إنرجي إنتليجنس : استراتيجية السعودية لإدارة سوق البترول .. القيادة بالقدوة صحيفة الاقتصادية
22/05/2020 | 9:00 ص 0 comments

استجاب البترول بسرعة كبيرة، وبشكل إيجابي، لمجموعة تخفيضات الإنتاج التي قررتها مجموعة أوبك +، والتخفيضات المدفوعة بعوامل السوق التي تبناها منتجون آخرون، وكذلك الدعم الإضافي الذي نتج عن التخفيضات الطوعية الإضافية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وكانت السوق الفعلية قد باتت أكثر تقاربا بين العرض والطلب، وارتفعت الأسعار فيها قبل انعقاد
استجاب البترول بسرعة كبيرة، وبشكل إيجابي، لمجموعة تخفيضات الإنتاج التي قررتها مجموعة أوبك +، والتخفيضات المدفوعة بعوامل السوق التي تبناها منتجون آخرون، وكذلك الدعم الإضافي الذي نتج عن التخفيضات الطوعية الإضافية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في منطقة الخليج والشرق الأوسط.
وكانت السوق الفعلية قد باتت أكثر تقاربا بين العرض والطلب، وارتفعت الأسعار فيها قبل انعقاد الاجتماع المقبل للأعضاء في اتفاق أوبك +، المؤلف من 23 دولة، في حزيران (يونيو) المقبل.
فقد أغلقت العقود الآجلة لخام برنت المرجعي عند 34.65 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء الماضي، وهو سعر أعلى بكثير من سعر نيسان (أبريل)، الذي هبط إلى أقل من 20 دولارا للبرميل. كما تضاعفت أيضا قيمة خام عمان، في بورصة دبي التجارية، منذ أن تم اتفاق مجموعة أوبك + على التخفيضات.
وعلى الرغم من ذلك فالتعافي لا يزال مبدئيا، فوفقا لتحليل أجرته "إنرجي إنتليجنس"، سيتطلب استمرار استعادة التوازن للأسواق المتضررة تعافيا قويا في الطلب، وتنفيذا مستمرا لكل من التخفيضات التي جرى التعهد بها، وعمليات إغلاق الآبار التي استدعتها عوامل السوق.
وفي 1 أيار (مايو)، بدأت كل من المملكة وروسيا، والدول الأخرى الأعضاء في اتفاق أوبك +، تنفيذ اتفاق بخفض 9.7 ملايين برميل يوميا من إمدادات الأسواق، وهو أكبر تخفيض منسق دوليا للإنتاج يجري تنفيذه حتى الآن.
هذا التحرك، الذي يأتي في إطار اتفاقية تمتد لعامين، يهدف إلى الحد من الأضرار التي نجمت عن انهيار الطلب في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وأيار (مايو)، وتيسير تعافي السوق عن طريق وضع حد لتراكم المخزونات الفائضة.
وفي الأسبوع الماضي، أعلنت المملكة تخفيضا إضافيا مفاجئا، قدره مليون برميل يوميا، كما وافقت كل من الإمارات والكويت وعمان، بدورها، على زيادة إسهامها في تخفيضات الإنتاج أيضا.
وفي إطار هذا التحرك، أعلنت المملكة والكويت أنهما ستوقفان، في حزيران (يونيو)، إنتاج 140 ألف برميل يوميا من المنطقة المحايدة المشتركة بينهما، التي تم استئناف الإنتاج منها أخيرا، بعد توقف دام خمسة أعوام.
وقد صرح وزير الطاقة في المملكة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان، لـ"إنرجي إنتليجنس"، الأسبوع الماضي، بأن التخفيضات الإضافية الطوعية للمملكة تهدف إلى إعادة المؤشرات الأساس للسوق إلى مسارها الطبيعي، وتسريع تعافي الأسواق، وسط علامات تشير إلى بدء التحسن في الطلب، في ظل قيام بعض الدول بإعادة فتح اقتصاداتها عقب حال الإغلاق المطولة.
وقال الأمير عبدالعزيز إن السوق تتحرك في الاتجاه الصحيح.
ووفقا لتفسير "إنرجي إنتليجنس"، تتمثل استراتيجية المملكة، الراهنة، لإدارة السوق، في التحرك أسرع من المؤشرات الأساس للأسواق، عن طريق القيام بخطوات استباقية، والقيادة بالقدوة.
وخفضت شركة أرامكو السعودية كميات الخام المخصصة لبعض المشترين في آسيا، خلال حزيران (يونيو)، تبلغ 30 في المائة أو أكثر. وقد أعربت إحدى شركات التكرير، في شمال شرق آسيا، عن أسفها بشأن "التخفيض الكبير" الذي أجرته "أرامكو"، في وقت يتزاحم فيه المشترون لتأمين كميات كافية من البترول للشهر المقبل.
أدلة قاطعة
ثمة أدلة قاطعة على أن تخفيضات الإنتاج تدفع الأسواق الفعلية إلى استعادة توازنها. فصهاريج التخزين لا تملأ بالسرعة المعتادة، ومعدلات الخصم على أسعار الخام الفعلي، لأسواق العقود الآجلة، انخفضت بشكل ملحوظ، والفوارق التي كانت واسعة، سابقا، بين العقود الآجلة لشهور الاستحقاق القريبة وعقود التسليم الأبعد أجلا، بدأت تضيق، بما ينم عن سوق أكثر توازنا بين العرض والطلب.
وتشير إحصاءات "إنرجي إنتليجنس" إلى أن نحو 12 مليون برميل يوميا من الإنتاج الإجمالي للسوائل سيجري تخفيضها أو وقف إنتاجها خلال الربع الثاني من العام الحالي، بما في ذلك نحو 11 مليون برميل يوميا من إنتاج الزيت الخام، مع استمرار جانب كبير من هذه التخفيضات خلال مرحلة تعافي الطلب.
وقد كانت مثل هذه الاستجابة الكبيرة، بتخفيض العرض، مطلوبة لمواجهة التراجع الحاد في الطلب، الذي انخفض، في نيسان (أبريل)، بمقدار 21 مليون برميل يوميا عن مستواه في الفترة نفسها من العام السابق، كما انخفض، في أيار (مايو)، بنحو 18 مليون برميل يوميا عن مستواه في الفترة نفسها من العام السابق.
ومن المتوقع للطلب أن ينتعش في حزيران (يونيو)، بما يؤدي إلى سوق تقترب من تحقيق التوازن، بفضل تخفيضات الإنتاج الإضافية، حيث سيتجاوز الطلب العرض بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا في حزيران (يونيو)، إذ إن الارتفاع الأخير في الأسعار يجسد التوقعات في سوق أفضل توازنا.
وتتوقع "إنرجي إنتليجنس" نقصا في العرض يبلغ 1.9 مليون برميل يوميا، في المتوسط، خلال النصف الثاني من العام الجاري، الأمر الذي سيؤدي إلى بدء السحب من الكميات المكدسة في مرافق التخزين. هذا مع افتراض الالتزام الشديد باتفاق خفض الإنتاج من جانب الأعضاء في اتفاق أوبك +، واستمرار تقليص الإنتاج، من خلال غلق الآبار، من قبل المنتجين من خارج "أوبك".
والتساؤل الرئيس، إذن، هو ما إذا كان الانضباط سيستمر، مع ارتفاع الأسعار، من قبل الدول الأعضاء في اتفاق أوبك +، التي تعاني ضائقات مالية، وما إذا كان المنتجون، في دول كالولايات المتحدة وكندا، سيستمرون في غلق الآبار لتقليص الإنتاج.
وتشير مصادر من منظمة أوبك إلى ثقتها في أن الالتزام بتخفيضات الإنتاج ينبغي أن يتعزز، بين الدول الأعضاء في اتفاق أوبك +، نتيجة لتعافي الأسعار، بما في ذلك الدول التي كانت لديها سوابق في عدم الالتزام.
وبعد أن أعلنت المملكة تخفيضها الطوعي الإضافي الأسبوع الماضي، قال وزير النفط بالنيابة في العراق، علي علاوي، إن بغداد ملتزمة تماما بتنفيذ تخفيض الإنتاج، وفقا للشروط المتفق عليها بموجب اتفاق أوبك +.
ويبدو أن التزام العراق بتنفيذ تعهده بخفض الإنتاج، بمعدل 1.06 مليون برميل يوميا، قد لا يتحقق هذا الشهر، غير أن العراق خفض كميات التسليم، في حزيران (يونيو)، إلى آسيا، بالتوافق مع الخطوة التي اتخذتها "أرامكو".
وفي غضون ذلك، أصدر وزيرا الطاقة في المملكة وروسيا بيانا مشتركا سعيا من خلاله إلى طمأنة السوق حيال التزامهما بالامتثال لتخفيضات الإنتاج، مشيرين إلى أن توازنات السوق تسير في الاتجاه الصحيح.
وتشير البيانات الأولية، لأيار (مايو)، إلى أن روسيا تقترب من تحقيق المستهدف منها، مع وصول الإنتاج فيها، باستثناء المكثفات، إلى 8.57 مليون برميل يوميا، مقارنة بحصتها من التخفيضات التي تبلغ 8.492 مليون برميل يوميا.
كما أن الخطوة الطوعية، التي اتخذتها المملكة، تضعها في موقف قوي خلال أي مفاوضات قد تجري أثناء اجتماع الدول الأعضاء في اتفاق أوبك + المرتقب في حزيران (يونيو). وقد أبلغ أشخاص من الموفدين للاجتماع "إنرجي إنتليجنس" باحتمال اتخاذ خطوة لتمديد التخفيضات الحالية، البالغة 9.7 مليون برميل يوميا، حتى نهاية عام 2020، لضمان خفض المخزونات بشكل فعال.
ما زال الخطر قائما
للاستمرار في إعادة التوازن للسوق، قد يتطلب الأمر من المنتجين، خارج نطاق اتفاق أوبك +، أن يخفضوا الإنتاج بمعدلات أكبر، وفقا لتقديرات "إنرجي إنتليجنس"، خصوصا في أمريكا الشمالية ومناطق أخرى مثل البرازيل، وكولومبيا، والأرجنتين، والنرويج، والمملكة المتحدة. غير أن انتعاش الأسعار الأخير، إذا استمر، قد يشكل خطرا محتملا على هذه العملية.
فقد تراجعت البرازيل، بسرعة، عن التخفيضات الخاصة بها، التي تبلغ 200 ألف برميل يوميا، في الشهر الماضي، بسبب الاهتمام القوي الذي أبدته الصين بشراء الخام منها، كما أنها لم تعد تخطط لأي عمليات لإغلاق الآبار المنتجة هذا العام.
لكن الخطورة الأكبر تتمثل في الولايات المتحدة. فعلى الرغم من أن بعض الإنتاج المتوقف من بعض "الآبار القديمة المستنفدة"، التي جرى إغلاقها، لن يستأنف أبدا، إلا أن كثيرا من المنتجين المستقلين يعملون الآن بالفعل لاستئناف الإنتاج في ظل اتجاه أسعار الخام الفعلية إلى 30 دولارا للبرميل.
فالمنتجون الأمريكيون المستقلون يستهدفون أي سوق يمكن أن يظهر فيها طلب على الخام. إذ إن معظم المنتجين المستقلين بحاجة ماسة إلى المال كي يحموا أنفسهم من الغرق في الديون، ويتمكنوا من الوفاء بشروط اتفاقيات القروض. وعلى الرغم من أن أسعار البترول، التي تقل عن 40 دولارا للبرميل، لا تزال تشكل تحديا أمام بقائهم على المدى الطويل، إلا أن مستويات الأسعار الحالية تغطي تكاليفهم التشغيلية على الأقل.
وتقول المصادر إن من المتوقع أن يكون كبار المنتجين الأمريكيين أكثر حذرا في تحركاتهم. حيث إنهم يريدون الوصول إلى قدر أكبر من الثقة في استمرار تعافي الأسعار، بل إنهم قد ينتظرون وصول الأسعار إلى مستويات أعلى قبل البدء في استئناف إنتاج الكميات التي تم تقليصها من قبل. كما أن إنتاج كندا قد يحتاج، أيضا، إلى وصول الأسعار إلى نطاق 40 دولارا للبرميل قبل أن يشهد عودة كبيرة لاستئناف الإنتاج من الآبار المغلقة.
زيارة الموضوع الاصليإنرجي إنتليجنس : استراتيجية السعودية لإدارة سوق البترول .. القيادة بالقدوة صحيفة الاقتصادية
موقع قولي غير مسئول عن المحتوي المعروض، فهو مقدم من موقع اخر (سياسة الخصوصية)
الإمارات تثبت أسعار البنزين وتخفض الديزل في مراجعة يونيو 2025 إرم بزنس
سجل سعر وقود الديزل عند 2.45 درهم في يونيو، والبنزين السوبر «98» بـ2.58 درهم، وسعر البنزين خصوصي «95» عند 2.47 درهم، وبنزين «إي بلس» 91 عند 2.39 درهم.
استقرار أسعار الوقود في الإمارات لشهر يونيو - معلومات مباشر
أبوظبي - مباشر: أقرت لجنة متابعة أسعار الجازولين والديزل في الإمارات، أسعار الوقود لشهر يونيو 2025. وجاءت أسعار الوقود على النحو التالي: - وقود الديزل سجل قيمة 2.45 درهم لكل لتر. - البنزين "سوبر 98" سجل قيمة 2.58 درهم لكل لتر. - البنزين "خصوصي 95" …

ضبط محطة وقود تصرفت فى 4780 لتر بنزين وسولار بالسوق السوداء بالغربية -
تمكنت حملة مكبرة لمديرية التموين والتجارة الداخلية بمحافظة الغربية، برئاسة المهندس أحمد عبود وكيل الوزارة، من ضبط محطة تموين سيارات بعد قيام المسئولين..

أسعار الوقود في الإمارات لشهر يونيو 2025.. تثبيت البنزين وخفض الديزل - الطاقة
من المقرر أن تشهد أسعار الوقود في الإمارات لشهر يونيو 2025 تثبيتًا للبنزين بأنواعه، وخفض الديزل، بحسب ما جاء في الإعلان الرسمي للجنة متابعة الأسعار، الذي حصلت

مؤسسة البترول الكويتية تتفاوض على شراء حصة في مشروع غاز أميركي
ذكرت وكالة بلومبرغ نيوز اليوم الاثنين أن شركة وودسايد إنرجي تجري محادثات مع وحدة خارجية تابعة لمؤسسة البترول الكويتية لبيع حصة في مصنعها للغاز الطبيعي

مصر تقدم حوافز لجذب استثمارات التنقيب عن النفط الغاز.. باتفاقية جديدة - الطاقة
تواصل مصر جهودها للتعاون مع الشركاء الأجانب، في مقدمتهم شركة "إكسون موبيل الأميركية، وذلك من خلال تقديم حوافز جديدة تشجع على الاستثمار في مجال التنقيب عن

إدارة ترمب تسمح ببيع البنزين عالي الإيثانول خلال الصيف اقتصاد الشرق مع بلومبرغ
أعلنت إدارة ترمب أنها ستسمح ببيع البنزين عالي الإيثانول (E15) صيفاً بهدف إبقاء أسعار البنزين منخفضة، ودعم القطاع الزراعي في الولايات المتحدة. اقتصاد الشرق مع بلومبرغ

إنرجي إنتليجنس : استراتيجية السعودية لإدارة سوق البترول .. القيادة بالقدوة صحيفة الاقتصادية اخبار الوقود استجاب البترول بسرعة كبيرة، وبشكل إيجابي، لمجموعة تخفيضات الإنتاج التي قررتها مجموعة أوبك +، والتخفيضات المدفوعة بعوامل السوق التي تبناها منتجون آخرون، وكذلك الدعم الإضافي الذي نتج عن التخفيضات الطوعية الإضافية التي أعلنتها المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في منطقة الخليج والشرق الأوسط. وكانت السوق الفعلية قد باتت أكثر تقاربا بين العرض والطلب، وارتفعت الأسعار فيها قبل انعقاد
التعليقات علي إنرجي إنتليجنس : استراتيجية السعودية لإدارة سوق البترول .. القيادة بالقدوة صحيفة الاقتصادية