الموضوعات تأتيك من 15439 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

الجزائر والأزمة الليبية

25/02/2020 | 4:45 م 0 comments
الجزائر والأزمة الليبية

وسط تعالي الأصوات الدولية المتنافرة بشأن الحرب الأهلية في ليبيا، كان من السهل تجاهل صمت الجزائر، خاصة أن هذا البلد الأكبر في شمال أفريقيا كان جد منشغلاً بش

وسط تعالي الأصوات الدولية المتنافرة بشأن الحرب الأهلية في ليبيا، كان من السهل تجاهل صمت الجزائر، خاصة أن هذا البلد الأكبر في شمال أفريقيا كان جد منشغلاً بشؤونه الداخلية حتى يسهم في الحوار بشأن النزاع المتواصل إلى الشرق.
اليوم، تحاول حكومة جديدة في الجزائر إسماع صوتها وسط هذه الجلبة.
ولنلق نظرة هنا على كل البلدان التي لها مصلحة في الحرب الأهلية الليبية. فكل واحد من الطرفين الرئيسيين – «حكومة الوفاق الوطني» المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس، والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر – لديه عدد من الداعمين. ف«حكومة الوفاق الوطني» تتلقى دعماً عسكرياً مهماً من تركيا، ومساعدة مالية من قطر، وبعض الدعم الدبلوماسي من إيطاليا. هذا في حين تشمل قائمة داعمي حفتر كلا من روسيا وفرنسا. كما تتميز ساحة المعركة بتشكيلة متنوعة من المرتزقة والإرهابيين.
كل هذا مزعج جداً للجزائر، التي تواجه عواقب انعدام الاستقرار السياسي في البلد المجاور – تدفق للاجئين، ليس لليبيين فقط ولكن أيضاً للأفارقة من جنوب الصحراء وتسلل الإرهابيين. وقد ارتفعت تكاليف تأمين حدود الجزائر مع ليبيا منذ هجوم إرهابي على محطة للغاز في 2003 أسفر عن مقتل أكثر من 40 من العمال، معظمهم أجانب. ويعتقد أن العديد من الإرهابيين المنتمين إلى «القاعدة» تسللوا إلى البلد من ليبيا.
الجزائر، التي تعتبر نفسها ذات أهمية مركزية في شمال أفريقيا، كانت تاريخياً مرتابة في أي وجود أجنبي في جوارها. وكان النظام في الجزائر سيكون الوسيط المنطقي في النزاع الذي اندلع عقب سقوط معمر القذافي في أواخر 2011.
بيد أن اعتلال صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي لعب دوراً مهماً في شؤون منطقتي المغرب العربي والساحل لوقت طويل، كان يعني أن الجزائر لا تستطيع فرض نفسها على الشؤون الليبية. وحتى في الوقت الذي تدخلت فيه دول أخرى، ضعف سعي الجزائر وراء الصدارة الإقليمية – وكذلك اقتصادها المدعوم بالنفط والغاز والحكومة المستقرة.
والواقع أنه حتى قبل أن ترغم حركة شعبية بوتفليقة على الاستقالة الربيع الماضي، كان أبطال الدراما الليبية يتجاهلون تحذيرات الجزائر بشأن انعدام الاستقرار. فالجزائريون اعترفوا بـ«حكومة الوفاق الوطني»، ولكنهم حاولوا الإبقاء على الحياد، فشجعوا الطرفين المتناحرين على إيجاد حل سلمي. هذه الجهود التي تستهدف الدبلوماسية لم تكن تضاهي الأسلحة والأموال التي ينفقها اللاعبون الآخرون.
وفي الأسابيع الأخيرة، حاولت الحكومة الجديدة في الجزائر العاصمة إعادة تأسيس المساعي الحسنة للبلاد كحَكم إقليمي. وفي هذا الصدد، استضافت الجزائر الشهر الماضي وزراءَ خارجية الدول التي لها حدود مع ليبيا من أجل بحث الوضع. الاجتماع أثمر مناسبة لالتقاط الصور، ولكن سرعان ما غطى عليه بسهولة مؤتمران أكثر أهمية حول ليبيا في موسكو وبرلين.
والحقيقة أن الزعيم الجزائري الجديد الرئيس عبد المجيد تبون لديه أولوياته الآن، وهي معالجة المشاكل التي كانت وراء خروج المحتجين إلى الشارع وولادة «الحراك» العام الماضي، وليبيا ليست واحدة منها. وفي هذا الإطار، أفرج تبون عن كثير من السجناء ووعد بإصلاحات دستورية، وبتطهير الحكومة من عناصر النظام القديم، وباستعادة الأموال المختلسة من قبل شخصيات من النخبة الحاكمة السابقة.
ويمكن القول إن التحدي الأكبر بالنسبة لـ«تبون» هو إعادة إحياء الاقتصاد الجزائري، وهي مهمة لا يساعد عليها انخفاض أسعار النفط. وقد وصف رئيس وزرائه عبد العزيز جراد صحةَ الاقتصاد بـ«الدقيقة»، لافتاً إلى أن الدين العام ارتفع من 26 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي إلى 45 في المئة خلال العامين الماضيين.
جراد قد يكون محقاً في أن كل هذا هو «التركة الكارثية» لبوتفليقة، ولكن إصلاح الضرر سيكون صعباً بشكل مضاعف بسبب انخفاض أسعار النفط، ذلك أن عائدات المحروقات التي بلغت 30 مليار دولار خلال الـ11 شهراً الأولى من 2019 مثّلت انخفاضا قدره 14.5 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها قبل عام. كما انخفضت احتياطات النقد الأجنبي بـ10.6 مليار دولار خلال التسعة أشهر الأخيرة. غير أن خفضاً كبيراً للإنفاق يظل مستبعداً: ذلك جراد لا يستطيع لمس المواد الغذائية، والوقود، والأدوية تجنباً لاضطرابات اجتماعية، وذلك خشية اندلاع موجة أخرى من الاحتجاجات.
وبالنظر إلى هذه الأزمات الداخلية، سيتعين على آمال الجزائر في لعب دور في إنهاء الأزمة التي يتخبط فيها البلد الجار أن تنتظر.
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»

* نقلا عن "الاتحاد"

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
26/03/2024 | 2:13 م

مندوب الجزائر: قرار اليوم سيضع حداً للمجزار المستمرة منذ 5 أشهر الشرق للأخبار

قال مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، إن القرار الذي تم إقراره في مجلس الأمن، الاثنين، سيضع حداً للمجازر المستمرة منذ خمسة أشهر في قطاع غزة. الشرق للأخبار

مندوب الجزائر: قرار اليوم سيضع حداً للمجزار المستمرة منذ 5 أشهر   الشرق للأخبار
26/03/2024 | 2:13 م

موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26 مارس - أخبار العالم -

كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الجزائرية عن موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26-3-2024 في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان.

موعد أذان المغرب في الجزائر اليوم الثلاثاء 26 مارس - أخبار العالم -
26/03/2024 | 2:13 م

مبادرة بيئية فريدة بالجزائر.. تجنيد الدَّراجين الناريين لتشجير الغابات

اختار ناشط جزائري في المجال البيئي طريقة جديدة في التشجيع على تشجير المساحات الغابية، عبر إشراك الدّراجين الناريين في نقل الشجيرات وغرسها، وهي المبادرة

مبادرة بيئية فريدة بالجزائر.. تجنيد الدَّراجين الناريين لتشجير الغابات
26/03/2024 | 2:13 م

الجزائر.. أسواق رمضانية رسمية تسقف أسعار المواد الغذائية

للعام الرابع على التوالي، تنظم السلطات الجزائرية أسواقا ومعارض خاصة ببيع المواد الغذائية الأكثر استهلاكا خلال شهر رمضان. تتميز هذه من الأسواق بأنها تلغي الوسطاء، وتقلل هامش الربح، بهدف القضاء على المضاربة.

الجزائر.. أسواق رمضانية رسمية تسقف أسعار المواد الغذائية
22/03/2024 | 1:59 م

لماذا تتغيّب الجزائر عن حركة التضامن الدولي مع فلسطين؟ - لخضر بن شيبة

“نحن مع فلسطين، ظالمة أو مظلومة”. لا يزال غالبية الجزائريين يعتبرون هذا الشعار الذي أطلقه الرئيس الراحل هواري بومدين ممثّلا لهم. لكنهم باتوا اليوم بلا صوت تحت طائلة نظام متوجّس فقد إشعاعه على الساحة الدولية. تخضع الجزائر، المدينة التي تم فيها الإعلان عن دولة فلسطين في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، و“مكة الثوار”، وفق مقولة أميلكار كابرال التي تُستحضر بانتظام لا يخلو من حنين، إلى صمت قسري منذ بداية الحرب الوحشية على غزة والضفة الغربية. في “الجزائر الجديدة”، وفق شعار النظام الذي يُفترض أن (...)

لماذا تتغيّب الجزائر عن حركة التضامن الدولي مع فلسطين؟ - لخضر بن شيبة
22/03/2024 | 1:59 م

الجزائر.. الرئيس تبّون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة مصراوى

الجزائر الرئيس تب ون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة | مصراوى

الجزائر.. الرئيس تبّون يعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة   مصراوى


الجزائر والأزمة الليبية اخبار الجزائر وسط تعالي الأصوات الدولية المتنافرة بشأن الحرب الأهلية في ليبيا، كان من السهل تجاهل صمت الجزائر، خاصة أن هذا البلد الأكبر في شمال أفريقيا كان جد منشغلاً بش



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار الجزائر

خيارات

الجزائر والأزمة الليبية
المصدر https://www.alarabiya.net/ar/politics/2020/02/25/الجزائر-والأزمة-الليبية.html https://www.alarabiya.net

زيارة الموضوع الاصلي
الجزائر والأزمة الليبية
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي الجزائر والأزمة الليبية

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars