الموضوعات تأتيك من 15940 مصدر

اخبار عاجلة

Tweet

انت تشاهد: شئون دولية > اخبار غزة

كورونا غزة المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين القدس العربي

13/04/2020 | 10:45 ص 0 comments
كورونا غزة  المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين   القدس العربي

في 5 نيسان أجرى معهد بحوث الأمن القومي لعبة حربية مثلت تفشياً واسعاً لوباء كورونا في قطاع غزة أدى إلى مئات الموتى. وكان هدفه فحص آثار الحدث، ودراسة ردود الفعل

في 5 نيسان أجرى معهد بحوث الأمن القومي لعبة حربية مثلت تفشياً واسعاً لوباء كورونا في قطاع غزة أدى إلى مئات الموتى. وكان هدفه فحص آثار الحدث، ودراسة ردود الفعل من الجهات المختلفة، وبلورة توصيات لسياسة إسرائيلية مناسبة. وإليكم وصفاً للعبة، مواقف وأعمال اللاعبين والتوصية بالسياسة. بين المبادئ المطروحة: على إسرائيل أن تستبق الحدث وتنقل مساعدات طبية حيوية إلى القطاع، والإبقاء على اتصال مع منظمة الصحة العالمية ومحافل أخرى تقدم المساعدات لتجنيد المقدرات والمعدات الطبية، وعدم إحباط مبادرة لتشكيل حكومة طوارئ للسلطة الفلسطينية مع حماس، وإقامة شبكة مساعدات طوارئ في أراضيها قرب القطاع.

صورة البداية (السيناريو)

من منتصف نيسان بدأ تفشٍ واسع لوباء كورونا في قطاع غزة، وفي الضفة الغربية أيضاً. وفي نهاية نيسان يصبح عدد الموتى في القطاع بالمئات وآلاف المرضى المؤكدين. زعيم حماس في القطاع يحيى السنوار، يعلن عدم قدرة الجهاز الصحي في القطاع على مواجهة الوضع ويطلب من إسرائيل نقل 500 جهاز تنفس إليه. وحسب تقديرات الخبراء، سيقع نحو 8 آلاف من الموتى، ثم تعلن حماس عن إغلاق تام وحجر داخل القطاع ولكنها لا تتمكن من فرضه على الناس الذين يبحثون عن الطعام في شهر رمضان ويخافون عدوى كورونا جراء الاكتظاظ في البيوت. السنوار يهدد بتصعيد أمني إذا لم يرفع الحصار عن غزة، لاحقا لتهديده في بداية نيسان بأنه “إذا لم يتنفس الناس في غزة فالإسرائيليون لن يتنفسوا أيضاً”. ورداً على ضائقة القطاع، يبدأ الناس في الأيام الأخيرة بالتوجه إلى الجدار فتوقفهم أجهزة حماس والجيش الإسرائيلي. ولكن (في يوم تمثيل الحدث رمزياً) تسمح لهم حماس بالاقتراب من الجدار فيقتل بنار الجيش الإسرائيلي 23 من الرجال والنساء والأطفال ممن نجحوا في اجتيازه، ثم تنفذ المنظمات المارقة من القطاع بقيادة الجهاد الإسلامي رسالة السنوار وتطلق الصواريخ نحو إسرائيل، بداية على منطقة غلاف غزة. وفي أعقاب قتل المدنيين، تشدد الوتيرة والمدى إلى جنوب البلاد. وفي الوقت نفسه، تتصدى إسرائيل لموجة ثانية من الوباء، عشرات آلاف المرضى ومئات الموتى، وفي مناطق السلطة الفلسطينية أيضاً يحصون نحو 200 من الموتى. وفي غلاف القدس يشخص ارتفاع حاد في انتشار الوباء.

تطور السيناريو وأفعال اللاعبين

تقرر حماس هدفين مركزيين: رفع الحصار عن القطاع وإدخال مساعدة طبية وإنسانية مكثفة من الأسرّة الدولية وإسرائيل. وبينما تجتهد حماس لإظهار نجاعتها، تطلق الفصائل الصواريخ على إسرائيل وخلايا الإرهاب للتسلل، بما في ذلك من الأنفاق، وإن كان بتنسيق مع حماس التي في هذه المرحلة لا تنضم إلى النار كي لا تغلق الباب أمام المساعدة من إسرائيل ومصر والأسرة الدولية.

لا يصمد سكان القطاع أمام وتيرة الموتى والحاجة إلى دفنهم، فيفقد الثقة بحماس ويتهمها كما يتهم إسرائيل. ويهتز الانضباط وتبرز مظاهر الاحتجاج العفوي بمشاركة النساء والأطفال ممن يطلبون المساعدات وتتزايد محاولات الهروب نحو غلاف غزة حيث يصطدم الغزيون بنار قوات الجيش الإسرائيلي، وكذا نحو مصر التي تغلق حدودها وتطلق النار على المواطنين. في نظر الغزيين، فإن خطر كورونا يفوق خطر النار ويرتفع وعي الشهادة. وفي ظل ذلك، تتزايد الدعوات لتشكيل حكومة طوارئ مع السلطة الفلسطينية التي تتصدى للوباء بشكل أفضل بقيادة رئيس الوزراء اشتية الذي تزداد به ثقة جمهور الضفة. ويكون أمام حماس خياران، إما الاتحاد مع الجهاد والانضمام إلى النار ضد إسرائيل أو تشكيل حكومة طوارئ مؤقتة مع السلطة. وقبول شروط عباس: سلطة واحدة، قانون واحد، وسلاح واحد.

في ضوء الطريق المسدود، توافق حماس على الارتباط بالسلطة الفلسطينية بشروط السلطة، غير أنها لا ترغب في تحمل المسؤولية عن القطاع ولا سيما حين تكون فيه مصيبة صحية إنسانية. ومع أن عباس يعلن عن القطاع والضفة كياناً وطنياً واحداً وأن السلطة توفر كل ما في وسعها حتى بدون حكومة وحدة، سينقل بعضاً من الأدوية والكمامات من الضفة إلى القطاع، وسترفع السلطة طلب مساعدة عاجلة من الدول العربية وتطلب منها الضغط على إسرائيل لزيادة المساعدة للقطاع والتوقف عن إطلاق النار على المواطنين الفارين من القطاع. تنتقد المنظمات الدولية سياسة الإغلاق والنار الإسرائيلية، ولكن بسبب الأزمة العالمية تكون قدراتها محدودة. وتصطدم مساعيها لمساعدة القطاع بالأزمة الصحة العالمية.

ومع تمسك إسرائيل بسياسة الإغلاق، فحتى المساعدة العربية أو الدولية لا تصل، تقترح حماس على إسرائيل اعادة الجثامين والمدنيين الإسرائيليين مقابل تحرير سجناء كبار السن محبوسين في إسرائيل. إسرائيل ترفض العرض وعندها تتحد حماس مع الجهاد وباقي التنظيمات في إطلاق الصواريخ نحو إسرائيل.

مصر تعمل على مستويين. الأول هو تشديد جهود التسوية بين إسرائيل وحماس والضغط على إسرائيل لزيادة المساعدات وعدم السماح بانهيار القطاع. والثاني، الوساطة بين حماس والسلطة لتشكيل حكومة طوارئ تكون أساس لعودة السلطة إلى القطاع.

تعلق إسرائيل في سيناريو من التصعيد الأمني والإنساني بينما تواجه هي نفسها الوباء، وتعزز الدفاع على طول الحدود مع القطاع وتتخذ إجراءات الدفاع عن النفس. وفي النهاية، تنفذ هجمات مركزة في أراضي القطاع، وبالتنسيق مع مصر تحاول وقف النار مقابل مساعدات إنسانية وطبية، مما يحرج حماس ويجعلها تقف أمام معضة الخيار بين الأمرّين. وينقسم الجمهور في إسرائيل بين من يريد أن يساعد ومن لا يوافق بفعل ما يتعرض له من صواريخ.

أقانيم من اللعبة

لا يوجد أي سبيل، لا لدى إسرائيل ولا غيرها لوقف تفشي وباء كورونا في قطاع غزة بسبب شروط الاكتظاظ العالية، والبنى التحتية التي لا تعمل، والظروف الصحية العليلة. حتى لو زود القطاع بمئات أجهزة التنفس فإن الوضع في القطاع يشبه مرضاً لا علاج له وقد أضيف إليه وباء كورونا.

كل اللاعبين يجدون صعوبة في تطوير أدوات جديدة للتصدي للوضع، فيختارون ما لديهم من أدوات: الهروب من المسؤولية، وتوجيه الاتهامات لإسرائيل، وإطلاق الصواريخ والبالونات المتفجرة، والرد بالنار، ومسيرات نحو الجدار ومحاولات التسلل، والإغلاق، والحصار، ومحاولات التوسط للهدوء مقابل التسهيلات. ولكن كل هذه الوسائل، غير ذات صلة بالواقع قبل الوباء وغير ناجعة بعده.

لا يوجد لإسرائيل جواب عسكري يؤدي إلى وقف إطلاق الصواريخ، والخطوة البرية ليست عملية في وضع من انتشار الوباء في القطاع. حماس وغيرها يفهمون هذا، وبالتالي لا يتوقفون عن إطلاق النار. وإسرائيل من جهتها لم تتحرر من مفهوم الإغلاق الذي تراه مناسباً طالما تسيطر حماس في القطاع وتواصل سياسة تخفيف الحصار وتجريده على التوالي رداً على حراكات سياسة حماس لدفع المنظمة كي تعمل على التهدئة الأمنية.

في اللعبة ظهر أن على إسرائيل أن تبادر وتسمح بدخول مساعدات طبية وإنسانية واسعة إلى غزة وفوراً، ولا سيما حين يتبين أن الوباء ينتشر بسرعة. وهذه المساعدة ستحسن شرعيتها الإقليمية والدولية وتساعد على دفع الاسرة الدولية على مد اليد، ومن الدول العربية أيضاً.

وبالنسبة للوحدة بين الضفة والقطاع وإقامة حكومة طوارئ وطنية، تبين انعدام التوافق بين النهجين: الأول وضع يؤدي بالطرفين إلى التسوية تحت ضغط الجمهور الفلسطيني وللحصول على المساعدات الدولية الواسعة، والثاني، هناك انطواء دولي على الذات يجد تعبيره في الساحة الفلسطينية أيضاً حين يركز كل طرف على مشاكله. وفي كل الأحوال فإن إمكانية الوحدة لن تكون واردة إلا إذا ارتفع عدد الضحايا في القطاع واعترفت حماس بعجزها وفقدان شرعيتها في نظر الجمهور الفلسطيني.

توصيات لإسرائيل

تعتقد إسرائيل أنها غير مسؤولة عما يجري في القطاع، ولكن احتمال انتقال الوباء يهددها أيضاً. وهي مطالبة بأن تبلور حلولاً تخرج عن نطاق السياسة المعتادة والاستعداد لتفاقم الوضع. وبالتالي، يجب أن تستبق الأحداث وتحول إلى القطاع مساعدات طبية حيوية وتقيم اتصالاً مع منظمة الصحة العالمية وغيرها لتجنيد المساعدات الطبية للقطاع على أساس الوعي بإدارة الأزمة على نحو مشترك – مع السلطة ومع حماس على حد سواء.

في حالة مصيبة صحية – طبية في القطاع، على إسرائيل أن تساعد في تحقيق مبادرة إقامة حكومة طوارئ فلسطينية وعدم التخريب عليها أو استغلالها سياسياً. فإثبات نجاعة السلطة الفلسطينية في مواجهة الوباء مقارنة بعجز حماس سيعزز مكانة السلطة في المجتمع الفلسطيني، وربما تتمكن من ذلك على إجبار حماس لقبول شروطها وتشكيل حكومة الوحدة. كما يجب الحفاظ على التعاون الطبي والأمني مع السلطة والمساعدة في القضاء على الوباء في أراضيها والامتناع عن أعمال تضعفها كضم من طرف واحد لأراضي الضفة.

ينبغي تغيير نهج إسرائيل تجاه الوكالة، رغم ما تلاقيه منها من انتقاد حاد، لأنه بوسعها أن تخفف من الآثار السلبية لانتشار الوباء في القطاع.

بوسع إسرائيل أن تقيم شبكات مساعدة طوارئ في أراضيها قرب القطاع في منطقة كارني مثلاً لتخفيف الضغط عن القطاع. كما يمكن إقامة نوع من النزل للسكان في القطاع لغرض التخفيف من الاكتظاظ ومراكز العدوى؛ وإقامة مستشفيات ميدانية لمعالجة المرضى، والدفع إلى تفعيل المستشفى الأمريكي قرب معبر إيرز.

في تمثيل السيناريوهات، رفضت إسرائيل رسالة السنوار حول صفقة الأسرى. وإذا كانت طرحت مثل هذه المبادرة، فإننا نوصي باستنفاد الفرصة، التي ستشكل أساساً أيضاً للتنسيق وللتصدي المشترك لأزمة كورونا.

بقلم: نوعا شوسترمان واودي ديغل

نظرة عليا 12/4/2020

زيارة الموضوع الاصلي
كورونا غزة المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين القدس العربي
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
اقرأايضا
امس 7:45 ص

كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت

بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.

كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟   أخبار   الجزيرة نت
امس 7:45 ص

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى

أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة   مصراوى
امس 7:45 ص

قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية

سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.

قبل وبعد..  صورة صادمة  لقرية سويت بالأرض في شمال غزة   سكاي نيوز عربية
05/01/2025 | 3:25 ص

بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

بلينكن يتحدث عن  أسرع طريقة  لإنهاء الحرب في غزة   سكاي نيوز عربية
05/01/2025 | 3:25 ص

إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات

مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت

إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
31/12/2024 | 7:35 ص

مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي

طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".

مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة  أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
31/12/2024 | 7:35 ص

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت

في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.

الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع   أخبار   الجزيرة نت


كورونا غزة المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين القدس العربي اخبار غزة في 5 نيسان أجرى معهد بحوث الأمن القومي لعبة حربية مثلت تفشياً واسعاً لوباء كورونا في قطاع غزة أدى إلى مئات الموتى. وكان هدفه فحص آثار الحدث، ودراسة ردود الفعل



اشترك ليصلك كل جديد عن اخبار غزة

خيارات

كورونا غزة  المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين   القدس العربي
المصدر https://www.alquds.co.uk/كورونا-غزة-المنتظر-بين-لعبة-الحرب-وسي/ القدس العربي Alquds Newspaper
حذف الاخبار (Request removal)
اذا كنت تملك هذا المحتوي وترغب في حذفه من الموقع اضغط علي الرابط التالي حذف المحتوى
التعليقات علي كورونا غزة المنتظر… بين لعبة الحرب وسيناريوهات اللاعبين القدس العربي

اترك تعليقا


قولي © Copyright 2014, All Rights Reserved Developed by: ScriptStars