لماذا لم يقبل اردوغان التخلي عن إس 400 مقابل حصوله على منظومة «باتريوت» في ذروة احتياجه لها؟ القدس العربي
06/03/2020 | 5:00 ص 0 comments

إسطنبول ـ «القدس العربي»: ما زال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرفض التخلي عن منظومة إس 400 الدفاعية الروسية مقابل الحصول على منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية،
إسطنبول ـ «القدس العربي»: ما زال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرفض التخلي عن منظومة إس 400 الدفاعية الروسية مقابل الحصول على منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية، وذلك على الرغم من الأزمة الحادة التي مرت بها البلاد خلال الأيام الماضية عقب الاشتباك مع النظام السوري في محافظة إدلب شمالي سوريا، وتصاعد احتمالات الاشتباك المباشر مع روسيا، والحاجة الملحة لحماية آلاف الجنود الأتراك المنتشرين في إدلب، الذين قتل منهم العشرات في هجمات النظام وروسيا خلال الأيام الماضية.
ومنذ سنوات، رفض حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بشكل خاص تزويد تركيا أو بيعها منظومة باتريوت الدفاعية لأسباب مختلفة، واعتبرت أنقرة أن هذه «المماطلة» هدفها إبقاؤها ضعيفة وتحت رحمة الناتو الذي سحب منظوماته الدفاعية من الحدود التركية السورية في ذروة التهديد العسكري بداية الحرب في سوريا.
وعقب سنوات من المحاولات التركية الفاشلة للحصول على المنظومة الدفاعية الأمريكية، اتجهت أنقرة لشراء منظومة إس 400 الدفاعية من روسيا، التي وصلت بالفعل إلى تركيا وجرى تركيبها وبدء الاختبارات التجريبية عليها. وحسب تصريحات سابقة لمسؤولين أتراك كبار، فإن المنظومة الروسية من المفترض أن تدخل الخدمة بشكل كامل قبيل نهاية النصف الأول من العام الجاري، أي خلال الأسابيع المقبلة.
لكن ومع تصعيد روسيا هجماتها على إدلب، تفجرت الخلافات التركية الروسية بشكل غير محسوب، ووصلت هذه الخلافات إلى ذروتها عبر حرب كلامية وتصريحات وتهديدات، واتهمت أوساط تركية أن موسكو مسؤولة بشكل مباشر عن قتل عشرات الجنود الأتراك في إدلب، وهو ما عزز احتمالات الاشتباك العسكري المباشر بين البلدين بشكل كبير جداً.
وفي ظل هذه الخشية، عادت تركيا لمطالبة الولايات المتحدة الأمريكية والناتو بضرورة مساعدتها على وجه السرعة، لا سيما فيما يتعلق بالاحتياجات الدفاعية عبر تزويد تركيا بمنظومة باتريوت الدفاعية، وقدمت أنقرة طلبات رسمية عاجلة إلى الناتو وواشنطن بنشر منظومة باتريوت سريعاً بعيداً عن مناقشات البيع والشراء وغيرها.
لكن استجابة الناتو وواشنطن للطلب التركي النابع من احتياج كبير ومن منطلق «ضعف» كما وصفه كثيرون، كانت أبطأ من المتوقع، وعلى الفور تم ربط إمكانية تزويد تركيا بنظام باتريوت الدفاعي بضرورة التخلي عن منظومة إس 400 الدفاعية الروسية على الفور. والخميس، أكد المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري، أن هناك انقساماً حاداً في أمريكا وتوجد صعوبة كبيرة في تزويد تركيا بمنظومة باتريوت بسبب حصولها على إس 400.
في المقابل، لم تستجب أنقرة لهذه الدعوات، رغم الظروف الصعبة التي مرت بها، وأصر اردوغان على طلب باتريوت دون التخلي عن إس 400 وهو ما يقبل به الحلف وواشنطن، حيث يرى اردوغان أنه لم يكن في موقع أو درجة متقدمة من الضعف تجبره على اتخاذ قرار بالتخلي عن المنظومة الروسية بهذه السرعة والبساطة ومقابل ثمن مرحلي يتمثل في الحصول على منظومة باتريوت بشكل استثنائي مرحلي فقط.
وعلى الرغم من أن الخلافات وصلت إلى مراحل عميقة وخطيرة مع روسيا، إلا أن اردوغان ما زال يؤمن بإمكانية تجاوز الخلاف حول إدلب، وتجنب الدخول في صراع عسكري مباشر، وبالتالي الاحتفاظ بالمنظومة الروسية والأهم الاحتفاظ بموقف تركي قوي يمنع العودة لحقبة الرضوخ لشروط واشنطن والناتو، وهي مرحلة تاريخية يرى اردوغان أنه تجاوزها وأخرج بلاده من دائرة الوقوع تحت رحمة الضغوط الخارجية، حسب تقديره.
كما أن اردوغان يعلم جيداً أن حصوله على منظومة إس 400 لم يكن بهدف استخدامها ضد روسيا في حال الاختلاف معها، أو أنه كان يعتقد أن العلاقات مع روسيا سوف تبقى مثالية طوال الوقت، حيث يؤكد مختصون أتراك أن بلادهم حصلت على المنظومة الروسية لمواجهة الأخطار التي يمكنها أن تواجهها من الغرب بالدرجة الأولى.
هذه الأخطاء تتمثل بالدرجة الأولى في الخلاف التاريخي المتجدد مع اليونان، والخلافات المتواصلة حول قبرص، والصراع الكبير الحالي حول الغاز في شرق البحر المتوسط، وهو صراع يرى فيه اردوغان حالياً جوهراً للصراع في المنطقة ولرسم خريطة المنطقة في المرحلة المقبلة، وبالتالي فإنه يرى ضرورة التمسك بالمنظومة الروسية والاستفادة منها في حماية النفوذ التركي على سواحل شرق المتوسط.
كما أن انعدام الثقة بين واشنطن وأنقرة، ساهم إلى درجة كبيرة في التردد التركي بالعودة إلى التقارب مع الولايات المتحدة والابتعاد أكثر عن موسكو، حيث تراجع مستوى الثقة لدى الأتراك بالإدارة الأمريكية إلى مستويات تاريخية، بعد أن اتهمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في السنوات الأخيرة بعدم الالتزام بتعهداتها لأنقرة واتهاماتها بدعم الوحدات الكردية وتنظيم غولن.
ولا يرى اردوغان أنه وصل إلى المرحلة التي يعلن فيها فشل سياسته القائمة على الموازنة في العلاقات بين واشنطن وموسكو دون الاضطرار إلى الاختيار لبناء علاقات مع واحدة منهم ومعاداة الأخرى، ويعتقد بإمكانية مواصلة هذه السياسة بشكل أوسع خلال السنوات المقبلة وتحقيق مكاسب أكثر لبلاده من خلال هذه السياسة.
زيارة الموضوع الاصليلماذا لم يقبل اردوغان التخلي عن إس 400 مقابل حصوله على منظومة «باتريوت» في ذروة احتياجه لها؟ القدس العربي
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
صفقة محتملة بين ترامب وأردوغان تقضي بتفكيك نظام الدفاع الصاروخي الروسي
يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع العقوبات واستئناف بيع الطائرات المقاتلة إلى تركيا بعد محادثاته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لكن بشرط تفكيك نظام

تصاعد الاحتجاجات في تركيا.. وأردوغان: لن نتسامح مع العنف الشرق للأخبار
قال رجب طيب أردوغان إن تركيا لن تتسامح مع حدوث عنف في الشوارع أو اضطرابات عامة بعد أن أثار اعتقال إمام أوغلو بعضاً من أكبر مظاهر العصيان المدني في أكثر من عقد. الشرق للأخبار

ما هو المقابل الذي سيطلبه ترامب من اردوغان لتحسين العلاقات بين البلدين؟ - i24NEWS
جاء هذا على خلفية اجتماع يجريه هاكان فيدان في الولايات المتحدة، وشدد المحلل إيهاب عباس على إدارة ترامب تتعامل بشكل مختلف مع تركيا

اضطرابات في تركيا وأردوغان يصف الاحتجاجات بـ إرهاب شوارع – DW – 2025/3/21
أدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاحتجاجات التي نشبت بسبب احتجاز عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو. وتم حل مجلس نقابة المحامين بإسطنبول ولم تخل المظاهرات من صدامات مع الشرطة. والمعارضة تقدر عدد المتظاهرين بمئات الآلاف.

أكرم إمام أوغلو: المعارضة التركية تقرر إنهاء مظاهراتها، وأردوغان ينتقد الاضطرابات - BBC News عربي
الرئيس التركي أردوغان حمّل أحزاب المعارضة مسؤولية الاحتجاجات المستمرة في البلاد، والتي اندلعت بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو بتهم فساد.

صدامات بإسطنبول وإزمير وأردوغان: لن نستسلم لإرهاب الشوارع أخبار الجزيرة نت
قال الرئيس التركي -اليوم الجمعة- إنه لا تسامح مع أي تهديد للنظام العام، متعهدا بالوقوف بحزم ضد أعمال التخريب والعنف في الشوارع، وسط تصاعد الاحتجاجات على اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.

تركيا تتكهّن.. ماذا سيحصل عام 2027؟.. أوغلو وآخرون “يُغازلون” القصر الجمهوري والجميع يتحدّث عن العنصر السوري في المشهد الانتخابي فهل تسمح “الرافعة الدمشقية” لأردوغان باستعمال ورقة الانتخابات المُبكّرة للبقاء في السلطة؟ رأي اليوم
أنقرة- خاص بـ"رأي اليوم": الارتفاع الملموس حتى الآن في شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعتبره الخبراء محطة أساسية في تقييم الوضع العام في الداخل التركي أو في المشهد السياسي الداخلي عندما يحل استحقاق انتخابات الرئاسة في العام 2028 حيث أن الرئيس أردوغان قضى فقط تقريبا العام الأول من فترته الرئاسية الجديدة بعد انتخابه في...

لماذا لم يقبل اردوغان التخلي عن إس 400 مقابل حصوله على منظومة «باتريوت» في ذروة احتياجه لها؟ القدس العربي اردوغان إسطنبول ـ «القدس العربي»: ما زال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يرفض التخلي عن منظومة إس 400 الدفاعية الروسية مقابل الحصول على منظومة باتريوت الدفاعية الأمريكية،
التعليقات علي لماذا لم يقبل اردوغان التخلي عن إس 400 مقابل حصوله على منظومة «باتريوت» في ذروة احتياجه لها؟ القدس العربي