميحة أيوب"، وحقق المسلسل شهرة واسعة فى خمسينات القرن الماضى، وذات الشخصية قدمتها "تحية كاريوكا" على شاشة السينما. لكن فيلم اليوم الذى نناقشه هو فيلم "الأحدب".. قصة هذا "الأحدب" كتبها "محمود إسماعيل" ليناقش من خلالها عدة قضايا، منها قضية الحب بين الرجل والمرأة، وعلاقته بالجمال الجسدى، وقضية "الإبداع الأدبى" وأثرها على وجدان المجتمع. وقصة هذا الفيلم تتناول حياة "كاتب" يكتب الروايات والمسرحيات لكنه مصاب بتقوس فى العمود الفقرى، وهو المرض الذى يسميه المصريون "القتب"، أى أن هذا العيب الخلقى ينفر الناس من صاحبه ويجعله يشعر بأنه محل انتقاص أو عطف او شفقة فى أحسن الأحوال، وهذه هى العقدة التى بنى عليها "محمود إسماعيل" قصة الفيلم الذى أخرجه المخرج "إبراهيم عمارة"، وكان الكاتب "الأحدب" يحب فتاة جميلة ويتمنى أن تمنحه الحب الذى يحلم به، لكن القدر خبأ له ما لم يكن يتمناه، كانت أمه فى مرحلة من مراحل حياتها قد عطفت على طفل وأخذته من "الملجأ" ونشأ فى بيتها ليكون أخا أصغر للكاتب، هذا الاخ الذى تبنته كان سر شقاء ولدها الكاتب واسمه "جميل" - الفنان محسن سرحان – ولم يكن فيه سوى جمال الشكل لكن أخلاقه كانت ذميمة، أحب "سامية جمال" التى يحبها أخوه، وأغراها وأفقدها أعز ما تملكه فتاة، ثم دخل طريق الانحراف، فتعرف إلى زوجة خائنة وأقام معها علاقة آثمة.. كل هذا يحدث و"الكاتب" يرى ويتألم ولا يستطيع ان يفعل شيئا، لكن فى لحظة فارقة تكشفت الأشياء المطوية، وانتقمت السماء من "جميل" الانتقام الملائم، وقد عرف زوج السيدة الخائنة ما بينها وبين "جميل" فقرر أن يشوه وجهه بحمض الكبريتيك "ماء النار" وفعل، وقرر أن يقتل زوجته الخائنة وقتلها، وفى الوقت ذاته كانت هناك من تحب "الأحدب" وتحلم بلقائه وهى الفنانة الممثلة "عفاف"، وقررت خادمتها أن تريحها من قسوة الحب الذى يفتك بعقلها وجسدها فأرسلت خطابا إلى الكاتب الأحدب وقالت فيه إن "عفاف" مخدومتها تحبه، لكن تأخر الخطاب فلم يصل فى الوقت المناسب، ولما وصل لم يتمكن "الأحدب" من قراءته ومضى فى حبه للفتاة التى أحبها وعطف عليها، وبعد أن انكشف سر الجريمة التى ارتكبها أخوه جلس "الأحدب" ليقرأ خطاب الفنانة التى أحبته "عفاف"، وقرر أن يتجاوب معها، وحمل الزهور إليها وهو سعيد ، لكنه وصل فى وقت متأخر فوجدها مع رجل آخر، فأيقن أنه تأخر فى الاستجابة لهذه الفنانة النبيلة وصدمه ما رأى، فألقى الزهور على الارض وعاد حزينا إلى "المسرح"، بيته الذى تحقق فيه وأحس بقيمته ودوره فى الحياة، وسمع تصفيق الجمهور وقال لنفسه ما معناه إن هذا النجاح الأدبى هو عزاؤه الوحيد الذى يعوضه عن هجر الحبيبة والفشل العاطفى والخلقة المشوهة.
فيلم "الأحدب" أراد ان يوصل رسالة إلى المجتمع المصرى تتلخص فى أن الحب لا يجوز أن يكون مرتبطا بالصورة الخارجية، وأنه معنى عميق متصل بالقلب لا الجسد، وأن "الكاتب" المبدع له دور فى نهضة المجتمع وبناء العقول وإشباع الوجدان، فالناس دائما فى حاجة إلى الفن والإبداع الذى يشبع أرواحهم و"الكاتب" هو مبدع هذا الفن ويستحق أن يحظى بحب الناس وأن يعيش حياة طبيعية مهما كانت صورته ومهما كانت إصابته الجسدية، ورسالة هذا الفيلم ما زالت صالحة رغم مرور ما يزيد على نصف قرن على عرضه فى دور السينما، فما زلنا نحتاج إلى الحب الروحى والمعانى السامية، وما زلنا فى حاجة إلى السمو الأخلاقى والترفع عن الملذات والشهوات الزائلة.
«عدو المجتمع».. فيلم اقتبسه يوسف جوهر من رواية «الجريـمة والعقــاب»
من الأعمال الأدبية العالمية التى تركت أثرها الواضح فى عقول صناع السينما فى مصر، رواية الجريمة والعقاب للكاتب الروسى "ديستويفسكى". وقصة هذه الرواية تتلخص فى "طالب" تسوء حالة عائلته المادية وهو يدرس فى العاصمة، فيضطر إلى قتل المرأة المرابية التى تقرض المحتاجين بالربا، وبعد أن يقتلها يعيش حالة من تأنيب الضمير تفوق "العقاب" القانونى التى أفلت منه. ومن هذه الرواية خرجت عشرات الأفلام المصرية، ومنها فيلم "عدو المجتمع" الذى أخرجه إبراهيم عمارة وقام ببطولته الفنان القدير عباس فارس والفنانة عقيلة راتب والفنانة رفيعة الشال، وكتب القصة والسيناريو الكاتب يوسف جوهر أحد أشهر رواد الكتابة للسينما المصرية. ويحكى الفيلم قصة "بغدادى" الحداد الذى يعمل فى ورشة يديرها أحد الرؤساء الظالمين الذى يفرضون إتاوات أسبوعية على كل حداد مقابل السماح له بالعمل فى الورشة، ويرفض بغدادى الحداد الشهم دفع هذه الإتاوة، فيكون نصيبه الرفت والفصل من الورشة. ولما وضعت زوجته حملها، لم يكن فى بيته ثمن الطعام، فلجأ إلى السرقة والقتل وقتل "أم داود" - المرابية- وسرق ما ادخرته من أموال، وانتقل هو وزوجته وطفلته من القرية إلى القاهرة وعاش فى حى شبرا، ولما استيقظ ضميره تقدم إلى هيئة المحكمة واعترف بجريمة القتل التى ارتكبها، وتم الحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما، حدث خلالها أن ماتت زوجته وتشردت طفلته التى لم تجد سوى بيت واحد من أهل الخير، وعاشت مع ولد هذه الأسرة وأغراها بالانحراف، وطردتها الأسرة وتاهت فى دروب الحياة، كل هذا وبغدادى فى السجن لا يعرف شيئا مما حدث، فقرر الهرب من السجن، وخرج إلى الحياة الطبيعية، فعرف أن ابنته ضاعت وأن زوجته ماتت، وبعد أن مارس حياة "التسول" فترة انضم إلى إحدى عصابات تزييف العملة، وأصبح من الأغنياء، وبالمصادفة وحدها عثر على ابنته "عقيلة راتب" التى أصبحت مطربة مشهورة، حاول أن يقيم معها علاقة حب لكن الأقدار كشفت له حقيقتها، وعرف أنها ابنته التى تركها طفلة مع أمها، وفى لحظة صفاء روحى قرر "بغدادى" أن يهجر المال الحرام ويكفر عن ذنوبه، فعاد إلى السجن ليقضى بقية العقوبة كى يتطهر من الإثم والذنب.. وبالفعل، خرج من سجنه ليعيش حياة طبيعية بعد أن تخلص من آثار الماضى وأصبح مواطنا صالحا. وبعيدا عن "التلفيق" غير المنطقى فى هذه الحكاية، فإنها حكاية دالة على أثر الأدب الروسى على العقل السينمائى المصرى فى تلك الفترة التى لم يكن مرفوضا فيها نقل الأفكار من أعمال أجنبية، وكانت هذه العملية تسمى "الاقتباس" و"التمصير".
عباس فارس ندهته نداهة الفن فترك المدرسة وعاش فى البلاتوه!
الفنان الرائد الكبير "عباس فارس" عرفته فى سن الطفولة، واقترن فى ذهنى بصورة واحد من أقاربى، كلما رأيته فى فيلم تذكرت هذا القريب.. وفى مرة من المرات عثرت على فيلم قديم اسمه "السيد البدوى" يحكى قصة ولى الله الصالح سيدى أحمد البدوى صاحب المقام المشهور فى "طنطا"، وأعجبنى أداء " عباس فارس لهذا الدور، وعرفت فيما بعد أن "عباس فارس" كان من أهل التصوف عن قناعة فكرية واختيار عقلى، لأنه عاش حياة شعبية فى حى "المغربلين" ولأنه أسير الأقدار منذ طفولته، وهى التى اختارته لدخول مجال التمثيل، فما حدث هو أن المدرسة الابتدائية التى كان يدرس فيها قررت تنظيم رحلة ثقافية للأطفال، وكانت "الأوبرا" هى مقصد الرحلة المدرسية، وهناك شاهد الطفل "عباس" الممثلين وهم يؤدون أدوارهم فقرر أن يقلدهم، إلى أن جاء يوم قرر فيه "ناظر المدرسة" طرده من المدرسة بسبب إسرافه فى تقليد الممثلين، وحزنت أسرة عباس حزنا شديدا على فشل ابنهم الدراسى، ولما بلغ هذا الابن الموهوب سن المراهقة ذهب إلى رائد المسرح "جورج أبيض" وهناك وجد ضالته وحقق حلمه فى الوقوف على خشبة المسرح، ومنذ ذلك اليوم أصبح عباس فارس واحدا من رموز التمثيل المصرى، ثم التحق بفرقة نجيب الريحانى وقدم معها عدة مسرحيات أشهرها "العشرة الطيبة" التى وضع ألحانها "السيد درويش"، وشارك فى أفلام سينمائية مع جيل الرواد، فكان أول فيلم له هو "بنت النيل" مع الفنانة "عزيزة أمير" عام 1929، وشارك فى فيلم "أبو حلموس" مع "نجيب الريحانى"، وقدم شخصية "ناظر العزبة" المختلس، وتوالت مشاركاته فى السينما والمسرح والإذاعة، ومن أشهر المسلسلات الإذاعية التى شارك فيها: "أنف وثلاث عيون، وليلة الفرح، وزقزوق وأولاده فى العيد"، ومن عجائب حياة هذا الفنان أنه سافر إلى بريطانيا وقضى فيها ستة شهور تعرف خلالها إلى امرأة بريطانية وجمع الحب بينهما، وطلب منها أن تدخل دين الإسلام، وبالفعل اعتنقت الإسلام وأصبحت زوجه له وأنجبت له ولده "جمال"، ثم ماتت، فتزوج من أختها بعد أن اعتنقت هى الأخرى دين الإسلام وانجبت له ولده الثانى "إسلام".. وحاول "عباس فارس" أن يقدم ولده جمال إلى جماهير السينما لكن "جمال" لم يكن صاحب موهبة، فلم ينجح، لكنه نجح فى أن يتسبب فى انفصال الفنان "رشدى أباظة" عن زوجته الأجنبية، وبالفعل طلق "رشدى أباظة" هذه الزوجة ليتزوجها "جمال فارس" ويعيش معها فى أوروبا حتى آخر حياته. أما والده الفنان القدير "عباس فارس" المولود فى 22 أبريل 1902 فقد ختم مسيرته الفنية بفيلم اسمه "العنيد" مع فريد شوقى ومحمد رضا وتوفيق الدقن، وسوف يبقى فى أذهان الجمهور دوره فى فيلم "وا إسلاماه" حيث قدم شخصية "العز بن عبدالسلام"، ودوره فى فيلم "أبوحلموس"، ودوره فى فيلم "ظهور الإسلام" حيث قدم شخصية "ورقة بن نوفل"، ودوره فى فيلم "السراب" مع عقيلة راتب ونور الشريف وماجدة حيث قدم شخصية "الجد" العسكرى المتقاعد، ودوره فى فيلم "البؤساء" مع سراج منير وأمينة رزق، ودوره فى فيلم " الوحش" مع محمود المليجى. وقد رحل الفنان القدير يوم 13 فبراير 1978 تاركا وراءه سيرة فنية طيبة وذكرى إنسانية مليئة بالمحبة والتصوف والزهد.
زيارة الموضوع الاصليحكاية الجمال الروحى والمادى بقلم محمود إسماعيل فـى «الأحدب»
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
الفرق بين الحب والإعجاب في لغة الجسد من منظور علم النفس - جريدة لحظات نيوز
قام علم النفس بتوضيح الفرق بين الحب والإعجاب، وذلك من خلال دراسات عديدة أثبتت أن الفروق تكون كالآتي :
لتحديد ضوابط العلاقة بين الزوجين.. «الإفتاء» تطلق أحدث إصداراتها «الفتوى وتنمية الأسرة» - الأسبوع
ضوابط العلاقة بين الزوجين.. يعتبر الزواج علاقة مقدسة بين الرجل والمرأة، وتتسامى بها كل معاني العطف كالحنان الحب والمودة والرحمة، والتضحية، حيث أولى الإسلام الأسرة اهتمامًا بالغا فحث عند الإقدام…

الخطر المقبل: الحب مع الذكاء الاصطناعي
إنها الساعة الثالثة ليلا ويقرر الرجل التكلم مع المرأة التي يعشقها، إنها المرأة الكاملة الأوصاف التي لن تنزعج لاتصاله بها في هذه الساعة المتأخرة، فهي دائما في انتظاره لإرضائه مهما كانت درجة انزعاجه وغضبه. يتصل بها، ويجدها في منتهى الترحاب، فتسأله عن يومه ومشاكله وتحاول التخفيف من همومه الكثيرة. ويشعر الرجل بسعادة بالغة لأنها تبدو […]

الحياة أنت وهي ترصد آراء المواطنين حول هل الحب أون لاين ممكن يتحول لعلاقة حقيقية؟ - بوابة الأهرام
استعرض برنامج الحياة أنت وهي الذي تقدمه الإعلامية راندا فكري، المذاع عبر قناة الحياة، تقريرا يرصد فيه آراء المواطنين حول هل الحب أون لاين ممكن يتحول لعلاقة حقيقية؟

آخر خطابات مصر تكشف أسرار الزواج الناجح: لا الحب و لا الفلوس السؤال الصعب سكاي نيوز عربية
تحترف واحدة من أقدم المهن التقليدية في العالم العربي وأكثرها عرضة للاندثار في عالم التطبيقات الذكية ومواقع السوشيال ميديا، رغم ذلك تسعى إلى التوفيق بين أحلام المرأة ومتطلبات الرجل وتحقيق آمانيهما في الحب.

ياسمين عز: برنامجي كتاب للحب مثل أبلة فضيلة في الطبخ
قدمت الإعلامية ياسمين عز، نصائح للفتيات في للتعامل مع العلاقات العاطفية، مشيرة إلى أن المرأة قطعة حلو الجاتوه بطعم الكريمة.

تامر حسني عن نجاح فيلم بحبك: لكل مجتهد نصيب - الجمهور الإخباري
عبر الفنان تامر حسني، عن سعادته بسبب تحقق فيلمه الذي يحمل اسم «بحبك» أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية والعربية، والعمل من بطولة هنا الزاهد، وحمدي الميرغني.

حكاية الجمال الروحى والمادى بقلم محمود إسماعيل فـى «الأحدب» حب وزواج الفنان محمود إسماعيل واحد ممن أثروا السينما المصرية بعشرات الأفلام.. كان مؤلفاٍ يكتب القصص السينمائية ويكتب السيناريوهات، ويقوم بالتمثيل فى هذه الأفلام، وكل الموضوعات
التعليقات علي حكاية الجمال الروحى والمادى بقلم محمود إسماعيل فـى «الأحدب»