سنن وفضائل الدوافع لحسن الاستعداد لشهر رمضان (1ـ2)
14/06/2014 | 4:37 ص 0 comments

إذا أقبل شهر شعبان تذكرنا كيف نحسن الاستعداد لشهر رمضان بهمة عالية، وإقبال على الطاعة، وهذا يتطلب البحث عن عدد من الأمور التي تدفعنا للتحمس لأداء العبادات بهمة عالية، وفعل الطاعات بنشاط مع عدم الكسل أو التراخي في نهاية الشهر، ومن هذه الدوافع:







































































إذا أقبل شهر شعبان تذكرنا كيف نحسن الاستعداد لشهر رمضان بهمة عالية، وإقبال على الطاعة، وهذا يتطلب البحث عن عدد من الأمور التي تدفعنا للتحمس لأداء العبادات بهمة عالية، وفعل الطاعات بنشاط مع عدم الكسل أو التراخي في نهاية الشهر، ومن هذه الدوافع:
أولا: أن نتذكر الثواب الجزيل، والأجر الكبير الذي ينتظرنا إذا اجتهدنا في الصيام والقيام في شهر رمضان، فمن صام رمضان أو قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"متفق عليه. وفي حديث أخر: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. وفي حديث خاص بليلة القدر فقط: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. فهو موسمٌ عظيم، يعَظِّم الله فيه الأجرَ والثواب، ويجْزل المواهبَ والعطايا، ويَفْتَح أبوابَ الخيرِ فيه لكلِ عابد وراغب، فهو شهر الخَيْراتِ والبركاتِ، شَهْر المِنَح والْهِبَات. فالحَسنة بعَشْرِ أمثالِها إلى سَبْعِمائَةِ ضِعْفٍ إلى أضعافٍ كثيرةٍ.
ثانيا: ينبغي أن نتذكر فضائله وخصائصه، فشهر رمضان أفضل شهور العام على الإطلاق، ومن يتذكر فضائل شهر رمضان الذي يزهو بفضائله العديدة، وخصائصه الفريدة، وينفرد عن بقية شهور العام بعدد من الخصال التي تجعلنا نتسابق للحصول على هذه الخصائص، وتدفعنا لكي نجتهد لنحصل هذه المميزات، فهو شهر نزول القرآن، "شَهْر رَمَضَانَ الَّذِي أنزِلَ فِيهِ الْقرْآن هدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهدَى وَالْفرْقَانِ" [البقرة: 185]. وهو شهر الصيام، ويجمع بين خصال أخرى عديدة، فهو شهر التوبة والمغفرة، والغفران، وشهر الصبر والمجاهدة وهو شهر الجهاد والانتصارات، شهرٌ مَحْفوفٌ بالرحمةِ والمغفرة والعتقِ من النارِ، أوَّله رحمة، وأوْسطه مغفرةٌ، وآخِره عِتق من النار. فكيف نغفل عن هذا الأجر وذلك الثواب بعد أن تعرفنا على بعض خصائص وفضائل شهر رمضان، ففِي الصحِيْحَيْنِ: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إِذَا جَاءَ رمضان فتِّحَت أبواب الجنَّةِ، وغلِّقَتْ أبواب النار، وصفِّدتِ الشَّياطين». وإنما تفْتَّح أبواب الجنة في هذا الشهرِ لِكَثْرَةِ الأعمالِ الصَالِحَةِ وتَرْغِيباً للعَاملِينْ، وتغَلَّق أبواب النار لقلَّة المعاصِي من أهل الإِيْمان، وتصَفَّد الشياطين فَتغَلّ فلا يَخْلصون إلى ما يَخْلصون إليه في غيرِه.
رابعا: تذكر خصال شهر الصيام: ومن خصال شهر القرآن التي تدفعنا على الاجتهاد في العبادات والتسابق للخيرات عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم قال: «أعْطِيَتْ أمَّتِي خمسَ خِصَال في رمضانَ لم تعْطهنَّ أمَّةٌ من الأمَم قَبْلَها خلوف فِم الصائِم أطيب عند الله من ريح المسْك، وتستغفر لهم الملائكة حَتى يفطروا، ويزَيِّن الله كلَّ يوم جَنته ويقول: يوْشِك عبادي الصالحون أن يلْقواْ عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفَّد فيه مَرَدة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيرهِ، ويغْفَر لهم في آخر ليلة، قِيْلَ يا رسول الله أهِيَ ليلة القدر؟ قال: لاَ ولكنَّ العاملَ إِنما يوَفَّى أجْرَه إذا قضى عَمَلَه» رواه أحمد وضعفه ابن حجر والبوصيري، و الشيخ شاكر، والألباني، وله شواهد تقويه.
ومن أهم خصاله أنه شهر تفتح فيه أبواب الرحمة، و تغل فيه مردة الشياطين، فعن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" رواه مسلم. ويكفى أن فيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر.
خامسا: حسن استقبال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لشهر رمضان: من الدوافع التي تجعلنا نجتهد وتدفعنا للعمل: أن نتذكر اجتهاد الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر القرآن، وحرصه على حسن استقباله لهذا الشهر الكريم، فإذا تذكرنا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في شعبان، سيكون هذا دافعا لنا لحسن الأسوة، والاستمرار في الطاعة والاتباع، فلكي نفوز في رمضان بكل هذا الأجر الجزيل لا بد أن نتهيأ و نستعد مع دخول شعبان.. هيا نتهيأ لرمضان قبل قدومه، وهذا يتطلب أن نتدرب على هذه الطاعات من شهر شعبان، مثل: الصيام والقيام وتلاوة القرآن، فنحاول أن نحسن استقبال شهر رمضان كما فعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وهو الذي غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فما أحوجنا للاقتداء به، والسير على هديه، فقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم الصيام في شهر شعبان لأن هذا الشهر يغفل الناس عن صيامه لأنه يأتي بين شهر الله الحرام رجب، وشهر رمضان، فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: "ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم" رواه أبو داود النسائي، وصححه الألباني. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان "رواه البخاري ومسلم، وفي رواية لمسلم: "كان يصوم شعبان إلا قليلا"، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، ويشهد له ما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "ما علمته - تعني النبي صلى الله عليه وسلم - صام شهرا كله إلا رمضان" وفي رواية له أيضا عنها قالت: "ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان". فهل نـ حسن الاستعداد من شعبان للفوز في رمضان، ومن فاته الصيام من أول شهر شعبان، فليبادر بالصيام ولو بعد منتصف شعبان، وليحرص على ذلك، فهل نصوم إذا انتصف شعبان؟ لأن بعض الناس يتحرج من الصيام بعض منتصف شعبان، والصحيح هو جواز الصيام بعد منتصف شعبان كما بين العلماء المحققون.
ومن فوائد الصوم في شعبان: أنه كالتمرين أو كالتدريب والتعويد على صيام رمضان حتى يسهل علينا صوم رمضان ولا نشعر بالمشقة والجهد، بل يكون المسلم قد تمرن على الصيام واعتاده فيدخل رمضان بنشاط وحيوية، وإقبال على الطاعة.
وكذلك ينبغي التهيؤ بالإكثار من العمل الصالح في شعبان: مثل: قراءة القرآن، والصدقة، وقيام الليل والمحافظة على أداء الصلوات في أول الوقت للنساء، وفي الجماعة الأولى بالمسجد للرجال، وفي هذا تدريب وتعويد للنفس وتهيئة لها لكي تزداد اجتهادا في رمضان، بهذه الأعمال الصالحة، فلا يشق عليها التنافس في الخيرات، والحرص على الطاعات، وينال المسلم المتدرب على فعل الطاعات وهجر المنكرات بذلك: الأجور العظيمة المترتبة على الصيام والقيام.
سادسا: تذكر نعم الله علينا: فمن فضل الله تعالى علينا ورحمته بنا، أنه أرشدنا لمواسم الخيرات، وبين أنه قد فضل بعض الشهور على بعض، وفضل بعض الأيام على بعض، وفضل بعض الليالي على بعض، ثم أرشدنا ودلنا على ذلك لنغتنم الفرصة، ونستثمر هذه المواسم في التنافس للخيرات، والمسارعة إلى الطاعات، و الإكثار من عمل الصالحات، والتقرب إلى الله تعالى بالعبادات والفرائض والنوافل التي افترضها علينا، وأرشدنا إليها حبيبنا وقدوتنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فها هو سبحانه وتعالى يسعد قلوبنا ويمنحنا فرصة عظيمة نتقرب بها إليه، ونبعد أنفسنا عن المعاصي والمنكرات، ونحصل على الأجر ومغفرة الذنوب ورفع الدرجات، وذلك بالاستعداد من الآن لشهر الخيرات، فالله عز وجل يعطينا فرصا عديدة لنتوب ونعود إليه، ويتفضل على العباد بنفحة جديدة مباركة طيبة هي فرصة جديدة لمحو الذنوب وغسل الخطايا ورفع الدرجات، ففي الحديث الشريف قال صلى الله عليه وسلم: "إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبداً" رواه الطبراني وحسنه الهيثمي في المجمع 10/231. فشهر رمضان موسم عظيم للتوبة والمغفرة، وقد تعرفنا على بعض مميزاته وصفاته، فلا بد أن نحسن استقباله، ونستعد له مع دخول شهر شعبان. و لا يكون ذلك بتوفير أغذية للبطون فقط، بل لا بد من الاهتمام بالقلوب، وتهيئة الأبدان، وحسن الاستعداد للأرواح، فنجمع بين التهيئة المعنوية والمادية، بل ونهتم أكثر بالتهيئة المعنوية الروحية و ذلك بالتقرب إلى الله تعالى بفعل الطاعات، والحرص على أداء العبادات المفروضة و التقرب إلى الله عز وجل بالنوافل المسنونة، والسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
سابعا: أن نتذكر حرص الناس في الدنيا على تحقيق النجاح، والوصول لأعلى المراتب، وأرفع المناصب، وبعض الناس يحسن الاستعداد لتحصيل الشهادات، ويجتهد في المذاكرة وحسن التهيئة للاختبارات ليحقق النجاح في الدنيا، فهل نزهد في هذه الأعمال اليسيرة التي تقوي الإيمان وتدفعنا للمزيد من النجاح في الدنيا، فمن كانت علاقته بالله تعالى قوية، فسيفتح الله عز وجل عليه البركات من السماء والأرض، قال تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقرَى آمَنواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبواْ فَأَخَذْنَاهم بِمَا كَانواْ يَكْسِبونَ"سورة الأعراف 96.
ومن يجتهد للوصول للتقوى التي هي ثمرة الصيام "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون" (البقرة: 183). فسوف يرزقه الله عز وجل في الدنيا من حيث لا يحتسب "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّه مَخْرَجًا {65/2} وَيَرْزقْه مِنْ حَيْث لَا يَحْتَسِب"(سورة الطلاق).
فهل نغفل عن هذه الأمور المنطقية؟، وحتى ننجح في تغيير أنفسنا للأفضل فلا بد أن نحرص على إعمار الآخرة بهذه الأعمال الصالحة التي تنفع عند سؤال القبر، وتصلح: "يَوْمَ لَا يَنفَع مَالٌ وَلَا بَنونَ، إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) سورة الشعراء88.
وإن شاء الله تعالى نستكمل في حلقة قادمة بقية الأمور التي تدفعنا للاجتهاد والعمل في رمضان، بل وقبل قدومه.
تعليقات 0 | زيارات المقال 101 | مقالات الكاتب 11




زيارة الموضوع الاصليسنن وفضائل الدوافع لحسن الاستعداد لشهر رمضان (1ـ2)
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
المفتي السابق يعدد الانتصارات التاريخية في شهر رمضان المبارك مصراوى
المفتي السابق يعدد الانتصارات التاريخية في شهر رمضان المبارك تعرف عليها | مصراوى

دعاء اليوم السابع من شهر رمضان.. اَللّهُمَّ اَعِنّي فيهِ عَلى صِيامِهِ وَ قِيامِهِ.. - تريندات
مع بداية يوم جديد، تهلّ علينا فرصة جديدة للتقرب إلى الله وعمل الصالحات، ومن طرق عبادة الله -عزوجل- هي الدعاء، واليوم نقدم دعاء اليوم السابع من شهر رمضان

أوقاف المنوفية: تنظيم 49 ملتقى فكريا ودينيا خلال شهر رمضان المبارك -
صرح الشيخ أحمد عبدالمؤمن العسيلي، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة المنوفية بأن المديرية تنظم خلال شهر رمضان الكريم 49 ملتقي فكريا ودينيا، مقسمة علي 3 أيام أسبوعيًا وهى السبت والإثنين والأربعاء، وذلك لتوعية المواطنين بأصول وقواعد الدين الإسلامي الصحيح، ومحاربة الفكر المتط

: شاهد.. حركة البيع والشراء بأول سوق للسيارات فى شهر رمضان
شهدت سوق السيارات المستعملة في مدينة نصر حالة من الهدوء التام بحركة البيع والشراء فى الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك

مصر البحوث الفلكية : شهر رمضان هذا العام 29 يوما
أكد الدكتور جاد القاضى رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الحسابات الفلكية التي أجراها علماء المعهد كشفت أن عدة شهر رمضان للعام الهجري الحالي،

لا تنسى استقبال الشهر الكريم.. نص دعاء نية صيام شهر رمضان
لا تنسوا نية الصيام، من الان ، ودعاء دخول شهر رمضان الكريم ، " اللهم إني نويت أن أصوم رمضان كاملا لوجهك الكريم إيمانا واحتسابا، اللهم تقبله مني واجعل ذنبي مغفورا وصومي مقبولا "

سنن وفضائل الدوافع لحسن الاستعداد لشهر رمضان (1ـ2) شهر رمضان المبارك إذا أقبل شهر شعبان تذكرنا كيف نحسن الاستعداد لشهر رمضان بهمة عالية، وإقبال على الطاعة، وهذا يتطلب البحث عن عدد من الأمور التي تدفعنا للتحمس لأداء العبادات بهمة عالية، وفعل الطاعات بنشاط مع عدم الكسل أو التراخي في نهاية الشهر، ومن هذه الدوافع:
التعليقات علي سنن وفضائل الدوافع لحسن الاستعداد لشهر رمضان (1ـ2)