مساعدات فقراء غزة في رمضان بين عوز الأسر المتعففة وشروط التصوير للمتبرع القدس العربي
11/05/2020 | 11:00 م 0 comments
غزة – "القدس العربي": بالرغم من العمل الصامت للعديد من الجمعيات الخيرية، وكثير من المجموعات الشبابية التي تقدم مساعدات للأسر الفقيرة والمعوزة، بعيدا عن عدسات
غزة – “القدس العربي”: بالرغم من العمل الصامت للعديد من الجمعيات الخيرية، وكثير من المجموعات الشبابية التي تقدم مساعدات للأسر الفقيرة والمعوزة، بعيدا عن عدسات التصوير، حفاظا على كرامة المستفيدين، إلا أن هناك جمعيات إغاثية تتعمد خاصة خلال موسم شهر رمضان العمل بالطريقة العلنية، التي يتم خلالها التعدي على خصوصية المستفيد من المعونة، وهو ما دفع بوزير التنمية إلى التحذير من إحراج المستفيدين عبر نشر صورهم.
وفي مشهد لم يعهد في المواسم الماضية، ودلل على حالة الغضب التي لم تعد تحتمل على سلوك بعض الجمعيات الخيرية، التي تقدم مساعدات للأسر الفقيرة بـ “طرق علنية”، تهين الكرامة الإنسانية، خاصة مع توسع نشاط التوزيع بشكل لافت خلال شهر رمضان، فتح الكثير من المواطنين، والصحافيين والكتاب والناشطين على مواقع التواصل، باب الانتقادات على مصراعيه، موجهين عبر منشورات عديدة اتهامات وانتقادات حادة لتلك المؤسسات.
وقد ظهرت تلك الحملة غير المنسقة بين المنتقدين، على خلفية تسريب صور لعمليات توزيع المساعدات الرمضانية وهي عبارة عن “سلال غذائية”، وهي تظهر نساء ورجالا، من الأسر المعوزة، وهو يقفون أمام مؤسسات إغاثية، أو وهم يستلمون تلك المساعدات، وقد بدت وجوههم واضحة في الصور، فيما فرضت تلك المؤسسات أن تضع لافتات كبيرة تشير إلى أن تلك المواد مخصصة لـ “الأسر الفقيرة”.
وكان من بين ما أثار حفيظة المنتقدين، لتلك الأساليب، لجوء إحدى المؤسسات لاستخدام صور لأطفال تلك الأسر الفقيرة، خلال توزيع المساعدات، من باب استخدام صورهم عند استلام المساعدة بدلا من ذويهم، وهو ما قد اعتبره منتقدو العملية بأنه يمثل “جريمة أكبر” ضد تلك الأسر المعوزة، باستغلال أطفالها بهذا الشكل المهين.
وجاء في أحد الرسائل الموجهة عبر الهاتف المحمول من جمعية خيرية إلى أحد العوائل الفقيرة: “بكل حب نتمنى عليكم الحضور ما بين الساعة 5.30 إلى 6.30 مساء لاستلام وجبة فطور، وذلك في مطبخ ….. ونتمنى عليكم إحضار طفل على الأقل معكم”، فيما طلبت جمعية أخرى حسب ما نشر ناشط صورة للرسالة الموجهة لأحد العوائل الفقيرة في غزة، بعد أن أخفى اسم معيلها، تطلب منه التوجه لمقرها لاستلام “ربطة خبز” مع إحضار أحد أطفاله للتصوير.
وقد علقت الصحافية إسلام الأسطل على حسابها منتقدة تلك الرسالة تقول: “هاي اسمها وقاحة من اللي بيتاجروا باحتياج الناس، مش عارفة وين الرحمة بالموضوع”، فيما استذكر آخرون كثر ممن تطرقوا لتلك العملية في تدوينات على موقع “فيس بوك” كيف كانت توزع تلك المساعدات في زمن الاحتلال والانتفاضة الأولى، في ستر الليل على العوائل الفقيرة، وخلال عمليات منع التجول، رغم المخاوف الكبيرة من جيش الاحتلال.
ولا تستطيع الغالبية العظمى من الأسر المحتاجة في قطاع غزة عدم تلبية طلب تلك الجمعيات، أو الامتناع عن التصوير في حال الطلب، لحاجتهم الماسة لتلك المواد التموينية الموزعة، وهو أمر أكده رجل في نهايات العقد الخامس من العمر، ويعيل أسرة كبيرة، فيها عدد من الشبان والشابات والأطفال، الذين أنهوا تعليمهم الجامعي، ولا يجدون مكانا للعمل في قطاع غزة المحاصر، ويؤكد لـ “القدس العربي” أنه يشعر بكثير من الخجل خلال استلامه “كوبونة غذائية”، من إحدى الجمعيات، حين يضطر للظهور في صورة تلتقط هناك، من قبل مسؤولي الجمعية.
وبالرغم من ذلك الأسلوب التقليدي في توزيع المساعدات العينية والغذائية، على الأسر المحتاجة في قطاع غزة، إلا أن هناك جمعيات ومؤسسات خيرية أخرى، وروابط اجتماعية وشبابية، لجأت إلى أساليب أخرى أكثر حفظا لكرامة الأسر الفقيرة، من خلال إرسال كوبون شرائي، مع تحديد المحل التجاري “السوبرماركت” الذي تصرف منه المواد الغذائية، حيث يحدد الكوبون ثمنا للمشتريات، ويترك للأسرة اختيار احتياجاتها من ذلك المكان من بين عشرات الأصناف.
ويرى معيلو الأسر المحتاجة في غزة أن في هذه الطريقة ما يحفظ كرامتهم، ويلبي احتياج أسرهم أكثر من الطريقة التقليدية، خاصة في حال اشتملت على عمليات التصوير المهينة.
وعند بوابة أحد المحال التجارية، وبعد أن فرغ “خالد م” وهو رجل شارف على نهاية العقد الرابع من عمره، من استبدال الكوبون الذي وصل إليه من جمعية خيرية، بمواد تموينية، قال لـ “القدس العربي” إنه حصل على معلبات وبقوليات، واشترى بجزء من مبلغ الكوبون لحوما لأسرته، ومواد تموينية أخرى، ويشير إلى أن تلك المساعدات تساهم في تلبية احتياجات جزء من طلبات أسرته في رمضان، خاصة وأنه فقد عمله منذ شهر، بعد أن قام رب العمل بتخفيف عدد العمال في إحدى منشآت البناء، بعد الركود الأخير الذي أحدثته أزمة انتشار فيروس “كورونا”.
وفي قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 13 عاما، من قبل إسرائيل، ترتفع نسب الفقر لتصل إلى نحو 70%، فيما هناك أكثر من 51% من السكان مسجلون في صفوف البطالة، وهو ما جعل 80% من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم.
وفي الجانب الآخر، يبرر مسؤولو الجمعيات عمليات التصوير لحظة توزيع المساعدات، على أنها أمر أساسي لتوثيق العملية، خاصة وأن العديد من المتبرعين من الخارج، يطلبون ذلك للتأكد من وصول أموالهم للأسر المحتاجة، لكن من بين تلك الجمعيات الخيرية، من راعت الظرف، وما تحمله العملية من ضرر نفسي كبير للأسر، بأن اكتفت بأن توثق بعض الحالات فقط، دون إظهار وجود الحاصلين على المساعدة، أو أي شيء من أجسادهم قد يدل على شخصيتهم، من خلال الاكتفاء بتصور يده وهي تحمل المساعدات فقط.
جدير ذكره أنه عقب قيام نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتوجيه انتقادات للجمعيات الخيرية التي توزع مساعدات على الأسر الفقيرة في شهر رمضان، مع إظهار وجود المستفيدين بشكل يهين الآدمية، أعلن وزير التنمية الاجتماعية، أحمد مجدلاني، أن الوزارة ستلاحق قانونيا كل من ينتهك خصوصية الأسر الفقيرة والفئات الضعيفة.
وشدد في تصريح صحافي على ضرورة الالتزام التام بمبادئ الخدمة الاجتماعية وأخلاقيات وقواعد العمل المهني، والتي تفترض احتراما عاليا للخصوصية والسرية والحفاظ على كرامة وحقوق المستفيدين ومنع استغلالهم تحت أي حجة كانت، مشيرا إلى أن الوزارة ستعمل على رصد كل ما ينشر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ولن تتهاون في اتخاذ المقتضى القانوني بحق أي فرد أو مؤسسة تخرق خصوصية الناس في هذه الظروف الصعبة.
وقال إنه نظرا لتعاظم العمل الاجتماعي والتضامني خلال جائحة كورونا وتحديدا خلال شهر رمضان المبارك، فإنه من الواجب أن تتم عمليات توزيع المواد الغذائية والوجبات الرمضانية والمساعدات النقدية وكسوة العيد أو أي مساعدة أو خدمة اجتماعية أخرى، بمهنية عالية وبعيداً عن إحراج المستفيدين عبر نشر صورهم، لمنع انتهاك خصوصية الأسر الفقيرة والفئات المهمشة والضعيفة والمعوزة، مؤكدا عدم السماح بخرق القانون ومواثيق الشرف وقواعد السلوك.
زيارة الموضوع الاصليمساعدات فقراء غزة في رمضان بين عوز الأسر المتعففة وشروط التصوير للمتبرع القدس العربي
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
كم عدد السنوات اللازمة لإزالة ركام الحرب من غزة؟ أخبار الجزيرة نت
بين أنقاض ما كان يوما مدينة نابضة بالحياة، تبرز معضلة جديدة تضاف إلى معاناة سكان قطاع غزة، حيث بات القطاع أشبه بجبال من الركام تحكي قصة دمار غير مسبوق، وتفرض إزالته تحديا صعبا على الغزيين.
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة مصراوى
أمريكا تعتقل طالب فلسطيني شارك في احتجاجات ضد الحرب على غزة | مصراوى
قبل وبعد.. صورة صادمة لقرية سويت بالأرض في شمال غزة سكاي نيوز عربية
سوّت القوات الإسرائيلية قرية في شمال غزة بالأرض في الأيام التي أعقبت انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام.
بلينكن يتحدث عن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة سكاي نيوز عربية
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن أسرع طريقة لإنهاء الحرب في غزة بشكل دائم هي من خلال اتفاق على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.
إيجابية وتقدم بمفاوضات غزة.. وتوقعات بإنجاز كافة الملفات
مع استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بين إسرائيل وحركة حماس في قطر، خيّم تفاؤل حذر على الأوساط على ما يبدو.أجواء إيجابية وتقدمفقد أفادت
مستشفى كمال عدوان: المستشفيات في غزة أرض معركة ، ونازحون يتساءلون: أين نذهب؟ - BBC News عربي
طالب مدير منظمة الصحة العالمية بإنهاء "الهجمات على المستشفيات" في غزة، وقال تيدروس أدهانوم إن المستشفيات في غزة أصبحت مرة أخرى "أرض معركة" وإن النظام الصحي يقبع تحت "تهديد شديد".
الحرب على غزة مباشر.. الاحتلال يتكبد مزيدا من الخسائر والمقاومة تطلق صواريخ من القطاع أخبار الجزيرة نت
في اليوم الـ452 للعدوان على غزة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن حركة حماس نجحت أخيرا في استعادة معظم قدراتها بالسيطرة المدنية على مناطق بوسط قطاع غزة.
مساعدات فقراء غزة في رمضان بين عوز الأسر المتعففة وشروط التصوير للمتبرع القدس العربي اخبار غزة غزة – "القدس العربي": بالرغم من العمل الصامت للعديد من الجمعيات الخيرية، وكثير من المجموعات الشبابية التي تقدم مساعدات للأسر الفقيرة والمعوزة، بعيدا عن عدسات
التعليقات علي مساعدات فقراء غزة في رمضان بين عوز الأسر المتعففة وشروط التصوير للمتبرع القدس العربي