الموضوعات تأتيك من 15528 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: مشاهير > توفيق عكاشة

كمال أحمد: نظمنا مسابقات دومينو على المقاهي للحديث في السياسة

11/03/2020 | 5:45 م 0 comments
كمال أحمد: نظمنا مسابقات  دومينو  على المقاهي للحديث في السياسة

لم يكن دخولهم عالم السياسة والحياة العامة من قبيل الصدفة، وإنما بدأت إرهاصاته معهم منذ الطفولة، بعضهم نشأ فى أُسر سياسية، وآخرون هربوا إليها عامدين متعمدين

لم يكن دخولهم عالم السياسة والحياة العامة من قبيل الصدفة، وإنما بدأت إرهاصاته معهم منذ الطفولة، بعضهم نشأ فى أُسر سياسية، وآخرون هربوا إليها عامدين متعمدين، ومدفوعين بأفكارهم ورؤاهم وتطلعاتهم، فحولوا دفة مستقبلهم 180 درجة. بكثير من الذكريات والمواقف الإنسانية والاجتماعية والسياسية التى عاشوها، وكانوا طرفاً فيها أو شاهدين عليها، أو متابعين لها.. «الوطن» تجرى سلسلة من الحوارات مع سياسيين وشخصيات عامة، منهم من عاصر الملك فاروق، وكان شاهداً على أحداث ثورة 23 يوليو والضباط الأحرار، ومن كان رفضه فى طفولته لممارسات الإنجليز دافعاً لالتحاقه بالعسكرية المصرية. تعاطف بعضهم مع الرئيس جمال عبدالناصر حتى فى النكسة، فيما رفض آخرون الرئيس أنور السادات وقراراته وطُردوا من مجلس الشعب لاعتراضهم على كامب ديفيد. وكان نزول الإخوان إلى منصة التحرير نقطة تحول بالنسبة لهم فى مسار ثورة يناير ضد الرئيس الأسبق حسنى مبارك. بعيداً عن السياسة وواقعها ووقائعها، كانت حياتهم الاجتماعية عامرة بالأحداث والمفارقات، فمنهم من درس الطب ولم يشتغل به، ومن هربت من أسرتها فى الصعيد للزواج من حبيبها فى المنصورة، ومن كان مرافقاً لدنجوان السينما المتمرد رشدى أباظة.

رغم معارضته القوية للرئيس الراحل أنور السادات واشتباكه معه بحدة فى 4 لقاءات فقد فاز بعضوية البرلمان عام 1976 وعمره 35 عاماً، ثم تواصل نضال النائب البرلمانى والسياسى الناصرى كمال أحمد لسنوات، وهو حالياً عضو فى مجلس النواب الذى شهد واقعة ضرب الإعلامى والنائب البرلمانى المفصول توفيق عكاشة رداً على استقباله للسفير الإسرائيلى فى منزله.

وعند قيام ثورة 23 يوليو لم يكن كمال أحمد قد تجاوز 11 عاماً، فعايش العهد الناصرى فى صباه وشبابه وجذبه مشروع ثورة 23 يوليو الذى آمن به وظل يدافع عنه وعن مبادئه وأهدافه حتى اليوم.

النائب البرلمانى: هتفت ضد الملك فاروق وعمرى 10 سنوات.. وبدايتى الحقيقية فى العمل السياسى بمنظمة الشباب عام 1964

وفى حواره لـ«الوطن» يتحدث «كمال أحمد» عن محطات بارزة فى تاريخه منذ كان موجهاً فى منظمة الشباب وأجواء العدوان الثلاثى على مصر أثناء فترة مراهقته ومأساة نكسة 1967 وأثرها على الشعب ومشاركته فى المظاهرات التى طالبت «عبدالناصر» بالعدول عن قرار التنحى، ثم مشاركته فى جنازة «عبدالناصر» المليونية التى بكى فيها المصريون على رحيل «أغلى الرجال»، ولم يفتنا ونحن نسترجع مع «كمال أحمد» محطات مسيرته السياسية أن نتطرق لمعارضته القوية لانقلاب «السادات» على مكتسبات ثورة يوليو ومبادئ «عبدالناصر»، وهو ما انتهى باعتقاله ضمن اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة. وإلى نص الحوار:

كنت أقرأ "حديث الصباح" فى المدرسة وأقف على كرسى ليرانى الناس لأنى قصير القامة

نريد أن نتعرف على بدايات اهتمامك بالعمل السياسى وتأثير مرحلة الصبا على شخصيتك؟

- أثناء دراستى المبكرة فى المدرسة الابتدائية والإعدادية كنت أقرأ «حديث الصباح»، وأتذكر أننى كنت أقف على كرسى لأنى كنت قصير القامة، وهذا أفادنى فى أن يرانى الجميع وأنا أقول «حديث الصباح»، ومن خلال الأنشطة المدرسية تولد داخلى حب العمل العام، كما أن المناخ الثورى ضد الاستعمار الإنجليزى جعلنى أنضج مبكراً وألتفت للنضال من أجل القضية الوطنية وهى التخلص من الاستعمار والحكم الملكى، وأتذكر أن المواطنين وعمرى 10 سنوات كانوا يهتفون بشوارع الإسكندرية ضد الملك فاروق، ورغم أن الهتافات كان بها شتائم فظيعة لكنها كانت تعبيراً عن رفض المصريين للملك وحكمه والمطالبة برحيله، كان عمرى آنذاك 10 سنوات، وعندما أصبحت فى المرحلة الثانوية التحقت بمنظمات شباب جماهيرية بالمحافظات والمدارس وكنا نساعد فى أعمال تطوعية وخيرية، ثم تخرجت فى كلية تجارة الإسكندرية وحصلت على دبلوم سياسات مالية، وكانت بدايتى الحقيقية فى العمل السياسى بانضمامى إلى منظمة الشباب عام 1964 وكنت موجهاً سياسياً فيها.

شاركت فى أنشطة تطوعية خلال مرحلة الشباب واستعنا بالفتيات لإقناع السيدات بحملات تحديد النسل

ماذا عن أجواء الدراسة والإقامة فى منظمة الشباب وأنشطتها السياسية والتثقيفية؟

- كنا ننظم دورات تدريب وتثقيف ومعسكرات للطلاب والشباب ونقوم بعمل خيم تتشكل من 7 إلى 15 عضواً، ونعطى لهم برنامجاً متعدد المواهب حول تاريخ النضال الوطنى والحركة الوطنية فى مصر وظروفها الاقتصادية وعلاقتها بالعالم الخارجى والقضية الفلسطينية، ونلعب سوياً كرة القدم ونأكل معاً، ونظمنا العديد من الأنشطة الرياضية والمسابقات الفنية، وكنا نصنف الشباب من خلال تعاملنا معهم فى التدريب والأنشطة، ونعرف من يستطيع أن يعمل فى العمل الجماهيرى ومن يصلح للعمل البحثى والتثقيفى.

وأتذكر أننا كنا نعمل فى أنشطة تنظيم الأسرة ورجال الدين اعتقدوا أننا نبحث عن تحديد النسل مثل الصين ومطالبة الوالدين بإنجاب طفل واحد فقط، لكن الحقيقة أننا لم نفرض تنظيم النسل بهذه الطريقة بل كنا ندعو الأسرة لإنجاب طفلين أو 3 على الأكثر، دون فرض عقوبات على غير الملتزم، وحتى نواجه هذه الدعاية المضادة لأفكارنا استعنا بالفتيات لكى يناقشن السيدات فى المنازل ويقلن لهن بشكل طريف «الخبز الذى يقسم على 2 سيكون أكثر فائدة من الخبز الذى يقسم على 4»، وكنا نقصد من هذه الحملات توعية المواطنين بخطورة الزيادة السكانية على التنمية، وكنا ننظم مسابقات «دومينو» فى المقاهى الشعبية كمدخل لمناقشة القضايا السياسية والاجتماعية والوطنية مع الشباب، وكنا نكتشف عمليات الغش فى الميزان من خلال حملات سرية بالأسواق الشعبية، وكان مفتش التموين يشارك معنا فى هذه الحملات، لأنه لو اقتصر العمل السياسى داخل الغرف المغلقة سيكون بلا فائدة.

وما طبيعة الدراسة فى منظمة الشباب؟ ومن أبرز قادتها؟

- قادتنا فى المنظمة أغلبهم أساتذة جامعة ومثقفون، منهم حسين كامل، وكان طبيباً وأول أمين شباب للمنظمة، ومفيد شهاب أستاذ جامعة ومسئول التدريب، وعلى الدين هلال أستاذ جامعة وعبدالغفار شكر مسئول ميدانى، ولم نكن نكتب تقارير على بعضنا مثلما كان يشاع، وحتى الشباب «الدراويش» من الإخوان الذين انضموا لنا كنا نعمل على تطويرهم وتثقيفهم ويستبدلون عقيدتهم المتطرفة بعقيدة وطنية واجتماعية وينعكس عليها الطابع الاشتراكى، وأتذكر فى عامى 1965 و1966 كان مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية الحالى طالباً فى العلوم السياسية ومعه فى نفس الخيمة التى كنا نعطى فيها تثقيفاً لشباب المنظمة خيرت الشاطر وكان اشتراكياً، وبالتعبير السياسى «اتحرق مننا» بعد نكسة 1967، لأنه تحول فى ذلك الوقت لإخوانى تنظيمى وخرج عن المنظمة.

وبالمناسبة منظمة الشباب تنظيم سياسى علمى وقائم على الوعى والمنهج العلمى وتركت بصمة، وأغلب كوادر مصر فى السنوات الماضية هم من خريجى منظمة الشباب وشرفت أننى كنت موجهاً فى هذه المنظمة، وكنا نقبل الرأى والرأى الآخر.

وهناك مشهد لن أنساه يعبر عن تقبلنا كموجهين وقيادات فى منظمة الشباب لأى نشاط، حيث قام الفنان فاروق فلوكس قبل أن يشتهر بعمل مظاهرة فكاهية داخل معسكر تدريبى لمنظمة الشباب وكان «بيهزر» ولم أغضب منه واعتبرته قائداً جماهيرياً ودعمته، لأنه استطاع أنه يجمع الشباب فى حفلة سمر فى شكل مظاهرة حتى لو كان يهتف خلال المظاهرة هتافات ضد السلطة، فلو كنا كما يعتقد البعض ننفذ تعليمات السلطة لما كنا نسمح لشبابنا بالتعبير عن رأيهم. وليس صحيحاً ما كان يُقال عن أن منظمة الشباب كانت تُدار من أجهزة الأمن.

وما أبرز سلبيات تجربة منظمة الشباب من وجهة نظرك؟ ولماذا لم تستمر؟

- أبرز هذه السلبيات كان الصراع بين الاتحاد الاشتراكى ومنظمة الشباب، وبالمناسبة أغلب أعضاء الاتحاد الاشتراكى من خريجى الاتحاد القومى وهيئة التحرير، وحدث لهم عملية انتقال ونضال تاريخى أثرت فى تجربتهم كثيراً، بينما منظمة الشباب كانت تعبر عن منهج علمى وسياسى أكثر من كونها منظمة نضالية سياسية، كما أن هذا الصراع كان يتسبب فى عرقلة كثير من أنشطة المنظمة، والسلبية الثانية كانت تتمثل فى اهتمام قيادة المنظمة بالكم وليس بالكيف، بمعنى أخذنا توجيهاً بضم عدد ضخم من الشباب فانضم لنا شباب غير مؤهل ولم يحصل على التدريب الكافى.

هل شاركت فى مظاهرات 1968 للمطالبة بمحاسبة المسئولين عن النكسة والدعوة إلى الديمقراطية؟

- أنا كنت موجهاً بمنظمة الشباب لذلك لم أشارك فى مظاهرات 1968 وكنت أقول للشباب نعم هناك أخطاء وأتناقش معهم، وعبدالناصر شخصياً احترم تعبير الشباب عن آرائهم، وكانت مظاهرات 1968 تعبيراً عن جُرح فى كل مصرى بسبب نكسة 1967، والنظام السياسى هو المسئول الأول عن النكسة، وكان عليه أن يعيد حساباته مرة أخرى، ونحن أُصبنا بعد النكسة بالاغتراب وبعض الشباب هاجروا إلى دول عربية وأوروبية وإلى أمريكا، وشباب آخر حدث لهم اغتراب زمانى، فعاد بعض الشباب للقرن الثالث عشر فارتدوا الملابس القصيرة وأطلقوا لحاهم وانضموا للجماعات المتطرفة.

الحديث عن تزوير استفتاء 1968 على بيان "30 مارس" غير صحيح لأن الشعب خرج بالملايين لتأييد "عبدالناصر"

ماذا تتذكر عن المظاهرات الرافضة لتنحى عبدالناصر؟

- الشعب المصرى خرج عن بكرة أبيه ليرفض تنحى عبدالناصر عن الحكم بعد النكسة، كما خرج الملايين بعد وفاته، وهذا تأييد لعبدالناصر، وهنا لا يصح الحديث عن تزوير استفتاء 1968 على بيان 30 مارس الشهير، فالشعب خرج قبله وبعده بالملايين يؤيد عبدالناصر، وحتى لو حدثت أخطاء لكنها لا تقلل من شعبية عبدالناصر وزعامته فى مصر والوطن العربى، وكان متقبلاً للنقد بصدر رحب، وأعلن تأييده لمطالب الطلاب المتظاهرين فى 68 وأعلن عن بيان 30 مارس لتطبيق الديمقراطية.

المواطنون الذين خرجوا فى جنازة "ناصر" أضعاف من خرجوا ليطالبوه بعدم التنحى.. وشاهدت شيوخاً ونساء عجائز يبكون بالدموع

ما أبرز المشاهد العالقة بذاكرتك عن جنازة عبدالناصر؟

- شاهدت نساء ورجالاً كبار السن يبكون بالدموع غضباً ورفضاً للاستعمار والهزيمة، وبالحسابات السياسية البسيطة كان من المفترض أن عبدالناصر يرحل لكن إيمانه بالشعب والثورة وأهدافها جعله باقياً فى القلوب، وشاركت فى جنازته بالإسكندرية وشاهدت أضعاف أضعاف الذين خرجوا بعد النكسة، والمواطنون الذين خرجوا فى جنازة عبدالناصر أضعاف الذين خرجوا ليطالبوه بعدم التنحى بعد نكسة يونيو 67.

السياسة العالمية كانت تنطلق من "موسكو وأمريكا والقاهرة" فى الستينات ومركز القوة فى مصر كان تأسيسها وقيادتها لحركة "عدم الانحياز" وتأييد زعماء أفريقيا وأمريكا اللاتينية لها

لماذا جذبك المشروع الناصرى دون غيره من المشروعات والتيارات السياسية؟

- السياسة العالمية انطلقت من «موسكو وأمريكا والقاهرة»، فواشنطن كانت تقود تحالف الدول الرأسمالية، وروسيا تقود تحالف حكم الطبقة الشيوعية فى مواجهة الإمبريالية، بينما مصر لم تكن منحازة لأى منهما، وأسست لحركة «عدم الانحياز»، وكانت تقوم على فكرة التحرر والتخلص من الاستعمار دون الانحياز لأى من القطبين العالميين، وأيد هذه الحركة الأفارقة وزعماء أمريكا اللاتينية، وأعتقد أن فكرة «عدم الانحياز» كانت تقوم فى الأساس على التحالف السياسى والاقتصادى، وألا تجور قوى اجتماعية أو طبقة على حقوق أخرى، فمثلاً يجب ألا يتحكم العمال والفقراء فى مصائر الأغنياء والدولة تحت أى دعوى، ولا يتحكم الأغنياء فى وسائل الإنتاج والمصانع والأرض الزراعية بمفردهم دون تدخل الدولة ودورها فى تحقيق توازن وأن تضمن حقوق العمال من خلال النقابات والأحزاب والقوانين وقوة الدولة بشكل عام. الفلسفة الناصرية الاشتراكية جعلتنى أؤمن بالمشروع الناصرى وأهدافه، وعلى هذا الأساس كان عبدالناصر ينحاز للعمال والفلاحين ويضمن حقوق أصحاب الأملاك أيضاً والتجار، وبالمناسبة لا الاتحاد السوفيتى كان ديمقراطياً ولا أمريكا ديمقراطية، فبرغم التعددية الحزبية فى أمريكا إلا أن رأس المال والإعلام يتحكمان فى صناعة القرار السياسى هناك، كما تتحكم واشنطن فى مصائر الشعوب وتدعم الاستعمار الصهيونى دون مراعاة لقرارات الأمم المتحدة، وبالمناسبة الديمقراطية ليست بالضرورة تتحقق عن طريق التعددية الحزبية، وأمريكا تمارس أساليب غير ديمقراطية.

ماذا عن تجربة تأسيس المنابر السياسية التى أطلقها (السادات)؟وماذا عن مشاركتك فيها؟

- كنت عضواً فى اللجنة المركزية فى الاتحاد الاشتراكى عام 1971 ودخلت البرلمان عام 1976، وبالمناسبة أيام المنابر أنا من اقترحت اسم حزب التجمع وكان أول منبر لليسار، وهذا باعتراف أستاذى خالد محيى الدين، مؤسس منبر اليسار وحزب التجمع فيما بعد، وكانت الفكرة هى تأسيس منبر ناصرى داخل الاتحاد الاشتراكى، وقلنا إنه يجب أن تشارك كل التيارات اليسارية، واتصلنا بكمال رفعت وذهبنا له وتحدثنا حول الفكرة، وانضم لهذا المنبر رفعت السعيد من الماركسيين، وإسماعيل صبرى عبدالله والجماعة الناصريون، فأنا قلت لهم «يبقى اسمه التجمع» وتطور المنبر وتحول لحزب، وأنا الحقيقة لم أنضم إليه لأن الشيوعيين كانوا يريدون السيطرة على حزب التجمع، والناصريون القوميون أيضاً كان لديهم نفس الرغبة، فتحول الأمر لحرب وصراع بين الجبهتين، وكان لدى البعض تخوف من إطلاق اسم التجمع بسبب أن التجمع الديجولى والتجمع التونسى كانا يمينيين، لكن التجمع المصرى كان يعبر عن فكرة تجميع اليسار والناصريين داخل حزب واحد.

أخطاء "عبدالناصر" لم تقلل من شعبيته.. وواجهت "السادات" 4 مرات باعتراضى على "الانفتاح وكامب ديفيد"

دخلت فى صدام مع «السادات» لدرجة أنك اتهمته بالخيانة بعد «كامب ديفيد» ثم تعرضت للحبس عام 1981 هل تتذكر ما حدث فى لقاءاتك معه؟

- جمعتنى بالسادات 4 لقاءات، وفى اللقاء الأول كنت عضواً باللجنة المركزية فى الاتحاد الاشتراكى، والسادات كان يهاجم الناصريين، فقمت أثناء الاجتماع وقرأت له هجومه على الناصريين، ورددت كلماته وقلت له «أنا لست من السلطة ولم أكن من أعدائك وعبدالناصر أحدث تغييراً جذرياً فى التركيبة الاجتماعية لمصر وحقق لأبناء الفقراء مكاسب كبيرة وكان يجب أن تعترف بذلك»، فرد «السادات» قائلاً: «ما رأيك فى على صبرى عندما يذهب لموسكو؟»، وهذا الرد كان لتغيير الموضوع، فقلت له هذا موضوع آخر وأنا اسمى كمال أحمد وليس على صبرى، وكان هذا أول صدام بينى وبينه.

والصدام الثانى بعد أن أصبحت نائباً برلمانياً، واعترضت على سياسة الانفتاح الاستهلاكية، وقلت للسادات «أنا مؤمن بالانفتاح ولكن يجب ألا يكون استهلاكياً لهذا الحد»، فغضب جداً من كلامى وقال لى: «أنا بوزع على الفلاحين مزارع وبياخدوها الناصريين بتوعك ومبسيبش الفقراء»، فقلت له: «مزرعة إيه يا ريس، ده احنا كنا بنشتغل فلاحين وعندنا أرض لكن الأرض دلوقتى هجرها الفلاح واهتمينا بالاستيراد والخصخصة والصناعة تراجعت»، وطبعاً غضب منى السادات جداً، وللأسف الصين بدأت انفتاحاً اقتصادياً فى توقيت واحد مع مصر لكنها أسست تنمية حقيقية وزادت معدلات الصادرات وبدأت صناعة قوية وزاد المكون المحلى فى الصناعة وحققت قيمة مضافة للاقتصاد الوطنى الصينى، بينما نحن كنا نهتم بالكباريهات والراقصات الروسيات وتجارة العملة وخصخصنا المصانع وظهر البناء على الأراضى الزراعية وهجرة الفلاحين للحقول.

وفى الحوار الثالث كنت نائباً فى البرلمان وعمرى 35 عاماً، وسألته فى إحدى جلسات برلمان 1976: لماذا ستوقع معاهدة كامب ديفيد مع الأعداء، فرد قائلاً: «أنا لم أخرج عن مقررات الرباط»، واتفاق الرباط هو نتيجة قمة عربية اجتمع خلالها الملوك والرؤساء العرب للاتفاق حول قضية السلام، فانفعلت وقلت للسادات: «هذا اتفاق خيانة وعار واستسلام»، فغضب وقال لى: «انت بتقول إيه يا بنى أنا أرفض هذه الوقاحة واخرج من الجلسة»، فلم أصمت وجلست على الكرسى، وقلت للرئيس «أنا عضو بالمجلس وليس من حقك أن تخرجنى من القاعة»، فنظر الرئيس إلى سيد مرعى رئيس البرلمان وقال له «أستأذنك تاخد تصويت على طرد هذا النائب من القاعة»، وبالفعل صوتت الأغلبية على طردى وخرجت من القاعة، لكن للأمانة لم يتم القبض علىَّ أو اعتقالى حتى بعد حل البرلمان، وتم منعى من حضور 10 جلسات برلمانية بسبب توجيه اتهام الخيانة لرئيس الجمهورية.

وبالنسبة للحوار الرابع، عُقد صالون سياسى فى اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى أواخر 1979، وشارك فيه الرئيس «السادات» وتمت دعوتى إليه، وقلت للرئيس: «طالما اضطريت لعقد اتفاقية سلام مع إسرائيل فلا داعى للتطبيع الثقافى والاقتصادى، وإسرائيل بيحاربونا فى المياه حتى الآن والزراعة والاقتصاد رغم السلام»، ورد «السادات» قائلاً: «انت يا بنى لسه محتاج كتير عشان تنضج أنا بفهم إدارة دولة انت لسه مؤمن بالفكر القديم».

اعتقالات سبتمبر كانت "حبسة جميلة" تجمع كل التيارات.. وأتذكر أن "هيكل" كان ينام فى الدور العلوى من السرير واستيقظ على خبر وفاة الوزير السابق زميل الزنزانة

ما أبرز ذكرياتك عن اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة مع رموز العمل السياسى فى مصر؟

- كانت حبسة جميلة، وبتجمع كل التيارات من أول الماركسيين إلى الناصريين والوفديين واليمين بكل أشكاله، وأتذكر منها أمراً مضحكاً جداً، حيث إن فؤاد باشا سراج الدين زعيم حزب الوفد كان محبوساً معنا وزملائى فى السجن يتعاملون معه وينادونه بلقب «فؤاد باشا»، وأنا كنت أقول له «أستاذ فؤاد»، وعندما أدرك أننى أرفض كلمة «باشا» وكان ذكياً جداً فقال «يا جماعة أنا من اليوم فؤاد أفندى والباشوية انتقلت لكمال باشا أحمد»، وكنت أجلس مع فتحى رضوان فأبكى وهو يتكلم عن «مصر الفتاة» وأجلس مع الماركسيين فيكلمونى عن مصر التى تعانى بسبب الأوضاع الاقتصادية وخطورتها. وأتذكر قبل القبض علىّ فى اعتقالات سبتمبر زارنى حلمى مراد، وزير التعليم الأسبق، فى الإسكندرية، وعندما كنت أقوم بتوصيله بعد انتهاء الزيارة تم القبض علينا سوياً فى الطريق، وكانت تجربة 1981 رائعة وأتذكر الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل عندما كان نائماً ذات يوم داخل الزنزانة فى الدور العلوى من السرير، وفى الدور الأرضى ينام عبدالعظيم أبوالعطا الوزير الأسبق فى عهد «السادات»، وتم اعتقاله لرفضه اتفاقية «كامب ديفيد»، وفوجئنا أنه توفى لمرضه وتدهور صحته، واستيقظ «هيكل» على خبر وفاته، وكانت هناك ذكريات بعضها مضحك والآخر يثير الحزن والغضب.

ما أبرز أدوارك فى برلمانات 2000 و2005 و2015؟

- قدمت أكثر من 32 استجواباً، أبرزها استجواب البورصة، حيث تم استغلال أموال أصحاب المعاشات وإدخالها البورصة، كما أننى قدمت استجواباً حول توشكى وفشل هذا المشروع، وفتحى سرور طردنى من الجلسة لأنى رديت على عاطف عبيد رئيس الوزراء حينها وقلت له إن سياسات الخصخصة وحديثك عنها يجعلنى أشعر «يا إما إحنا مش من مصر أو انت مش من مصر».

هل ترى أن الناصريين أخطأوا بتحالفهم مع الإخوان فى الانتخابات البرلمانية بعد ثورة يناير؟

- الإخوان خرجوا من الظلام للشمس فانكشفوا أمام الناس، وعندما وصلوا الحكم غضب منهم الشعب، وبالتأكيد الناصريون عندما تحالفوا مع الإخوان كانوا مخطئين، وأنا رفضت وشاركت فى الانتخابات كمستقل ودخلت مرحلة الإعادة فى الانتخابات معهم مرتين من قبل، والناصريون الذين تحالفوا مع الإخوان أصابتهم الانتهازية وهذا خطأ تاريخى، والإخوان اتفضحوا أمام الجماهير والحمد لله سقطوا، و30 يونيو التى أعادت صياغة ثورة 23 يوليو بطريقة عصرية.

اقرأ أيضًا:

محمود أباظة: عائلتي سمحت لأبنائها بالانضمام للوفد بشرط عدم تنافسهم مع بعضهم في الانتخابات

فريدة الشوباشي: هربت من عائلتي الصعيدية وأنا قاصر لأتزوج فقاطعوني

رئيس حزب الغد: والدي ناضل ضد الاحتلال الإنجليزي وكان يقود الطلبة كزعيم للجامعة

موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
04/06/2020 | 1:45 ص

زى النهاردة 28 مايو.. ميلاد جورج سيدهم وزاهى حواس

حدث فى مثل هذا اليوم 28 مايو، الذى يعد أحد الأيام المهمة على مستوى الأحداث التاريخية، ومولد الشخصيات السياسية والأدبية والرياضية والإعلامية، وعلى مستوى الوفيات، والأعياد الوطنية أيضا. المصدر: موقع فالصوزى النهاردة 28 مايو.. ميلاد جورج سيدهم وزاهى حواس...

زى النهاردة 28 مايو.. ميلاد جورج سيدهم وزاهى حواس
04/06/2020 | 1:45 ص

الشاشة المصرية تفقد ابتسامتها... في وداع القشاش حسن حسني - النهار

وفاته ليست شائعة هذه المرة، فالموت ''قشَّ'' ''قشَّاش'' الفن المصري!لم تشرق الشمس كعادتها هذا الصباح، حاملة معها تباشير يوم جديد يحمل معه التفاؤل(!)، بل سبقها خبر حزين وأليم بوفاة واحد من عمالقة...

الشاشة المصرية تفقد ابتسامتها... في وداع  القشاش  حسن حسني - النهار
04/06/2020 | 1:45 ص

إحالة الطعن المقدم من دفاع الصحافي المغربي سليمان الريسوني إلى النيابة العامة القدس العربي

الرباط – «القدس العربي»: أحال قاضي التحقيق في الغرفة الأولى الطعن المقدم من طرف دفاع الصحافي المغربي سليمان الريسوني، بخصوص قرار إيداع هذا الأخير السجن المحلي

إحالة الطعن المقدم من دفاع الصحافي المغربي سليمان الريسوني إلى النيابة العامة   القدس العربي
04/06/2020 | 1:45 ص

: توفيق الحكيم يكشف عن أسخف مسرحياته في تاريخه الإبداعي

كشف الكاتب الكبير توفيق الحكيم ، عن أسخف مسرحية كتبها من وجهة نظره، وكان ذلك في حوار أجري معه عام 1970، ونشره الكاتب عمرو دواره في كتاب 'عشرة أدباء يتحدثون'، الذي صدر عن مكتبة الأسرة عام 2012. ...

: توفيق الحكيم يكشف عن أسخف مسرحياته في تاريخه الإبداعي
05/05/2020 | 10:45 ص

عالمي ولا يحتاج للرد.. جماهير ليفربول تهاجم سكاي سبورتس دفاعا عن صلاح

شنت بعض جماهير ليفربول، هجوماً لاذعاً على شبكة "سكاي سبورتس"، بعد سؤالها عن مدى جدارة محمد صلاح بالبقاء لمواسم أخرى مع الفريق من عدمه....

عالمي ولا يحتاج للرد.. جماهير ليفربول تهاجم  سكاي سبورتس  دفاعا عن صلاح
05/05/2020 | 10:45 ص

العالم.. بين عقيدة المهدي المنتظر والماشيح MEO

التراث الديني الهائل الذي تزخر به الأديان الإبراهيمية يجمعه خطا واحد هو ما يعرف بالتاريخ الخلاص المقدس الذي عقده الله مع جزء من ذرية آدم.

العالم.. بين عقيدة المهدي المنتظر والماشيح   MEO
07/04/2020 | 12:45 م

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه - OujdaCity

Portail d\'actualité Marocain

تاريخ سهل أنجاد وثقافة سكانه - OujdaCity


كمال أحمد: نظمنا مسابقات دومينو على المقاهي للحديث في السياسة توفيق عكاشة لم يكن دخولهم عالم السياسة والحياة العامة من قبيل الصدفة، وإنما بدأت إرهاصاته معهم منذ الطفولة، بعضهم نشأ فى أُسر سياسية، وآخرون هربوا إليها عامدين متعمدين



اشترك ليصلك كل جديد عن توفيق عكاشة

خيارات

كمال أحمد: نظمنا مسابقات  دومينو  على المقاهي للحديث في السياسة
المصدر https://www.elwatannews.com/news/details/4635875 الوطن
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي كمال أحمد: نظمنا مسابقات دومينو على المقاهي للحديث في السياسة

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars