الموضوعات تأتيك من 15444 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

الجزائر والمغرب: الجفاء مستمر القدس العربي

21/01/2020 | 2:00 م 0 comments
الجزائر والمغرب: الجفاء مستمر   القدس العربي

كلما جدّ جديد على صعيد السياسة ومؤسسات الحكم في الجزائر أو المغرب، خصوصا في الجزائر، قفزت إلى السطح أسئلة مكررة عن تطبيع العلاقات الثنائية وفرص إخراجها من

كلما جدّ جديد على صعيد السياسة ومؤسسات الحكم في الجزائر أو المغرب، خصوصا في الجزائر، قفزت إلى السطح أسئلة مكررة عن تطبيع العلاقات الثنائية وفرص إخراجها من المأزق الذي غرقت فيه منذ أكثر من ربع قرن.
الحديث عن تطبيع جزائري مغربي يشبه الحديث عن تقارب بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، أو بين أمريكا وإيران. وهذا يدلّ على تجذّر الخلافات (وليس بالضرورة عمقها) في مؤسسات الحكم بين البلدين، واستعصائها على الحل. المنطقة اليوم بحاجة إلى جرأة سياسية غير مسبوقة، قل إلى معجزة، تعصف بالخلافات الجزائرية المغربية إلى غير رجعة، وتعيد العلاقات إلى ما يجب أن تكون عليه بين جارين ما يربطهما أكثر بكثير مما يفرقهما.
بعد انتخابات 12 كانون الأول (ديسمبر) الماضي عاد الحديث عن العلاقات الجزائرية المغربية وحظوظ إصلاحها بحكم أن الجزائر مقبلة على عهد جديد، على الأقل في الواجهة وفي الرمزية، من دون الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة.
هذه المرة، على خلاف المرات السابقة، لم يذهب المتفائلون بعيدا في تفاؤلهم. وكان المتشائمون على حق في تشاؤمهم، والواقعيون على حق في واقعيتهم. تجارب الماضي علّمت الكثيرين أن لا شيء يؤمل على صعيد العلاقات مع المغرب مع الرئيس الجديد عبد المجيد تبون. وليست المشكلة في تبون، وليست في الجزائر وحدها. إنه طريق ذو اتجاهين.
أحد أوجه المشكلة بسيكولوجي: نظاما الحكم في البلدين، وبفعل الزمن الطويل وتراكم مشاعر الرفض للآخر وتجاهله، أصبحا أسيرين لمعتقداتهما ومشاعرهما تجاه الآخر. كمن يخلق لنفسه وهمًا يعش معه طويلا، فينتهي به المطاف مصدّقا ذلك الوهم. حالة التعايش والتطبيع مع الجفاء والعداء الصامت ترتبت عنها قناعة لدى كل طرف من الطرفين بأنه يستطيع العيش من دون الآخر، وبأنه سيكون في حال أفضل إذا استغنى عن جاره. غير أن هذا الاعتقاد، علاوة عن أنه خاطئ تماما، هو علامة عن تفكير سياسي منحرف وغير واقعي، وعن تجاهل فاضح لما تخسره المنطقة وشعوبها، اقتصاديا وأمنيا واستراتيجيا، جراء هذا الجفاء غير المعقول بين الحكام في البلدين.

أدعو إلى التعويل على المجتمع المدني في البلدين، وعلى المثقفين غير الملوثة أذهانهم بالأحقاد السياسية وبالعبثية، في الحفاظ على حصانتهما من دعايات وسائل الإعلام في البلدين ومن تأثير قوافل «المثقفين» الذين جعلوا من العداء للآخر وظيفة

وعليه، قبل الحديث عن تطبيع سياسي ودبلوماسي وغيره، يحتاج الحاكمون في كلا البلدين إلى جهود تأهيل نفسي علّها تخلصهم من «متلازمة الجزائر» بالنسبة للمغاربة، و«متلازمة المغرب» بالنسبة للجزائريين.
لم يتوقف الأمر عند السياسيين الذين تفرض عليهم مواقعهم وواجباتهم بعض المواقف والتصريحات غير الإيجابية. لقد امتد إلى «نخب» و«مثقفين» وإعلاميين كان يؤمل منهم النظر بواقعية إلى ما آلت إليه المنطقة جراء الجفاء المتبادل، لكنهم وقعوا في الفخّ وراحوا يشجعون العداء والجفاء.
في المغرب أصبح العداء للجزائر وظيفة تسترزق منها فئة من «المثقفين» والسياسيين. وفي الجزائر تحوّل العداء للمغرب إلى بوليصة لاستمرار العديد من السياسيين و«المثقفين» ومنتسبي المجتمع المدني في الوجود. في البلدين شخصيات ومجموعات بشرية تتلقى رواتب ومزايا لقاء نشر العداء وحتى الكراهية للبلد الآخر. بيدَ أن هذا كله، والحدود المغلقة، فشلَ في جعل الشعبين يكرهان بعضهما، والدليل أن الفرص القليلة التي تتاح للشعب البسيط هناك أو هناك للتعبير عن مشاعره تجاه الجار الذي وراء الحدود، برزت فيها عواطف جيّاشة أصدق من كل الخطب السياسية التي يلقيها السياسيون منذ عقود طويلة.
مشكلة الصحراء والبوليساريو ليست هي لبّ المعضلة. العداء أكبر منها وأقدم. هي فقط الجزء المرئي من جبل الجليد، والذريعة التي يختفي وراءها الصقور في البلدين وبها يتحججون.
ما الحل، إذًا؟
لا أشجع على تعليق آمال على الرئيس تبون، لأنه ابن المنظومة السياسية التي فعلت كل شيء لتزرع في الجزائريين كره المغرب. وحتى وإن كان كلامه خلال الحملة الانتخابية الماضية عن أنه ينتظر اعتذارا من المغرب عن أزمة 1994، موجه للاستهلاك الانتخابي، إلا أنه في حقيقة الأمر يعبّر عن عقلية سياسية شبَّ عليها الجيل الذي ينتمي إليه وورّثها لمن بعده.
ولا أشجع على تعليق آمال على الملك محمد السادس لأنه زاهد في السياسة حتى عندما يتعلق الأمر بالشؤون المحلية، فما بالك بالقضايا الإقليمية والدولية. ناهيك عن أنه يبدو مستسلما لقدر القطيعة مع الجزائر، والإيمان بحلاوة العيش من دونها. ولا أمل في المحيطين به من ساسة ومستشارين لأنهم طيّعون أولًا، وينتمون إلى جيل يمثل وجها لقطعة وجهها الآخر النظام الجزائري، ثانيا.
أدعو إلى التعويل على المجتمع المدني في البلدين، وعلى المثقفين غير الملوثة أذهانهم بالأحقاد السياسية وبالعبثية، في الحفاظ على حصانتهما من دعايات وسائل الإعلام في البلدين ومن تأثير قوافل «المثقفين» الذين جعلوا من العداء للآخر وظيفة. يستطيع المجتمع المدني، شرط أن يكون حرًّا وناضجا ومخلصا، أن يؤدي أدوارا إيجابية، قد تبدو بسيطة وبلا جدوى، لكن لنتذكر أن القطرات المتفرقة تصنع المجاري المائية. تذكروا ملايين الجزائريين الذين زاروا المغرب عندما كان ذلك ممكنا، ويحلمون بزيارته الآن. انظروا إلى آلاف المغاربة الذين يعملون اليوم في المهن اليدوية وقطاع البناء والديكور في المدن وحتى القرى الجزائرية. تذكروا أن النائب البريطاني السابق جورج غالاواي، المنبوذ في بلاده، نجح بالحد الأدنى من الجهد والإقناع في فتح الحدود الجزائرية المغربية مرتين. واحدة في 2002 على رأس قافلة إغاثة إلى العراق، وأخرى في أوائل 2009 عندما قاد قافلة إغاثة أخرى وتوجه بها من بريطانيا إلى قطاع غزة.
إذا نجح رجل غريب عن المنطقة بقليل من الجهد والعناد في كسر الجليد، فالأكيد أن المهمة لن تكون مستحيلة على الفطنين من أبناء البلدين ومعهم المغاربيون المخلصون.

كاتب صحافي جزائري

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
26/03/2024 | 2:13 م

مندوب الجزائر: قرار اليوم سيضع حداً للمجزار المستمرة منذ 5 أشهر الشرق للأخبار

قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، إن القرار الذي تم إقراره في مجلس الأمن، الاثنين، سيضع حداً للمجازر المستمرة منذ خمسة أشهر في قطاع غزة. الشرق للأخبار

مندوب الجزائر: قرار اليوم سيضع حداً للمجزار المستمرة منذ 5 أشهر   الشرق للأخبار
26/03/2024 | 2:13 م

موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26 مارس - أخبار العالم -

كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجزائرية عن موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26-3-2024 في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان.

موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26 مارس - أخبار العالم -
26/03/2024 | 2:13 م

مبادرة بيئية فريدة بالجزائر.. تجنيد الدَّراجين الناريين لتشجير الغابات

اختار ناشط جزائري في المجال البيئي طريقة جديدة في التشجيع على تشجير المساحات الغابية، عبر إشراك الدّراجين الناريين في نقل الشجيرات وغرسها، وهي المبادرة

مبادرة بيئية فريدة بالجزائر.. تجنيد الدَّراجين الناريين لتشجير الغابات
26/03/2024 | 2:13 م

الجزائر.. أسواق رمضانية رسمية تسقف أسعار المواد الغذائية

للعام الرابع على التوالي، تنظم السلطات الجزائرية أسواقا ومعارض خاصة ببيع المواد الغذائية الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان. تتميز هذه من الأسواق بأنها تلغي الوسطاء، وتقلل هامش الربح، بهدف القضاء على المضاربة.

الجزائر.. أسواق رمضانية رسمية تسقف أسعار المواد الغذائية
22/03/2024 | 1:59 م

لماذا تتغيّب الجزائر عن حركة التضامن الدولي مع فلسطين؟ - لخضر بن شيبة

“نحن مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة”. لا يزال غالبية الجزائريين يعتبرون هذا الشعار الذي أطلقه الرئيس الراحل هواري بومدين ممثّلا لهم. لكنهم باتوا اليوم بلا صوت تحت طائلة نظام متوجّس فقد إشعاعه على الساحة الدولية. تخضع الجزائر، المدينة التي تم فيها الإعلان عن دولة فلسطين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، و“مكة الثوار”، وفق مقولة أميلكار كابرال التي تُستحضر بانتظام لا يخلو من حنين، إلى صمت قسري منذ بداية الحرب الوحشية على غزة والضفة الغربية. في “الجزائر الجديدة”، وفق شعار النظام الذي يُفترض أن (...)

لماذا تتغيّب الجزائر عن حركة التضامن الدولي مع فلسطين؟ - لخضر بن شيبة
22/03/2024 | 1:59 م

الجزائر.. الرئيس تبّون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مصراوى

الجزائر الرئيس تب ون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة | مصراوى

الجزائر.. الرئيس تبّون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة   مصراوى


الجزائر والمغرب: الجفاء مستمر القدس العربي اخبار الجزائر كلما جدّ جديد على صعيد السياسة ومؤسسات الحكم في الجزائر أو المغرب، خصوصا في الجزائر، قفزت إلى السطح أسئلة مكررة عن تطبيع العلاقات الثنائية وفرص إخراجها من



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار الجزائر

خيارات

الجزائر والمغرب: الجفاء مستمر   القدس العربي
المصدر https://www.alquds.co.uk/الجزائر-والمغرب-الجفاء-مستمر/ القدس العربي Alquds Newspaper
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي الجزائر والمغرب: الجفاء مستمر القدس العربي

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars